Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الموضوعية العلمية في الفلسفة العلمية التقليديةوالتفسيرات النسوية المعاصرة /
المؤلف
على، هناء جمعة مصطفي.
هيئة الاعداد
باحث / هناء جمعة مصطفي علي
مشرف / السيد بهاء جلال درويش
مناقش / عزيزة بدر محمد
مناقش / على محمد عليان
الموضوع
الفلسفة الحديثة.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
207 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
7/9/2021
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 212

from 212

المستخلص

سوف أشير هنا إلى أهم النتائج التى توصلت إليها في هذه الدراسة، والتي يمكن حصرها في النقاط التالية:
1- ينقسم تاريخ فلسفة العلم إلى مدرستين عظيمتين، لكل مدرسة منهما خصائصها وسماتها التى تتميز بها عن الأخرى، وهما: مدرسة فلسفة العلم التقليدية ومدرسة فلسفة العلم الجديدة، إلا أن المدرستين لا يوجد لهما إطار زمنى محدد، بل الإطار فلسفي فكرى من خلال الاشتراك فى الخصائص والسمات المميزة.
2. تتبنى الفلسفة ” الوضعية المنطقية” التحليل اللغوي ومبدأ القابلية للتحقق، وترى أن المنهج الاستقرائي هو المنهج الوحيد القادر على تطوير العلم والنهوض به. كما يرى الباحث أن فلسفة الوضعيين المناطقة من أعظم الفلسفات فى القرن العشرين، ليس بسبب النتائج التى حققتها من خلال تبنيها لأفكارها، وإنما لكم الفلسفات والمناهج الهائلة التى جاءت كرد فعل لما أثارته هذه الفلسفة من مشكلات.
3. لقد لجأ كارناب لضمان موضوعية العلم، الى التعامل مع وصف البنىة الصورية للموضوعات دون الاحالة الى الموضوعات بالذات واعتبر هذه البنىة الصورية نقطة البداية لجملة العلم الموحد.
4 . تخلي كارناب عن اعتماد الظاهرية كأساس للعلم الموحد، وذلك بعد الانضمام الى حلقة فيينا فطور أفكاره التي وردت في البناء المنطقي للعالم للتماشي مع طريقة تفكير حلقة فيننا والتي ترى أن الفيزيائية وليس الظاهرية هي الاساس المناسب لضمان وحدة العلم.
5 . يأتي استبعاد الميتافيزيقا وهو مطلب أساسي للوضعية المنطقية ليؤكد على التوجه العلمي لفلسفة تلك المدرسة، والذين يرفضون كل معرفة تجاوز التجربة، وقد أهتم كارناب بصياغة هذا المطلب وتوضيحه معتيراً أن هذا الاستبعاد يكون استبعادا جذريا لإنه يستند الى المنطق الرمزي الحديث يظهر أن الاحكام الميتافيزيقية ليست سوى مزاعم ليس لها أي مدلول معرفي.
6 . مهمة التحليل المنطقي هي ما كان يقصده كارناب ( بالفلسفة العلمية ) والتي من المفترض أن تحل محل الميتافيزيقا في وجه النقد الذي وجهه بوبر لمبدأ التصديق في إمكان تهافت الميتافيزيقا وبيان عدم صلاحية مبدأ التصديق كمعيار للفصل بين العلم والميتافيزيقا معتبراً أن قابلية الدحض وليس قابلية التصديق هي المعيار المناسب.
7 . تخلي كارناب عن مبدأ التصديق مستبدلا اياه بمبدأ التأييد الاكثر تساهلا ولكنه فند اعتراضات بوبر على لامدلولية الميتافيزيقا وعلم فكرة أنشاء علم موحد.
8 . زعم كارناب أنه لضمان عملية الفلسفة يجب أن يقتصر عملها على التحليل المنطقي لجمل العلم وأفاهيمه فبذلك فقط يمكن تجنب الخوض في المسائل الميتافيزيقية والتدخل في شؤون العاماء الذين تقع على عاتقهم مهمة الاجابة عن الاسئلة التجريبية المتعلقة بالطبيعة وظاهراتها.
9. تناول كل من كارل بوبر وسوزان هاك مفهوم موضوعية العلم فى ثنايا كتاباتهما، واهتما بها اهتماماً كبيراً، بل وأفرد لها كلاً منهما مؤلفات كاملة. حيث يعرض كل منهما موقفه من الفلسفات السابقة عليه، ويأخذ من هذه الفلسفات نقطة انطلاق لعرض آليات منهجه الذى يرى أنه يمكننا من تحقيق الموضوعية العلمية.
10. عالج ” كارل بوبر” قضية موضوعية العلم من خلال نقده اللاذع لفلسفة الوضعيين المناطقة، من خلال رفضه لمبدأ القابلية للتحقق الذى يتبنى المنهج الاستقرائى، ذلك الأخير الذى رفضه بوبر وأثبت هفاوته وبطلانه، وإقرار بوبر بأن العلماء لا يستخدمون ذلك المنهج الباطل الذى لا يساعد على تقدم العلم ولا يستطيع التمييز بين العلم وغيره من سائر الأنشطة البشرية.
