Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج قائم على نظام التواصل بتبادل الصور (بيكس) لتنمية التآزر البصري الحركي لدى أطفال التوحد /
المؤلف
محمد، هبه حنفي محمود.
هيئة الاعداد
باحث / هبه حنفي محمود محمد
مشرف / نبيل السيد حسن
مشرف / وفاء رشاد راوي
مشرف / مروه مراد حسني
الموضوع
علم النفس.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
212 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية التربية للطفولة المبكرة - العلوم النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 235

from 235

المستخلص

مقدمة الدراسة:
يُعتبر الاهتمام بالأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة فى أى مجتمع إهتماماً بمستقبل هذا المجتمع بأسره, ويُقاس مدى تقدم المجتمعات ورقيها بمدى اهتمامها بالأطفال والعناية بهم ,حيث شهدت العقود الماضية اهتماما كبيرا بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة, سواء المعاقين فكرياً, أوالصُم, وضِعاف البصر, أوالمكفوفين وغيرها من تلك الفئات التى تحتاج الى مجموعة من الخدمات الخاصة المساندة والتى تهدف إلى رعايتهم وتوفير الخدمات الصحية والتربوية والتأهيلية اللازمة لهم بما يُسهم فى تحقيق قدر معقول من الكفاءة الذاتية والاجتماعية المرضية التى تمكنهم من الانخراط فى المجتمع بقدر معقول من التوافق, لذا اهتمت العديد من الدراسات الحديثة فى السنوات الاخيرة بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وبخاصة الطفل التوحدي.
ويُعتبر اضطراب التوحد من أكثر الإضطرابات النمائية صعوبة، ويتميز بالتداخل مع عدد كبير من الاضطرابات والإعاقات الأخرى المختلفة، وأول من أطلق هذا المصطلح طبيب الأطفال النفسى الأمريكى ليوكانر، فقد أشار إلى السلوكيات التى يتصف بها أطفال التوحد وتشمل عدم القدرة على تطوير علاقات مع الآخرين وتأخر فى اكتساب الكلام وعجز فى التواصل وضعف التحليل والمصاداه واللعب النمطى(سهيل, 2015, ص 21) .
ويؤثر اضطراب التوحد على التطور في ثلاثة مجالات أساسية : التواصل , المهارات الاجتماعية, التخيل, وتظهر حالات الإصابة بالتوحد بنسبة 1:4 بين الذكور والإناث أي يوجد ذكران مقابل كل أنثى (الشامي، 2004, ص 19).
وهناك بعض جوانب النمو الحركي غير العادية التي يتسم بها الأطفال التوحديين ويواجهون صعوبة في التنسيق الحركي وعدم الثبات علي إستخدام يد معينة،ولهم مثلا طريقة خاصة فى الوقوف ففى معظم الاحيان يقفون ورؤسهم منحنية كما لو كانوا يحملقون تحت أقدامهم، كما أن أذرعهم ملتفة حول بعضها حتى الكوع، وعندما يتحركون فإن كثيرا منهم لا يحرك زراعيه إلى جانبيه (محمود عيسى, 2018, ص ص186 - 188).
ومن خلال الدراسات والأبحاث التى أُجريت فى مجال اضطراب التوحد، وجد أنه يتميز بالصعوبات المعقدة المتعددة والخلل فى الأداء الوظيفى لعمليات الانتباه والتركيز والمهارات المختلفة، ولكن من أهم هذه المهارات التى يصاحبها خلل وقصور شديد مهارة التآزر البصرى الحركى لدى الطفل التوحدى، فإن الطفل فى مراحل النمو الارتقائى خلال المراحل العمرية تنمو لديه مهارات التآزر البصرى الحركى فى تسلسلها المنطقى الذى يبدأ بتوجيه النظر لمثير ما، التواصل البصرى، التتبع البصرى للمثير يتبعها التوافق بين البصر والتواصل الحركى إلى اخره، لكن نجد الطفل التوحدى لديه خلل فى هذا التسلسل أو يفقد بعض من حلقاته مما يصاحب عدم توافق المعلومات البصرية والحركية للعضلات الكبيرة والدقيقة(ابراهيم، وآخرون، 2018، ص. 212).
