الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله الذى أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق كل شىء فقدره تقديرا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بالحنيفية السمحة، والأخلاق العالية، رحمة للعالمين، وبشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. وبعد،،، فإن من صفات هذه الشريعة الغراء التى تميزها عن غيرها من الشرائع التيسير ورفع الحرج والمشقة عن اتباعها بما يلائم وقائعهم، ويناسب قدراتهم؛ لذا كان نظام هذه الشريعة شاملا فى معالجته وأحكامه لكل زمان ومكان، بما يكفل لأتباعه الاستغناء عما سواها، لا كما يزعم بعض الجاهلين أو المفسدين أنها شريعة التشدد والتقييد والرجعية، فإن حاجة الناس إلى التعرف على هذا الموضوع ملحة للغاية خاصة فى هذه الأيام، التى كثر فيها بشكل ملحوظٍ ظاهرة الإلحاد والتطرف الفكرى، الناتج عن التيار المتشدد المغلوط؛ لكى يرون عظمة الإسلام ورقية وسموه ورفقته بأهله وغير أهله فى أصوله وتشريعاته، وأنه لم يغفل عن طبيعة البشر وأحوالهم، والآيات القرانية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والقواعد الفقهية العديدة خير شاهد على ذلك. فكان هذا هو السبب فى اختيار موضوع هذا البحث، والذي بعنوان (الواجب المخير فى القرآن الكريم دراسة أصولية فقهية)، إذ إن التخيير بين الأمور الواجبة هو جانب من جوانب التيسير ورفع الحرج والمشقة عن المكلفين بها، وهو ما يعمل على تعزيز حب الدين والتمسك به لمواجهه تيارات الإلحاد، والتطرف، والعنف الفكري؛ وذلك مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد( ) إلا غلبه( )، فسددوا( ) وقاربوا( )، وأبشروا، واستعينوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وشيء من الدُّلْجَةِ( )»( ). أما الأسباب الدافعة إلي اختيار هذا الموضوع فيمكن إجمالها فيما يأتي: أولًا: أسباب اختيار الموضوع: 1- ما أشار به أساتذتنا الأفاضل إلى ما لهذا الموضوع من أهمية. 2- أردت أن أسهم بجهد متواضع فى جمع شتات بعض مسائل الواجب المخير فى القرآن الكريم، وأضمنها فى كتاب واحد مما يسهل على كل من تدفعه الرغبة للبحث فى هذا الموضوع. 3- تحرير المسائل التي وقع فيها تخيير لاسيما المسائل التى وقع فيها الخلاف في التخيير فيها. 4- إبراز مدى سهولة الإسلام وسماحته في التكاليف الشرعية. 5- الربط بين الفقه وأصوله وتفسير القرآن الكريم |