Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ابن فُورَك الحفــيد(ت478هـ) وآراؤهُ الكلاميَّة مع تَحْقِيـق مَخْطُـوط (النِّظامي في أُصُــول الــدِّين) /
المؤلف
مِصباح، مُحمَّد مَجدي السيِّد.
هيئة الاعداد
باحث / مُحمَّد مَجدي السيِّد مِصباح
مشرف / شوقي علي عمر
مشرف / عادل سالم عطيَّة
مناقش / عبد الحميد عبد المنعم
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
968 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
2/6/2021
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - الفلسفة الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

الحمدُ لله الذي أَوْجد في كُلِّ عَصرٍ مَنْ يَذُبُّ عَنْ دِيَانَتِهِ، ويُفصّل للراغبين في كُلِّ قُطرٍ أُصُولَ شَرِيعَتِهِ، ببراهين تَجْلُو الحقَّ، وَتَقْطَع دَابِر اَلشَّكِّ، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام اَلْأَتْمَانِ اَلْأَكْملَانِ عَلَى سيدنا مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم وعلى آلهِ وَصَحْبِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ،،، أَمَّا بَعْدُ:
فإنَّ شرف العِلم يُنال بِشرف ما يتعلَّق به، وبموضُوعهِ، وغايتِه، وشِدَّة الاحتـياج إليه؛ وتحقـيق التُّراث العقديِّ الكلاميِّ وتعلُّمـه وتعلـيمُه مِن خير ما تُصـرفُ فيه الأوقات وتُبذل فيه الجُهود؛ فالمُناخ الذي ظَهَر فِيهِ عِلم الكلام قَدِيمًا كان مُفْعَمًا بِكَثِيرٍ مِن الحِراك الفكريّ بَيْنَ الفِرق والمذاهب بعدما بَعُدَ الزَّمان عَنْ فترة اَلصَّفَاء في تقرير العقيدة الإسلاميَّة.
كما كانت هذهِ الفترة -ذاتُ الصَّفاء- أكثر الفترات نقاشًا وجدلًا ونظرًا واستفسارًا، وذلك لأنه دينٌ جديدٌ، وكل جديد لا يُقبل بسُهولة، فكان المُسلمون يَسْألون الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام مُسْتفسرين، والمُخَالفون يَسْألونه مُعارضين ومُتعنتين ومُجَادلين( ).
لم تدمْ هذه الصُّورة طويلا حيث ظهر علم الكلام نِتاجُ عواملَ وأهدافٍ كثيرة، مِنها: عواملُ دينيَّةٌ، وسياسيَّةٌ، واجتماعيَّةٌ، واقتصاديَّةٌ( ). ففرض كلُّ هذا على مُفكري الإسلام إيجاد وسائل تفنيدٍ، ودحضٍ، وتصحيحٍ، لتلك التَّصوُّرات عقلًا ونقلًا؛ حفاظًا على صحيحِ الإسلام.
ومن أهمِّ المدارس التي بحثت أبواب الاعتقاد الكُبْرى، وناقشت أدقَّ تفاصيلها المدرسة الأشعريَّة بِوَصْفِها إحْدى فِرق أهل السُّنة، وقد أغنت الحقل الكلاميّ بتواليف بَدءًا من أيام الشَّيخ الأشعري وصولًا إلى مُتأخِّري المذهب.
وكان مِن مصلحةِ علم الكلامِ -وتأريخ الفلسفة الإسلاميَّة بوجهٍ عامٍّ- أنْ تظهرَ مخطوطاتُه يومًا بعد يومٍ مُحقَّقةً؛ فإحدى صور إحياء هذا العِلم خروجِ مخطوطاتِه إلى النُّور، وبقدرِ ما يَخرُج من مخطوطاتٍ بقدرِ ما يُسمحُ بالإحياءِ.
ولا يزالُ كثيرٌ مِن عُلماء الكلام مغمورينَ، لم تتوجه إليهم الدِّراسةُ، ولم يُعْنَ أهلُ الاختصاص لعقدِ دراساتٍ تستوفي كافةَ مناحي حياتِهم الكلاميَّة لِتحدِّدَ ما كانَ لهم من دورٍ بارزٍ في الحقبةِ التي عاشوا فيها، وإلى أيِّ مدًى تطوَّر الفكرُ الكلاميُّ على أيديهم.
