Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الطوارق في إيالة طرابلس في العصر (العثماني) 1876-1911) :
المؤلف
علي، عدنان جعفر.
هيئة الاعداد
باحث / عدنان جعفر علي
مشرف / أمال كامل السبكي
مناقش / نجلاء محمد عبد الجواد
مناقش / أمال كامل السبكي
الموضوع
التاريخ الحديث.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
128 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 135

from 135

المستخلص

وقد توصلت الدراسة إلى : أن تسمية الطوارق وبأنها تعود إلى طارق بن زياد غير صحيحة لأن طارق كان في عهد الدولة الإسلامية ومن المرجح أن هذه القبيلة كانت موجودة قبل هذه الفترة بكثير، لذا فهذا الرأي يعد غير مناسب، ويعتقد أن قبائل الطوارق يعود أصلها إلى القبائل العربية. أثبتت الدراسة أن فرنسا كانت تريد عقد اتفاقيات كثيرة مع الطوارق وذلك من أجل مد سيطرتها على طوارق الازقر وغيرهم من بقية قبائل الطوارق، مما يؤمن لها مستعمراتها تأميناً استراتيجياً ضد أي عدو، فضلاً عن مد سيطرتها على طرق التجارة في ليبيا والصحراء الكبرى، وفرض سيطرتها على تجارة السودان، وكانت فرنسا تريد الأرباح التي تدرها التجارة عبر ليبيا والصحراء الكبرى، لتدخل الخزانة الفرنسية، فضلاً عن أن فرنسا بعقدها هذه الاتفاقيات ستكون آمنة من هجمات طوارق الأزقر، التي تقاوم أي مستعمر أو أجنبي، يرغب في السيطرة على هذه الطرق التجارية. يتضح مدي تمسك الطوارقي بعاداته وتقاليده التي ورثها عن أجداده وآبائه بشكل كبير، ويتعامل بها بشكل مباشر في مختلف حياته، حتى بعد دخول الإسلام إليهم. فكان الطوارق غير متسرعين ولا متهورين في الأمور مما يوضح مدي تنظيمهم وما وصلوا إليه من حكمة اتخاذ القرار في الأمور الهامة والأمور التي تحتاج إلى قرار صائب. أن اللثام كان عادة أكثر منه لباساً عند الطوارقي، حيث أن الجميع كان لا يخلعه، فلا يمكن الاستغناء عنه، ولا يمكن لفرد منهم أن يظهر أمام الناس بدون اللثام، حتى وصل إلى حد العيب، أي أن الشخص كان يشعر انه من العيب أن يظهر أمام الناس بدون لثام، فأصبحت عادة متأصلة فيهم، عرفتهم بها المجتمعات الأخرى. مسألة انتشار الرذيلة في المجتمع الطوارقي تحتاج إلى تفكير بشكل أوسع وأكبر، وذلك لأن الطوارق مسلمين ويسيرون على الشريعة الإسلامية، فضلاً عن إتباعهم للعرف السائد بينهم، والذي يمنع ويجرم انتشار الرذيلة، ولا يخلو أي مجتمع في العالم من بعض الحالات الاستثنائية، ولكن لا يعني انتشارها بشكل عام، أي أن المتجمع الطوارقي ربما كانت به بعض الحالات الاستثنائية ولكن لا يعني انتشار الرذيلة بشكل عام ومستفحل بينهم. أن الزواج الداخلي من نفس القبيلة كان النظام الغالب في المجتمع الطوارقي، حيث انه يعتبر مقوياً وداعماً للأواصر وصلات الدم والرحم في القبيلة. كما كانت العلاقات الاجتماعية ولاسيماً المكانة التي كانت تحظي بها المرأة في المجتمع الطوارقي، تجاوز مسألة حرية المرأة، التي كانت مألوفة في الصحراء لذلك كانت تتمتع بكامل حريتها، بل وأحياناً تكون سيدة القرار في بعض المواقف، فضلاً عن دورها الكبير في الحياة الاجتماعية وتربية وتعليم الأبناء. رغم وجود التمدن بالقرب من الطوارق لكنهم حافظوا على الكثير من موروثاته وقيمه العريقة، وعاداته وتقاليده الاجتماعية، بما أبقي بيئته مجالاً بكراً للاستكشاف الأثري والإنساني والتاريخ. كان للموقع أهمية كبري كما ازدادت أهميته في التجارة وتوفر السلع التجارية من أجل عملية البيع والشراء، فضلاً عن وجود الطرق ومراكز التجارة التي كانت تتم فيها عملية تبادل أو بيع