Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التأويل فى فلسفة أوريجانوس السكندرى/
المؤلف
سليمان، روضه نصر عيسي
هيئة الاعداد
باحث / روضه نصر عيسى سليمان
مشرف / منى عبد الرحمن المولد
مشرف / إلهام أحمد محمود بكر
مناقش / سها عبد المنعم شبايك،
مناقش / سعيد علي عبيد
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
ا-ه، 257ص؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 282

from 282

المستخلص

تعد دراسة ”التأويل” مطلبًا أساسيًا وضروريًا؛ حيث يهتم التأويل بمحاولة الوصول إلى الغاية المقصودة من الأساليب اللغوية، فالتأويل من الناحية اللغوية ظاهرة لها اهميتها في تاريخ الفكر الإنساني بصفة عامة، وفي تاريخ الفكر الديني بصفة خاصة منذ أن حاول الإنسان فهم النصوص الدينية في الكتب المقدسة، وقد كان لهذه الظاهرة دورها البالغ في كل البيئات على اختلاف مقوماتها في الفكر والثقافة، فقد لعب التأويل دورًا مهمًا وخطيرًا، فهو يؤكد على الاتجاه العقلي في الفكر الإنساني بصفة عامة وفي الفكر الفلسفي الديني بصفة خاصة لاعتقاد فلاسفة الأديان بان الحقيقة واحدة وأن كان التعبير عنها بطرق مختلفة.
يُعد( أوريجانوس ””Origen 185- 254م) من أبرز المهتمين بالتأويل في القرن الثالث الميلادي، فهو واحدًا من أهم أعضاء مدرسة الأسكندرية وأيضًا من أهم الشخصيات في التاريخ المسيحي، حيث يعتبر الأغزرًا انتاجًا والأقوى تأثيرًا والأكثر تعرضًا للهجوم والأكثر تطرفًا في الرمزية، نظرًا لتشعب علومه وتعدد الموضوعات التي عالجها رابطًا إياها بعضها ببعض، فمن الفلسفة إلى اللاهوت إلى الكتاب المقدس ثم إلى الروحانيات، فلقد ولد أوريجانوس في بيت مسيحي بالأسكندرية، وقد اعتنى والده ليونيديس ”Leonides” بتعليمه الكتب المقدسة، وقد مات والده شهيدًا أثناء اضطهاد الإمبراطور ساويرس عام ۲۰۲م.
لقد اعتمد أوريجانوس من خلال تأويلاته لآيات الكتاب المقدس على تفسير الأقانيم الثلاثة وهما: (الأب والابن والروح القدس) وهم جواهر أو أقانيم متميزة عن بعضها البعض وهي الوجود والعلم والحياة، فالابن خاضع للآب والروح خاضعة للإبن.
نجد أن أوريجانوس قد فتح الباب علی مصراعيه لمناقشة مشكلة خلق العالم ويظهر ذلك من خلال عظات أوريجانوس وخاصة عظات سفر التكوين في الخلق من العدم، ومن خلال تأويلات أوريجانوس لآيات الكتاب المقدس نجده أيضًا قد أثار وتناول عدة مشكلات أخرى لها علاقة بالتأويل الرمزي مثل: مشكلة الخلاص من الخطيئة كسبيل للنجاه من الخطيئة الأصلية وأيضًا ناقش مشكلة الإنجذاب والإتحاد الإلهي كغاية أساسية يرجوها لإنشاد الكمال.
مشكلة الدراسة: تمثلت مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة على التساؤلات التالية:
1- لماذا يعتبر مصطلح الهرمينوطيقا ”Hermeneutic” في الأصل مصطلح مدرسي لاهوتي؟
2- ما الدور الذي قام به أوريجانوس في تأويله للكتاب المقدس ؟
3- لماذا وضع مهمة التفسير الرمزي للكتاب المقدس على عاتق العارفين؟
4- ماذا يعني التأويل الرمزي عند أوريجانوس؟ وما مستويات تأويل الكتاب المقدس عند أوريجانوس؟
5- لماذا أطلق على أوريجانوس أنه صاحب نظرية الإيمان المزدوج؟
6- ما مفهوم الأقانيم الثلاثة عند أوريجانوس؟ وما طبيعة العلاقة بينهم؟
7 - ما الأساس الذي جعل أوريجانوس لا يؤمن بان اللوجوس ”Logos” لا ينتمي لنظام الخلق؟
8- لماذا اعتبرت الكنيسة أوريجانوس من الهراطقة المخالفين للعقيدة المسيحية؟ وماهي هرطقة التبعية أو التدني”Subordinationism” ؟
9- ما أنواع التوبة والمغفرة عند أوريجانوس ؟
10- ما المراحل التي مر بها أوريجانوس لمعرفة الذات والاتحاد بالله؟
11-ما الإدانات التي وجهت لأوريجانوس؟
أهداف الدراسة:
• تهدف الدراسة إلى الوقوف على الفكر اللاهوتي لمدرسة الأسكندرية الفلسفية واستخدامها للتأويل الرمزي على يد أوريجانوس السكندري .
