![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعدُّ ظاهرة اللجوء لاستخدام القوة العسكريَّة في العلاقات الدوليَّة إحدى الظواهر العالميَّة التي طَرَحَتْ نفسها – وبقوَّةٍ - على الساحة الدوليَّة في الماضي والحاضر، إلاَّ أنها أضحت في الآونة الأخيرة تثير انشغال المجتمع الدوليِّ ككلٍّ؛ نظرًا لتعدُّد الصِّراعات الدوليَّة وكثرة التدخُّلات المترتِّبة عن تلك الصِّراعات، والتي أصبحت تُشَكِّلُ تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين. ان عدم مشروعية الاحتلال الحربيِّ في إطار الشرعية الدولية يجد أساسه القانوني في مبدأ تحريم استخدام القوة في العلاقات الدولية وهو من المبادئ الحاكمة في التنظيم الدولي المعاصر بموجب ميثاق الأمم المتحدة, وإن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية من احتلالها للعراق عام 2003 يمثل انتهاك صريح للمواثيق الدولية وإخلالاً واضحاً بالسلم والأمن الدوليين, من خلال ما يفرزه الاحتلال من تجاوز للعديد من القواعد القانونية الآمرة القائمة على احترام سيادة الدول والمساواة في الاستقلال السياسيِّ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. فضلاً عن كون ان هذا الاحتلال لم يستند إلى أي مسوغ قانوني يجيز هذا الحجم من التجاوز والخراب والذي عاد بنا إلى عصور ما قبل التنظيم الدوليِّ. وعليه؛ كان للاحتلال الأمريكيِّ الأثر الواضح في انتهاك سيادة العراق في ظل الاحتلال الأمريكيِّ و الحكومات العراقيَّة المتعاقبة . حيث بقت سيادة العراق منتهكة إلى وقت كتابة هذه السطور وعلى الصعيدين الداخليِّ والخارجيِّ؛ نتيجة الاحتلال الأمريكيِّ عام 2003. |