Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
آليات وتقنيات الخطاب السياسي المصري والفلسطيني بشأن عملية السلام:
المؤلف
نصر، رانيا محمد السيد
هيئة الاعداد
باحث / رانيا محمد السيد نصر
مشرف / جمال أحمد الرفاعي السيد
مشرف / دعاء محمد سيف الدين طه
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
121ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - قسم اللغات السامية - شعبة اللغة العبرية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 121

from 121

المستخلص

الخطاب السياسي هو أحد السلوكيات اللصيقة بفن ممارسة السياسية، فهو الذي يخص أمور الرعية لسن القوانين وتنظيم الدوائر الرسمية وهي من أصعب أنواع الخطب، فالخطاب السياسي يشكل قوى إستراتيجية تمكن المخاطب من إيصال الأفكار التي يؤمن بها والتطلعات التي ينبغي الوصول إليها إلى اذهان الجماهير، ويعد الخطاب السياسي من بين أولى وسائل الاتصال مع الجمهور، ونظرًا لأهميته الكبيرة وخاصة وأن العالم اليوم أصبح بحاجة ماسة لمواكبة التطور الحالي في ظل العولمة ، فأصبح ولا بد من فهم مختلف الاتجاهات والآراء، ولايكون ذلك إلا بالاعتماد على الترجمة التي أصبحت بمثابة علم قائم بذاته وضرورة حتمية لفك شفرة ورموز المجتمع الدولي، سعيا لربط أواصر التواصل والتخاطب، فمن شروط الترجمة الجيدة أن تكون المصطلحات متقنة وواضحة الدلالة، وفي غياب هذا الشرط الذي يعتبر أساسيًا تفقد الترجمة علة وجودها ودورها في نقل المحتوى بأمانة ودقة ، فالمترجم للخطاب السياسي يواجه العديد من الصعوبات أثناء إختراقه للنص فيجب ان يكون مدججًا بالأدوات والمعارف والكفاءات والإستراتيجيات التي تسمح له بالإنزلاق إلى النص بكل إنسيابية دون ان يعترضه عائق يصعب مهمته، فإذا كان المترجم يجيد فنون الكتابة باللغة التي يكتب بها، فعليه أيضًا أن يجيد فهم النصوص التي يترجم فيها ولا يكفي في هذا الإستعانة بالقواميس أو بكتب النحو ولكن أيضا أن يلم بعلوم العصر، أي أن المترجم لا يحتاج إلى معرفة فنون الصياغة اللغوية بل يحتاج أيضًا إلى الإحاطة بمعلومات كثيرة عن العالم الذي نعيش فيه .
كما تكمن صعوبة ترجمة الخطابات السياسية في كون الخطاب السياسي مجال خصب للمسكوت عنه كون أن المتكلمين يتوخون الحذر في التعبير عن أرائهم وأفكارهم بشكل صريح فيلجئون إلى الإضمار والتضمين، ليتسنى لهم التبملص من مسؤوليتهم، وتمتع المترجم بالكفاءات اللازمة أمر ضروري، ليتمكن من الكشف عن المسكوت عنه وليفهم المعنى المقصود من وراء المعنى الظاهري للعبارة اللغوية على سبيل المثال الكفاءة اللغوية والمعرفية أو الثقافية. وقد يكون هذا الأمر بالهين إذا كان المتلقي والمخاطب يتقاسمان المعرفة أو الثقافة ذاتها، إلا أن ان الشمولية التي يتميز بها الخطاب السياسي يجعلته يدخل ضمن ميادين التواصل العبر ثقافي وربطه بالتالي بالترجمة. فلا يكاد رئيس دولة ما يلقي خطابًا إلا وتهرع وسائل الإعلام لترجمته وتحليله نظرًا لأهمية الخطاب السياسي التي تتمثل في تيسير التواصل الدولي، فبواسطة الترجمة تصبح المعلومات في متناول المتلقين خارج الحدود الوطنية.
والغالب في هذا الصدد هو أن ردود أفعال بلد معين تجاه التصريحات التي يتقدم بها بلد آخر ترتبط بالمعلومات التي جاءت في الترجمة ،أي أنه عندما تتم ترجمة الخطاب السياسي يصبح هو المرجع الوحيد بالنسبة للجمهور المستهدف،وهذا ما يجعل ردود أفعاله تتعلق بالترجمة وليس بالخطاب الأصل.مما يستدعي أن تقترب الترجمة قدر الإمكان من الأثر الذي احدثه الخطاب الأصل.
ومن هنا تكمن خطورة ترجمة الخطاب السياسي وأهميتها في الوقت نفسه،ولهذا السبب بالذات تعتبر تلك الترجمة تجسيدا لمواقف وصناعة الأراء من جديد. فالمترجم هو في الحقيقة متلق ومنتج في آن واحد،لذلك يستحب أن ينظر إليه كرجل تواصل من نوع خاص ويرتبط فعله التواصلي بفعل آخر سابق له،ويتم تلقيه لذلك الفعل بطريقة مكثفة.
