الفهرس 
Traditional MedicineOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 207 |  |  |
| | | from | 207 | | |
Abstract
يوجه الآباء المسار العلاجي للأطفال والمراهقين عمومًا بناءاً على تصور الوالدين لشكاوى الطفل العصبية والنفسية والمعتقدات الثقافية في ظل المصادر الغير كافية مما يجعل أمراض الأطفال العصبية والنفسية في نهاية الامر بشكل عام دون تشخيص. بالإضافة الى ذلك، فإن اللجوء الى خدمات المعالجين التقليديين تعرض الأطفال لنتائج سلبية متعددة مثل إطالة مدة عدم تلقي العلاج (DUI) (وهو أحد المحددات المهمة لتنبؤات المرض)، وتقليل التزام المريض بالأدوية، وتعزيز المفاهيم الخاطئة حول الأمراض، وتعريض المرضى إلى طرق علاج غير المصرح بها مع زيادة مخاطر الآثار الجانبية بما في ذلك معدلات الوفيات المرتفعة. ويوجد ندرة في الأبحاث التي تتناول العوائق التي يراها الآباء في الوصول إلى خدمات الطب النفسي والعصبي لأطفالهم وأسباب اللجوء إلى خدمات المعالج التقليدي.
أهداف الدراسة:
أجريت هذه الدراسة في معهد عكاشة للطب النفسي (عيادات الأطفال والمراهقين) ووحدات التخطيط الكهربائي للمخ في قسمين (قسم طب المخ والأعصاب والطب النفسي وقسم الأطفال) في مستشفى جامعة عين شمس لدراسة تصورات الوالدين عن العوائق التي تحول دون الوصول إلى الرعاية الصحية العصبية والنفسية للأطفال والمراهقين، وأسباب طول فترة عدم تلقي العلاج، ودور المعالجين التقليديين في هذا المسار لان رصد هذه الأسباب سيساعد في سد الفجوة بين احتياجات خدمات الرعاية الصحية والخدمة المتاحة حاليا.
إعدادات الدراسة:
تضمنت هذه الدراسة عينة ملائمة من 110 من آباء الأطفال والمراهقين (تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عامًا) الذين حضروا للاستشارة بخصوص الاضطرابات العصبية والنفسية في مرحلة الطفولة والمراهقين وتم تقسيم العينة بالتساوي بين مرضى نفسيين (الذين تم تشخيصهم وفقًا لمقابلة مصغرة دولية للأمراض العصبية والنفسية(MINIKID) ومرضى الأعصاب (الحاضرين لعمل تخطيط كهربائي للمخ لاشتباه الإصابة بمرض الصرع) وأجريت الدراسة على مدى 3 أشهر من يناير إلى مارس 2021.
بعد الحصول على موافقة مستنيرة من أولياء أمور المرضى يتم اجراء المقابلات من قبل الباحث وعمل استبيان MINI-KID لتأكيد تشخيص الاضطرابات النفسية ؛ تصنيف نوبات ILAE (الأساسي) لتحديد نوع نوبة الصرع يتبعه مقياس NHS3 لتقييم شدة نوبات الصرع ؛ واستبيان مصمم لتقييم مسار العلاج من وجهة نظر الآباء / الأوصياء على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية ، وارتباطاتها الاجتماعية والديموغرافية والسريرية ، بالإضافة الى العوائق المحتملة في الوصول إلى خدمات الأمراض العصبية والنفسية وأسباب اللجوء إلى خدمات المعالجين التقليديين.
نتائج الدراسة:
معظم الحالات كانت من الذكور (59٪)، في المرحلة الابتدائية (47٪) والمقيمين في المناطق الحضرية (93٪) بمتوسط عمر (10.6 ± 3.9 سنة). أما بالنسبة للوالدين / أولياء الأمور الذين تمت مقابلتهم، فقد اشتملت الدراسة بشكل رئيسي على الأمهات (85.5٪) مع معدلات أمية منخفضة (22,7٪).
أظهرت نتائج استبيان فحص MINIKID الذي تم إجراؤه لأولياء أمور الأطفال الذين يعانون من شكاوى نفسية أن اضطراب فرط الحركة وعدم الانتباه ADHD كان أكثر الاضطرابات شيوعًا بنسبة 32.7٪ للنوع المشترك يليه 20٪ للنوع الغالب بعدم الانتباه و1.8٪ فقط للنوع الغالب بفرط الحركة. يتبع ذلك بنسب تقريبا متساوية وجود اضطراب ذهاني حالي بنسبة 16.4٪ واضطراب طيف التوحد بنسبة 12.7٪.