• توضيح معنى التأويل لغويًا وأصطلاحًا وتطورها في تاريخ الفكر الفلسفي من خلال بعض النماذج الفلسفية السابقة لأوريجانوس.
• تهدف الدراسة إلى توضيح وتتبع مراحل تطور مفهوم التأويل.
أهمية الدراسة:
• تسعي الدراسة إلى إبراز مكانة أوريجانوس وتأثيره على المعاصرين له.
• إلقاء الضوء على فلسفة أوريجانوس النقدية وفي هذا الإطار كان يركز على دوره في محاربة الهرطقة والغنوصية.
• تؤكد الدراسة على أن أوريجانوس أول من قدم عرضًا منسقا للاهوت المسيحي، كما يرجع الفضل له في إدخال مصطلحات جديدة مثل: ” الله – الإنسان ” ليؤكد ناسوت المسيح ضد الفكر الغنوسي.
• يؤكد أوريجانوس ان التجرد الكامل عن العالم لا يمكن البلوغ إليه - في نظره - إلا من خلال ممارسة التزهد والتقشف والتنسك طوال الحياة .
منهج الدراسة: افترضت طبيعة الموضوع وتنوع مادته استخدام المنهج (التحليلي – النقدي، المقارن) قدر الإمكان كلما اقتضي الأمر في أثناء الدراسة .
محتويات الدراسة:تكونت هذه الدراسة من مقدمة وخمسه فصول وخاتمة، بيان ذلك كالتالي:
المقدمة:استعرضت الباحثة فيها مشكلة الدراسة، وأهمية الدراسة، والمنهج المستخدم في الدراسة، وأخيرًا عرض لما تحويه فصول الدراسة.
الفصل الأول: بعنوان: )نشأة أوريجانوس وآثاره الفكرية ) تناولت الباحثة فيه حياة ونشأة ”أوريجانوس” كما تناولت فيه أهم مؤلفاته الفلسفية والدينية، وأهم المصادر الفكرية التي أسهمت في تكوين فكر ” أوريجانوس” وصياغة فلسفته.
الفصل الثاني: بعنوان: ( الجذور التاريخية لمفهوم التأويل ) عرضت الباحثة فيه المعنى اللغوي والاصطلاحي للتأويل، كذلك توضيح الفرق بين التأويل والتفسير، مع عرض تاريخي وفلسفي لتطور معنى التأويل في الفكر الفلسفي عند بعض النماذج الفلسفية.
الفصل الثالث: بعنوان: ( أوريجانوس ومفهومه الرمزي للكتاب المقدس ) ناقشت الباحثة في قضية التوفيق بين العقل والنقل، مع توضيح المنهج الرمزي لأوريجانوس في فهمه لنصوص الكتاب المقدس، وسعت الباحثة للتأكيد على وجود مستويات لتفسير الكتاب المقدس.
الفصل الرابع: بعنوان: ( تأويل أوريجانوس للأقانيم الثلاثة وقضية الخلق ) أوضحت الباحثة فيه مفهوم الأقانيم الثلاثة عند أوريجانوس مع توضيح صفات الأب وطبيعة الابن والروح القدس عند أوريجانوس، وتناولت الباحثه أيضًا قضية الخلق مع توضيح أزلية الأرواح .
