![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يُعَد الاتجاه الوطني في الشعر السوهاجي من أبرز المحاور التي أقام عليها الشعراء تجاربهم؛ لذا جاءت الدواوين الشعرية محمّلة بالمشاعر الوطنية الصادقة التي عبرت عن وعيٍ كبيرٍ بمشكلات العصر وقضايا الأمة وهموم وتطلعات المواطن المصري والعربي. كما جاء الاتجاه الوطني في الشعر السوهاجي انعكاسًا لواقع أصيل، فكانت القصائد تسير وفقًا لدوافع حقيقة أججت مشاعر الحب والوفاء والغيرة لدى الشعراء؛ فجاءت راصدة للقضايا التي تثقل كاهل الإنسان العربي، ولم تكن تجارب ذاتية معزولة عن الواقع، بل كان للشعور الجمعي حيز كبير في صياغتها للتعبير عن آلام وآمال الأمة. وقد جاءت القصائد الوطنية ترتدي ثوب الأغراض التقليدية في كثير من الأحيان، إلا أن الشعراء أضفوا على تجاربهم طابع الحداثة في استحداث أغراض تتواءم مع تجاربهم المعاصرة؛ فاستخدموا أغراض أخرى، كالدعوة إلى الثورة والتغيير وبث الأمل والإصلاح الاجتماعي. أما الجانب الفني، فقد يمم الشعراء وجهتم نحو التراث، ونهلوا من معينه، وتشربته لغتهم وأخيلتهم، فكان منهم من طغت عليه التقليدية؛ لغة وتصويرًا، ومنهم من انجرف نحو الحداثة في غير معيار فوهنت لغته وأسلوبه. ومن أهم ملامح العصرية في القصائد الوطنية اتسامها بالطابع الدرامي الذي وظفه الشعراء بشكل بارع؛ فعكس شعرية القصائد، وبراعة الشاعر في نسج تجربته في شكل متماسك، خاصة في شعر التفعيلة. |