Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مدينة بلنسية منذ الفتح الإسلامي للأندلس حتى نهاية عصر ملوك الطوائف 92 هـ : 495هـ - 711 هـ : 1102 م /
المؤلف
أحمد، مروة محمد رشاد.
هيئة الاعداد
باحث / مروة محمد رشاد أحمد
مشرف / نصــاري فهمـــي غزالــي
مشرف / مسعود محمود علي العبادي
مشرف / نعمة علي مرسي
الموضوع
التاريخ الإسلامي.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
279 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 285

from 285

المستخلص

ونصل في نهاية البحث إلى عدد من الحقائق أسفرت عنها دراستي الطويلة للتاريخ السياسي والاجتماعي لمدينة بلنسية الإسلامية منذ الفتح حتى سقوطها في أيدى المرابطين: فقد أبرزت الدور السياسي الخطير الذي لعبته تلك المدينة منذ أن أنتثر عقد الخلافة الأموية وقامت دويلات الطوائف إلى أن دخلت في فلك دولة المرابطين ، بينما كان دورها في المرحلة التاريخية السابقة محدودا، وذلك لأن هذه المرحلة الأولى من تاريخ بلنسية الإسلامية - وتبدأ من الفتح وتنتهي بانهيار الخلافة الأموية .. كانت تتسم إلى حد كبير بالغموض ، ولعل ذلك يرجع إلى أن بلنسية كانت خلال هذه الفترة التاريخية مجرد کوره تابعه للحكومة المركزية باستثناء الفترة القصيرة التي استقلت فيها عن قرطبة في عصر الحكم الربضي عندما أنفرد عبد الله البلنسي بإماراتها طوال البقية من عمره ، ومع ذلك فقد أمكنني بفضل النصوص الجديدة التي تم نشرها من المقتبس لابن حيان أن أتوصل الى رسم صورة أقرب ما تكون الى الوضوح عن تاريخ بلنسية في تلك المرحلة الأولى، وقد تبين من خلال ما عرضته أنها كانت مركزاً من مراكز الثورة والعصيان ، وتسببت بالتالي في إزعاج حكومة قرطبة ، وبالإضافة إلى ذلك تمكنت من تتبع سلسلة ولاة بلنسية حتى بداية عصر الطوائف . وبسقوط الخلافة الأموية في قرطبة تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ بلنسية تتلاحق فيها الحوادث ، وتشهد بلنسية ذروة ازدهارها السياسي والحضاري على السواء كقاعدة المملكة لها أهميتها بين دويلات الطوائف. ففي عصر الصقلبيين مبارك ومظفر (400 - 4۰۸ هـ/ ۱۰۰۹-۱۰۱۷م) نعمت بلنسية بالأمن والاستقرار لوقوعها بعيداً عن دائرة الدمار الذي تسببت فيها الفتنة البربرية وشمل مناطق متعددة من الأندلس، فكانت بلنسية بلاد الهاربين من ضرار الفتنة وبؤرة الأمان لمن طعنتهم بأهوالها، فتحت أبوابها لكل خائف واحتمى فيها كل شريد طريد ، فقصدها العلماء والأدباء وانتهجها أرباب الفنون والصناعات، وقد شارك الوافدون إليها في كافة مجالات الحياة، وأسهموا في نهضتها وفي توسعها العمراني إلى مصاف قواعد الأندلس الكبرى. وبلغت مملكة بلنسية في عصر المنصور عبد العزيز (۱۲-45۲هـ/۱۰۲۱ - ۱۰۹۱م) قمة عظمتها وازدهارها ، كما وصلت إلى أقصى اتساع لها بفضل السياسة الحكمية التي انتهجها عظمتها وازدهارها ، كما وصلت إلى أقصي اتساع لها بفضل السياسة الحكمية التي انتهجها المنصور، فامتد نفوذها إلى المدن شاطبة والمرية ومرسية، وظلت تحتفظ بهذا السلطان فترة قصيرة ، فقدت بعدها هذا النفوذ .