ومن هنا فإن عدم التناسق في أداء الحركات يُزيد من صعوبة تعلم المهارات الخاصة حيث تصدر عنهم حركات جسدية غير مألوفة , مثل الدوران حول أنفسهم أو القفز أو التصفيق او السير على أطراف الأصابع، ولا يمكنهم تقليد حركات الآخرين المعبرة (الشربيني, 2015, ص20)، وبعض الأطفال التوحديين يوجد لديهم مشكلات في الحركات العضلية الدقيقة متمثلة في التأزر البصرى الحركي فمثلا قد لايستطيع قفل أزرار القميص (مصطفى و الشربيني, 2011, ص72)، وهذا ما أكدته دراسة أحمد و أحمد (2016).
كما هدفت بعض الدراسات إلي تنمية التأزر البصري الحركى لدي أطفال التوحد مثل دراسة: الشرقاوي (2015) وغادة محمد (2017), وأشارت نتائج كلا من Oliver (2013)، عبيس ونور (2018) إلى انخفاض مستوى التازر البصرى الحركى لدى صفوف التربية الخاصة ؛ لذلك لابد من التدخل وتصميم برامج تربوية وعلاجية ملائمة لتنمية مهارات التآزر البصرى الحركى لدى أطفال التوحد.
ولقد أشار عدد من المعلمين إلى أهمية برنامج التواصل بتبادل الصور مع أطفال التوحد مؤكدين تحسن الحاصل لدى الأطفال من حيث الاستقلالية والثقة بالنفس، والحد من نوبات الغضب، والشعور بالإحباط اذ يستطيع الطفل من خلال الصور الإشارة لمتطلباته وحاجاته،كما يمكنه تعلم المهارات الأساسية لخدمة الذات،والتعامل بفاعلية مع متطابات الحياة اليومية بما يساعد على تعزيز الصحة الجسمية والعقلية والاجتماعية، و أكدت ذلك دراسة عبد اللطيف (2017) .
وطٌور نظام التواصل بتبادل الصور (Pecs) في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل ”بوندي وفورست” حيث اعتمد هذا النظام علي مبادئ التحليل السلوكي التطبيقى ويستخدم هذا النظام كنظام تواصل معزز ويتكون هذا النمط من (6) مراحل أساسية(سهيل, 2015, ص.210).
وقد أشارت نتائج العديد من الدراسات إلى فاعلية نظام التواصل بتبادل الصور بيكس مع أطفال التوحد كدراسة الدلبحى (2019) والتى أسفرت نتائجها عن فعالية البرنامج التدريبي للأنشطة المعرفية القائمة على التواصل بتبادل الصور وأثره على زيادة التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال التوحديين، ودراسة (2019)Hu, et all والتى أشارت نتائجها الى فاعلية البيكس فى خفض السلوك العدوانى وتحسين الاحجار الصوتية، ودراسة جميل (2020) التى أكدت نتائجها نجاح نظام البيكس فى تطوير القدرة اللغوية للأطفال ذوى التوحد.
ولقد تبين من خلال الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة – رغم قلتها – أن نظام التواصل بتبادل الصور له أثر كبير فى تعليم الطفل التوحدى وتنمية مهاراته المختلفة، كما اتضح أن التآزر البصرى الحركى من المهارات التى لم تظفر بجهد واهتمام كبير حتى الآن .
وتعد الدراسة الحالية محاولة لاستخدام نظام التواصل بتبادل الصور للتعرف على فاعليته فى تنمية التآزر البصرى الحركى لدى عينة من أطفال التوحد.
