الفهرس 
الإعاقة العقليةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 258 |  |  |
| | | from | 258 | | |
المستخلص
إن الإعاقة بشكل عام والإعاقة العقلية بشكل خاص ظاهرة نالت بدرجات متفاوتة اهتمام مختلف الفئات المهنية والعلمية, وقد حظيت مشكلة الإعاقة العقلية باهتمام الدارسين والباحثين في مجال التربية الخاصة والصحة النفسية في محاولة تسعى لتحسين حياة الأطفال ذوي الهمم (القابلين للتعلم) ومساعدتهم على استثمار قدراتهم وإمكانياتهم واستعداداتهم المحدودة إلى أقصى حد ممكن للتغلب على أوجه القصور لديهم, وقد واكبت مصر العالم في هذا الاهتمام حيث يقاس تقدم الأمم بالاهتمام بالأطفال ذوي الهمم (المعاقين عقلياً القابلين للتعلم).
تعد الرياضيات ضرورة أساسية ومطلبا مهما لتلبية حاجة الإنسان في المعرفة, وتتضمن المفاهيم الرياضية مجموعة من المهارات الأساسية التي لاغنى عنها في الحياة اليومية وفي عالمنا الذي يعتمد على الأعداد والأرقام بصفة خاصة والتي غالبا ما نأخذها كأمر مسلم به لمواصلة حياتنا اليومية, فالخبرات الرياضية تعد واحدة من جملة الخبرات المهمة في حياة الطفل العادي عامة والطفل ذو الهمم (المعاق عقلياً القابل للتعلم) خاصة, وتعد المفاهيم الرياضية ضرورية لنجاح الأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم ولتعزيز مهارات العيش المستقل, ومواكبة الحياة اليومية ولفهم العالم من حولهم وتعزيز المشاركة الاجتماعية لدى هؤلاء الأطفال ذوي الهمم (القابلين للتعلم) فهم بحاجة للمفاهيم الرياضية في كل الأمور على سبيل المثال عند دفع المال مقابل شراء الأشياء أو استخدام الهاتف المحمول، وقد تعددت الآراء حول تعليم الأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم المفاهيم الرياضية الأساسية فيرى الباحثون أن عملية نمو هؤلاء الأطفال يكافئ ويساوي عملية النمو عند الأطفال العادين المماثلين لهم في العمر الزمني ولكن بصورة أبطأ وذلك وفقا لمستواهم العقلي كما أشارت دراسة(Agdinski, Keskinova and Memedin, 2017). أي أنهم يستطيعون التعلم كالعادين ولكن بصورة أبطأ فالأطفال ذوي الهمم (المعاقين عقلياً القابلين للتعلم) لا يتمكنون من اكتساب المفاهيم الرياضية بسهولة كما يتوقع من معظم الأطفال العاديين ممن هم في نفس عمرهم العقلي مما يصعب عليهم اكتساب المفاهيم الرياضية التي تعلم بالطرق التقليدية, وتشير الدراسات والبحوث أنه لا يمكن تعليم الطفل المعاق عقلياً القابل للتعلم بالطرق التقليدية والوسائل والأساليب العادية بل لابد من تعليمهم بطرق وأساليب خاصة وهذا ما دفع الباحثة إلى تطبيق برنامج الأوديبلاكس لتحسين المفاهيم الرياضية لدى هؤلاء الأطفال ذوي الهمم (القابلين للتعلم).
مشكلة الدراسة :
انبثقت مشكلة الدراسة من خلال إشراف الباحثة على طالبات التربية العملية في التدريب الميداني بكلية التربية للطفولة المبكرة (قسم التربية الخاصة) في مدراس التربية الفكرية ومن خلال اطلاع الباحثة على الأطر النظرية والدراسات التي تناولت تعليم المفاهيم الرياضية للأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم وجدت أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى تعلم المفاهيم الرياضية فهم لديهم صعوبة في تعلم المفاهيم الرياضية بالطرق العادية وذلك لمسايرة الحياة اليومية, كما أشارت دراسة كلاً من (Sermier &Schnepel 2019), (Cheong & Janice, 2014،), (Eissa,2013 ), و(Agdinski & Keskinova, 2018) وأكدت دراسة (Brighton, 2020) أن الأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم يستطيعون تعلم المفاهيم الرياضية ولكنهم بحاجة إلى برامج تربوية خاصة, كما أكدت دراسة (Agdinski,2017) أن الأطفال ذوي الهمم (المعاقين عقلياً القابلين للتعلم) لديهم العديد من مشكلات التعلم في اكتساب المهارات والمفاهيم الأكاديمية وخاصة تعلم المفاهيم الرياضية وهم بحاجة إلى برامج خاصة لتنمية هذه المفاهيم وتحسينها لديهم, وتتضح مشكلة الدراسة الحالية في ضوء ما أسفرت عنه نتائج العديد من الدراسات والبحوث السابقة من حاجة ذوي الإعاقة العقلية لمزيد من البرامج التربوية والتدريبية, وقد أشارت نتائج معظم الدراسات إلى أن الأطفال ذوي الهمم (القابلين للتعلم) لديهم قصور في اكتساب المفاهيم الرياضية, ومن ثم أصبح من المهم إجراء دراسات تتضمن استراتيجيات توضح أهمية تنمية وتحسين المفاهيم الرياضية للأطفال ذوي الهمم (المعاقين عقلياً القابلين للتعلم).