11 . قدم ” بوبر” مبدأ ” القابلية للتكذيب ” كمعيار لتمييز العلم عن غيره من أنواع البحث، لأن التكذيب من وجهة نظره ينتج النظريات التى تصمد أمام العديد من الاختبارات القاسية وأثبتت جدارتها، فمحاولة تكذيب النظرية هو الذى يساعد على تقدم العلم، لأن دليل واحد كاذب قادر على التدليل على بطلان النظرية.
12 .استعاض بوبر عن المنهج الاستقرائى، بالمنهج الاستنباطى الذى ننتقل فيه من قضية كلية إلى قضية جزئية تندرج تحته، أي من العام إلى الخاص وليس من الخاص إلى العام كالاستقراء.
13 . تتمثل موضوعية العلم عند بوبر فى الاستنباط Deduction والتكذيب Falsification، فالنظريات من خلال هذا المنهج يمكن رفضها فحسب، لكن لا يمكن إثباتها والبرهنة عليها، ومن ثم فإن الحث عن قضايا كلية صادقة يجب أن يتقدم من خلال حذف القضايا الكاذبة، فالمنهج التكذيبى للفرضيات هو المنهج الوحيد للمعرفة الموضوعية عند بوبر.
14 . تعد فلسفة كارل بوبر من أعظم الفلسفات فى القرن العشرين، إلا أنه يخرج من الإطار الوضعى فى واقعيته ورؤيته أن العقل قادر على حل كل المشكلات التى تطرأ علينا، وعلى الرغم من عدم رفضه القاطع للميتافيزيقا، إلا أنه يخضع الميتافيزيقا للعقل، يستخدمها فى تطور العلم عن طريق تقديم الفرضيات الجديدة، ثم يخضع هذه الفرضيات للعقل من خلال تطبيق القابلية للتكذيب.
15 . يعد توماس كون من الرواد الأوائل لمدرسة فلسفة علم ما بعد الوضعية، والذي ترتب على تأويل أعماله رواج مفهوم اللاموضوعية، حيث ارتبطت فكرة اللاموضوعية بفكرة اللاعقلانية فى فلسفة كون بسبب بعض المصطلحات التى ذكرها كون فى كتاباته وتم تأويلها على نحو خاطئ.
16 . ترتكز فكرة ساندرا هاردنج في أن العلم مشروعا ذكورياً وأنه يتغاضى عن القيم الأنثوية وترى أن العلم مشروع سياسي ومن ثم فهو مشبع بقيم ذكورية لذلك ترى ” ساندرا ” أن فلسفة العلم النسوية جاءت لترفض التفسير الذكوري الوحيد المطروح للعلم بنواتجه السلبية وتحاول ” ساندرا ” إبراز وتفعيل جوانب ومجالات وقيم مختلفة خاصة بالأنثى التي جرى تهميشها وإنكارها بحكم السيطرة الذكورية.
17 .تدافع هاردنج مع عدد آخر من النسويات عن أخذ خبرات النساء المعيشية، وخاصة تجارب العمل (العناية) ، كبداية للبحث العلمي. ومن أهم النظريات التي تدور حول نظرية الموقف، فلقد ساهمت ” ساندرا هاردنج ” في نظرية الإستشراق أو الموقف النسوية التي ترجع إلي ” هيجل ” للديالكتيك (السيد/ العبد) حيث يتم تحليل وفهم القمع والظلم بشكل أفضل من وجهة نظر العبد أكثر من السيد .
18 . على الرغم من أن هاردنج لا تعترف بالطبيعة الدقيقة ”للموضوعية” ضمن ما تطلق عليه اسم الموضوعية القوية، إلا أنها تؤمن بفكرة أن شيئًا ما يكون موضوعيًا إذا ثبتت صحته عند مجموعة متنوعة من وجهات النظر المختلفة. وتري أن تعظيم فكرة الموضوعية هو تعزيز فرصة أن يدلل فرد معين، ممن ينتمون لأكبر عدد من الخلفيات الثقافية، علي صحة زعم معين، من هنا فليس من المستغرب أن تؤكد الفلسفة الناتجة على أهمية مراعاة وجهات نظر الأقليات المختلفة بما في ذلك عناصر الطبقة والعمر والجنس والعرق.
19 . يمكننا القول أن معالجات ساندرا هاردنج كانت وصفية ومعيارية في الوقت نفسه؛ فهي وصفية لأنها تصف وتحلل التأثيرات السببية لتركيب القوى والمعرفة، وهي أيضا معيارية لأنها تروج لمسار بحثي محدد، وهو مسار يبدأ من النضال السياسي المتعلق بالفئات المهمشة و المقموعة ليس في المجتمع الأمريكي أو الغربي فحسب وإنما في مجتمعات العالم الثالث على وجه الخصوص.
