Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثيراستخدام استراتيجية التعلم المعكوس
على مستوى التحصيل المعرفي و التفكير الإبداعي
لمقرر مادة طرق التدريس/
المؤلف
أبو النصر، شروق علي محمد علي .
هيئة الاعداد
باحث / شروق علي محمد علي أبو النصر
مشرف / عصــام الديـن متـولــي عبــد الله
مشرف / أحمـد طلحـة حسـين محمــود
مناقش / ناديه علي عبدالمعطي
الموضوع
طرق التدريس . علم النفس التربوي .
تاريخ النشر
2018
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التربية الرياضية
تاريخ الإجازة
27/12/2018
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - المكتبة المركزية بالسادات - قسم المناهج وطرق التدريس والتدريب و علوم الحركة الرياضية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

يشهد العصر الحالي تقدمًا علميًا وتكنولوجيًا هائلاً في مختلف المجالات ، نتج عنه تضخم حجم المعارف ، وظهور العديد من المشكلات والصّعوبات الخاصة بعملية التعليم والتّعلّم ، أدت إلى ظهور العديد من التّصورات المستقبليّة لعملية التّعليم والتّعلّم في ظل الاتجاهات العالمية المعاصرة في عصر الثراء المعلوماتيّ والتّقدم التّكنولوجي ، ولما كان من الضروري مسايرة العمليّة التّعليميّة لتلك التغيرات ، كان من الضّروري تكاتف الجهود التّربويّة لمواجهة هذا الانفجار المعرفيّ التّقني ، وايجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلات والصّعوبات الناتجة عنه.
لذا تسعى المنظومة التربوية في عصر التكنولوجيا إلى إكساب الطلاب مهارات القرن الواحد والعشرين حيث يتحول الطالب إلى باحث باستخدامه التكنولوجيا بفاعلية من خلال التعلم خارج حدود المدرسة بما يعزز مهارات التفكير الناقد والتعلم الذاتي ، ومهارات التواصل والعمل التعاوني مع الأقران، بالشكل الذي يضمن معه تحسين المخرجات التعليمية .
هذا وقدمت التكنولوجيا الحديثة مجالات أوسع في عمليات التعليم والتعلم وخاصة فيما يتعلق بمهارات ونماذج التعلم القائم على الإنترنت ومع هذا التوسع في استخدام التكنولوجيا وخاصة في التعليم العالي، يحاول الكثير من أعضاء هيئة التدريس والمهتمين بمجال التعليم العالي استحداث وتطوير أساليب جديدة لدعم عمليات التعلم لدى الطلاب وجعلها أكثر فاعلية وعلى الرغم من الإتجاه العام نحو توظيف التكنولوجيا والرغبة في دمجها في التعليم العالي ، تشير أحدث الدراسات إلى وجود بطء نسبي في دمجها بشكل فاعل وأرجعت الأسباب إلى التكلفة العالية لتبني أنظمة أو استراتيجيات تعليمية قائمة على التكنولوجيا كما يشير العديد من الباحثين على مستوى العالم إلى أن هذا البطء في دمج التكنولوجيا في التعليم العالي قد يعزى إلى ارتفاع نسبة أعضاء هيئة التدريس الذين يفضلون أساليب واستراتيجيات تعليم وتعلم تقليدية كأسلوب المحاضرة.
ومما لا شك فيه أن أفضل أنواع التعليم، ذلك التعليم الذي يوَلد التشوق للمعرفة ويجعل العملية التعليمية أكثر متعة وأكثر حيوية مع قليل من المحاضرات التقليدية وكثير من المشاريع والقراءات والاطلاع في تعلم يتمركز حول الطالب لا المعلم، ومع ازدياد استخدام التقنية الحديثة في العملية التعليمية ، ازدادت أعداد المعلمين الذين يرغبون بتدريس طلابهم بطرق إبداعية ومن الاستراتيجيات الحديثة التي تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة لتفعيل التعلم الرقمي استراتيجية التعلم الإلكتروني ، واستراتيجية التعلم المدمج واستراتيجية الرحلات المعرفية )الويب كويست( واستراتيجية التعلم المعكوس والتي تعرف أيضا باسم التعلم المقلوب أو الصف المقلوب.