مشكلة الدراسة
يُعلم نظام التواصل بتبادل الصور أطفال التوحد كيفية التعبير عن حاجاتهم ورغباتهم، ولا يحتاج إلى أية مواد معقدة أو مكلفة(آل اسماعيل، 2012، ص64)، ويوفر وسيلة فعالة تمكن الأطفال المصابين بالتوحد من ممارسة السيطرة على بيئتهم من خلال طلب للمفضل (Ben Chaabae, et all, 2009, P. 617)، وبالرغم من ذلك يُعد استخدام تقنية التواصل بتبادل الصور مع حالات التوحد تقنية غير سائدة بشكل كبير في المجتمع المصري , وهذا الأمر الذي دفع الباحثة إلى القيام بهذة الدراسة حيث أثبتت العديد من الدراسات فاعلية نظام التواصل بتبادل الصور مع أطفال التوحد وأكدت على أنهم يستجيبون بشكل أفضل للمثيرات البصرية كالصور قياسآ بالمثيرات السمعية إذ يستطيع الطفل من خلال الصور الإشارة إلى متطلباتة كدراسة: دلهوم (2004), كشك (2007)، منى إبراهيم (2017)، وقد أوصت بعض الدراسات بإستخدام نظام بيكس فى تنمية مهارات مختلفة لأطفال التوحد وإعتمادة كطريقة مجربة وناجحة فى تنمية المهارات الحركية لأطفال التوحد كدراسة: خالد عيسى (2014)، حسن (2016)، كما أكد شارلوب وآخرون (2008) أن برنامج بيكس مناسب مع الأطفال ذوى المهارات الحركية المحدودة، على الرغم من تعدد الدراسات التى أكدت فاعلية نظام التواصل بتبادل الصور فى تنمية مهارات التواصل لدى أطفال التوحد كدراسة كلا من: الصبيحى(2012)، امام(2014)، إسماعيل (2015)، فاطمة الزهراء أحمد (2015)، Monica (2016)، Azzat (2016).
وأثناء زيارات الباحثة الميدانية للمؤسسات التربوية الخاصة بأطفال التوحد وإجراء مقابلات مع أولياء الأمور والأخصائيين تبين أن أطفال التوحد يعانون من صعوبات في مهارات التأزر البصري الحركي اللازمة لأداء أنشطة مختلفة وللتوافق مع مواقف الحياة اليومية.
وقد أظهرت نتائج بعض الدراسات العربية والأجنبية وجود بعض المشاكل التى يعانى منها أطفال التوحد فيما يتعلق بالتآزر البصري الحركى وأكدت على ملاحظة هؤلاء الأطفال عن طريق مقاييس يتم من خلالها تحديد وتشخيص المشكلات والصعوبات الحركية وذلك لتنمية التأزر البصري الحركي لديهم نظرآ لضعف هذة المهارات كدراسة oliver (2013)، الشرقاوى (2015)، عبيس ونور (2018) , كما أكدت دراسة غادة محمد (2017) أن أطفال التوحد لديهم صعوبة فى التآزر بين حركة العين والجسم، لهذا السبب يميل الطفل التوحدى إلى أن يكون محدود التواصل مع الآخرين.
كما أشارت بعض الدراسات أن التآزر البصري الحركى ينمو لدى الطفل التوحدى عن طريق الأنشطة والتدريبات التى يدخل فى تصميمها المثيرات البصرية والأهتمام بالبرامج التدريبية التى تهدف إلى تنمية وتقوية العضلات الكبيرة والدقيقة لدى أطفال التوحد كدراسة ” غادة محمد” (2017), عبداللاه (2020).
وفى تناول الباحثة لهذا النظام ما قد يساعد أطفال التوحد على تنمية التآزر البصرى الحركى، وبالتالى التقليل ما أمكن من عبء عدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين واللجوء إلى بعض السلوكيات غير المرغوبة .
وبناء على ما تقدم ، فإن مشكلة الدراسة تتلخص فى االسؤال الرئيس التالى:
ما فاعلية برنامج قائم على نظام التواصل بتبادل الصور(PECS) لتنمية التآزر البصرى الحركى لدى أطفال التوحد ؟
ويتفرع من السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1) ما الفروق بين متوسطى رتب درجات أطفال التوحد (المجموعة التجريبية) فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس التآزر البصرى الحركى ؟
2) ما الفروق بين متوسطى رتب القياسين البعدى والتتبعى فى التآزرالبصرى الحركى لدى أطفال التوحد ؟
أهدف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية الى التعرف على :
1)فاعلية برنامج قائم على نظام التواصل بتبادل الصور (Pecs) لتنمية التآزر البصرى الحركى لدى أطفال التوحد.
2)الفروق بين متوسطى رتب درجات أطفال التوحد(المجموعة التجريبية) فى القياسين القبلى والبعدى على مقياس التآزر البصرى الحركى .
3)الفروق بين متوسطى رتب القياسين البعدى والتتبعى فى التآزرالبصرى الحركى لدى أطفال التوحد.
أهمية الدراسة
تنبثق أهمية الدراسة مما يلى: ـ
•الأهمية النظرية:
1)ندرة الدراسات التى تناولت موضوع التأزر البصرى الحركى لدى الطفل التوحدى.