ومن بينِ أولئك النُّظَّارِ ابنُ فُورَك الحفيد(ت478هـ)، أحدُ شيوخِ المذهب الأشعريِّ في القرنِ الخامِس الهجريِّ، وسِبْطُ الأستاذِ ابنِ فُورَك(ت406هـ)، أحدِ كبارِ مجدِّدي المذهبِ الأشعريِّ في القرنِ الرَّابع الهجريِّ.
والدِّراسةُ الَّتي نحنُ بصددها: «ابنُ فُورَك الحفيد(ت478هـ) وآراؤهُ الكلاميَّة مع تَحْقِيق مَخْطُوط: (النِّظاميّ في أُصُول الدِّين)» محاولةٌ للكشفِ عن هذهِ الشَّخصيَّةِ الأشعريَّةِ ودراسةُ مباحثِ علمِ الكلام من منظورِه في ضوءِ ما وصلَنا مِن مُؤلفاتهِ.
ولما كان عِلم الكلام هو العِلم الَّذي يدرس قضايا العقيدة الإسلاميَّة، مُستهدفًا إقامة البراهين الَّتى تُثبتها وتبين صِحتها من ناحية، وتكشف عن فساد ما يُخالفُها وتهافته من ناحية أخرى. وعلى هذا استهدفت أبحاثهم مسائل الاعتقاد في الإلهيَّات، والنبُّوات، والسمعيَّات؛ معنى ذلك أنَّهم حاولوا بناء تصور إسلاميّ كامل للوجود بمستوياته المُختلفة( ).
ولشرف هذهِ المُهمة عدها مؤلِّفُنا ابن فُورَك الحفيد مِن «أَجَلّ العلوم قدرًا وأعظمها شأنًا، وأن أَوْلى ما تُصرف إليه الهِمم، وتُبتغى به النِّعم، ويُتقرَّب به إلى الله، ويُتوسل إلى غفرانهِ، ويُتوصل إلى نعيمه في جنابه: عِلم الدِّين، ومعرفة توحيد رب العالمين، وتنزيهه عن الشبيه، وتقديسه عن التجسيم والتمثيل، بأوضح حُجة وأظهر دليل»( ).
وإنْ كَان لي ما أَرْجُوه، فهُوَ أن أكُون قد أسْهمتُ قدرَ طاقتي بإخراج هذا السِّفر للنُّور، ووضع لبنةٍ جديدةٍ مِن لبناتِ المكتبة الأشعريَّة الكلاميَّة بين أيدي القُرَّاء، غير طامعٍ إلا الثَّواب، والله المُسْتعان وعليهِ التُّكلان.

أولًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره
ترجِع أهمِّية هذا الموضوعِ وأسباب اختياره إلى عدَّة محاورَ، منها: منها ما يعودُ إلى المؤلِّف نفسِه، ومنها ما يعود للمخطوط نفسِه، ومنها ما يعود إلى العصر الذي عاش فيه المؤلِّف وظروفِه، ومنها ما يعودُ إلى اهتمامي بالتُّراث.
[أ] ما يعود إلى المؤلِّف نفسه:
1. فابن فُورَك الحفيد نفسه(ت478هــ)، سِبْط الأستاذ ابن فُورَك(ت406هـ) لم يصل إلينا مِن كتبه إلا هذا الكتاب رغم ما أشارت إليه الرواياتُ بوصفه متكلمًا يعِظُ النَّاس بالمدرسة النِّظاميَّة، وهذه دراسة تستهدِفُ اكتشافه في ضوء ما وصلنا مِن كُتُبه.
