Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهوم (الإتيقا) في فلسفة ”ايمانويل ليفينس”/
المؤلف
الفيل، الصفا علي محمد
هيئة الاعداد
باحث / الصفا علي محمد الفيل
مشرف / وفاء إبراهيم
مشرف / دعاء وجدي
مناقش / صفاء عبد السلام جعفر
مناقش / آمال محمد الشامي
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
أ-ي؛ 217ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 213

from 213

المستخلص

تعد ”الإتيقا” مطلبًا أساسيًا وضروريًا؛ حيث تهتم الإتيقا بتقويم السلوك الإنساني والبحث عن الكيفية الصحيحة للعيش الجيد، وتحديد الأفعال التي ينبغي على المرء القيام بها لتحقيق السعادة، إذ تسعى الإتيقا إلى تحقيق قيم العدالة والمحبة بين الأفراد جميعًا،لاسيما بعد التطورات العلمية والتكنولوجية التي كان لها تأثير مباشر على السلوك الأخلاقي وعلاقة المرء بالآخرين داخل المجتمع،وتسعى الإتيقا لصياغة قيم ومبادىء جديدة تلائم هذه التغيرات ومحاولة تفسيرها. وتعتبر الإتيقا نظرية معقلنة عن الخير والشر، ومحاولة لقراءة وتأويل الوقائع التاريخية والإجتماعية، لتقعيد مبادىء جديدة تلائم هذا التقدم وتحدد مكانة الإنسان في العالم ومع الآخرين.
وكان من أبرز المهتمين بالإتيقا في القرن العشرين الفيلسوف ( إيمانويل ليفينسEmmanuel Levinas 1906-1995) اليهودي الليتواني الأصل الفرنسي الجنسية والذي هو أحد أهم فلاسفة القرن العشرين، وقد ساهم في نقل التيار الفينومينولوجي من ألمانيا إلى فرنسا ، وتعد فلسفته بمثابة ثورة على التراث الفلسفي الغربي الذي اهتم بدراسة الذات ومقولات العقل والمنطق، والسؤال عن الذات وعلاقتها بالموضوع، كذلك السؤال عن الوجود.
فقد رفض” ليفينس” هذا التراث ؛ لأنه أهمل السؤال عن الإنسان الآخر ووجوده في العالم. منصرفًا إلى الاهتمام بالاتيقا بوصفها الفلسفة الأولى ، وأنها ليست فرعًا من فروع الفلسفة، فهو يرفض الأخلاق التقليدية ويعتبرها مجموعة من الأوهام النسبية تاريخيّا وثقافيّا وتهيمن عليها المصالح الذاتية، كما أنها ليست أخلاق الواجب التي تعتمد على العقلانية في التنظيم الاجتماعي للسلوك الإنساني والضرورة الحتمية لأوامر العقل، ولكن تعتمد الإتيقا عنده على اللقاء مع الآخر الإنساني من خلال الوجه الإنساني ، حيث يتجلى الله على الوجه قائلًا ” لا تقتل” والتي هى أحد الوصايا العشر في الديانة اليهودية، فيتجلى الله كآثر داعيًا الأنا بضرورة تحمل المسؤولية اللانهائية والاستجابة والخضوع للآخر.
مشكلة الدراسة:
تمثلت مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة على التساؤلات التالية:
1- ماذا تعني الإتيقا؟ وما الفرق بين الأخلاق Morality والاتيقا Ethics؟
2-كيف انتقل ” ليفينس” بالفلسفة من مشروع أنطولوجيا الذات إلى إيتيقا المسئولية ؟
3- ماذا تعني الإتيقا عند ” ليفينس”؟
4- هل تشكل إتيقا المسئولية انقلابًا ميتافيزيقيًا على أنطولوجيا الذات ؟
5- ما هو دور الوجه في تحديد معنى الإتيقا عند ” ليفينس” ؟
6- ما هو المنهج الذي اعتمد عليه ” ليفينس” في فلسفته؟
7- ما الأساس الحقيقي لفلسفة ” ليفينس” الإتيقية؟
8- ما أهمية الأنثوية في فلسفة ” ليفينس”؟
9- ما أهمية الابن عند ” ليفينس”؟ ولماذا لم يهتم بالابنة؟
10- ما الهدف من الإيروس عند ” ليفينس”؟
11- هل استطاع ” ليفينس” التحرر من التراث الفلسفي الغربي برمته؟
12- هل كان ” ليفينس” متفقًا مع ذاته ومبادئه الإتيقية ؟ أم أنه ناقض ذاته وخان مبادئه ؟
13- هل كانت فلسفة ” ليفينس” تخاطب الإنسانية جمعاء؟ أم أنها تختص بفئة معينة ( اليهود ) ؟
14- من هو الآخر الذي يقصده” ليفينس”؟
أهداف الدراسة:
 تهدف الدراسة إلى توضيح الاختلاف بين الإتيقا والأخلاق، ووضع حدود فاصلة بين كل منهما، مع إعادة قراءة بعض النماذج الفلسفية في تاريخ الفكر الفلسفي على نحو إيتيقي مغاير لما هو سائد.