20 . بينت سوزان هاك عدم كفاية الاستقراء وحده، وكذلك مبدأ القابلية للتحقق كمنهج للعلم، وذلك لاعتماده على النموذج المنطقي الضيق لتطور العلم.
21 . بينت هاك أيضًا من خلال كتاباتها التي تناولت فلسفة بوبر أن موقف بوبر من الاستقراء وقضايا الملاحظة متزمت جداً، ولا يساعد فى تقدم العلم بشئ ، حيث لا يمكننا الاستغناء عن جانب استقرائي فى العلم والدليل المساعد والجرأة العلمية، لأن هذا كله يضر بتقدم العلم وتطوره.
22 .رفضت هاك معيار القابلية للتكذيب البوبري للتمييز بين العلم واللا علم، ورأت أنه غير كافي لتطور العلم، فلا تنقسم الأنشطة البشرية لديها إلى علم ولا علم، بل تنقسم إلى عمل علمي سيئ وآخر جيد لدرجة ما , ترفض هاك أيضاً نزعة بوبر الاستنباطية لأنها ترى أن هذه النزعة تنتج عنها نتائج ارتيابية خطاءة، لم تعد استنباطية صرفة كما زعم بوبر بل يتخللها الجانب الاستقرائى. لكنها ترى أيضاً أن الأسلوب الاستنباطى يحتاج إلى بعض المكونات التي ليست استنباطية صرفة وليست منطقية صرفة ليثبت جدارته، أي مكونات تجمع بين الاستنباط المعتدل والاستقراء المعتدل.
23 . ترفض هاك النزعتين الأكثر هيمنة فى تاريخ العلم، النزعة التبجيلية والنزعة التهكمية، واللتين إن اختلفتا فيما تصلان إليه من نتائج فإنهما يجمعان على اتخاذ مواقف متطرفة من العلم، فهي ترفض التبجيل الذائد عن الحد للعلم، كما ترفض التقليل من شأن العلم والحط من قدره.
24 .إن الفكرة الرئيسية فى فلسفة هاك والتي تراها من أفضل الأفكار الفلسفية تحقيقاً لموضوعية العلم هي ”نزعة البداهة النقدية” التي تتبنى الحلول البديهية التي تتفق مع الحس المشترك أو الذوق العام، والتي ترى هاك أنه لا يختلف على منهجها فرد ولا جماعة، لأنها النزعة التي تتبنى مواقف معتدلة لحل جميع المشكلات، وهى الفكرة التي قامت عليها جل فلسفتها.
25 . تتبنى هاك فكرة التدرج والمقاربة، فليس هناك علم ولا علم أو نافع وغير نافع، معزز وغير معزز، بل لديها علم جيد لدرجة معينة وعلم سئ لدرجة معينة، نافع لدرجة كبيرة أو لدرجة قليلة، أكثر تعزيزاً أو أقل تعزيزاً، مسوغ بدرجة كبيرة أو مسوغ بدرجة قليلة، الخ.
26 . تتبنى هاك من بين نظريات الصدق و التسويغ المعرفي نزعة وسط ما بين نظرية الصدق الأسسية ونظرية الصدق المتسقة، وتطلق عليها النزعة الأسسية المتسقة وتنحت لها مصطلح” Foundherentism ”. تلك النزعة التي تقارب ما بين النزعة الأسسية والنزعة الاتساقية ، فهي نظرية واحدة تجمع بين مميزات النظريتين التقليديتين.
27 . تتمثل موضوعية العلم خير تمثيل فى البداهة النقدية، كما ترى هاك؛ تلك النزعة التي تتبنى النقد البناء المعتدل البديهي، الخادم لتطور العلم، فالبداهة النقدية لا تتبنى حلول وسطية فقط، بل الحل البديهي الذى يخدم المصالح العامة لكل الأطراف.
28 . حاولت أن أعبر في ثنايا الرسالة عن رأيي الشخصي في قضية موضوعية العلم حيث أرى إمكان الأخذ بمبدأ القابلية للتحقق من خلال التجربة والملاحظة طبقاً لما ورد عند الوضعية المنطقية والأخذ أيضًا بمبدأ القابلية للتكذيب وفقًا لرؤية كارل بوبر إذا كان ذلك الأمر يقود إلى استبعاد الفروض الخطأ في النظرية ويدعم سرعة الوصول إلى نتيجة صحيحة. وعلى الرغم من بعض تحفظاتي على معالجات ساندرا هاردنج إلا أنني اتفق معها في ضرورة إستبعاد كل ما هو ذكوري في العلم وخلاصه من العنصرية والتهميش الذي يتجاهل دور المرأة وحقها في إمكانية إنتاج معرفة علمية موضوعية وهو ما يتوافق إلى حد ما مع رؤية ساندرا هاردنج من خلال نظرية الاستشراق أو الموقف. اتفق أيضًا في هذا البحث مع الموقف الوسطي المعتدل الذي تدعو له سوزان هاك كما عُرض في هذا البحث.