Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
شعر الزهد في عصريّ الموحدين والغرناطي /
المؤلف
جلال الدين، نورهان سيد يوسف.
هيئة الاعداد
باحث / نورهان سيد يوسف جلال الدين
مشرف / عبد الرحيم يوسف الجمل
مشرف / بيومي محمد بيومي طاحون
مناقش / بيومي محمد بيومي طاحون
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
200 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - الدراسات الأدبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 258

from 258

المستخلص

الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين، سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن تبعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
زهاء ثمانية قرون، والأدب العربي يعيش في أغوار الأندلس متأثرًا بكل ما فيها من مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية، وهي فترة لا يستخف بها في دراسة الأدب، الذي يعد مرآة لما يدور في الحياة، وتعبيرًا صادقًا عن حياة الأمة في هناءاتها وبؤسها.
وقد تعاقبت على الأندلس حضاراتٌ متعدِّدة، حملها إليها العربُ وغيرهم من الأمم الأخرى؛ ولذلك حفلت مناطقها بمعالم حضارية وثقافيَّة متنوعة، وزادها في هذا ما جلَبَهُ إليها العربُ من تقدُّم كان على الصعيدين الماديّ والروحي.
وقد كان لكل من عصر الموحدين والغرناطي النصيب الأوفر من معالم هذا التقدُّم ومآثره، وساعَدَهما على ذلك موقعهما الجغرافيّ وخصائصهما الطبيعيَّة المتميزة، التي أصبحت مركزًا يؤمُّه الأدباء والمفكرون من شتَّى أنحاء البلاد؛ ممَّا أدَّى إلى التقدُّم الثقافيّ، والفكريّ، الذي ترتب عليه تعدد أغراض الشعر، حتى خرجت عن المنهج المحافظ لها إلى اتجاهات جديدة أوسع وأرحب، ومن ضمنها الخمريات، والغزل المُذَكَّر، والمجونيات، وكذلك الطبيعات، والزهديات.
وما سنُلقِي الضوءَ عليه هو غرض ”الزهد” الذي يُعَدّ من أهم الأغراض الشعريَّة، التي نالت اهتمام جميع طبقات المجتمع الأندلسي في تلك العصور، فهو يعد قيمة إسلاميَّة، يستمد أصولَه من القرآن الكريم، والسُّنَّة النبويَّة المشرَّفة.
أسباب اختيار الموضوع:
ويرجع سبب اختياري لهذا الموضوع هو اهتمامي بالتراث الأندلسي أدبًا ونقدًا، فضلًا عن وجود دراسات حديثة مهتمَّة بدراسة ظاهرة الزهد في القرون السابقة لعصرَي الموحِّدين والغرناطي، ورغبتي في استكمال الصورة النهائيَّة لظاهرة الزهد في هذين العصرين.
فنجد أن الأندلس قد خضعت لسيطرة الموحدين الذين كانوا على ثقافة عربيَّة أصيلة، أدت إلى نتاج أدبي عظيم، ومن أبرز شعراء هذا العصر: حازم القرطاجني، وابن الصباغ ، وغيرهم كثيرون، ولكن ما لبث أن انتهى عهد الموحدين نتيجةَ الفتن الداخليَّة، وهجمات النصارى المتوالية، فأكملت بعدَها غرناطةُ مسيرتَها، فكانت الملاذ الأخير للعرب المسلمين، فاستقروا في هذه المدينة التي تحولت إلى منبع للثقافة، ومركز يؤمُّه الشعراء والكُتَّاب، ومن أشهر شعراء هذا العصر ابن زمرك، ولسان الدين ابن الخطيب، وابن خاتمة الأنصاري وآخرون.
ولقد عقَد شعراء الموحدين وبنو الأحمر عَلاقةً وطيدةً مع الشعر الدينيّ، وتحديدًا شعر الزهد، فهم كانوا على قدرٍ عالٍ من الثقافة الدينيَّة التي ساهمت في تطوُّر وانتشار هذا اللون الشعري في تلك الآونة، بالإضافة إلى فوضى الحياة السياسيَّة، والاجتماعيَّة التي كان يحياها المسلم الغرناطي، دفعته إلى حب الخلاص من غوائل الحياة، وطلب النجاة.
وقد أخذ هذا الغرض من الشعر صورًا متعددةً؛ فمن الحث على ازدراء الدنيا، والانزواء عنها، إلى الإلحاح في طلب العفو والمغفرة من الله، ثم ذِكْر الشيب، والتنبيه إلى إعداد الزاد للرحيل، والترهيب من عذاب القبر، والعقاب والجزاء، وغير ذلك من الصُّوَر التي شكَّلَت ملامحَ هذا اللون من الشعر قلبًا وقالبًا.
منهج الدراسة:
اعتمدت في بحثي على أكثر من منهج، وذلك حسب مقتضيات وتنوُّع فصوله وطرائق عرضه، فقد اتبعت المنهج الوصفي، فضلا عن المنهج التحليلي.
الدراسات السابقة:
