Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المرأة المسلمة في الهند بين التشريعات الهندية والإسلامية :
المؤلف
عبدالحميد، رهام عبدالحميد أبوزيد.
هيئة الاعداد
باحث / رهام عبدالحميد أبو زيد عبدالحميد
مشرف / هدى محمود درويش
مشرف / عبدالغنى عبدالفتاح زهرة
مناقش / محمد محمود هاشم
مناقش / وجيه زكريا عمران
الموضوع
المرأة المسلمة - الهند. الاجتماع الإسلامي.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
151 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
الناشر
تاريخ الإجازة
01/01/2020
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم دراسات وبحوث الديانات
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 165

from 165

المستخلص

كان وضع المرأة فى الهند يخضع للعديد من التغيرات الكبيرة على مدى آلاف السنين الماضية ، وقد نادى العديد من الإصلاحيين فى العصور الوسطى بتعزيز حقوق المرأة مساواة بالرجل.عاشت المرأة مضطهدة ، ومجالها الوحيد فى الحياة ، هو تربية الأطفال ، وإرضاء الرجال ، بل هى مخلوق أحط من الرجل ، والدليل على هذا قول بعض الفلاسفة وأهل الفكر ، أن وجدان المرأة أضعف من وجداننا ، بقدر ضعف عقلها عن عقلنا.فالمرأة التى لم تتزوج ، والمرأة الأرملة ، يعتبرهم المجتمع الهندوسى من المنبوذين ، حيث المنبوذ لديهم فى منزلة الحيوان ، أما المرأة التى فقدت زوجها فعليها أن تظل طوال حياتها فى حداد ، ولم تعامل معاملة الإنسان لأنها أصبحت مصدر للشؤم فى نظرهم ، وكذلك مدنسة لكل شيئ تلمسه ، ومن الأفضل لها أن تحرق مع زوجها ، وإلا ذاقت الذل والهوان الذى يفوق النار .لقد واجهت المرأة فى الماضى صعوبات كثيرة ، حيث لا يسمح لها باختراع الأشياء وإذا اخترعت شيئاً نسب إلى زوجها ، وبما أن المرأة هى نصف المجتمع ، قدس المصريون القدماء دور المراة ، وحفظوها كمصدر للخصب والعطاء حتى وصلت إلى درجة أنها أصبحت زوجة الإله ، وجعلوها فى أساطيرهم مثل ايزيس فى قصة أوزريس ، فهى ملكة تجلب الخيرات لبلادها كما كانت الملكة حتشبسوت ، وكليوباترا .كانت المرأة فى الهند قبل الإسلام تتخذ مملوكة ، وينزل الرجل منها منزلة المالك - أو المعبود ، وهى محتوم عليها ، أن تظل مملوكة لأبيها بكراً ، ولبعلها زوجة ، ولأولادها ايِّماً ، ثم بعد هذا الهوان ، والذل ، يقدمونها ضحية على نيران زوجها المتوفى ، يحرقونها معه بالنار وهى حية ، حيث كانوا يلبسونها أفخر ثيابها وحليِّها ، ويأتون بها وكأنها عروس فى ليلة الزفاف ، ثم يلقونها فوق الجثة المحترقة لتأكلها النيران ، وكان للزوج أن يتزوج إذا ماتت زوجته ، وبقيت هذه العادة البشعة ، يتوارثها الأبناء عن الآباء حتى جاء الإسلام ، بنور تعاليمه ، واستنقذ المرأة من المصير الأسود ، فأبطل هذه العادة البشعة وحرم العمل بها وعاقب عليها .وكان الهنود يحرمون المرأة من جميع الحقوق الملكية ، ومن الإرث أيضاً وعليها أن ترضى بقوانين الزواج ، المتبعة عندهم ، فهم يسلمونها إلى أى رجل من الرجال ، بغير رضاها أو استشارتها ، وهى ملزمة أن تخضع له ، فهو المالك ولا يجوز لها أن تتخلص من حيازته إلى آخر أنفاس حياتها ، وكان الشعب الهندى ، يعتقد ، أن المرأة هى مادة الإثم وعنوان الانحطاط الخلقى ، والروحى ، ولا يسلم لها حتى بوجود الشخصية المستقلة كإنسان كامل .لقد عانت المرأة على مر التاريخ والواقع المعاصر فى الديانات السابقة للإسلام من اضطهاد مؤلم ومن ظلم جائر ، وبخس واعتداء وانتهاك لكرامتها وحريتها ، وبالمقابل فى الإسلام توجد صور مشرقة ووقائع كريمة من إجلال وتكريم وتقديس .وعندما جاء الإسلام بدأ بمظالم المرأة والتى قضى على هذه المظالم نهائياً ، كما اعتنى بإحساس الرجل أن المرأة مخلوق مثله فى الإنسانية ، وقد نص الإسلام على إحسان العشرة الزوجية ، والتزام الرجل بواجبه ، وقد أبغض الشرع الطلاق وغلظ فى عقوبته من إلزام للرجل بواجبات صعبة . فعندما دخل الإسلام بلاد الهند أعاد للمرأة حريتها واسترد كرامتها ، فهو الخط المستقيم ، والطريق الصحيح ، والإسلام هو الحل الوحيد بجميع شرائعه السماوية ، الذى رسم للمرأة طريقاً محدوداً ، وانهجها منهاجاً صحيحاً ، وأوضح لها دورها فى الحياة ومسؤولياتها فى المجتمع ، واظهر قيمتها مع الآخرين ، وسن لها فى القوانين حقوقاً وواجبات ، وأعطاها ما لم يعطه من قبله ولا من بعده أحد من الأمم والشعوب.لقد أطل الدين الإسلامى ببشائر الخير العدل والمساواة للمرأة ، حيث جعل الإسلام الزواج وسيلة لربط الرجل بالمرأة ، وقضى على فوضى الجاهلية فى الأمور الجنسية ، ورفع من شأن المرأة وأبعدها عن أن تكون مجرد متعة ، فالإسلام أعز المرأة ، وانتشلها من حضيض الذل ومرارة الحرمان ، وجعل لها المكانة العليا فى المجتمع ، ثم بعد هذا ، ساوى بين الرجل والمرأة فى أكثر المجالات ، ومن حيث الإرث والعمل فى اكتساب المال والرزق الحلال ، فقد فرض لها الإسلام فرضاً معلوماً من الإرث ولم يحرمها .إن الشريعة الإسلامية هى الوحيدة التى منحت المرأة الكثير من الحقوق والواجبات ، وحباها الرسول العظيم صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم بفيض من الرعاية والعناية واللطف ، ووضعها فى المكان اللائق بحالها ، ولقد احتوى القرآن الكريم على آيات كثيرة توضح ما للمرأة من حقوق وواجبات ، على أفضل وأهدى وأقوم وأصلح ما يكون لكل زمان ومكان .هذه بعض المبادئ الإسلامية والتعاليم السماوية ، التى فتحت القلوب المغلقة ، وأنارت البصائر عند ذوى الألباب ، فلم تمض بضع سنوات على بعث دعوة محمد صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم ، وظهور الشريعة الإلهية السمحاء التى تفيض بالعدل والإنصاف ، حتى أصبح الإسلام عقيدة الملايين من البشر .