Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
معوِّقَات ازدهار الحضارة المصرية واستمراريتها
منذ بداية الأسرات حتى عصر الدولة الحديثة :
المؤلف
مصطفى، على همام هاشم.
هيئة الاعداد
باحث / على همام هاشم مصطفى
مشرف / عائشة محمود عبد العال
مشرف / جــلال أحمد أبو بكر
مناقش / هالة محمود محمد خلف
الموضوع
تاريخ.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
275ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 275

from 275

المستخلص

مما لا شك فيه أنَّ الحضارة المصرية من أقدم وأرقى حضارات الشعوب القديمة على وجه الأرض، وأعرقها وأكثرها تأثيراً فى التراث الإنسانى القديم، إذ نشأت هذه الحضارة في الشمال الشرقي لإفريقيا، وتركَّزت على ضفاف نهر النيل، وسطعت وامتدت إلى حضارات الشرق القديم المجاورة، لتترك بصماتها واضحةً جليةً على معظم الحضارات التي ظهرت على شواطئ البحر المتوسط شمالًا، وامتد تأثيرها حتى منابع النيل وشرق إفريقيا جنوبًا.
في بداية الأمر يشير مصطلح الحضارة Civilization إلى مستوى التطور الذي يعيش فيه الإنسان بسلام في المجتمعات المختلفة، وفى معجم اللغة العربية هي مرحلة سابقة من مراحل التَّطوّر الإنساني، والتقدم في شتّى الميادين المعنوية كالعلوم والآداب والفنون، أو المادية كالتشييدات المعمارية بمختلف ألوانها، وتعرَّف بأنَّها حصيلة التطورات الدينية والمادية التى يشهدها مجتمع ما؛ نتيجة تضافر جهود أفراده من أجل التأقلم مع الظروف المعيشية التى يواجهونها، للوصول إلى السِّمو الروحى والمادى الذى يتطلعون إليه، ويشير مصطلح مُعَوِّقات Obstacles إلى العقبات التى تعترض وتعرقل إنجاز الأعمال على أكمل وجه، فهى حالة تُحِد من القدرة على ازدهار وتقدم سير العمل بالأنشطة المختلفة؛ نتيجة تدخل عوامل بشرية أدت إلى ذلك كسياسات خاطئة من جانب ملك وحاشيته، أو عوامل طبيعية كالفيضانات والتغيرات المناخية.
وقد سبق توحيد البلاد بمصر القديمة فترة طويلة عُرفِت بما قبل التاريخ ( المُدوَّن)، بعدها بدأت الحضارة المصرية في حوالي عام 3200 ق.م تقريباً، عندما وحد الملك مِنَا” نعرمر” جنوب وشمال مصر معًا، ثم أخذ ركب تلك الحضارة يمضى قُدمًا فى سبيل التطور والازدهار على مدى ثلاثة آلاف عام ضمت تاريخياً سلسلة من الممالك المستقرة سياسياً، والتي خلَّفت لنا ذلك الإرث الحضاري الذى أبهر العالم في شتى الميادين، من علوم وفنون وعمارة، ونضج سياسي واجتماعي واقتصادي، إلا أنَّ هذه الفترة قد تخللها عدم استقرار نسبي في بعض الأوقات التي سادها الضعف والهوان؛ نتيجة تضافر عدة عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية، وربما كانت متبوعة فى بعض الأحيان بمتغيراتٍ بيئيةٍ أو ديموغرافية، شكَّلت فى مجموعها عدة معوقات حالت دون توهج هذه الحضارة واستمرارها في نفس وتيرة التطور والازدهار التي ينبغي أن تتزايد في نمو مطرد منذ نشأتها، بل وانهيارها في بعض الفترات التي استمرت عقودًا عديدة، ورغم أنَّ بعض هذه المعوقات كانت كفيلة بزوال حضارات فى مناطق أخرى، وقيام شعوبها بالهجرة إلى البلدان المختلفة، إلا أنَّ الحضارة المصرية قد خُــــــــوِّلَ لها مِن أبنائها الأبطال العظماء مَن ينتشلها من غياهب الظلمات وبراثن الأشرار فى كل ضائقة ألَمَّت بها، ليثبِّت قواعدها، ويرسِّخ أركانها، ويستعيد مكانتها وأمجادها، حتى تنهض من كبوتها وتستفيق، وتزدهر حضارتها، وتستمر وتعود حضارة شامخة مرة أخرى.
أما عن أسباب اختيار الموضوع
فيرجع إلى شغف الباحث بموضوعات الحضارة المصرية القديمة، خاصةً تلك الحقب المظلمة منها؛ محاولًا إلقاء الضوء على تلك الفترات الحالكة في تاريخ الحضارة المصرية، والمعوقات التى أدت إلى ذلك، وإلى أي مدى أثَّرت تلك المعوقات في سير الحضارة قُدمًا نحو التطور؟ وما النتائج التي ترتبت على تلك المعوقات؟ وكيف واجه ملوك تلك الفترات هذه المعوقات؟ وكيف استمرت تلك الحضارة رغم ما تعرضت له من معوقات؟ من هنا أراد الباحث أن يقوم بدراسة أكاديمية حول هذا الموضوع، ليبرز تلك المعوقات وأثرها على ازدهار الحضارة المصرية واستمراريتها رغم كل ذلك.
الصعوبات التى واجهت الباحث
