الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ازدهرت علاقات اليمن التجارية مع حضارات الشرق الأدنى القديم منذ فجر بزوغ الحضارة اليمنية , ونظراً لصعوبة تحديد التقاويم اليمنية؛ فأنه يرجح أن هذه العلاقات يمكن أن ترتبط مع ما ورد بالكتب السماوية الثلاثة عن تلك الرحلة الشهيرة لحاكمه سبأ إلى أورشيلم من أجل مقابله النبي الملك سيدنا سليمان عليه السلام والتي تعود بلا شك إلى القرن العاشر قبل الميلاد ,هذا بالإضافة لما ورد بالمصادر القديمة سواء النقيشة أو الكلاسيكية أو الإخبارية عن تلك العلاقات. وقد تنوع حجم تلك العلاقات التجارية اليمنية مع عالم الشرق الأدنى القديم من منطقة لأخرى, فهناك مناطق حظيت على نصيب الأسد من تلك العلاقات التجارية كالحبشة في ظل الجوار الجغرافي لبلاد اليمن, بينما هناك مناطق أخرى لم تنل إلا قدراً يسيراً من تلك العلاقات, كالهند وفارس للبعد الجغرافي بينهما. وقد تنوعت أيضاً تلك العلاقات في القدم التاريخي من منطقه لأخرى من مناطق الشرق القديم؛ فقد احتلت الحضارة المصرية القديمة النصيب الأكبر من هذا العمق التاريخي, ويليها منطقتي سورية وفلسطين, وبلاد النهرين. وعلى وجه العموم كانت العلاقات التجارية الوسيلة الأولى لانتقال الكثير من المؤثرات الحضارية المتبادلة بين اليمن وسائر شعوب الشرق الأدنى القديم, فقد تنوعت مظاهر تلك المؤثرات الحضارية ما بين دينية واجتماعية وفنية, والتي تعد جميعها دليلاً على قوه ومتانه تلك الاتصالات التجارية. أسباب أختيار الموضوع : وقد دفعني للخوض فى العلاقات التجارية مدى عمق إدراكي لأهمية التجارة ومكانتها فى تاريخ الممالك اليمنية. ولكونها السبب الأساسي فى ازدهار وشهرة تلك الممالك بين حضارات الشرق الأدنى القديم, فضلاً عن كون هذا النشاط التجاري مفتاح سر انتقال المؤثرات الحضارية المختلفة بين هذه البقعة من جزيرة العرب وعالم الشرق الأدنى القديم. وقد استعانت الباحثة في هذه الدراسة بمجموعة من الدراسات السابقة التى استفادة منها الباحثة:- أولاً: الدراسات الأجنبية: |