الفهرس 
الفصل الأول: الإطار العام للدراسة والدراسات السابقةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 311 |  |  |
| | | from | 311 | | |
المستخلص
يعد المعلم عصب العمليه التعليميه، وحجر الزاوية فيها، لذا كان الإهتمام بإعداده منذ زمن بعيد، فبه تقاس جودة التعليم، وبقدر ما يحدث له من تطور ينعكس بالإيجاب علي الطلاب، من حيث المهارات والقيم والخبرات، والبحث والإبداع والإبتكار، والقدره علي التفكير الناقد، ويمثل التعليم العام وخاصة مرحلة التعليم الثانوي العام جزءاً رئيساَ وأساسياً في الحركة التربوية؛ لما له من أهمية خاصة داخل النظام التعليمي؛ فهو يتوسط مرحلة التعليم الأساسي، ومرحلة التعليم العالي، كما يؤدي دوراً مزدوجاَ في إعداد الطالب للحياة العملية أو مواصلة التعليم العالي، فبه يتم إعداد مواطنين لديهم القدرة علي المعرفه والاستناره، وتحمل المسئولية ونقل الثقافة من جيلٍ إلي جيل، وبناء سواعد الأمه من أطباء ومهندسين ومفكرين وأدباء؛ لمواجهة طموحات المجتمع.
ويأخذ نظام إعداد المعلم في كليات التربية بمصر بنمطين: هما النمط التكاملي والنمط التتابعي؛ بالنسبة للنمط التكاملي تكون مدة الإعداد في هذا النظام أربع سنوات كل سنة مقسمة إلي فصلين دراسيين، يقضيها الطالب في كليات التربية، بعد حصوله علي شهادة الثانوية العامة، وفيه يدرس الطالب خلال السنوات الأربعة مادة تخصصه التي سوف يقوم بتدريسها، سواء كانت تخصصاً علمياَ أم أدبياَ، بالإضافة إلي مجموعة من المقررات التربوية والنفسية وبعض المقررات الثقافية، وذلك بواقع 75% للمقررات التخصصية، 20% للمقررات التربوية، 5% للمقررات الثقافية، ويضم هذا النظام جانبين جانب نظري ويشمل المقررات الأكاديمية والتربوية والثقافية، والجانب التطبيقي ويشمل التدريس المصغر والتدريب الميداني.
ويعاني خريج كلية التربية من قصور واضح في مهاراته اللازمه للقيام بعمله، وملائمة سوق العمل، وقدراته علي حل المشكلات داخل الصف، ومحدودية استخدامه للطرق والأساليب، الحديثه في التدريس، وقصور في مهارات البحث والتعلم الذاتي واستخدام التكنولوجيا والتخطيط والتنفيذ والتقويم في المواقف التعليميه المختلفه، بينما تركز الفلسفة الجديدة لإعداد معلم الثانوي العام بكليات التربية علي إعداد المعلم الباحث، الممارس، المثقف، المبدع، ليساير التقدم الحضاري والعلمي، من خلال بعدين هما البعد التخصصي، والبعد التربوي والمهني، لذا تبنت مصر نظامين لإعداد المعلم يتضمن ثلاثة جوانب الأكاديمي والتربوي والثقافي سبق ذكرها، لكن من سلبيات هذه البرامج أنها تركز علي المواد التخصصيه علي حساب المواد التربوية والثقافيه، وتحتاج الفلسفه الجديده لإعداد المعلم إلي التوازن بين البرامج الثلاثة: التخصصية، والتربوية، والثقافية، لتكوين شخصية متوازنة.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
يشير الواقع إلي أن إعداد معلم الثانوي العام في مصر يتم من خلال كليات التربية بنظامين؛ الأول الإعداد التتابعي والذي يلتحق به خريجو الكليات التخصصية الجامعية الأخري غير كليات التربية، ويكون لمدة سنة واحدة يدرس خلالها الطالب مجموعة من المقررات التربوية والنفسية تكافئ مايدرسه طالب كلية التربية خلال الأربع سنوات، بالإضافة إلي التدريب الميداني ويحصل بعدها الطالب علي دبلوم عام في التربية، والآخر هو الإعداد التكاملي ومدته أربع سنوات كل سنه مقسمة إلي فصلين دراسيين، حيث يتم اختيار معلم المرحلة الثانوية من الخريجين بعد مرور عدد معين من سنوات الخبرة في المدارس الإعدادية؛ التي تمثل الحلقة الثانية من التعليم الأساسي، ومن خلال استقراء نتائج الكثير من الدراسات نجد هناك الكثير من أوجه القصور في نظام الإعداد الحالي في مجال فلسفة الإعداد وسياسات القبول وبرامج الإعداد، وغيرها من أبعاد النظام ، وفي ضوء خبرات بعض الدول مثل فنلندا وماليزيا، وفي ضوء الظروف والتحديات المجتمعية الحالية المتمثلة في التحديات التكنولوجية والمعرفية والاقتصادية والسكانية وتحديات العولمة، فإن الأمر يحتم تطوير النظام التكاملي لإعداد معلم تعليم الثانوي العام في ضوء خبرات كلِ من فنلندا وماليزيا.
واستناداً إلي ما سبق تتلخص مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس الآتي:
- كيف يمكن تطوير النظام التكاملي لإعداد معلم الثانوي العام بكليات التربية بمصر في ضوء خبرات كلٍ من فنلندا وماليزيا؟
وتتفرع منه عدة أسئلة فرعية:
س1- ما رؤية تطوير النظام التكاملي لإعدد معلم الثانوي العام بكليات التربية في مصر؟
س2- ما التحديات التي تواجه تطوير النظام التكاملي لإعداد معلم الثانوي العام بكليات التربية في مصر؟
س3- ما خبرات كلٍ من فنلندا وماليزيا في مجال تطوير النظام التكاملي لإعداد معلم الثانوي العام بكليات التربية؟
س4- ما التصور المقترح لتطوير النظام التكاملي لإعداد معلم الثانوي العام بكليات التربية بمصر في ضوء خبرات فنلندا وماليزيا؟