إنَّ تناول موضوع ”معوقات ازدهار الحضارة المصرية واستمراريتها منذ بداية الأسرات حتى عصر الدولة الحديثة” (دراسة تاريخية حضارية) يحتاج إلى الحذر الشديد فى تناوله؛ لأنَّه من الموضوعات المحفوفة بالصعوبات والعَقَبَات، والتى كان من أهمها تحديد إطار البحث، والموضوعات الفرعية التى تناولتها الدراسة ومدى عمق ارتباطها بها، هذا فضلًا عن إدراك الباحث منذ البداية أنَّ مثل تلك الدراسة التى تمس معوقات الحضارة التى أبهرت العالم فى شتى الميادين لا بد من الوصول فيها إلى استنتاجاتٍ علميةٍ يقبلها العقل وتأكِّدها البراهين، وذلك مما تطلب المزيد من الجهد فى البحث عن المراجع المختلفة خاصةً الحديثة منها؛ نظرًا لأن كثيرًا من الباحثين يتجنب الخوض فى الفترات المضطربة من تاريخ مصر القديم.
الدراســـــات السابقــــــة
- ابتسام محمد بديع، الحضارة المصرية في عهود كل من مينا- منتوحتب ”نب حبت رع”- أحمس الأول، دراسة مقارنة تاريخية- أثرية، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآثار، جامعة القاهرة، 2005، والتى ركَّزت على فضل ملوك التأسيس فى عودة وحدة البلاد، دون التطرق لكافة النزاعات والحروب الأهلية على مدار تاريخ مصر منذ العصر العتيق وحتى عصر الدولة الحديثة.
- منى عبد المحسن نعمان، الأزمات والمِحَن وتعبيراتها فى مصر القديمة من خلال المصادر والنصوص المصرية حتى نهاية الدولة الحديثة، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآثار، جامعة القاهرة، 2013، وقد أشارت إلى الأزمات والمحن التى مرت بها البلاد، دون التعرض لآثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن إغفال المتغيرات البيئية والديموغرافية وأثرها على كافة تلك النواحى.
- وحيد محمد شعيب، المؤامرات على حياة ملوك مصر القديمة ابتداءً من الدولة القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية التربية، جامعة المنصورة، 1992، وقد أشارت الدراسة إلى المؤامرات واغتيال الملوك، دون التعرض لأثر هذه المؤامرات كمعوق من معوقات الحضارة المصرية، إذ لا يمكن التفكير فى مشروعات قومية تجلب الرخاء الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى فى ظل أجواء تسودها النزاعات والمؤامرات.
منهـــــــج الدراســـــــة
اعتمد الباحث في الدراسة على منهج البحث التاريخي القائم على الدراسة الاستقرائية التحليلية لما ورد في المراجع المختلفة، مع إبداء الرأي أحياناً، وكذلك المنهج الوصفي في عرض بعض الأشكال المتعلقة بموضوع دراسته.
نطــاق وحـــــدود البحــث
يشمل البحث الفترة التاريخية منذ عصر بداية الأسرات وحتى نهاية عصر الدولة الحديثة.
وقد قسَّم الباحث الدراسة إلى ثلاثة فصول، تسبقها مقدمة وتلحقها خاتمة، وملحق بالخرائط والأشكال، وقائمة للمراجع وذلك كالتالي:
المقــــــــدمـــــــــة
وتناولت نبذة عن الموضوع، وأسباب اختياره، والصعوبات التى واجهت الباحث، وأهم الدراسات السابقة، ومنهج الدراسة، ونطاق وحدود البحث.
الفصــل الأول: وقد تناول المـــعوقات الســــــياســـــية وأبرزها:
أولًا: ضياع الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب فى عدة فترات
ثانياً: الحروب الأهلية
ثالثًا: الصراع على الحكم والمؤامرات
رابعًا: الغزو الخارجى والاستعمار
الفصــل الثانى: وقد تناول المـــــعوقات الاقتصــــــادية وأبرزها:
أولًا: انحسار الفيضان وارتفاعه وما يترتب على كلتا الحالتين
ثانياً: كثرة الهبات والعطايا والأوقاف
ثالثًا: الإسراف فى تشييد المبانى والعمائر
رابعًا: الترف والثراء الفاحش لكبار الموظفين وآثاره على اقتصاديات البلاد
الفصــل الثالث: وقد تناول المــــعوقات الاجتماعـــــية وأبرزها:
أولًا: توريث الوظائف واحتكار المناصب العليا فى العائلات الكبرى
ثانياً: انحدار السلوك الأخلاقي ”من الماعت إلى الإسفت”
ثالثًا: الأزمات والكوارث
وقد أنهى الباحث الدراسة بخاتمة اشتملت على أبرز النتائج التي تم التوصل إليها. مع قائمة للمراجع التي تم الاستعانة بها في البحث، العربية منها والمعربة، إلى جانب المراجع الأجنبية، يلى ذلك ملاحق الرسالة وتشتمل على ملحق الخرائط وبعض الأشكال التى تتعلق بموضوع البحث.