Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفكر الإلحادي المعاصر في ضوء علم الأديان العصبي :
المؤلف
أبوبكر، عبداللطيف عبدالقادر علي.
هيئة الاعداد
باحث / عبداللطيف عبدالقادر على أبوبكر
مشرف / حسن محمد حسن حماد
مناقش / محمد محمود هاشم
مناقش / هدى محمود درويش
الموضوع
العلم والدين.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
226 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
01/01/2020
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم بحوث ودراسات الأديان المقارنة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 241

from 241

المستخلص

يمثل نزوع المجتمعات البشرية إلى فكرة الإيمان فطرة إنسانية مركوزة في زوايا النفس وطوايا الحس، تسعى بالإنسان إلى أرقى مدارج الكمال، وتنسجم مع ما أتت به الشرائع السماوية، وما سعت لإقراره على الأرض. لقد كان تاريخ البشرية تاريخ محاولات مضنية، وكفاح عقلي مستمر، هامت فيه البشرية بحثا عن إله تعبده، ودين تعتنقه، بصرف النظر عن طبيعة هذا الإله، أحق هو أم باطل، وبغض البصر عن طبيعة هذا الدين أصواب هو أم خطأ.نعم، يبقى تاريخ الإنسانية سجلا حافلا، وسفرا خالدا لعديد من المحاولات الرامية للبحث عن هذا الإله الحق، وللوصول إلى ذلك الدين القيم، أصابت فيه البشرية حينا وأخطأت أحيانا أخرى.وعلى الرغم من كون التدين فطرة إنسانية، وضرورة بشرية، وحاجة اجتماعية، وهي حقيقة تسطع بجلاء في حياة البشر كلما داهمتهم الخطوب، وأحدقت بهم الأخطار، حيث يهتف صوت الفطرة من أغوار النفس البشرية مقرا بالقوة القاهرة التي تهز الإنسان من أعماقه، معترفا بأن لهذا الكون إله ينظم حركته، ويدبر أمره؛ نقول: على الرغم من ذلك إلا أننا لا نعدم – خاصة في هذا العصر – من تنامي تيارات الفكر الإلحادي المعاصر في العالم، وتعالي صوته متسلحا بكل ما يخدع من الادعاءات الكاذبة والوعود الخادعة، والعناوين البراقة، ودعوات انتسابه للعلم، ما جعل قطاعا عريضا من الشباب يقع في حبائله، بل لقد استطاع رموز الإلحاد من المتخصصين في علوم الأعصاب والبيولوجيا وغيرها العمل على الكتابة العلمية، في طرحهم لقضية الإلحاد بأسلوب شعبي وسهل عبر سلاسل فكرية، وذلك لتمكين الناشئة والشباب من الإقبال على الفكر الإلحادي المعاصر، فانتقلت إليهم الأفكار الإلحادية بعدما كانت حبيسة في دوائر نخبوية ضيقة، حتى لقد رأينا من يحضون على الإلحاد ويمنحون الجوائز العالمية لانصاره وحوارييه.وإن تعجب فعجب أن تعلم أنه يوجد الآن فِي الهند جمعيةٌ تُسَمَّى بـ «جمعيةِ النَّشْرِ الْإِلْحَاديةِ»، وهذه الجمعيُة حديثةُ التكوينِ، وتُرَكِّزُ نشاطَها فِي المناطِقِ الإسلاميةِ، ويَرَأْسُهَا «جُوزِيفْ إِيدْيَامَارْ»، وكان نصرانيًا من خطباء التنصير، ومعلمًا فِي إحدى مدارس الأَحَد، وعضوًا فِي «اللجنة المركزية للحزب الشيوعي»، أَلَّفَ سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة وألف «1953» كتابًا يُدْعَى: «إنما عيسى بَشَر»، وحين غضبت الَكِنيسة منه طردته، فتزوج بامرأة هُنْدُوكِيَّة، وبدأ نشاطه الْإِلْحَادي، وأصدر مجلةً إِلْحَاديةً باسم: «اِسْكِرَا»، أى: شَرَارةِ النار، ولَمَّا توقفت عَمِلَ مُرَاسِلًا بمجلة «كِيرَالَا شْبِيتْمْ»، أي: صوتِ كِيرَالَا الأسبوعي، وقد نال «جائزةَ الْإِلْحَادِ العالميةَ»!! سنة ثمان وسبعين وتسعمائة وألف «1978»، ويُعْتَبَرُ أولَ مَن نالها من آسيا. فهل آن للباحثين لتبني مبادرة تهدف إلى تقديم الحقائق العلمية بأسلوب سهل وبسيط؛ ليتمكن الجميع صغارا وكبارا من الاستمتاع بالعلم والحصول على المعلومة بسهولة ويسر، بعيداً عن خرافات الإلحاد وإنكار وجود الخالق. لذا فإن الحقيقة التي ينبغي أن يجابه بها أصحاب الأديان السماوية – خاصة – هي أن مواجهة الإلحاد لاتقتصر على الأزهر والمسلمين فقط، بل تقتضي ضرورة تعاون المنتمين للأديان السماوية جميعاً، والمؤسسات التثقيفية المختلفة، كما ينبغي التأكيد أن اقتصار المواجهة على عقد ندوات التوعية والخطب الدينية في المساجد ودروس الوعظ في الكنائس وغيرها من هذه الوسائل التقليدية بات غير كاف، ولا نستطيع من خلالها مواجهة أسئلة الشباب عن الظواهر العلمية التي تتخطى حدود الميتافيزيقا، فكثيرون من رجال الدين متخصصون في العلوم الفقهية فقط، وهو ما يقتضتي التوسع في تثقيف رجال الدين في الأمور العلمية الفيزيقية منها والميتافيزيقية ليصبحوا مؤهلين لشرح متعمق لأمر الدين.نعم أصبحت مشكلة الفكر الإلحادي في هذا العصر تتشح بأزياء مغايرة، وترفع شعارات مضللة ، بحيث تتمكن من خلالها من النفاذ إلى مجتمعات المسلمين وفي القلب منهم جيل الشباب، حتى بات الأمر يمثل تحد ومشكلة كبيرة تجابه الأسر المسلمة، وتغزوها في عقر دارها.