Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العوامل الاجتماعية والفيزيقية المرتبطة بدور المبني المدرسي في إشباع احتياجات تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي في الريف والحضر بمحافظة بني سويف /
المؤلف
الروبي، أحمد إبراهيم محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد إبراهيم محمد الروبي
مشرف / حاتم عبد المنعم أحمد
مشرف / أحمد عصمت السيد علي شومان
مشرف / حسام الدين حسن البرمبلي
مشرف / نهلة صلاح علي
الموضوع
العلوم الإنسانية.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
315 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الإنسانية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 315

from 315

المستخلص

- مقدمة الدراسة:
يعتبر التعليم أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها نهضة الأمم والمجتمعات، وذلك لما له من أهمية في إعداد العنصر البشري القادر على مواكبة وتحمل أعباء عملية التنمية، وهي الأهمية التي أخذت تتعاظم أكثر مع التطور المسجل في شتى ميادين الحياة الأخرى، الأمر الذي جعله مدفوعاً إلـي مواكبة هذه التطورات من خلال التعديل والتطوير الذي يطال كافة مكونات وعناصر العملية التعليمية من )برامج، مناهج(، ومع كل تطور تشهده نظريات التعليم، يصبح ضرورياً تكييف البيئة المدرسية مع الاحتياجات التعليمية الجديدة والتوجهات التربوية الحديثة، بهدف الوصول بها إلى التأثير الايجابي في العملية التعليمية ككل.
وتتمثل البيئة المدرسية في مجموعة العوامل الفيزيقية المادية كالمبني المدرسي وتهويته وإضاءته والأثاث والمرافق والملاعب والمساحات الخضراء، والعوامل البشرية من تلاميذ ومعلمين وإدارة، وعوامل اجتماعية من علاقات متبادلة ومناخ عام يحيط بالتلاميذ داخل نطاق المدرسة يؤثر في نموه العقلي والانفعالي والاجتماعي وفي اتجاهاته.
وتتمثل جوانب البيئة المدرسية في:
1- الجانب الأيكولوجي والفيزيقي.
2- المنظومة الاجتماعية والتي تعني بالعلاقات بين الأفراد.
ويعد المبنى المدرسي من الدعائم الأساسية في نظام التعليم، وترجع أهمية المباني المدرسية كونها بيئة حاضنه للتلاميذ، لذا فقد حظيت بعناية كبيرة في جميع النظم التعليمية، ومع التطور الحاصل في جميع المجالات ومن ضمنها مجال التربية والتعليم يجب علينا الاهتمام بالمبنى المدرسي من جميع الجوانب بدءً بالتصميم والتشييد ثم التجهيز. ولا يمكن أن تقوم بالعملية التعليمية بشكلها الصحيح دون الاهتمام والعناية بالمكان الذي ستتم فيه هذه العملية.
- مشكلة الدراسة:
تعد البيئة المدرسية بكافة عناصرها ومدخلاتها ومتطلباتها عاملاً مهماً ومحدداً لكفاءة النظام التعليمي ومخرجاته كماً ونوعاً وللعناصر المادية في هذا النظام من البيئة وملحقاتها ومدي توفرها أثر كبير على نجاح النظام التعليمي وتحقيق الأهداف الفردية التي يطمح لها الأفراد والمجتمع للوصول إليها، وقد لاحظ الباحث من واقع تجربته في المدارس ضعفاً في بيئة المدارس متمثلة في متطلباتها الاجتماعية والمادية، ومما لها أهمية كبري في التحصيل الدراسي واستقرار التلميذ داخل المدرسة فلا بد من طرق هذا الباب ومعرفة كل جوانبه لمعرفة الإيجابيات ومعالجة السلبيات.
ومما لاشك فيه أن المبنى المدرسي هو أحد العوامل الهامة لنجاح العملية التعليمية وبالرغم من أن البلاد قد مرت بتغيرات واسعة في شتى المجالات التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن تطوير المبنى المدرسي لم يواكب تلك التغيرات مما أدى إلى عدم ملائمة الأبنية التعليمية لهذا التطور، مما أدي إلي حدوث نقص وقصور نوعى فيها فصارت تلك المنشآت القائمة لا تفي باحتياجات العملية التعليمة ومتطلباتها ولا تحوى الأنشطة اللازمة والتي تعد التلاميذ تربوياً وثقافياً واجتماعياً.
