الفهرس 
الفصل الأول: البيانات البحثية وإدارتهايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 226 |  |  |
| | | from | 226 | | |
المستخلص
تلعب البيانات دورًا محوريًا في أي بحث، ويتم جمع البيانات بدقة ثم تحليها التحليل الأمثل، وتنظيمها وجعلها صالحة للاستخدام، وهناك بعض الدراسات التي تقول إن البحث لن يكون كاملًا في أيٍ مجال من مجالات الدراسة من دون بيانات أصيلة وموضوعية، وهذا يساعد على تشجيع الباحثين على تبادل البيانات. وخلال السنوات الماضية، زاد الاهتمام بالبيانات البحثية العلمية؛ بسبب الثورة الرقمية التي سهَّلت جميع عمليات التخزين والتشاطر وإعادة الاستخدام هذه البيانات. والآن، أصبح جمع وإنشاء البيانات البحثية على الصعيد العالمي في شكل رقمي بكميات مذهلة، وتستخدمها جميع التخصصات بصورة متزايدة.
لذلك تُعد البيانات البحثية رصيدًا قيمًا يحتاج إلى العناية به للحفظ عليها وإتاحتها على المدى الطويل، وقد أسهم هذا الرصيد في خروج موضوع إدارة البيانات البحثية، وهو موضوع حديث في الأوساط الأكاديمية والبحثية بشكل عام، وفي مجال المكتبات والمعلومات بشكلٍ خاص، حيث تقوم إدارة البيانات البحثية بعدد من المهام والمسئوليات التي تسهم في حفظ تلك البيانات، وإضافة قيمة بحثية لها، وتوثيقها من أجل الاستفادة منها.
لذلك تسعى هذه الدراسة للتعرف على دراسة وجهات النظر المختلفة لإدارة البيانات البحثية بالجامعات والتحقق من مدى الحاجة إلى إنشاء مستودع للبيانات البحثية، بالإضافة إلى تقييم عددٍ من مستودعات البيانات البحثية تمهيدًا للتخطيط لإنشاء مستودع مؤسسي لإدارة وتنظيم البيانات البحثية في جامعة بني سويف، ولتحقيق هذا الهدف؛ ينبغي تحقيق الأهداف الفرعية الآتية:
1- دراسة ماهية البيانات البحثية وأنواعها.
2- رصد كيفية إدارة البيانات البحثية وتنظيمها ومشاركتها.
3- دراسة ماهية المستودعات الرقمية المؤسساتية وأنواعها، وأهميتها.
4- التعرف على المعايير المختلفة لتقييم مستودعات البيانات البحثية.
5- معرفة رأي الباحثين بجامعة بني سويف وتوجهاتهم نحو إنشاء مستودع للبيانات البحثية بالجامعة.
6- تقديم تصور مقترح لإنشاء مستودع مؤسسي للبيانات البحثية بجامعة بني سويف.
واعتمدت هذه الدراسة على المنهج المسحي الميداني، وذلك لدراسة آراء الباحثين حول فكرة إنشاء مستودع للبيانات البحثية في جامعة بني سويف، وتضمنت العينة مجتمع الباحثين بكليات ومعاهد جامعة بني سويف، كما اعتمدت الدراسة على أدوات لجمع البيانات؛ وهي الاستبانة، والتي تم توزيعها على مجتمع الدراسة، وتم استرداد 307 استبانات صالحة للتحليل، واستخدام برنامج SPSS لحساب التكرارات والنسب المئوية، واختبار مربع كاي والتباين الآحادي لتوضيح الفروق بين متغيرات الدراسة، بالإضافة إلى قائمة المراجعة التي تضمنت المعايير المختلفة لتقييم مستودعات البيانات البحثية.
وأظهرت الدراسة عدة نتائج منها: تعتبر البيانات البحثية ثروة جديدة تحتاج إلى إدارتها بطرق مناسبة تضمن الاستفادة منها وإعادة استخدامها، فهي لا تقل أهمية عن البيانات المنشورة (الأبحاث والدراسات في صورتها النهائية) بالنسبة للباحثين، كما أوضحت الدراسة أن خطط إدارة البيانات البحثية هي الأساس الناجح لأي مشروع بحثي؛ لأنها توفِّر تفاصيل وبيانات وصفية عن البيانات البحثية خلال مراحل البحث العلمي، بالإضافة إلى التخطيط لكيفية إعادة استخدام هذه البيانات بعد الانتهاء من البحث، وأننا بحاجة إلى إنشاء مستودعات خاصة بالبيانات البحثية التي يتم جمعها أثناء الدراسات والأبحاث؛ لذلك خرجت الباحثة في هذه الدراسة الحالية بمقترح لإنشاء مستودع مؤسسي للبيانات البحثية في جامعة بني سويف للاهتمام والعناية بهذا الرصيد القيم من البيانات.
ومن أهم ما أوصت به الدراسة: زيادة الوعي والاهتمام بنشر مفاهيم حول البيانات البحثية، وكيفية إدارتها، ومشاركتها بين مجتمع الباحثين في جامعة بني سويف، وإنشاء مقررات دراسية تحت مسمى إدارة البيانات البحثية ضمن مقررات طلاب الدراسات العليا، وعقد دورات تثقيفية للباحثين في جامعة بني سويف تقوم على إرشادهم وتشجعيهم على إيداع بياناتهم البحثية في مستودعات البيانات البحثية، ومعرفتهم بالجوانب الأخلاقية والقانونية، وضرورة وضع خطة لإدارة البيانات البحثية من قِبل المؤسسات الأكاديمية تحتوي على السياسات والإجراءات التي تلزم الباحثين بتقديم البيانات البحثية مع أبحاثهم العلمية، وضرورة إنشاء مستودع للبيانات البحثية في جامعة بني سويف يكون مصدرًا مفتوحًا لإدارة البيانات البحثية ونشرها وتبادلها.