2. ابن فُورَك الحفيد عاش في فترة خصيبةٍ بأعلامِ الأشاعرة، مثل: عبد القاهر البغداديّ، وأبو القاسم القشيريّ، وإمام الحرمين، والغزاليّ، ويمكن القولُ بأن ثمَّة تطورًا واضحًا للمذهب الأشعري وبلورته تمت على يد هؤلاء( )، ومن ثَمَّ كان من أسبابِ الاختيار أن نرى ما دورُ صاحب الدِّراسة وسطَ هؤلاء الأعلام في تطورِ المذهب الأشعريِّ ومدى اتفاقه واختلافِه معهم في الوسائل والأساليب والنتائج.
والمؤلِّف عاصر إمام الحرمين الجوينيّ( )، وكتب ”النِّظامي” وأهداه إلى وزير الدولة السلجوقيَّة نِظام المُلْك، وفي الوقت نفسِه أهدى الجوينيّ كِتابه المُسمَّى ”العقيدة النظاميَّة في الأركان الإسلاميَّة”، للوزير نفسه، وكلاهما وعظَ بالمدرسة النِّظاميَّة. ومن ثَمَّ سيبين لنا المخطوط حركة الأفكار الكلاميَّة جنبًا إلى جنب مع تصانيف مُعاصريه.
[ب] ما يعود للمخطوط نفسه:
1. فيمثلُ مخطوط ”النِّظامي في أُصُول الدِّين” مؤلَّفًا في العقيدة الأشعريَّة في المائة الخامسة لم يحقَّق بعد، وفيه ناقش قضايا الأصولِ من وُجهة نظرِه وما يدين بهِ.
2. المخطوطُ في بعضِ المواضع كان بمثابةِ شرح، أو حاشية، على بعض الأفكار الَّتي أوجزها بعضُ الأشاعرة السَّابقين عليه في كتبهم، فتأتي شروحُه هُنا وتعاليقُه موضِّحة للأصل، مُبيِّنة لمَراميه من وجهةِ نظره؛ كشرحه على سبيل المثال للحُدود الكلاميَّة: العِلم، الضد، القُدْرة، الجوهر، العرض، المُتقابلان، الغيران، الحيز، إلى غير ذلك( ).
3. المخطوطُ يكتسِب أهميتَه من حيث إن مؤلِّفه ضَمَّنه ردودًا جدليَّة على بعض مذاهب الإسلاميين: كالمُعْتزلة، والكراميَّة، والجهميَّة، والنجاريَّة. وغير الإسلاميين: كالثنويَّة، والديصانيَّة، وأصحاب الطبائع، والمُنجمة؛ فبيَّن بذلك شخصيتَه العلميَّة، ونزْعته النقديَّة، ومدى استقلال تفكيره، وما أصاب الفكر العلميَّ من تطور بعد أنْ وضع السابقون اعتقادهم( ).
4. المخطوطُ يُسجل تطور المذهب الأشعريَّ في القرن الخامس؛ من حيثُ التحامُ أعلامه بالفكر الصوفيِّ الذي ظهرت بوادرُه وبواكيرُه عند جده الأستاذ ابن فُورَك والقشيريّ، وغيرهم. واقترابهم من مُعْتدلة الكراميَّة وارتضاء بعض أقوالِهم، والالتحام -مع استثناءات قليلة- بفكر المُعْتزلة والنجاريَّة.
5. المخطوطُ يمدُّنا بمعلومات ذاتِ بال حولَ حركة المدارس العلميَّة المُستقلة في الإسلامِ، والمدرسة النِّظاميَّة واحدة مِن كُبريات هذه المدارسِ التي كان يعِظ فيها مؤلِّفنا ابن فُورَك الحفيد لسنوات.
6. يُضاف إلى ذلك قيمتُه التاريخيَّة، من حيثُ: رصدُه لحركة الأفكار وتطورِها داخلَ المذهب الأشعريِّ مِن ناحية، وبيانُه لحركة التعليم المدرسيّ النِّظامي من ناحية أخرى. فقد يفقد نصٌّ تراثي كهذا قيمته الفنيَّة في العصر الحالي ولكنه في الوقت نفسِه لا يفقد قيمته التاريخيَّة التي يكتسي بها كل نصٍّ تُراثي لا محالة.