ومن المنطلق السابق تعد استراتيجية التعلم المعكوس من الإستراتيجيات الأساس في تشكيل مدرسة المستقبل التي يكون فيها الإتقان والتكنولوجيا المحرك الأساسي في عجلة التحول التربوي ، باعتبارها المدخل الأساس بعد الطاقات البشرية في الحصول على المعلومات والمعارف المختلفة، ولعل مما يدل على أهمية هذه الإستراتيجية ما أوصت به الدراسات التي تناولتها لما لها من أثر واضح في تفعيل دور الطالب في تحقيق الأهداف المنشودة من العملية التّعليميّة ، بتفعيل أكثر من استراتيجيّة لدى الطالب في الإستراتيجية نفسها كاستراتيجيات التعلم النّشط التي تجعل الطالب باحثًا مطلعًا مفكرًا للموضوع المتناول ، ومنها أيضا استراتيجية التّعلّم التعاوني الذي يجعل الطالب له دور فعّال في مناقشة أقرانه ومحاورتهم في تحقيق الهدف المنشود من الموضوع المتناول، كما تفعل هذه الإستراتيجية التعلم الذاتي لدى الطالب وفق الخطو الذاتي له في التعلم مراعيًا الفروق الفردية له في تحقيق الهدف المنشود من عملية التعلم .
وتجدر الإشارة إلى أن ظهور استراتيجية التعلم المعكوس تعزى إلى حركتين عالميتين رئيسيتين ، الحركة الأولى هي التطور التكنولوجي على مستوى العالم من ناحية الاختراعات والأدوات والأجهزة التكنولوجية التي أتاحت بشكل كبير انتقال المعرفة وانتشارها على مستوى العالم بأقل تكلفة وبأسرع وقت ، الحركة الثانية والمرتبطة بشكل كبير بتطور الأدوات التكنولوجية هي حركة تطور أساليب واستراتيجيات نقل المعرفة ومحاولة تفعيلها والاستفادة منها.
وحيث أن التفكير يعد نشاط إنساني ، وعلامه عقلية فارقة بين البشر وغيرهم من المخلوقات الأخرى ، فقد فضل الله عز وجل الإنسان بنعمة التفكير ورتب على هذه النعمه مسؤوليات عديدة وأمانه ناءت بحملها الجبال ، وحمّل الشارع الإنسان مسؤلية تفكيره وما ينشأ عنه من سلوكيات و أخلاقيات وعمل .
والتربية جزء من النظام الاجتماعي تهتم بإعداد الفرد الذي يساهم في بناء مجتمعه بإيجابية ليتمكن من الحياة بصورة كريمة يقدم فيها لمجتمعه بقدر ما يأخذ ، وإذاكانت الأمة عبارة عن مجموعات من الأفراد ، فإنه بحق وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة.
لذا فإن إعداد الطالب للعيش في مجتمع سريع التغير ، يتطلب من المهتمين بالتربية أن يساعدوه على التكيف مع هذا المجتمع السريع التغير من خلال إتاحة الفرصة أمامه وتدريبه على حل المشاكل التي تواجهه بنفسه ، ويمكن تحقيق ذلك إذا احترمنا طرق تفكيره وكشفنا عن طاقاته الكامنة ؛ من خلال توجيهها إلى الطريق التي تجعل هذا الطالب متكيفا مع بيئته التي يعيش فيها.
وإن تحسين قدرة المتعلم على التكييف والتعايش سبب مهم لتعليم التفكير في المدرسة فيوميًا يستحدث المعلم مواقف في تدريس المادة وتوجيه الأسئلة وتقديم الواجبات وإجراء الاختبارات التي يمارس المتعلم فيها التفكير بمستويات مختلفة من النجاح أو الفشل ، ويستخدم الطالب التفكير في مختلف مواقف الحياة اليومية خارج المدرسة مما يجعل للتفكير الماهر موقعًا بالغ الأهمية لتحقيق النجاح في مجالاتها.