2)خصوصية الفئة المستهدفة وهى فئة أطفال التوحد التى عانت وما تزال تعانى من ضعف الأهتمام.
3)توفير إطار نظرى حول البرامج التدريبية لطفل التوحد والقائمة على نظام التواصل بتبادل الصور.
4)التأكيد على ضرورة دمج الأستراتجيات الفعالة فى عملية تنمية الأطفال ذوى إضطراب التوحد.
•الأهمية التطبيقية:
1)يسهم فى تطوير البرامج التدريبية والعلاجية وخاصة للتوحديين بإدخال أساليب جديدة.
2)يساعد القائمين على رعاية الأطفال التوحديين فى فهم طبيعة طفل التوحد وكيفية التعامل معه.
3)تنمية التآزر البصرى والحركى لدى عينة من أطفال التوحد مما يجعلهم أكثر قدرة على التأهل مع الأخرين.
4)تقديم برنامج تدريبى قائم على مبدأ تحليل السلوك التطبيقى.
5)توفير مقياس لقياس التآزر البصرى الحركى لدى أطفال التوحد.
-منهج الدراسة :
استخدمت الباحثة المنهج شبة التجريبي نظراً لملاءمته لطبيعة الدراسة الحالية باستخدام التصميم التجريبي ذو المجموعة الواحدة (التجربة القبلية- والبعدية).
محددات الدراسة
تتحدد نتائج الدراسة بالمحددات التالية:
1)المحددات البشرية (العينة) تم اختيار عينة الدراسة من الأطفال التوحديين، (5) أطفال يعانون من اضطراب التوحد، تتراوح أعمارهم ما بين (5: 8) سنة، وتتراوح درجاتهم على مقياس تشخيص الطفل التوحدى (C.A.R.S-2) ما بين (30: 34 درجة)، كما تتراوح نسبة ذكائهم على مقياس ستانفورد بينية للذكاء (الصورة الخامسة) ما بين(70: 90 درجة).
2) المحددات المكانية :
تم تطبيق تجربة الدراسة الاستطلاعية بكل من مركز نور للتخاطب والتدريبات المعتمدة بمدينة المنيا، ومركز أنا وطفلى بمطاى، كما تم تطبيق تجربة الدراسة الأساسية بمركز نور للتخاطب والتدريبات المعتمدة بمدينة المنيا.
3)المحددات الزمنية :
تم تطبيق تجربة الدراسة الأساسية فى الفترة ما بين (26/9/2021م: 4/ 11/2021م).
4)المحددات الموضوعية
المتغير المستقل: برنامج بيكس (طور 1994 من قبل بوندى وفورست).
المتغير التابع: التآزر البصري الحركى، ببعديه (المهارات الحركية الدقيقة، المهارات الحركية الكبيرة) .
5)أدوات الدراسة :
1)مقياس ستانفورد- بينية للذكاء (الصورة الخامسة) (اقتباس وإعداد: محمد، وآخرون,2011)
2)مقياس تشخيص الطفل التوحدى - الإصدار الثانى (C.A.R.S-2)(تعريب بهاء الدين)
3)المقياس الأدائى للتآزر البصرى الحركى (إعداد الباحثة)
4)البرنامج القائم على نظام التواصل بتبادل الصور(بيكس) لتنمية التآزر البصرى الحركى لدى أطفال التوحد (إعداد الباحثة)
فروض الدراسة:
1)توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أطفال التوحد (عينة البحث) في القياسين القبلي والبعدى علي مقياس التآزر البصري الحركي لصالح القياس البعدى.
2)لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدى والتتبعي في التآزر البصري الحركي لدي أطفال التوحد.
نتائج الدراسة:
تشير نتائج الدراسة الحالية بوجه عام إلى فاعلية البرنامج القائم علي نظام التواصل بتبادل الصور (بيكس) في تنمية التآزر البصري الحركي لدي أطفال التوحد (عينة البحث)؛ حيث أسفرت النتائج عن:
1)توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أطفال التوحد (عينة البحث) في القياسين القبلي والبعدى علي مقياس التآزر البصري الحركي لصالح القياس البعدى.
2)لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدى والتتبعي في التآزر البصري الحركي لدي أطفال التوحد.