وعليه تتناول الدراسة الإجابة على السؤال التالي ما هي العوامل الاجتماعية والفيزيقية المرتبطة بالمبني المدرسي ودورهما في اشباع احتياجات التلاميذ بمرحلة التعليم الأساسي؟
- أهمية الدراسة:
ترجع أهمية الدراسة إلى:
1- أهمية المدرسة كأحد أهم الركائز الأساسية للتنشئة الاجتماعية، فالتلميذ يقضي وقت طويل في بيئتها، فإذا كانت تلك البيئة جيدة ومتكاملة فسوف تساعد علي تلبية احتياجات العملية التعليمية، وبالتالي إتمام عملية التنشئة الاجتماعية بشكل ايجابي مما يساعد في النهاية إلي تقديم مواطن سوي متفاعل مع قضايا ومشكلات بيئته.
2- أهمية المنظور البيئي الشامل في دراسة المبني المدرسي ودوره في تحسين العملية التعليمية.
3- أهمية توفير الخدمات التعليمية ودورها الرئيس في حدوث التنمية ومن ثم أهمية دراسة أسباب تدهورها وعدم تلبيتها لاحتياجات التلاميذ، أو غياب متطلبات الأمن والسلامة بها، وما يترتب علي ذلك من مشكلات اجتماعية وصحية ونفسية علي التلاميذ.
4- أهمية تحديد الملامح المميزة للمباني المدرسية والفراغات التعليمية المتخصصة، والتي تحقق متطلبات الخطة التعليمية واحتياجات التلاميذ.
5- أهمية الوصول لتحديد دقيق لأهم المشكلات الفيزيقية التي تواجه المبني المدرسي القائمة بشكل خاص، والبيئة المدرسية بشكل عام والتي تحول دون الوصول إلي متطلبات واحتياجات التلاميذ داخل المدارس.
6- أهمية الدراسات المقارنة للخروج بأهم العوامل الاجتماعية والفيزيقية التي تساهم في مواجهة مشكلات البيئة المدرسية في كل من الريف والحضر.
7- بالرغم من أهمية البيئة الاجتماعية والفيزيقية للمدرسة، إلا أنها لم تحظ بالقدر الكافي من الدراسات ذات النظرة الشاملة للأبعاد الاجتماعية والمشيدة والتربوية والمعمارية.
- أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة إلى:
1- رصد أهمية المبني المدرسي وإبراز دوره في تحسين سير العملية التعليمية.
2- التعرف علي واقع المبني المدرسي القائم بمرحلة التعليم الأساسي ومدى أثرة علي العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ وبعضهم البعض أو بين التلاميذ والمعلمين أو بين التلاميذ وإدارة المدرسة.
3- تحديد خصائص البيئة الفيزيقية للمدرسة وتحديد الملامح المميزة للمبني المدرسي من الموقع والفراغات التعليمية المتخصصة، والتي تحقق متطلبات العملية التعليمية وأثر ذلك علي مشاركة التلاميذ في الأنشطة المدرسية أو الأنشطة الخدمة للبيئة المحيطة.
4- الكشف عن أهمية المبني المدرسي اجتماعياً وبيئياً والوقوف علي مدي توافر متطلبات الأمن والسلامة بها.
