الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص جاءت دراسة النحو لخدمة القرآن الكريم فهي من أهم الأدوات التي استعان بها العلماء على فهم النصوص القرآنية ومعرفة أسرار إعجازه، ولا يخفى على أحد أهمية علم الإعراب في توضيح معنى الآيات القرآنية، وبيان ما تقصده. وها هو الإمام مكي القيسي يقول في مقدمة مُشْكل الإعراب: ””ورأيت من أعظم ما يجب على طالب علوم القرآن، الراغب في تجويد ألفاظه، وفهم معانيه ومعرفة قراءاته، وأفضل ما القارئ إليه محتاج معرفة إعرابه والوقوف على تصرف حركاته وسواكنه ليكون بذلك سالمًا من اللحن فيه””. ولعل أشهر الأمور التي ربطت القرآن بالنحو والصرف هي مسألة القراءات القرآنية، والقراءات القرآنية متعددة ونتج عن تعددها واختلافها آثار كثيرة، فقد أحدثت تغييرات سواء كانت في بنية الكلمة أو في حركة إعرابها أو بنائها مما حدث نتاجات تفسيرية، واتجاهات نحوية متباينة، والكثير من العلماء تناولوا عدة جوانب من هذين العلمين بأنواعه المختلفة. إن الناظر في جهود علمائنا السابقين_ رحمهم الله_ لخدمة كتاب الله، ليُكبر جُهدَهم وعَمَلَهم، ويقف عاجزًا على أن يوفيهم حقهم، ومن أولئك العلماء الأجلاء: الإمام (عبد الحق بن أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عبد الله) المشهور بابن عطية الأندلسي_ رحمه الله_ (ت: 592ه)، فقد ألف أكثر من كتاب لخدمة كتاب الله عز وجل، ومن أبرز تلك الكتب، كتابه (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز). |