7. كما تكمُنُ أهمية هذا المخطوطِ في أنَّه تضمَّنَ عددًا من الآراء والنُّصوص لعلماء من المذهب الأشعريِّ لم تصلْنا مؤلَّفاتُهم، مثل: الأستاذ الإسفرايينيّ، والأستاذ أبي منصور الأيوبيّ. ومن الممكنِ أنْ يُسهم كِتاب ”النِّظامي” في إعادة بناءِ تِلك الكُتب المفقودةِ مع ما تبقّى مِن تُراث الأشاعرة الكلاميِّ.
[ج] ما يعود إلى العصر وظروفه:
المؤلِّف عاصرَ العهدَ الثَّاني الَّذي مر به المذهبُ الأشعريُّ، والَّذي يبدأ بالقاضي الباقلاني، ثم جده الأستاذ ابن فُورَك، وينتهي بالشهرستانيّ، وفيه نزع المذهبُ إلى الأخذِ بالتَّأويل في بعضِ المسائلِ وتبني المناهج الاعتزاليَّة والقبولِ ببعضِ الأفكار الفلسفيَّة، وخاصة المنطقيَّة، مما كانَ تمهيدًا للتطورِ الذى لحِقَ بالمذهب بعد ذلك حتى كاد يلتحِمُ بالاعتزال( ).
المخطوط يُلْقي الضَّوء على جانبٍ من جوانبِ الجدل السياسيِّ الَّذي وصل إلى حدِّ الصِّراع -كما صورَته كُتب التَّاريخ- الَّذي دار بين الفِرق، خاصَّة الأشاعرة والحنابلة زمن حكم السَّلاجقة؛ ومن ثَمَّ سيحرر المخطوط هذا الجدل، ويُبين موقف الأشاعرة من الحنابلة وقتئذٍ.
وإجمالا، إن هذا المخطوطُ سيمدُّ الباحثين في الإرث الكلاميِّ العقديِّ بمادة أصيلةٍ تُمكِّنهم من معرفةِ الحركة العلميَّة الكلاميَّة في ذلك العصرِ، وتُطلعِهم على معلوماتٍ ذاتِ بال عن تاريخ عِلم الكلام.
[د] ما يعود إلى اهتمامي بالتُّراث:
فاهتمامي بالتُّراث الفلسفيِّ والكلاميِّ أحد أهمِّ الأسباب الَّتي دفعتني لخوض هذهِ التَّجربةِ، يُضاف إلى ذلك أنَّ خِزاناتِ الكُتُب مليئة بالتُّراث الَّذي لم يُحقَّق، وكثير مما حُقق ونُشر كان بعناية المُستشرقين، «فما أضيع ذلك التُّراث الَّذي يكون اهتمام الأجنبيّ به أكثر من اهتمام أهله وذويه»( ).
فتاريخ عِلم الكلام لن يستقرَّ استقراره الكامل حتَّى يُحقق الدَّفين الكبير مِن المخطوطات، وبقدر ما يظهر من مخطوطاتٍ ووثائقَ بقدر ما يزداد تضخمُ تاريخنا الفلسفيِّ الكلاميِّ( ). والمدرسة الأشعريَّة ما زالت مُفتقدة للكثير من نصوصها التي ما زالت حبيسة المكتبات الإسلاميَّة والغربيَّة، للوقوف على تطور عِلم العقيدة الإسلاميَّة، وكتاب ”النِّظامي في أُصُول الدِّين” واحد من هذه النُّصوص( ).
ثانيًا: صعوبات البحث
فقد واجهني كثيرٌ مِن الصُّعوباتِ في هذا البحث سواءٌ في القِسم الخاص بدراسةِ المؤلِّف وآرائه الكلاميَّة، أو في القِسم الخاص بتحقيق المخطوطِ، ويمكن أنْ أُلخصَ هذهِ الصُّعوباتِ في عِدَّة نِطاقات، على النَّحو التَّالي:
أ. الأولى: النصُّ المخطوطُ نفسُه؛ فليس لدينا سوى نُسخة وحيدة له الأمر الذي أدَّى إلى بعض الإشكالاتِ في ضبطِه وتقويمه، ومحاولةِ إخراجه كما تركَه مؤلِّفُه ابن فُورَك الحفيد في القرن الخامس الهجريّ. ولمعالجة هذهِ المُعْضلة لم آل جَهدًا في قِرَاءَتِهِ ومقابلته على ما يوازيه مِنْ نصوصٍ أشعريَّة سابقةٍ عليه ومعاصرة له، بل وما أُلِّفَ بعدَه إن لزم الأمر.