- تساؤلات الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
” ما هي العوامل الاجتماعية والفيزيقية المرتبطة بدور المبني المدرسي في إشباع احتياجات تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي في الريف والحضر بمحافظة بني سويف؟ ونظراً لعمومية السؤال فقد تم تفريعه إلى الأسئلة التالية:
1- ما هي درجة مساهمة العوامل الفيزيقية (المبني المدرسي) في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ وبعضهم البعض أو بين التلاميذ والمعلمين أو بين التلاميذ والإدارة بمدارس الريف والحضر؟
2- ما درجة مساهمة العوامل الاجتماعية في مشاركة التلاميذ بأنشطة المدرسة بمدارس الريف والحضر؟
3- ما درجة مساهمة العوامل الفيزيقية للمدرسة في مشاركة التلاميذ بأنشطة المدرسة بمدارس الريف والحضر؟
4- هل هناك علاقة ارتباطية بين عدد التلاميذ داخل الفصول وبين العوامل الاجتماعية والعوامل الفيزيقية داخل المدرسة بمدارس الريف والحضر؟
5- هل هناك علاقة ارتباطية بين مدارس الفترة الواحدة ومدارس الفترتين وبين العوامل الاجتماعية والعوامل الفيزيقية داخل المدرسة؟
6- ما هي أهم المشكلات التي تواجه المبني المدرسي بشكل خاص، وبيئة المدرسية بشكل عام والتي تهدد متطلبات الأمن والسلامة لمدارس مرحلة التعليم الأساسي؟
- نوع الدراسة:
تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية المقارنة، لأنها تعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها من خلال تحديد العوامل الاجتماعية والفيزيقية المرتبطة بدور المبني المدرسي في إشباع احتياجات تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي، والمقارنة بين مدارس الريف والحضر في محافظة بني سويف.
- منهج الدراسة:
استخدم الباحث المنهج العلمي: منهج المسح الاجتماعي بالعينة، ومنهج دراسة الحالة والمنهج الوصفي المقارن.
- أدوات الدراسة:
استعان الباحث باستخدام الأدوات الآتية:
- استبانه التلاميذ لقياس العوامل الاجتماعية والعوامل الفيزيقية المرتبطة بالمبني
المدرسي.
- استبانه مديري المدارس لقياس متطلبات الأمن والسلامة المدرسية.
- مجالات الدراسة:
- المجال الجغرافي: ويقصد بالمجال الجغرافي المنطقة الجغرافية التي أجريت بها الدراسة وقد تم اختيار محافظة بني سويف وهى تقع في شمال الصعيد حيث تضم (7) مراكز إدارية، و(7) مدن، و(39) وحدة قروية، و(225) قرية تابعة، ويبلغ حجم سكان المحافظة 3,271,133 نسمة يمثل الحضر منهم 51,5%، بينما الريف 48,5% ومراكز المحافظة هـي: (مركـز بني سويف: عاصمة المحافظة، مركز الوسطى، مركز ناصر، مركز إهناسيا، مركز سمسطا، مركز ببا، مركز الفشن).
- المجال البشرى: وقد تمثل المجال البشرى في تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي علي مستوي محافظة بني سويف، وقد بلغ عدد تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي نحو 580230 طالب، وقد تم تطبيق استبانة التلاميذ والتي اعدت لقياس العوامل الاجتماعية والعوامل الفيزيقية للمبني المدرسي على عينة عشوائية بلغت (400) تلميذ من الحلقة الثانية بمرحلة التعليم الأساسي موزعة (200) تلميذ من مدارس الريف، (200) تلميذ من مدارس الحضر، من عدد (15) مدرسة موزعين علي مراكز المحافظة السبع. فيما تم تطبيق استبانة قياس متطلبات الأمن والسلامة المدرسية علي (15) مدير مدرسة بمرحلة التعليم الأساسي وهم مديري مدارس العينة.
- المجال الزمني: أجريت الدراسة الميدانية في الفترة من أول سبتمبر 2020 وحتي نهاية ديسمبر 2020م، وذلك بخلاف فترة إعداد المفاهيم النظرية للدراسة وتصميم الأدوات وتفريغ الاستبيان وتحليل البيانات.
- نتائج الدراسة:
النتائج المرتبطة بالتساؤل الأول: ما هي درجة مساهمة العوامل الفيزيقية (المبني المدرسي) في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ وبعضهم البعض أو بين التلاميذ والمعلمين أو بين التلاميذ والإدارة بمدارس الريف والحضر؟
أشارت النتائج إلي مساهمة العوامل الفيزيقية في تعزيز العلاقات الاجتماعية بمدارس الحضر بمحافظة بني سويف، حيث أظهرت النتائج تفوق مدارس الحضر علي مدارس الريف، من حيث جودة المباني المدرسية ومكوناتها ومستوي الفراغات الخدمية والمتخصصة والمفتوحة وما تقدمه من خدمات للتلاميذ. وقد أوضحت النتائج عن وجود علاقة طردية موجبة بين العوامل الاجتماعية وبين العوامل الفيزيقية بمدارس عينة الحضر فقط، مما يدل علي وجود ارتباط بين ارتفاع العلاقات الاجتماعية وتميزها مع ارتفاع جودة المبني المدرسي ومكوناته.