 تهدف الدراسة أيضًا إلى إلقاء الضوء على فلسفة ” ليفينس” النقدية لفلسفات مركزية الذات أو تفكيكها، فعلى الرغم من أن فلسفة” ليفينس” تعود في أصلها إلى فلسفة”هوسرل”الفينومينولوجية،و”هيدجر” الأنطولوجية، فإنه رأى فشل الأنطولوجيا الأصولية لديهما فى أن تدرك الغيرية الخاصة بالآخر، وفي هذا الإطار كان تركيز” ليفينس” على مفهوم الإتيقا، إذ رأى أفقا جديدة لمشكلة ( الأنا والآخر ).
 تسعى هذه الدراسة أيضا إلى فحص وتتبع مراحل تطور الفكر الإتيقي عند ” ليفينس” مع إبراز خصائص كل مرحلة؛ حتى يتسنى لنا معرفة الشكل النهائي للإيتيقا ورؤية الوجه الحقيقي ل” ليفينس”.
أهمية الدراسة:
 تسعى الدراسة إلى توضيح معنى الإتقيا وتطورها في تاريخ الفكر الفلسفي من خلال بعض النماذج الفلسفية السابقة ل ” ليفينس”.
 تهتم بتحديد كيفية تجاوز ” ليفينس” للفلسفات الأنطولوجية والفينومينولوجية المعاصرة ، وانقلابه عليها تمهيدًا لتبنى فلسفته الإتيقية. مع توضيح المنهج الذي سلكه” ليفينس” في فلسفته.
 تلقي هذه الدراسة الضوء على البعد الاجتماعي للإيتيقا والذي يتمثل في الايروس، الآخر الأنثوي ودوره في إبراز مفهوم الإتيقا لاسيما مفهوم الأمومة التي تعكس معنى الخضوع للآخر وتحمل المسئولية اللانهائية نحوه.
 بيان فلسفة ” ليفينس” السياسية وتجاوز الإيتيقا، حتى يكتمل لنا قراءة الصرح الفلسفي ل” ليفينس، فيتسنى لنا بذلك معرفة الهدف الحقيقي لفلسفته وفك غموض معنى الآخر.
منهج الدراسة:
افترضت طبيعة الموضوع وتنوع مادته استخدام المنهج ( التحليلي – النقدي، المقارن)، )، حيث التزمت الباحثة في هذه الدراسة منهجًا عقليًا يلتزم بتحليل النصوص ومقارنتها قدر الإمكان.
محتويات الدراسة:
تكونت هذه الدراسة من مقدمة وستة فصول وخاتمة،وبيان ذلك كالتالي:
المقدمة: استعرضت الباحثة فيها مشكلة الدراسة،وأهمية الدراسة، والمنهج المستخدم في الدراسة، وأخيرًا عرض لما تحويه فصول الدراسة.
الفصل الأول: بعنوان(الأصول الفلسفية لمفهوم الإتيقا) تناولت الباحثة فيه المعنى اللغوي والاصطلاحي للإتيقا، كذلك توضيح الاختلاف بين ( الإتيقا ) و( الأخلاق )، مع عرض تاريخي وفلسفي لتطور معنى الإتيقا في الفكر الفلسفي عند بعض النماذج الفلسفية.
الفصل الثاني: بعنوان( حياة ” ليفينس” ومصادر فلسفته) عرضت فيه الباحثة حياة ونشأة ” ليفينس” ، كما تناولت فيه أهم مؤلفاته الفلسفية والدينية، وأهم المصادر الفكرية( الأدبية، الدينية، الفلسفية ) التي ساهمت في تكوين فكر ” ليفينس” وصياغة فلسفته.
الفصل الثالث: بعنوان( الانتقال من الأنطولوجيا إلى الإتيقا) بَينتْ فيه الباحثة قراءة ونقد” ليفينس” لفينومينولوجيا هوسرل، كذلك نقده لأنطولوجيا هيدجر” حيث سعى ” ليفينس” إلى تقويض أسس الفلسفة الغربية، تمهيدًا للإتيقا واعتبارها الفلسفة الأولى وسعت فيه الباحثة لخلق حوار بين كل من ” ليفينس” و” هوسرل” و ”هيدجر” لمعرفة حقيقة موقف ” ليفينس” .
