Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
معابد آمون في مملكة كوش ( نبتة ومروي) :
المؤلف
أحمد، محمود أحمد جاد الكريم.
هيئة الاعداد
باحث / محمود أحمد جاد الكريم أحمد
مشرف / صدقة موسى على
الموضوع
المعابد. المعابد - تاريخ.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
308 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الآثار (الآداب والعلوم الإنسانية)
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - الآثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 331

from 331

المستخلص

موضوع ”معابد آمون بمملكة مروي””نبتة” و”مروي”. يود الباحث الإشارة إلى أنه سعى جاهدًا لزيارة المواقع موضوع الدراسة، ولكن؛ حالت الظروف السياسية] ثورة السودان[، ومن بعدها الظروف الصحية ]جائحة كرونا المستجد[. وقدر الله وما شاء فعل.
وقد تمكن الباحث بعون الله وتوفيقه من إنجاز هذا العمل المتواضع وبفضل أساتذة أفاضل وضعوا آثار السودان ومراجعها بين يدي الباحث. ولم يتوانو في تقديم العون والمشورة .
من خلال دراسة الباحث لموضوع معابد آمون في مملكة كوش بعاصمتيها: ”نبتة” و”مروي”، خَلُص الباحث لعدة نتائج و توصيات.
أولاً: النتائـــج:-
بما أن هذه الدراسة دراسة ”أثرية تاريخية”، فقد تنوعت النتائج بين نتائج أثرية وهي التي تخص عمارة المعبد وعناصره المعمارية، ونتائج تاريخية وحضارية، وهي التي تعني بالمعبود آمون ومعابده من الظهور وحتى الأفول، الذي تبعه أفول المملكه ذاتها، ويوجزها الباحث في النقاط التالية:-
 النتائج الأثرية:-
 اتجاه معابد آمون الموحد تجاه النيل- باستثناء معبد مروي M260- ظاهرة تجذب الانتباه، ولكن إذا تم الربط بين المعبود آمون كمعبود للفيضان فيكون من الطبيعي أن تتجه معابده تجاه النيل.
 اقتران تصوير آمون نبتة بآمون طيبة، ربما يشير إلى أن قدسية ”نبتة” كانت -عند الكوشيين- تضاهي قدسية طيبة.
 على الرغم من تنوع هيئات آمون بالمعابد الكوشية، إلا أنه لم يتخذ هيئة الأوزة. أحد هيئاته في مصر القديمة.
 أدى الفنانون المصريون دورًا مُهمًا في زخرفة وإضفاء الطابع المصري على المعابد الآمونية بمملكة كوش. واستمر الطراز المصري حتى نهاية المملكة وفي جميع المعابد. ولا شك أن هؤلاء الفنانين المهرة قد أسهموا في ظهور جيل من الفنانين المحليين الذين أخذو يشاركون في تطوير الفنون المحلية، وظهرت نتيجة هذا في نقوش مــعــــــــابد «آمــــــــــــــــــــون».
 يُعد مشهد تمثيل الأسرى والأعداء في الفن المروي مشهداً نادراً ، خاصاً في معابد «آمون» بمملكة كوش, ربما لم تتطلب معابد «آمون» الكبيرة ووظيفتها (مثل طقوس التتويج) وجود مثل تلك النقوش.
 على الرغم من تشابه أو تطابق العناصر المعمارية للمعبد الكوشي مع نظيره المصري إلا أن الابتكار الكوشي يظهر في غرفة المنصة، أو قاعة العرش، وتواجدها في المعابد الرئيسية والثانوية على حد سواء.