ولا يتوقف دور المترجم على أن يكون مسيطرًا فقط على ادواته اللغوية ومنصتا جيدا للخطاب، وعلى معاني المفردات التي تندرج ضمن الخطاب السياسي، بل يجب على المترجم أن يكون بقدر مسؤولية الخطاب السياسي.
وفي هذا الإطار كانت هذه الدراسة المتواضعة التي حاولت من خلالها الوقوف على خيارات المترجم إزاء مواجهة الإشكال المطروح في هذا البحث وهو آليات ترجمة الخطاب السياسي المصري الفلسطيني الى العبرية وذلك من خلال تحليل وتقييم تقنيات وأساليب الترجمة على مستوى التكافؤ الشكلي والتكافؤ الديناميكي أي ضمن ثنائية ترجمة المعنى والترجمة الحرفية.
وفقًا لما ذكرناه أعلاه ومن خلال دراستنا لترجمة الخطابات المصرية والفلسطينية واستخدام المترجم للتقنيات المتبعة في الدراسة ، توصلت الدراسة لعدد من النتائج أهمها:
1- يتسم الخطاب السياسي بعدد من الخصائص الذي تميزه عن كافة الخطابات الآخرى، وخاصًة إذا وقعت تلك الخطابات السياسية تحت وطء صراع ومشكلات سلام،فحينئذٍ يكون الخطاب وما يتضمنه من مصطلحات بمثابة سلاح يستخدمه كل طرف لمواجهة الطرف الآخر، وعليه فأنه يجب العمل على توحيد استخدام مصطلحات سياسية يستخدمها كل من أطراف الصراع وكذلك المؤسسات الدولية السياسية لضمان حيادية تلك المصطلحات.
2- لا يتضمن الخطاب السياسي مصطلحات ومفردات معجمية مباشرة فقط بل هو أشمل من ذلك، فالخطاب السياسي في الأساس قائمًا على أساليب الإقناع الشفهية وغير الشفهية، ويجب على المترجم ألا يغفل عن نقل تلك الأساليب بكافة الوسائل الممكنة، فإذا كنا قد ذكرنا سابقًا بأن الخطاب حين ينتقل من خطاب مرئي ومسموع إلى خطاب مقروء أو مكتوب فإنه يفقد بعض العناصرغير اللغوية التي يتضمنها الخطاب، فإنه يمكن للمترجم ان يعوض ذلك النقص من خلال نقله لأساليب الإقناع الشفهية وغير الشفهية المستخدمة في الخطاب.
3- تتأرجح ترجمة الخطابات السياسية المصرية والفلسطينية ما بين تقنيات التكافؤ الشكلي والتكافؤ الديناميكي، فمن ناحية التكافؤ الشكلي يغلب على ترجمة الخطابات السياسية استخدام الترجمة الحرفية المباشرة لما يحتويه الخطاب السياسي على قرارات سياسية مهمة ومصيرية،وبالتالي على المترجم أن يلتزم بنقل كل ما جاء في الخطاب دون تعديل أو تلاعب.
كما أستخدمت أيضا تقنية الأقتراض وبخاصة ان الخطابات التي تعني بموضوع الدراسة تنتمي إلى جذر لغوي واحد ”اللغات السامية” كما تتشارك أيضا منطقة جغرافية واحدة ”مصر- فلسطين – إسرائيل” ،لذا فالتقارب الجغرافي أثر كذلك على التقارب اللغوي بينهما وباتت بعض المصطلحات والمفردات تستخدم بذات الدلالة بين العربية والعبرية .
اما من ناحية التكافؤ الديناميكي فيغلب استخدام تقنية التكافؤ لإيجاد المكافؤ المناسب للتعبير الوارد في النص الهدف، فعلى الرغم من أن الخطيب غالبًا ما يستخدم اللغة الفصحى في القاءه للخطاب، إلا أنه احيانًا يستخدم بعض التعبيرات العامية والعبارات المسكوكة وعلى المترجم إيجاد المكافئ المناسب لها في النص الهدف.
وفي الختام نشير إلى أن الترجمة مهما بلغت قدرا كبيرا من الدقة، إلا أنها لا يمكن أن تؤدي إلى إحداث تكافؤ تام ومطلق بينها وبين الخطاب السياسي الأصلي، ومع ذلك تسمح ثنائية المقابل الشكلي وترجمة المعنى بتوجيه المترجم إلى ترجمة على قدر كبير من الدقة باعتبار أن الترجمة التأويلية هي ترجمة إيضاحية بالدرجة الأولى، ونظرًا لأهمية الخطاب السياسي ودقته، كان لزامًا على المترجمين التحلي بقدر كبير بروح الاجتهاد والمثابرة في هذا المجال، الأمر الذي جعل منه ميدانًا خصبًا للدراسة والتحليل والمتابعة.
هنا وقد بلغنا نهاية هذه الدراسة والامل يحذونا أن نكون قد وفينا بمحتواها وقدمنا ما يفيد.