الفصل الخامس: بعنوان (الحياة النسكية عند أوريجانوس ) اهتمت الباحثة في هذا الفصل لتوضيح النظرية الأخلاقية عند أوريجانوس، وخاصة حرية الإرادة الإنسانية وعلاقتها بالحرية الإلهية، وأيضًا عدة مفاهيم أساسية كمفهومه للثواب والعقاب ومفهوم الخلاص والمغفرة، وتناولت الباحثة أيضًا مفهومه عن سر العماد والخطيئة الأصلية ومفهومه لسر التوبة والإفخارستيا لنيل المغفرة والتخلص من الخطيئة، وأنتقلت الباحثة إلى الجانب الصوفي عند أوريجانوس وتتمثل في معرفة الذات ثم مراحل الصعود نحو الكمال ثم ممارسات التزهد الصوفية ثم رؤية أسرار الله وأخيرًا الانجذاب الصوفي.
الخاتمة: قد توصلت الباحثة من خلال الدراسة إلى أهم النتائج على النحو التالي:
- يعتبر أوريجانوس معلم ومفسر للكتاب المقدس لم يسبقه أحد في تاريخ الكنيسة في عصره، فاستحق لقب ” مؤسس علوم الكنيسة ” فهو أول من قدم عرضًا منسقًا للاهوت المسيحي، حيث يُعد كتاب ” المبادئ الأولى ” أول خلاصة لاهوتية في العصر المسيحي المبكر.
- قسم أوريجانوس السكندري التأويل لقسمين: الأول: للعامة البسطاء والثاني: للعارفيين بالكتاب المقدس، حيث إن مهمة التفسير الرمزي للكتاب المقدس تقع على عاتق العارفيين (أي الروحيين الحاصلين على الغنوصية أو العرفإن) لأنهم ينفذون إلى المعاني الخفية ولا يتوقفون كالمؤمنين البسطاء عند ظاهر النص حيث يتصورون الله والملائكة والبعث والثواب والعقاب تصورًا ماديا.
- يؤكد أوريجانوس إلى أن الأب هو وحده الذي ليس له مصدرًا وهو حتى لم يتوالد عن شيء وأنه إله بذاته، في حين أن الابن يكون إلهًا بواسطة الأب، فالابن هو صورة الخير، غير أنه ليس الأب ذاته، حيث ينبثق الابن عن الأب ليس بواسطة التفرع والأنقسام، ولكن بواسطة الفعل الروحي وبما ان كل شيء هو أبدي في الأب، كذلك فعل التوالد أيضًا، لذلك فإن الابن لم يكن له بداية ولم يكن هناك من وقت دون ان يكون موجودًا فيه كونه أبدي.
- يرفض أوريجانوس الهرطقة التي اعتبرت الابن کان في وقت من الأوقات غير موجود كذلك بالنسبة إلى بنوة المسيح الذي ليس ابن الله بالتبني، بل بالطبيعة فعلاقة الابن بالأب هو الجوهر ذاته وبهذا المعنى أوجد أوريجانوس معنى الشراكة في الجوهر بين الأب والابن، التي أصبحت مشهورة في المجادلات والمناقشة حول المسيح .
- فقد أكد أوريجانوس ان عقيدة اللوغوس ”Logos ” قد أثرت بعمق على تعاليم الكنيسة حيث إننا نصل إلى استنتاجين : الأول: هو التشديد على ألوهية اللوغوس، والثاني: التشديد على أن هذا اللوغوس هو إله ثان والأب وحده هو الصلاح الأول أما الابن فهو صورة هذا الصلاح .
- على الرغم من انتصار أوريجانوس على الغنوصية إلا أنه قد وقع في خطأ كبير فيما يختص بوحدة الأقانيم الثلاثة باعتبارها مظاهر مختلفة لإله واحد، وتحديد أوريجانوس للعلاقة بين الأب والابن في القول بالأبدية والأزلية جعله يقع في مشكلة ان الأب والابن أزليان في الجوهر والمشيئة، ولكي يخرج من هذه المشكلة قال بالتسلسل والتدرج الهرمي للأقانيم الثلاثة فقمة هذا التسلسل الهرمي هو الأب نزولًا في درجة الأشتراك والثانوية الوظيفية من خلال الابن باعتباره نوع كائن تحت الأب ويليه الروح القدس، مما أدى إلى إدانته من قبل الكنيسة ووضعه في تعداد الهراطقة المخالفين للعقيدة المسيحية الإيمانية وصولًا لحرمانه الكنسي فيما بعد؛ لوقوعه في هرطقة التبعية أو التدني ”Subordinationism” حيث أكد على وجود تبعية بين الأب والابن على هيئة ترتيب أقنومي وتدرج في المكانة والشان.