وشراء المنتجات المختلفة، فكان موقعهم مميز، على الطرق التجارية الرئيسية، بالإضافة لدورهم بعملية حماية التجارة، فكان لديهم الأمن والأمان، وهما أهم عاملين في التجارة. أصبح الطوارق بسبب موقعهم مسيطرين على كل ما يجوب في صحرائهم، كما أصبحوا بسبب أوضاعهم الاقتصادية الناتجة عن موقعهم الممتاز، أفضل القبائل في هذه الصحراء، والكل يحسن تصرفه معهم حتى لا يتعرض لأي أذى في نفسه وتجارته من جانبهم، مما جعل لهم مكانة اجتماعية كبيرة وسط القبائل الأخرى. لقد ظهر تحسن أوضاع الطوارق الاقتصادية والتجارية، بسبب العائد الربحي عليهم من القوافل التجارية، واعتمادهم عليه بشكل أساسي، إلى جوار الزراعة والصناعة ورعي المواشي، مما ساعد في تحسن أوضاعهم المعيشية، وربما كانت سبباً في استقرار البعض من الطوارق في بيوت وأماكن ثابتة ومستقرة من أجل التجارة ومتابعة القوافل التجارية، لكونها تحتاج إلى الدوام في مكان معين لاستقبال التجار والتعامل مهم، وربما كانت سبباً أيضاً في معرفتهم للحياة المدنية بعد ذلك، لأن تعاملهم مع هؤلاء التجار من مختلف الأماكن، نقل لهم التمدن أحياناً، وأحياناً أخري نقل لهم عادات وتقاليد وعلوم مختلفة من خلال القوافل التي كانت تأتي من مدن مختلفة. كما كانوا يدركون جيداً نوايا القوافل التجارية والرحالة الأوروبيين في استعمار بلادهم واستعمار القارة الأفريقية، ما يدل على مدي وعي الطوارق، رغم كل بداوتهم وعيشهم في حياة الصحراء وقلة التعليم وانعزال، إلا أنهم كانوا يتميزون بالحكمة والوعي، لذا أـصبحوا قادرين على أن يفرقوا بين التجار العاديين وبين من كانت في نيتهم الاستعمار والاحتلال لبلادهم، ومن ناحية أخري ظهرت وطنية الطوارق تجاه موطنهم وبلادهم، وحمايتها والرغبة في الزود عنها ضد الاستعمار، كما تميزوا بالقوة والشجاعة، تجاه الخطر سواء لهم أو تجاه بلادهم انتفضوا لهذا الخطر بكامل قوتهم. كما كانوا بالفعل مهتمين بما يمتلكون من حيوانات، حيث كانوا يرعونهم جيداً، فضلاً عن وضوح مدي اهتمامهم بتهجين الحيوانات التي لديهم، وتحسينها عن طريق التبادل مع المناطق المجاورة. كما تميزوا بالكرم مع الضيوف حتى أنهم كانوا يقدمون الطعام قبل أن يطلب منه، لأنهم كانوا يسيرون على الفطرة في تعاملهم مع أي شخص، وفي أي موقف يكون تعملهم على الفطرة والبديهة. كما يتضح من كل ما سبق أن المستوي المعيشي للطوارق كان يمتاز بالبساطة، كما أن أوضاعهم الاقتصادية كانت متوسطة ففيهم الغني والفقير وذو الحياة المتوسطة، وبشكل عام الطوارق كانوا في غاية البساطة والتواضع، وعلى الرغم من أنهم لم يعرفوا حياة التمدن إلا أنهم امتازوا بمعرفة الكثير من الأمور الضرورية لحياتهم مثل النباتات التي تستخدم كدواء، والأطعمة الفطرية، وطحن الحبوب لعمل الخبز، وعرفوا الزراعة وتربية المواشي وغيرها من الأمور الاقتصادية الهامة، كما عرفوا أنواع كثيرة من الطعام. ولقد اشتهروا بالتعاون مع بعضهم البعض، فكان الغني يقرض الفقير، وفي حالة موت أغنام أحد أفراد العائلة أو الأقارب، كانوا يقرضونه بعض أغنامهم وأبقارهم، وذلك حتى يعوض الطوارقي خسارته في حيواناته، والتي هي رأس ماله، ومن ثم يقوم بسداد ما عليه وما اقترضته من أقربائه، مما يؤكد روح التعاون بينهم، والحب الأسري والعائلي والألفة في الأقارب. ولأنهم على الفطرة فقد كانوا يعتقدون في الفأل والتشاؤم اعتقاداً كبيراً، كما كانوا يتفاءلون برؤية الفقيه أو المرابط أو الشريف بأنها تنذر بالحظ الجيد، وهل يعقل أن رؤية شخص معاق أو أعور تنذر بالنحس، لكنه دليل كبير أيضاً على عزلتهم عن القبائل.