الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تدور هذه الدراسة حول (موقف المدرسة العقلية الحديثة من السمعيات بين المؤيدين والمعارضين). لقد أدى انتشار الإسلام ودخول الناس فيه أفواجا، إلى دخول كثير من الأجناس والأعراق واختلاط ثقافة العرب المسلمين بثقافات غيرهم من الأمم، وخاصة بعد ترجمة كتب الفلسفة اليونانية منها وغيرها إلى العربية وظهور دعواها، وهذا فضلا عن دخول الإسلام فريق ممن ملأ قلوبهم الحقد البغيض للإسلام وأهله بقصد الإفساد والنيل منه، بعدما علموا أن المسلمين قوة يعجز السيف من القضاء عليها , فاتجهوا إلى طرق أخرى تحقق غرضهم، كتشويه الإسلام والدس والفساد وإثارة التشكيك فى ثوابت الدين وإقامة الشبهات حوله وزرع الفتن فى صفوف المسلمين، فأثاروا بعض المسائل بتوجيه الأسئلة بغية النزاع الفكرى والتنازع بين المسلمين، أدى إلى تأثيرها على ثقافتهم فبدلا من التسليم للنص فى العقائد تدخل الجدل والمناقشات،ومن ثم وجود الحجج والأدلة والبراهين على صحة الداعى فى دعواه , فكان لزاما على المسلمين أن يجدوا أدلة عقلية وبراهين ساطعة على العقائد. من هنا يتبين أهمية الفلسفة الإسلامية، وليس معناها بحثا عن الحق فى العقائد فهذا واضح بيّن بالنص الثابت، وإنما هى التماس حجة عقلية تعضد عقائد الإيمان الثابتة وتدفع شبه أهل البدع والأهواء، كما أن الفكر البشرى يعد رمزا للحياة بل هو علامة لها، والإسلام دعا إليه فى أمور الدين والدنيا حيث جعل العقل مناط التكليف فهو جوهر الإنسان وإذا سقط فقد سقط التكليف، غير أنه حث على التأمل والتفكير والاستبصار. |