الفصل الرابع: بعنوان (الإتيقا والوجه) ناقشت الباحثة في هذا الفصل المفاهيم الأساسية لإتيقا ” ليفينس” خاصة مفهوم الوجه باعتباره أساس فلسفته الإتيقية، وعلاقة هذا المفهوم بغيره من المفاهيم على سبيل المثال ( اللانهائي، المسؤولية، الحرية، الخضوع للآخر، المبادلة، الموت ) كذلك توضيح اللقاء بين الأنا والآخر وجهًا- لوجه مع المقارنة ب”مارتن بوبر”.
الفصل الخامس: بعنوان( الإتيقا والإيروس) اهتمت الباحثة في هذا الفصل بتوضيح العلاقة بين الإتيقا والإيروس، ودور الآخر الأنثوي في الغيرية، وأهمية الابن عند ” ليفينس”، موقف ” ليفينس” من الأبوة وعلاقة الأب بالابن، وتحديد طبيعة الدور الذي تلعبه الأمومة عند ” ليفينس”.
الفصل السادس: بعنوان( الإتيقا والسياسة) ناقشت الباحثة في هذا الفصل طبيعة العلاقة بين الإتيقا والسياسة، وأهمية الطرف الثالث ودوره في مولد العدالة وتأسيس الدولة، كذلك تحديد العلاقة بين العدالة والمحبة، توضيح موقف” ليفينس” من النظم السياسية الموجودة في عصره كاالليبرالية، والماركسية، وتوضيح النظام السياسي الذي ينشده ” ليفينس” وموقفه من السلام ، مع تحديد موقف ” ليفينس” من الصهيونية وموقفه من الأعمال الوحشية التي تمارسها اسرائيل بحق العرب، ومن هو الآخر الحقيقي الذي يردده كثيرا منذ بداية فكره الإتيقي.
الخاتمة: تضمنت أهم النتائج التي تم التوصل إليها.والتي يمكن أن توجز فيما يلي:
- تعد الإتيقا مطلبًا ضروريّا وأساسيّا لتحديد مكانة وموقع الإنسان في هذا العصر ما بعد الحداثي وثقافته الاستهلاكية،وما يشهده من محاولة لسيطرة التكنولوجيا على الإنسان، فأصبحنا في حاجة ملحة لنظريات إتيقية تلائم ذلك العصر، وتحدد فيها علاقة الإنسان بالعالم والآخرين وتحقق السعادة لأفراد المجتمع؛ حيث لم تعد الأخلاق التقليدية قادرة على تحقيق ذلك، خاصة عقب أحداث الهولوكست.
- أن أهوال الهولوكست والاضطرابات السائدة في القرن العشرين الأوربي ، والثورة الروسية في أعقاب قضية دريفوس، قد لمست ” ليفينس” شخصيّا ومهنيّا وفكريّا، فكانت فلسفته استجابة لهذه الأحداث، حيث انغمس في معاناته الشخصية ومنها نسج خيوط فلسفته، والاهتمام بالإتيقا والانقلاب على التراث الفلسفي الغربي، فعلى الرغم من أن ” ليفينس” يسعى للهروب من التفكير الكلياني، فإنّ هذه الكليانية لا يمكن القضاء عليها تمامًا من فكره ، فالكلية لا غنى عنها في فكره.
- معظم المفاهيم الإتيقية عند ” ليفينس” هى مفاهيم لاهوتية استقاها من الكتاب المقدس العبري والتلمود. ففلسفته مشبعة بالتفسيرات اليهودية والتقاليد اليهودية، بمعنى أنه قد مزج يهوديته بفلسفته أى التفكير في اليهودية فلسفيّا، والتفكير فلسفيّا باليهودية.
- يمكن اعتبار الإتيقا عند ” ليفينس” سائلة وسلسة ومفتوحة وغير محددة، فلغة الإتيقا عنده تنطوي على الاحترام والمسئولية والالتزام بديلا عن القواعد والمبادىء والحقوق، لأن هدفه الأساسي ليس الدفاع عن معايير معينة، بل تنمية الشعور بالمسئولية والخضوع للآخر والانصياع لأوامره.
- تبنى ” ليفينس” مبادىء الصهيونية ودعمها بشدة، فقد أكد على ضرورة قيام دولة لليهود وهى إسرائيل تكون ملاذا آمنا وملجأ للأشخاص معدومى الوطن والأرض، دون النظر إلى الشعب الفلسطيني وحقوقه كشعب له أرض ووطن خاص به. ومن هنا ظهرت عنصرية ” ليفينس” ونواياه الخفية وأنه ذلل فلسفته ومشروعه الفلسفي بالكامل لهذا الهدف، ومن هنا يمكن القول أنه لم تكن إتيقاه تخاطب البشرية جمعاء وإنما هى نظرية أقامها فقط لليهود ولأجلهم ،ويخاطب فيها الآخر اليهودي.