الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تدور هذه الدراسة حول (عبدالغني بن إسماعيل النابلسي وآراؤه الكلامية والصوفية). حيث تناولت الدراسة شخصية من الشخصيات المتأخرة نسبيا، حيث ولد مفكرنا. عبد الغني النابلسي (سنة 1050هـ) وتوفى سنة (1143هـ)، وهي الفترة التي كان قد وصلت فيه المذاهب الفكرية الكلامية والصوفية إلى نوع من الاستقرار النسبي، ونضجت فيها الكثير من المواقف على كثير من القضايا الصوفية التي وقع فيه اشتباك بين الصوفية والمتكلمين. ومن هذه القضايا قضايا الاتحاد والحلول ووحدة الوجود، وأمام هذه القضايا كان الصراع على أوجه بين المتكلمين والفلاسفة، المتكلمين الذين لا يقبلون هذه الأفكار ويرونه منافية تماما لروح الشرع، والصوفية الذين يرون هذه الأفكار معبرة تمام التعبير عن روح الإسلام. وتعد نشأ مفكرنا النابلسي في بيئة مستقرة سياسيا إلى حد ما كان السبب الذي شجع مفكرنا على النحو في اتجاه التصوف، خاصة وإن الدولة العثمانية كانت مشجعة للتصوف، وقد تبين أنه زار عاصمة الخلافة القسطنطينية (إسطنبول) سنة 1075هـ ومكث فيها مدة، وربما كان لأساتذته الدور الكبر في هذه الوجه، فقد كان والده وغيره من أساتذة النابلسي ذو نزعة زهدية صوفية.وكذلك المنهج الذي اعتمده مفكرنا النابلسي في تناوله لموضوعات فكره منهج شامل ينطلق من : القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، والعقل، والقلب بأدواته المتنوعة بين الإلهام والرؤى والمنامات والخواطر.. الخ. إن مفكرنا وإن اعتمد العقل كمنهج من مناهج المعرفة إلا أنه حد من دوره كثيرا، واعتبره قرين الأهواء، التي تحول بينه وبين الوصول لليقين المعرفي... أما القلب وأدواته، فهو طريق اليقين، الذي هو طريق أصحاب الذوق من الصوفية. |