ب. الثَّانية: ابن فُورَك الحفيد مِن الشَّخصيَّات المَغْمورة الَّتي سكتَت عنها أغلبُ المصادر المتاحة بين أيدينا، ممَّا أدَّى إلى ظهور هَالة من الغُمُوضِ تحيط بهذهِ الشَّخصيَّة؛ فلا نعرِف مثلا تفصيلاتٍ كافيةً عن حياته الشَّخصيَّة، والمُتاح لدينا شذراتٌ ونُتَفٌ غير مُرضيَّة إذا أردنا أنْ نكوِّن صُورة كاملة عنهُ.
ج. الثَّالثة: أغلبُ مصادر المؤلِّف الكلاميَّةِ لا نعرِف عنها شيئًا الآن؛ كبعض كتب الإمام الأشعريِّ المفقودة، وكذا الحال لدى القاضي الباقلانيّ، والأستاذ ابن فُورَك، ووالد صاحب هذه الدراسة أبي منصور الأيوبيّ، والأستاذ الإسفرايينيّ؛ مما حال دون معرفة كلِّ ما نودُّ معرفتَه عن مؤلَّفاتهم بصورة كافية.
يُضافُ إلى ذلك مؤلَّفات ابن فُورَك الحفيد نَفْسِهُ؛ فلم يصلنا سِوَى كِتابِه ”النِّظامي” هذا، مما أشكل علينا وحال دون الوقوف على باقي مؤلَّفات الرَّجل لنقارنَ ونحلِّل رصدًا لتطوُّر الأفكار وتغيُّر القناعات، بل وتقويمًا للنَّص المَخْطوط الذي بين أيدينا الآن.
ثالثًا: منهج البحث
أ. اِعْتمدتُ في دراسةِ هذا الموضوعِ على المنهج التَّاريخيّ التَّحليليّ المُقارن؛ وذلك لتتبُّع الآراءِ والنَّظريَّات الكلاميَّة تاريخيًّا، ثُمَّ العملِ على سَرْدِ طرف منها، لتحليلها ومقارنتها بما يقابلها أو يماثلها في الحقل الكلاميّ، بالإضافة إلى آراء مؤلِّفنا ابن فُورَك الحفيد؛ كلُّ ذلك لرصدِ حركة الأفكار –ما وسعنا الجهد– وتطوُّرها في القرنِ الخامس الهجريِّ.
ب. وأخيرًا اِعْتمدت على الإحصاءِ (كآليَّة لا منهج) في بعضِ المواضع، لرصدِ وجمع -بعض- المعلومات ووضعِها فى جداول وأشكال لتبسيطها وحصرِها وتفسيرها لاستنباط ما يمكن استنباطه منها.
رابعًا: الدراسات السابقة
قلَّما نجد جُهودًا ودراساتٍ علميَّة سابقة تناولت بالتَّحليل والنَّقد والمقارنة مُؤلِّفَنا ابن فُورَك الحفيد(ت478هــ) وعنيت بكتابه ”النِّظامي في أُصُول الدِّين” –وبخاصَّة في العربيَّة–، وأغلب الدِّراساتِ التي تخصُّهُ وعنيت به ووقفنا عليها لم تكتبْ بالعربيَّة، بل منها ما هو فارسيّ وتركيّ وفرنسيّ، ومن هذه الدِّراسات:
1. الدكتور لطفي دوغان Lütfi Doğan فقد عقد رسالتَه بالدكتوراه عن: مذهبُ الأشعريَّة حتى أحمد بن محمَّد الفُورَكي وكتاب ”النِّظامي في أُصُول الدِّين”، جامعة أنقرة: كلية الإلهيَّات قِسم العلوم الإسلاميَّة الأساسيَّة فرع