فطبيعة هذا العصر تحتاج بشدة إلى مفكرين غير تقليديين ، بل مفكرين يتميزون بمهارات عليا تتلاءم مع هذا العصر ، لأن هذا العصر يعتبر عصر الإبداع ، لذلك ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة بموضوع تحسين وتطوير مهارات التفكير لدى طلبة المدارس في جميع المراحل ، الأمر الذي حثت عليه الأبحاث والدراسات الحديثة ، وكان من توصياتها الحاجة الملحة من أجل التطوير وكان من الطبيعي لتحقيق هذا الهدف التنوع والتطور في استراتيجيات التدريس الحديثة لتلبي احتياجات التطوير .
لذا يعد تعلم التفكير ضرورة يفرضها العصر الراهن ، وأصبح تعليم مهارات التفكير استجابة لمتطلبات مواجهة تحديات العولمة وتجلياتها في مختلف جوانب حياة المجتمعات وما يشهده العالم من تغيرات متسارعة في العلم والمعرفة والاختراع وتدفق المعلومات وما توفره وسائل الاتصال من إمكانات للفرد والمجتمع ، كل ذلك يجعل من امتلاك الفرد لمهارات التفكير المختلفة ضرورة ملحة مما جعل مهمة تنمية مهارات التفكير لدى كل فرد في المجتمع وتعليمها تأخذ مكان الصدارة في ملامح فلسفة التربية ، ومن أولويات مهام السياسة التعليمية ليس في المجتمعات المتقدمة فحسب بل ، و في جميع المجتمعات بصرف النظر عن مستوى تطور كل منها.
ومن هنا جاءت الأهمية بضرورة تفعيل استراتيجيات تدريس حديثة تندرج تحت مظلة التعلم النشط والتي تتيح للطالب المشاركة الفاعلة في الحصه الدراسية ليتحقق الفهم والتمكن من المهارات ، فضلا عن تنمية مهاراتهم في التفكير وبالتحديد التفكير الإبداعي تماشيا مع متطلبات العصر التكنولوجي .
وتعد استراتيجية التعلم المعكوس إحدى الاستراتيجيات التي تتماشى مع توجهات التعليم الحديثة،كما أنها تتيح للطلاب المزيد من الفرص للمشاركة الفاعلة أثناء وقت المحاضرة وربط الدروس بالحياة الواقعية خارج المحاضرة.
وفي ضوء العرض السابق ومن خلال قيام الباحثة بالتوجيه والإشراف الخارجي في التدريب الميداني للطالبات المعلمات بكلية التربية الرياضية لاحظت تدني مستوى الطالبات فيما يتعلق بالمهارات التدريسية اللازمه لنجاح تدريس التربية الرياضية ، و أيضا من خلال اشتراك الباحثه في عملية التدريس كأحد أفراد الهيئة المعاونه لتدريس مادة طرق التدريس لاحظت تدني مستوى التحصيل لدى الطالبات ، وأن أعداد هائلة منهم يتخرجون تنحصر خبراتهم في التذكر واستدعاء المعلومات ويفتقرون إلى القدرة على استخدام المعلومات في التوصل إلى اختيارات أو بدائل أو قرارات مستنيره ، فالتصلب في الرأي حتى لو كان خطأ ، وإعطاء إجابات سهلة لأسئلة معقدة والسعي وراء حالة من اليقين والإجابة القاطعه عند التعامل مع المشكلات الجديده هي في واقع الأمر نتاج نظام تربوي لا يوفر خبرات كافية في التفكير.
