Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اللغة الساخرة في ”صندوق الدنيا” عند ”أحمد بهجت”:
المؤلف
علي, إسماعيـل عطـا محمـد.
هيئة الاعداد
باحث / إسماعيـل عطـا محمـد علي
مشرف / علي محمد أحمد هنداوي
مشرف / طارق سعـد شلـبي
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
271 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 271

from 271

المستخلص

1- يعد الكاتب ” أحمد بهجت ” أحد أبرز كتاب المقال المعاصرين الذي جمع في مقالات ”صندوق الدنيا” الساخرة بين الفن القصصي ، والعمود الصحفي ، والسخرية الراقية الهادفة ، والتدين الصحيح ، والبساطة ، والواقعية، كما اتسمت مقالاته بتناول فكرة واحدة يعرضها بطريقة مركزة وشيقة ، وبأسلوب سهل ممتنع ؛ إذ استطاع الإمساك بتفاصيل فكرته ، وتقديمها كاملة إلى القارئ في أقل عدد ممكن من السطور.
2- تتناول مقالات” صندوق الدنيا” الساخرة لأحمد بهجت الكثير من القضايا المهمة التي تهتم بموضوعات الحياة ، ومشكلات الناس ، ومصير الإنسان، وتضع حلولًا لها ، فهذه المقالات عنده غزيرة ، ومتنوعة المجالات ، وقد تناولت هذه المقالات الموضوعات الآتية : اللغة ، والسياسة الإقليمية والدولية ، والإصلاح الاجتماعي ، والثقافة ، والدين ، والقضايا الإنسانية ، والوطن ، والحرية والديمقراطية ، والعلم والإيمان ، والعالم العربي والغربي ، والحرب والسلام ، والحياة والموت ، والعادات ، والحضارة والمدنية ، والتعليم والتربية ، والشأن المصري ، والرأي العام ، والمرأة ، والأخلاق ، والقانون.
3- يعد حقل المجردات أبرز الحقول التي يشيع استخدامها في المعجم اللغوي الساخر للكاتب ”أحمد بهجت” في مقالاته ”صندوق الدنيا” ، يليه في المقام الثاني حقل الموجودات والأشياء المادية، ويأتي في المقام الثالث حقل الإنسان، وجاء في المرتبة الرابعة حقل الدين، ثم تلاه حقل السياسة، وكذلك يعد حقل الطبيعة من الحقول الدلالية عند ”أحمد بهجت” ، فهو يحتل المرتبة السادسة، ويليه حقل الحيوان، ثم حقل المكان، وأخيرًا تأتي ألفاظ الحياة اليومية في المرتبة الأخيرة بين مفرداته اللغوية، مما يعكس تنوع الحقول الدلالية وثراءها عند ”أحمد بهجت”.
4- اتكأ ” أحمد بهجت ” في مقالات ”صندوق الدنيا” الساخرة على البنى النحوية وأساليبها، فجاءت الظواهر اللغوية جميعًا مرتبطة بالنسيج العام للمقال، وما توظيفها فيها إلا للتعبير عن الدلالات الساخرة للموضوعات والأفكار المراد التعبير عنها، وتقديمها بشكلها الأقرب لما يجول في خاطر ”أحمد بهجت”، وقد تميز ببراعته وقدرته على استخدام اللغة والتعامل معها بأسلوب مَكَّنَه من نقل رؤيته للمتلقي بكل وضوح.
5- استخدم ” أحمد بهجت” الجملة بنوعيها الاسمية والفعلية سواء المثبتة أو المنفية ، ولكن غلبت الجمل المثبتة على الجمل المنفية بوصفها وسيلة فنية تضفي سمات الثبات، والرسوخ، والتقرير لما يقدمه من مضامين بما لا يدع مجالًا للشك فيها، فضلًا عن توظيفه لمجموعة من الأساليب النحوية في التعبير عن السخرية تمثلت في: الاستفهام، والأمر، والتعجب، والشرط، والتوكيد، والتكرار، وأخيرًا العدول التركيبي الذي تمثل في التقديم والتأخير ، والجملة الاعتراضية.
6- استطاع ” أحمد بهجت” أن يحشد في مقالاته الساخرة عددًا من الشخصيات، والأسماء، والرموز المتنوعة، مما يعكس مدى اتساع رؤيته وتنوع ثقافته، وفي الوقت نفسه ينم عن عمق وعيه وقدرته على توظيف هذه الاستدعاءات توظيفًا فنيًا ورمزيًا متميزًا ، وقد تعددت مصادره ما بين استدعاء أعلام أسطورية أو دينية أو تاريخية أو شعبية.