النتائج المرتبطة بالتساؤل الثانى: ما درجة مساهمة العوامل الاجتماعية في مشاركة التلاميذ بأنشطة المدرسة بمدارس الريف والحضر؟
تشير نتائج الدراسة إلي مساهمة العوامل الاجتماعية وتأثيرها الكبير علي مشاركة التلاميذ في الأنشطة المدرسية المختلفة بمدارس الريف والحضر بمحافظة بني سويف، ووجود علاقة طردية بين مشاركة التلاميذ في الأنشطة المدرسية وبين العوامل الاجتماعية، ويدل ذلك علي ارتفاع نسب مشاركة التلاميذ في الانشطة المدرسية المختلفة مع ارتفاع وتحسن العلاقات الاجتماعية داخل مجتمع المدرسة سواء علي مستوي علاقات التلاميذ وبعضهم البعض، أو علاقات التلاميذ والمدرسين، أو علاقات التلاميذ والإدارة المدرسية والعكس يحدث مع انخفاض العلاقات الاجتماعية داخل مجتمع المدرسة.
النتائج المرتبطة بالتساؤل الثالث: ما درجة مساهمة العوامل الفيزيقية للمدرسة في مشاركة التلاميذ بأنشطة المدرسة بمدارس الريف والحضر؟
خلصت نتائج الدراسة إلي مساهمة العوامل الفيزيقية وتأثيرها الواضح علي مشاركة التلاميذ في الأنشطة المدرسية المختلفة بمدارس الحضر بمحافظة بني سويف، حيث توجد علاقة ارتباطية داخل عينة مدارس الحضر بين مشاركة التلاميذ في الأنشطة المدرسية المختلفة وبين مدي توفير المبني المدرسي من ملاعب ومناطق مفتوحة ومساحات خضراء وأماكن متخصصة لممارسة الأنشطة المختلفة. بينما لا توجد هذه العلاقة داخل عينة مدارس الريف مما يوضح التأثير الواضح للمبني المدرسي علي مشاركة التلاميذ في الأنشطة المدرسية في حالة عدم توفير تلك المكونات داخل المبني المدرسي.
النتائج المرتبطة بالتساؤل الرابع: هل هناك علاقة ارتباطية بين عدد التلاميذ داخل الفصول وبين العوامل الاجتماعية والعوامل الفيزيقية داخل المدرسة بمدارس الريف والحضر؟
وجود علاقة عكسية سالبة بين عدد التلاميذ داخل الفصل وبين العوامل الاجتماعية في كل من مدارس الريف الحضر، مما يدل ذلك علي تأثير كثافة الطلاب داخل الفصول سواء في مدارس الريف أو الحضر علي مستوي العلاقات الاجتماعية داخل مجتمع المدرسة ككل.
ويفسر هذا الارتباط العكسي بين عدد التلاميذ بالفصل والعلاقات الاجتماعية داخل مجتمع المدرسة، بأنه مع انخفاض عدد التلاميذ بالفصل الدراسي تتحسن العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ وبعضهم البعض، وبين التلاميذ والمدرسين، والعكس يحدث مع ارتفاع عدد التلاميذ داخل الفصل فتنخفض العلاقات الاجتماعية وتتدهور. في حين لم يوثر عدد التلاميذ داخل الفصل علي مستوي العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ والإدارة المدرسية حيث لم تظهر أي علاقة دالة إحصائية.
ومع أشارت النتائج لوجود علاقة ارتباطية عكسية سالبة بين عدد التلاميذ في الفصل الدراسي وبين العوامل الاجتماعية داخل مجتمع المدرسة، فإن النتائج أوضحت عدم وجد علاقة ارتباطية بين عدد التلاميذ في الفصل الدراسي وبين العوامل الفيزيقية للمبني المدرسي.