ومما لا يخفى على الجميع اهتمام الطلاب بالتقنية في ممارساتهم الحياتية حيث طغت على جل أوقاتهم ، من هنا وانطلاقًا من تطويرالعملية التعليمية واستراتيجيات التدريس وتوظيف تقنيات التعليم التي أصبحت متاحة للجميع إرتأت الباحثة بأن تكون الاستراتيجية المستخدمه في حل مشكلة البحث تضمن استخدام التقنية وتسهم في تنمية التفكير ونظرا لاعتماد استراتيجية التعلم المعكوس على التقنية من خلال استخدام الفيديوهات التعليمية و المواقع التعليمية وغيرها في تقديم المادة العلمية والمهمات المطلوبة بالإضافة إلى قدرتها على تنمية التفكير لكونها تعتمد على التعلم المتمركز حول المتعلم وأن يكون المتعلم نشط ودوره فعال في تحصيل المعلومات وليس مجرد متلقي سلبي لها فقط ، بالإضافة إلى ندرة الدراسات العربية على حد علم الباحثة التي تناولت أثر استخدام استراتيجية التعلم المعكوس في العملية التعليمية بشكل عام وتحديدًا في التحصيل الأكاديمي ، فقد جاء هذا البحث كمحاولة للكشف عن أثر استخدام استراتيجية التعلم المعكوس في التحصيل الأكاديمي من خلال قدرتهاعلى تحسين مستوى التحصيل المعرفي لمقرر مادة طرق التدريس لطالبات كلية التربية الرياضية وقدرتها على تنمية التفكيرالإبداعي لديهم كمطلب تربوي حديث وضروري للإرتقاء بالعملية التعليمية وتماشيا مع متطلبات العصر التكنولوجي .
ثانياً : أهمية البحث :
تمثلت أهمية البحث في النقاط التالية:
1- يمثل البحث الحالي أحد التوجهات المستحدثة في تطوير نظم التعليم التقليدية باستخدام مستحدثات التكنولوجيا، وجعلها أكثر كفاءة وفعالية ومناسبة لمتطلبات التعلم والتعليم في القرن الواحد والعشرين.
2- قد يفيد البحث فئة المعلمين والمربين وأعضاء هيئة التدريس القائمين على عملية التخطيط والتطوير لنظم عمليات التعليم والتعلم وخاصة في المراحل التعليمية المتقدمة كالجامعية والدراسات العليا.
3- كما قد يفيد البحث الحالي الباحثين في مجال تكنولوجيا التعليم والتقنيات التربوية في القاء مزيد من الضوء على استراتيجية التعلم المعكوس، والكشف عن مدى كفاءتها وفعاليتها.
ثالثاً : هدف البحث :
يهدف هذا البحث إلى :
التعرف على تأثير استخدام استراتيجية التعلم المعكوس على :
- تحسين مستوى التحصيل المعرفي لمقرر طرق التدريس لطالبات كلية التربية الرياضية.
- تنمية التفكيرالإبداعي لدى الطالبات .
- اتجاهاتهم نحو المادة في ضوئها .
رابعاً : فروض البحث :
- توجد فروق داله إحصائياً بين نتائج القياسات البعدية للمجموعتين الضابطة والتجريبية في مستوى التحصيل المعرفي لمقرر مادة طرق التدريس لصالح المجموعة التجريبية .
- توجد فروق داله إحصائياً بين نتائج القياسات البعدية للمجموعتين الضابطة والتجريبية في مستوى التفكير الإبداعي لصالح المجموعة التجريبية .
- توجد فروق داله إحصائياً للمجموعة التجريبية في اتجاهاتهم نحو المادة باستخدام استراتيجية التعلم المعكوس .
- توجد فروق داله إحصائياً بين نتائج القياسات البعدية للمجموعتين الضابطة والتجريبية في أعمال السنة و الإختبار التحريري و المجموع الكلي لمادة طرق التدريس لصالح المجموعة التجريبية.
خامساً: الإجراءات :
1. منهج البحث Research method :
استخدمت الباحثة المنهج التجريبي لملائمته لطبيعة هدف وفروض وعينة الدراسة قيد البحث ، مع تحديد التصميم التجريبي لمجموعتين (ضابطة – تجريبية) وباستخدام القياسات البعدية لمتغيرات البحث ، حيث قارنت الباحثة بين نتائج القياسات البعدية للمجموعة التجريبية التي طُبقت عليها استراتيجية التعلم المعكوس ونتائج القياسات البعدية للمجموعة الضابطة التي تم تدريسها بالطريقة التقليدية.
2. مجتمع وعينة البحثResearch Society And Sample :
أ) مجتمع البحث :
تم اختيار مجتمع البحث بالطريقة العمدية من طالبات الفرقة الثالثة بكليــة التربيــة الرياضيـــة جامعة مدينة السادات المقيدات للعام الجامعى 2017/2018م والبالغ عددهن (116) طالبة حسب الإحصائيات الرسمية.