7- لقد كان التراث الديني مصدرًا سخيًا من مصادر الإلهام الأدبي عند ”أحمد بهجت”؛ إذ أمده بكثير من النماذج، والموضوعات، والصور الأدبية. ولم يقتصر ”أحمد بهجت” على الإحالات إلى الخطاب القرآني، والأحاديث النبوية الشريفة، بل يعد ”الكتاب المقدس” أيضًا ضمن المنابع التي نهل منها في التعبير عن دلالاته الساخرة في مقالاته.
8- اتخذ ”أحمد بهجت” في مقالاته الساخرة موقف المثقف الرافض لمثالب الواقع المعاصر، وسلبياته، وتهاوي قيمه ، ولذلك كان من المنطقي أن تفرض آليات بعينها سيطرتها، مثل تناص التوافق مع النص الشعري المستدعَى الذي يتماهى مع الدلالة الساخرة التي يطرحها في مقاله، وبذلك يتضاعف الأثر الدلالي، ويزداد الإمعان في السخرية من خلال الدلالة المعاصرة للنص الأدبي/ المقال، والدلالة التراثية للنص الشعري المستدعَى.
9- جاء الاستدعاء القولي للأقوال المأثورة ، والأمثال الشعبية مبثوثًا في فضاء مقالات ”أحمد بهجت” في إطار تناص المحاكاة الساخرة ليرسم صورة دقيقة لجملة العادات والتقاليد والمعتقدات السائدة الخاطئة التي تتحكم في المجتمع المصري بشكل خاص، والمجتمع الشرقي بشكل عام.
10- كثيرًا ما سلط كاتبنا الضوء في مقالاته الساخرة على مشكلات الشرق العربي بوجه عام، ودول العالم الثالث بوجه خاص، ومن أبرز هذه المشكلات سوء التغذية والفقر، واتباع الشرق العربي والعالم الثالث معًا سياسة تحطيم المصابيح المضيئة، وترمز هذه المصابيح إلى الرموز المشرقة في المجتمع التي تعاني من الترصد، ومحاولات النيل حتى يتم إفشالها وسقوطها، فتنطفئ ويخبو بريقها، هذا فضلًا عن البيروقراطية التي لا همَّ لها إلا قتل الروح الإبداعية، وكذلك تبعيتهم للفكر الغربي ومنجزاته المتقدمة في العلم؛ إذ يقفون منها موقف المستهلِك التابع العاجز عما يحقق له وجوده، ويفرض استقلاليته عن الآخر الغربي، وهو ما يستغله الغرب في محو هُوِيَّة هذه الشعوب الفقيرة، والقضاء على ثقافتها الخاصة، وطمس جذورها، وعاداتها، وعقائدها.
11- يعد أسلوب الاستفهام من أكثر الأساليب النحوية التي شاعت في المقالات الساخرة لأحمد بهجت، فكان خير وسيلة فنية تعبر عما يجيش في صدره من ضيق واستهجان ، وجاء توظيف أسلوب الاستفهام متتابعًا في تدفق يعكس حيرته، واضطرابه، وعجزه عن فهم السر وراء انتشار هذه المثالب، كما التقى أسلوبا التوكيد والتكرار بدلالاتهما مع دلالة السخرية ليضفيا عليها دلالة التحقيق، مما يقويها ويعضدها بإبراز معاني القطع والتأكيد.
12- استقى ”أحمد بهجت” بعض مفرداته من حقل ألفاظ الحياة اليومية، وقد لاحظ الباحث أنه لا يورد مثل هذه الألفاظ إلا عندما يناقش قضايا شديدة الصلة بقضايا مجتمعه وأموره الحياتية، وكثيرًا ما يستخدم ”أحمد بهجت” المفردات والتعبيرات الدارجة في الحياة اليومية في سياق تهكمه من الأوضاع السلبية لمجتمعه.
13- اتضح غنى التجربة الأدبية في مقالات ”صندوق الدنيا” بشتى مكونات الإيقاع، فقد لعب دورًا بارزًا في إنتاج الدلالات باعتماده على المحسنات البديعية بنوعيها اللفظي والمعنوي، والتراكيب، والصيغ، وحروف المد، مما منح مقالاته نغمًا موسيقيًا جميلًا، ووحدة صوتية ألفت نسيجًا من الإبداع الأدبي، ليبعث فينا تجاوبًا هو صدى مباشر لانفعال ”أحمد بهجت” الوجداني والفكري بتجرِبته.