Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التأثيرات السياسية والحضارية لشركة الهند الشرقية البريطانية وموقف أباطرة الدولة المغولية في الهند /
المؤلف
محمد، أمل سعيد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أمل سعيد محمد محمد
مشرف / عبدالغني عبدالفاتح أبو زهرة
مشرف / محمود أحمد محمد قمر
مشرف / عبدالغني عبدالفاتح أبو زهرة
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
207 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم الحضارات.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 222

from 222

المستخلص

تكشف لنا سيرة المغول عما قد تحققه وحدة الامة من إنجازات وانتصارات ، فقد كان المغول فى البداية قباءل متفرقة متنازعة فيما بينهم،اتصفوا بالوحشية والهمجية ، الا انهم بالرغم من ذلك وبعد ان وحدهم جنكيز خان تحت رايته ، تمكنوا من هزيمة شعوبا ذوات حضارات قديمة دمرتها كثرة النعم والترف واتباع الشهوات وكثرة النزاعات والخلافات،وما استطاعت امة المغول ان تنال من تلك الشعوب إلا بفضل وحدتها ومضيها نحو هدف واضح . عندما نتأمل تاريخ المغول نجده فى بدايته قاسيا متوحشا هادما للحضارات حارقا للمكتبات ، لكن بعد ان اضاء الله قلوبهم وعقولهم بنور الايمان ، نجد تحولا عظيما قد حدث ،فقد تحولوا من الحرق والتدمير إلى البناء والتعمير ،ولعل الدولة المغولية فى الهند خير دليل على ذلك التطور ، فمن بينهم نجد الفاتحين والغزاة والعلماء والمشرعين ،كذلك نجد الحرفيين المهرة فى مجالات شتى خاصة فى مجال العمارة ، ولعل العديد من المساجد والقصور والمزارات الاثرية و المكتبات والاضرحة وعلى راسهم تاج محل والمسجد البابرى ، خير دليل على التطور فى تلك الفترة . تحكى قصة شركة الهند الشرقية البريطانية منذ التأسيس وصعودها إلى عنان السماء , ثم انحدارها حتى نهايتها , وتلخص قصة الغربى الذى بسط هيمنته فى القرون الماضية على العالم عامة وشرق آسيا خاصة؛ مستندًا إلى القوة العسكرية والنزعة اللانهائية لاستباحة الآخر , واتباع سياسة فرق تسد واستنزاف الثروات وموارد البلاد المحتلة , مما أدى إلى تنميه ماليه واقتصاديه , ثم ثورة صناعية أدت إلى نهم شديد للمواد الأولية , هذا بالإضافة إلى الحاجة الضرورية إلى أسواق لتصدير فائض الإنتاج , مما ترتب عليه اجتياح مسلح متصاعد لشرق القارة الأسوية , ذلك الاجتياح الذى لم يقف فى وجهه عائق من منطق أو أخلاق أو ضمير , بل استباح الاوروبى تدمير المقومات البشرية للشعوب الأسوية بلا رحمة , ودفعها إلى آتون الموت والمجاعات والأوبئة , هذا بالإضافة إلى فرض لغته على الشعب المحتل , ونشر الخلافات والشقاقات بين الطوائف المختلفة , واستنزاف طاقات الشعوب فيما يضر ؛ كى تظل مستسلمة لقدرها المحتوم , عاجزة عن التمرد أو الثورة. لذا عمد الغرب إلى فقدان ذاكرة مقصود للدور الذى لعبته شركات كبرى مثل شركة الهند الشرقية البريطانية فى تدمير حضارات الشعوب المحتلة , وخلق عالم حديث تفرض فيه سيطرتها , وتنشر ثقافتها ولغتها،فقد تم محو تلك الشركة التاريخية على نحو تام من فوق وجه لندن , كما تم تدمير تراث هذه الشركة فى بلاد حريصة على تراثها معتزة بماضيها , ذلك يدل على طمس متعمد لتاريخ الاوروبى للعالم الشرقى حتى يستبعد من ذاكرة الشعوب دروسه وخبراته , فقد لعبت شركة الهند الشرقية البريطانية النموذج المستقبلى لدور رأس المال والتجارة الحرة كما تسمى حاليا إلا أنها فى حقيقة الامر كانت تجارة بالإكراه والإجبار من طرف واحد , غرضها غزو واستعمار العالم , ذلك الشر الذى لازال ممتدا حتى الآن بصور مختلفة , فقد جسدت تلك الشركة المساوء القاتلة للنظام الراس مالى , حيث كان الفساد مصاحبا لمعظم خطواتها منذ البداية عام 1559م وحتى النهاية فى 1858م.