- ومن الواضح أن هذا الازدهار الذي شهدته بلنسية في عصر المنصور عبد العزيز ساعده على تنفيذ بعض المشروعات العمرانية الهامة وأهمها المنية التي أنشأها شمالي المدينة وعرفت باسمه ثم أوضحت مدى الضعف الذي أصاب مملكة بالنسبة في عصر ابنه المظفر عبد الملك (45۲- 457هـ/۱۰۹۱ - ۱۰۹۰ م) وكان قليل الخبرة بشئون السياسة والحكم، ففلت الزمام من بين يديه ، وشغل عن أمور دولته بالعكوف على اللهو والملذات، وقد ترتب على ذلك سيطرة وزيرة ابن رويش ثم ابنه أبي بكر بن عبد العزيز على أمور الحكم ، ومنذ ذلك الحين بدأ نجم بلنسية في الأفول، فلما استولى المأمون صاحب طليطلة على بلنسية في سنة (457هـ/ 1065م) أناب عنه فيها وزيره أبا بن عبد العزيز الذي لم يلبث أن استقل بها في سنة (467 هـ/ 1075م) ويعتبر أبو بكر من أقوى الولاة الذين تولوا حكم المدينة في عصر الطوائف، وهو ما شهد به ألفونسو السادس ملك قشتاله . ففي عصره نعمت بلنسية بالأمن والرخاء بفضل سياسته الخارجية التي تقوم على الدهاء والمكر مع دويلات الطوائف المجاورة مثل مملكة سرقسطة ، فوثق صلاته بينی هود أصحاب سرقسطه بالمصاهرة .
- كما تمكن من الإيقاع بين عدوه اللدود ابن عمار صاحب مرسية والمعتمد بن عباد صاحب اشبيليه ، وانتهى الأمر بالقبض على أين عمار وقتله بيد المعتمد ، ولم يفتي أن أعرض للصلات القائمة بين هذا الوزير الداهية والمغامر القشتالي القنبيطور معتمدا في ذلك بوجه خاص على ما ورد بالمراجع الإسبانية التي تنقل عن مصادر قشتالة، في الوقت الذي تصمت فيه المصادر العربية عن الإشارة إلى هذه العلاقات، فأشرت الى تفاصيل الصدام العسكري الذي وقع بين الطرفين على الحدود وانتصار القنبيطور في معركة تسميها الرواية المسيحية باسم کامبال(Campal)، ثم أوضحت كيف بدأت بلنسية تفقد بعد وفاة هذا الوزير الكفء (4۷۸هـ/ ۱۰۸۰م) قوتها وازدهارها وتسير سيرا حثيثا نحو الضعف والتدهور لا سيما في عصر ابنه القاضی أبي عمرو عثمان ثم في عصر القادر يحيی بن ذي النون الذي تسبب في سقوط امارته طليطلة في أيدي النصارى ، الأمر الذي ضاعف من نفوذهم في منطقة شمال وشرق الأندلس .
- كما أفردت دراسة الحركة العلمية والأدبية، وتبين لي وجود اتصال علمي كبير بين بلنسية والمدن الإسلامية الأخرى في المشرق والمغرب، كما خرجت بنتيجة وهي أن العلماء ببلنسية ومدن الأندلس الأخرى حطو بمركز اجتماعي مرموق وبثقة واحترام الأمراء مما أدى الى اقبال الناس على مجالس العلم، وأشرت إلى مشاركة علماء بلنسية اخوانهم الأندلسيين في الرحلة إلى مراكز الثقافة الإسلامية في المشرق. وفي هذا النحو أمكنني أن أعرض صورة متكاملة لمدينة بلنسية الإسلامية سياسياً واجتماعياً منذ أن افتتحها المسلمون إلى أن دخلتها قوات المرابطين في سنة 495 ها وحررتها من السيطرة القشتالية.