النتائج المرتبطة بالتساؤل الخامس: هل هناك علاقة ارتباطية بين مدارس الفترة الواحدة ومدارس الفترتين وبين العوامل الاجتماعية والعوامل الفيزيقية داخل المدرسة؟
تؤكد النتائج أن هناك علاقة ارتباطية بين فترات الدراسية وأبعاد مقياس العوامل الاجتماعية، وأبعاد مقياس العوامل الفيزيقية، حيث أشارت النتائج إلي أن مدارس الفترة الواحدة يرتفع بها مستوي العلاقات الاجتماعية، حيث يتيح اليوم الدراسي الكامل بوجود مناخ تعاوني يسمح للتلاميذ في الانخراط في العلاقات الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة المختلفة داخل المدرسة، علي العكس من مدارس الفترتين حيث يكون ضغط اليوم الدراسي والذي لا يساعد علي تكوين العلاقات الاجتماعية داخل مجتمع المدرسة ولا مشاركة التلاميذ بفاعلية بالأنشطة المدرسية، وكذلك يتأثر المبني المدرسي ومكوناته المختلفة بالمدارس ذات الفترتين حيث يزداد الضغط علي مكونات ومرافق المبني المدرسي مما يؤدي إلي انخفاض مستوي الخدمات التي يقدمها المبني المدرسي للتلاميذ. لذلك فالنتائج تؤكد علي تأثير الفترات الدراسية علي العوامل الاجتماعية والعوامل الفيزيقية بمدارس محافظة بني سويف الريف والحضر علي حد سواء.
النتائج المرتبطة بالتساؤل السادس: ما هي أهم المشكلات التي تواجه المبني المدرسي بشكل خاص، وبيئة المدرسية بشكل عام والتي تهدد متطلبات الأمن والسلامة لمدارس مرحلة التعليم الأساسي؟
خلصت نتائج الدراسة إلي متطلبات الأمن والسلامة للمبني المدرسي جاءت بدرجة متوسطة من حيث توافرها داخل المدارس، وذلك من تقديرات مديري مدارس عينة الدراسة بمحافظة بني سويف، ويؤكد هذا علي ضرورة مراجعة متطلبات الأمن والسلامة المدرسية لرفع مستواها بداية من تصميم المبني المدرسي وأشتراطات الأمن ضد الكوارث مروراً بتوفير متطلبات الأمن والسلامة المدرسية داخل المدارس وصولاً لعمل دورات تدريبية وبرامج تثقيفية في المدرسة للتلاميذ وكافة العاملين بالمدرسة لنشر ثقافة الأمن والسلامة المدرسية بين التلاميذ والعاملين.
- مقترحات الدراسة:
أشارت نتائج الدراسة إلي أهمية النظرة الشاملة للمبني المدرسي باعتباره نسق أيكولوجي من وحدات فيزيقية، وحدات اجتماعية في إطار تفاعلي وتكاملي. حيث يتأثر الإنسان بالمكان وخاصةً المدرسة التي يقضي فيها التلميذ أوقات طويلة، وهي بلا شك من أهم المراحل العمرية وأكثرها تأثيراً علي بنائه النفسي والاجتماعي، وفي إطار هذه النظرة يجب مراعات عدة أبعاد عند تصميم وانشاء المدارس وخاصةً في مرحلة التعليم الأساسي ومنها:
1- أهمية توفير المساحات والفراغات المفتوحة والفراغات المتخصصة بالمدارس المنشأة حديثاً، وعدم تحويل استخدام هذه الأماكن لغير الأنشطة المصممة إليها، مما يتيح الفرصة المناسبة لممارسة كافة الأنشطة الرياضية، والفنية، والاجتماعية، والثقافية لما أشارت إليه نتائج الدراسة من تأثر مشاركة التلاميذ بالأنشطة المدرسية بالعوامل الفيزيقية للمبني المدرسي وخاصةً بمدارس الريف. بينما في المدارس القائمة القديمة يمكن استخدام مراكز الشباب القريبة من المدرسة لعمل يوم رياضي أو ثقافي مرة أسبوعياً لكل صف دراسي.