كما أظهر تقييم نوع نوبة الصرع وفقًا لتصنيف ILAE في مرضى الأعصاب أن التشنجات ذات البداية العامة للنوع الحركي كانت أكثر أنواع النوبات شيوعًا في 34٪ من الحالات المدروسة يليها التشنجات ذات البداية الغير معروفة الغير حركية (للشكاوى كالصداع المستمر، أعراض جهاز هضمي غير مستجيبة للعلاج الطبي) بنسبة 25٪ والتشنجات ذات البداية العامة للنوع الغير حركي بنسبة 20٪. 11 حالة فقط كان لديها نوع نوبة ثاني. عند عمل مقياس NHS3 للنوبات من النوع 1, كانت النوبات ذات البداية العامة النوع الحركي لها أعلى درجة شدة بمتوسط 14.8 ± 3.8 تليها النوبات نات البداية البؤرية مع الاحتفاظ بالوعي بدرجة شدة 12 ونوبات ذات البداية البؤرية المتحولة الى نوبات توتريه ارتجاجية ثنائية بدرجة شدة 11.8 ± 2.28.
في التحليل الوصفي المقارن بين كل من المجموعات النفسية والعصبية، تضمنت المتغيرات المهمة إحصائيًا المؤهل الدراسي للأم، ومدة عدم تلقي العلاج (DUI) والعوامل (التي تسبب تأخر البحث عن الخدمات الصحية الرسمية مثل الوعي بالخدمات الصحية القريبة، ونوع الخدمات الصحية القريبة المتاحة، وبعد الخدمات، وغلاء أسعار الخدمات، والحاجة إلى مزيد من الطمأنينة من الاطباء، ووصمة العار المصاحبة لأمراض العصبية والنفسية والخوف من الاعتماد على الأدوية. كل هذه العوامل كانت مهمة للأطفال الذين يعانون من شكاوى نفسية مقارنة بنظرائهم الذين يعانون من أمراض عصبية.
كان متوسط مدة عدم تلقي العلاج (DUI) للأطفال الذين يعانون من أعراض عصبية 9 أشهر مقارنة بـ 20 شهرًا للأطفال الذين يعانون من شكاوى نفسية. فيما يتعلق بتحليل الارتباط فان العوامل المرتبطة بشكل كبير بتأخر الكشف للأمراض العصبية والنفسية بعد عامين من ظهور الأعراض تتضمن: صغر سن الوالدين (0.030 P-value للآباء و0.029 للأمهات)، والشكاوى النفسية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطرابات طيف التوحد والاضطراب السلوكي (P-value 0.032)، وصغر سن الطفل عند بداية المرض (P-value 0.003) ووجود خدمات صحية قريبة من مستشفيات الأمراض النفسية العامة أو العيادات الخاصة ((P-value 0.042 .ومن ناحية أخرى ، تضمنت العوامل المرتبطة بشكل كبير بالكشف المبكر للأمراض العصبية والنفسية في خلال عامين من ظهور الأعراض: كبر سن الوالدين (القيمة 0.030 للآباء و 0.029 للأمهات) ، وكبر سن الطفل عند ظهور شكوى عصبية او نفسية(P-value 0.003) ووجود خدمات صحية قريبة من اقسام طب نفسي في المستشفيات الحكومية أو مستشفيات الأمراض النفسية الخاصة(P-value 0.042) واستشارة العديد من الاطباء بهدف زيادة الطمأنينة فيما يتعلق بمرض الطفل (P value 0.031) أو بسبب الآثار الجانبية للأدوية (P value 0.013)
فيما يتعلق بأخذ الأطفال إلى المعالجين التقليديين، تم الاستعانة بالمعالجين التقليديين لعدد 12 من 55 طفلاً يعانون من شكاوى نفسية (42٪) و23 من 55 طفلاً يعانون من شكاوى عصبية (22٪). فيما يتعلق بتحليل الارتباط فان العوامل ذات الدلالة الإحصائية بسبب ارتباطها بزيادة احتمالية اصطحاب الطفل إلى المعالجين التقليديين تتضمن: الأطفال الذكور (P-value 0.009)، وأنواع النوبات ذات البداية العامة
للنوع الحركي ونوبات الصرع ذات البداية الغير معروفة للنوع الغير حركي (P-value 0.049) والنوبات ذات البداية العامة للنوع الغير حركي القيمة (P-value 0.034)، بعد الخدمات القيمة (P-value 0.042)، عدم تحسن الأعراض القيمة(P-value 0.044) وربط الأمراض العصبية والنفسية بالسحر أو التعاويذ(P-value 0.027) والتجارب السابقة للآباء مع خدمات المعالجين التقليديين (P-value <0.001).
وفي النهاية، فقد أضافت الدراسة بعض المعلومات التي قد تساهم في فهم أفضل لمسار العلاج للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية لأنها لا توفر فقط معلومات حول العوامل والعوائق المحتملة المتسببة في عدم وصول الرعاية الصحية المطلوبة، بل أيضًا تحدد العوامل المتورطة في للبحث عن أنظمة رعاية صحية بديلة كالمعالجين التقليديين. هناك حاجة إلى المزيد من البحث لمعرفة رؤية العاملين في مجال الرعاية الصحية تجاه الطب التقليدي وكذلك وجهة نظر المعالجين التقليديين في مصر في هذا المجال.