- دراسة بعنوان: ”الزهد في الشعر الأندلسي حتى أواخر القرن الثالث الهجري”، هيام يوسف المجدلاوي، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر – غزة، (2010م): حيث تناولت في بحثها مفهوم الزهد ونشأته في المشرق العربي، وتطوره، ثم انتقاله إلى الأندلس، وبواعث ظهوره في تلك الفترة، وتناولت المعجم الشعري لشعر الزهد، واستعرضت أكثر المحاور الدلالية التي ترددت في شعر الزهد؛ مثل ثنائية الشباب والشيب، وثنائية الذنوب والتوبة، وتطرقت إلى التناص، والصورة الشعرية، والظواهر الأسلوبية في شعر الزهد.
- دراسة بعنوان: ”نزعة الزهد في الشعر الأندلسي من الفتح إلى نهاية الدولة”، مشاعر عباس أحمد عوض السيد – جامعة أم درمان الإسلامية –(2010م): فقد تحدثت فيه عن فنون الشعر، واتجاهاته في الأندلس، وأيضًا مفهوم الزهد لغةً واصطلاحًا، وموقع الزهد في الرؤية الفنية للحياة، كما تناول الزهد في العصر الأموي والعباسي، وأثر البيئة الأندلسية في ظاهرة الزهد، وأيضًا عناصر شعر الزهد عند الأندلسيين، وتناولت الصورة الفنية في شعر الزهد، والاقتباس من القرآن الكريم والحديث الشريف والأمثال.
- دراسة بعنوان ”غرض الزهد في الشعر المغربي من القرن الثالث إلى نهاية القرن السادس الهجري”، عبد القادر عكرمي، رسالة ماجستير، جامعة أبي بكر بلقايد –الجزائر، (2011م): فقد تطرَّق إلى شِعر الزهد المغربي من القرن الثالث الهجري إلي نهاية القرن السادس الهجري، وبيَّن تلك الهواجس والموضوعات التي خالجت أولئك الشعراء.
- دراسة بعنوان: ”الزهد في الشعر الأندلسي في عصر المرابطين والموحدين”، نسيمة لحلو، رسالة ماجستير، جامعة تلمسان، (2011-2012م): فقد تناولت في بحثها نظرةً عن الأحوال السياسية والاجتماعية والأدبية في عصر المرابطين والموحدين، ثم التعريف بشعراء شعر الزهد، وتحدثت عن أهم الموضوعات التي تناولها الشعراء ونظموا فيها أشعارَهم، مع بيان الخصائص الفنية التي طبَعَت شعرَهم.
- دراسة بعنوان: ”التيار الديني عند شعراء عصر الموحدين”، ابتسام قسم السيد عوض، جامعة شندي، (2013م): وتطرقت في أحد أغراض بحثها إلى دراسة شعر الزهد، وطبيعته، وأبرز أعلامه، وأهم ملامح قصيدة الزهد، وأيضًا الحياة السياسية، والاجتماعية، والفكرية في عهد الموحدين.
وقد استعنت في بحثي بمجموعة من المصادر مازجت بين التراثي والحديث، ومن أبرزها:
من التراث: كتاب ”نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرطيب” لأحمد بن المقري التلمساني، و”الإحاطة في أخبار غرناطة” واللمحة البدرية” للسان الدين بن الخطيب، و”المعجب في تلخيص أخبار المغرب” لعبد الواحد المراكشي، وغيرها.
ومن الحديث: كتاب ”الأدب الأندلسي في عصر الموحدين” للدكتور حكمة علي الأوسي، والتاريخ الأندلسي من الفتح حتى سقوط غرناطة للدكتور عبدالرحمن علي الحجي، و”دولة الإسلام في الأندلس للدكتور محمد عبد الله عنان، و”عصر الدول والإمارات -الأندلس” للدكتور شوقي ضيف، وغيرها من المراجع والمصادر الأخرى.
مسرد الخطة:
تقع الدراسة في ثلاثة فصول، بالإضافة إلى مقدمة، ومدخل، ثم خاتمة، فتحدثتُ في المدخل عن مفهوم الزهد لغةً واصطلاحًا، وعن مصادر شعر الزهد التي تجسدت في القرآن الكريم، والحديث الشريف، وأقوال الخلفاء الراشدين، وقراءة في آراء العلماء في الزهد، وقدمت إطلالة على إرهاصات الزهد في الأندلس.
وتحدثت في الفصل الأول عن البيئة الأندلسيَّة وأثرها في ظاهرة الزهد، وانطوى على ثلاثة مباحث؛ هي: الحياة الاجتماعيَّة، والأوضاع السياسيَّة، والحياة الفكريَّة.
أمَّا في الفصل الثاني فتحدثتُ عن قضايا شعر الزهد، ومضامينه، فقسمتُها إلى أربعة مباحث: استصغار الدنيا، ومحو آثارها من القلب، وفكرة الموت، والتأهب له، وأثر الشباب والشيب، وطلب العفو، والمناجاة من الله.
وتناولتُ في الفصل الثالث والأخير: عناصر الصياغة الشعريَّة عند شعراء الزهد، وقسمته إلى ثلاثة مباحث: اللُّغة، والصورة الفنيَّة، والتناص.
وفي الأخير خاتمة شكلت محصلة لأهم النتائج التي توصلتُ لها.