2- العمل على تحسين العلاقات الاجتماعية بين أعضاء المجتمع المدرسي (التلاميذ، المعلمين، الإدارة المدرسية)، من خلال تبني مدخل العلاقة الديموقراطية ذات البعد الإنساني بما تتضمنه من تشجيع للطلاب على المشاركة في اتخاذ القرارات وتخطيط الأنشطة وخدمة المجتمع.
3- أهمية تخفيض معدل كثافة التلاميذ داخل الفصول وعلي مستوي المدرسة، حيث أكدت نتائج الدراسة الراهنة والدراسات السابقة أنه كلما انخفض معدل كثافة التلاميذ كلما ساعد ذلك علي تحسن العلاقات الاجتماعية داخل مجتمع المدرسي، وبالتالي الحصول علي عائد تعليمي أفضل. لذلك يقترح ولتخفيف كثافة التلاميذ بالفصول، مد فترة عمل المدرسة أسبوعاً كاملاً ويتم حضور تلاميذ كل صف لمدة ثلاثة أو أربعة أيام بنظام اليوم الكامل، ويتم عمل مداورة بين المدرسين ليحصل كل مدرس علي راحته الأسبوعية. وباقي الأسبوع يمكن الإعتماد ولو جزئياً علي نظام التعليم عن بعد مع إمكانية توفير متطلباته اللازمة.
4- يتوجب إعادة النظر في سياسة التعليم خلال فترات الأزمات، مثلما الوضع الحالي وانتشار جائحة كرونا ليس في مصر فقط بل علي مستوي العالم ككل، حيث يجب تقليص الوحدات الدراسية، وإعادة النظر في مدة الترم ومدة الحصص، وعدد التلاميذ. فمن المعروف أن معظم البلدان لا تمتلك الإمكانات اللازمة لتطبق نظام التعليم عن بعد كاملاً بسبب الإمكانات المادية والعلمية والبنية التحتية التي يجب أن تتوافر لذلك.
5- التنوع في البناء المدرسي وفق نماذج متعددة تبعاً للمرحلة التعليمية والعمرية ونوع التعليم، والبعد عن نمطية التصميم والأنشاء للمباني المدرسية.
6- الاهتمام بتوفير مستوي جيد من التشطيبات داخل المدرسة والبعد الجمالي والمحافظة علي نظافة المدرسة، مما يساعد علي تدعيم ارتباط التلاميذ بمدارسهم.
7- يجب علي هيئة الأبنية التعليمية مراعاة البعد الاجتماعي والنفسي عند تصميم المباني المدرسية، ومراعاة توفير المساحات المرنة لممارسة الأنشطة التعليمية المختلفة، والفصول المفتوحة، وتوفير أسس لتكنولوجيا التعليم الحديثة بكافة المدارس.
8- ضرورة القيام بالصيانة الدورية للمبانى المدرسية والتجهيزات والأجهزة (الصيانة دورية) للإطالة عمر المباني،ويقترح لذلك عمل منظومة صيانة ومتابعة لاستدامة المبني المدرسي.
9- إعادة النظر حول المرافق المدرسية) مياه الشرب، الحمامات( من حيث كفايتها ونظافتها من خلال نظام خدمة مختلف عما هو سائد في الوقت الراهن.
10- يجب أن تتخذ إدارات المدرس بعض الأجراءات والخطوات للحفاظ علي التلاميذ ورفع مستوي الأمن والسلامة المدرسية، ومنها مايلي:
- تشكيل فريق لإدارة الأمن والسلامة بالمدارس.
- توفير معدات وأدوات ومتطلبات السلامة في المباني التعليمية.
- توفير لوحات إرشادية ومطويات توضح أهمية الأمن والسلامة داخل المدرسة.
- وضع خطط تدريبية لجميع الطلبة والعاملين كخطط الإخلاء وتنفيذها.
- تدريب الكادر العاملين على الإسعافات الأولية.
- المتابعة الدورية للإرشادات والتعليمات لإدارة الأمن والسلامة العامة في المدرسة (مرة كل فصل دراسي على الأقل).
- عمل برامج تثقيفية في المدرسة تحت إشراف وزارة الداخلية لكافة العاملين والتلاميذ بالمدرسة بالمدارس.