ولذلك تبلورت مشكلة الدراسة الحالية في الإجابة عن التساؤل التالي:
ما فاعلية برنامج الأوديبلاكس لتحسين بعض المفاهيم الرياضية (مفهوم العد – التسلسل – التصنيف) لدى الأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم؟
أهداف الدراسة:
1- تحسين بعض المفاهيم الرياضية (التصنيف – التسلسل – العد) لدى الأطفال ذوي الهمم (المعاقين عقلياً القابلين للتعلم)
2- التحقق من فاعلية برنامج الأوديبلاكس في تحسين بعض المفاهيم الرياضية (التصنيف – التسلسل – العد) للأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم.
3- التحقق من استمرارية برنامج الأوديبلاكس ودوره في تحسين بعض المفاهيم الرياضية (التصنيف – التسلسل – العد) لدى الأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم .
أهمية الدراسة:
1- الأهمية النظرية :
- نبعت أهمية الدراسة من كونها تسلط الضوء على المفاهيم الرياضية التي تناسب الطفل المعاق عقلياً لما لها فاعلية في اكسابه مهارات الحياة اليومية والقدرة على العيش بطريقة مستقلة.
- تناولت الدراسة أطر نظرية لمظاهر الإعاقة العقلية وأساليب واستراتيجيات إكساب المفاهيم الرياضية للطفل المعاق عقلياً.
- تناولت الدراسة استراتيجيات برنامج الأوديبلاكس التي تعتمد على تعليم الأطفال ذوي صعوبات التفكير بالطرق الحديثة.
2- الأهمية التطبيقية :
- توفير وتقديم أداة جديدة وهي برنامج الأوديبلاكس لتحسين بعض المفاهيم الرياضية للأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم.
- تقديم المساعدة للمعلمات وأولياء الأمور حيث يمكنهم الاستفادة من البرنامج المقترح في إكساب أطفالهم ذوي الهمم (المعاقين عقلياً القابلين للتعلم) المفاهيم الرياضية.
مفاهيم الدراسة :
1- برنامج الأوديبلاكس Audeplex Program:
تعرف الباحثة برنامج الأوديبلاكس إجرائيا: بأنه مجموعة من الأنشطة قائمة على استراتيجيات وفلسفة برنامج الأوديبلاكس والتي تهدف إلى تحسين بعض المفاهيم الرياضية (العد - التسلسل - التصنيف) للأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم.
2- المفاهيم الرياضية :
تعرف الباحثة المفاهيم الرياضية إجرائيا بأنها: عبارة عن تجريد عقلي لمجموعة من الأفكار والخبرات تشترك في صفة معينة ويعطي لها اسما أو رمزا ومنها التصنيف والتسلسل ومفهوم العد ويقاس مدى اكتسابه بالدرجة التي يحصل عليها الطفل المعاق عقلياً على اختبار المفاهيم الرياضية.
التصنيف
مدى قدرة الطفل المعاق عقلياً على تجميع الأشياء وفقا لخاصية مشتركة.
التسلسل
قدرة الطفل المعاق عقلياً القابل للتعلم على ترتيب الأشياء بتسلسل معين.
العد
قدرة الطفل المعاق عقلياً القابل للتعلم على تسمية الأعداد من (0: 10) بتتابع ثابت والتعرف على شكل العدد ومدلوله.
3- المعاقون عقلياً القابلون للتعلم
تعرف الباحثة المعاقين عقلياً القابلين للتعلم إجرائيا: بأنهم الأطفال المصابين بحالة من الإعاقة العقلية البسيطة في عمر زمني من (8:6) سنوات وعمر عقلي من (4 – 5) سنوات والذين تتراوح نسبة ذكائهم من (50-70) درجة على مقياس ستانفورد بينيه الصورة الرابعة ولديهم القدرة على تعلم بعض المهارات والمفاهيم قبل الأكاديمية كالمفاهيم الرياضية والحساب إذا ما توفرت لديهم خدمات تربوية خاصه .