 تثبت الاكتشافات الحديثة أن مروي المدينة الرئيسية ولكنها ليست المدينة الوحيدة. وقد تم تحديد بقايا المستوطنات في الشمال والجنوب. والمواقع الأكثر شهرة ثلاثة هي: وادبانَّقا والنقعة والمصورات. وقد كشفت الحفائر الأخيرة عن المزيد من المراكز، مثل الحصا، الضانقيل، العواليب، وترتبط هذه المدن بالقصور وجميعها تضم معابد آمونية.
 أسفرت الحفائر الحديثة، عن العديد من النتائج، أهمها، الكشف عن اسم ملك جديد هو ”«آمون» خير كاريم” من كبش الحصا، وظهر بصيص ضوء لفك رموز اللغة المروية من خلال التعرف على أشكال الحروف ومقارنتها باللغة المصرية والقديمة وتمكن الباحثون من قراءة العديد من الأسماء الشخصية وبقيت الجمل ومعانيها بدون ترجمة حتى تبوح الآثار الكوشية بمكنونها. وحتى ذلك الحين، سيبقى الجزء الأكبر من الطقوس الدينية ودور الملوك والكهنة في تلك الطقوس لغزاً حتى يتمكن الباحثون من فك طلاسم اللغة المروية.
 يتم حاليًا أعمال الحفائر في ثلاثة معابد لآمون في منطقة مروي(العواليب- الضانقيل-الحصا). هذا يعني أن علم الآثار يوفر باستمرار بيانات جديدة تكمل الخريطة الدينية للمملكة المروية وتحدد أنواع المباني الدينية.
 النتائج التاريخية :-
 هناك علاقة عكسية بين الشرعية الشعبية والشرعية الإلهية؛ بمعنى أنه كلما ضعفت الشرعية الشعبية تمسك الملوك بالشرعية الإلهية، وربما وصلت لحد البنوة الإلهية أو الولادة الالهية على غرار ما حدث مع حتشبسوت وأمنحتب الثالث لإثبات شرعيتهم في مصر. أما في كوش فقد ظهر ذلك في تمسك بي (عنخ) بالمعبود آمون في غزوه لمصر، كما ظهر ذلك من المعابد التي كرسها للمعبود آمون، ولوحته التي أشار فيها صراحة أن المعبود آمون هو من جعله ملكاً. ربما يكون مرد ذلك إلى أن البنيان السياسي للملك طهارقا لم يكن سليماً، كذلك الملك أنل «آمون» الذي كرس أخوته الأربعة كاهنات في معبد آمون. كذلك في لوحة اسبلتا ونقوش معبد آمون.
 يشير التخلي عن سياسة تشيد القلاع في الدولة الحديثة وتشييد المعابد الحجرية الضخمة كرمز للحكم المصري؛ إلى تغير في السياسة الخارجية نحو كوش، تهدف لتخفيف القبضة العسكرية تدريجياً. واستبدالها بالدعاية الدينية.
 كان للملكات الكوشيات دوراً هاماً في الطقوس الدينية خاصةً تجاه آمون، فهز الصلاصل أو سكب الزيوت أمام المعبود تُعد من الوظائف الهامة للكهنة، اما في كوش فكانت تقوم بها الملكات، مما يشير إلى تفانيهم تجاه والدهم آمون.
 إن وجود طريق الكباش، وظهور المركب المقدس وحامله في نقوش معابد الفترة النبتية والمروية على حدٍ سواء يشير إلى استمرار هذه المواكب حتى نهاية المملكة الكوشية.
 هناك عدة اختلافات جوهرية بين الثقافتين النبتية والمروية، برزت في المعابد، حيث يلاحظ التأثير المصري بدرجة أكبر في المعابد النبتية، بينما التأثير الجنوبي أو المحلي على معابد مروي.
 كانت الاحتفالات والأعياد غير معروفة، ولكن اثنين منهم على الأقل يركزان، كما هو متوقع، على إضفاء الشرعية على السلطة الملكية. كانت هذه مراسم تتويج - كما تشير مناظر الملك طهارقا في معبد آمون بكاوا.
 تكشف المناظر العسكرية بمعبد B500 العديد من من التفاصيل الحربية من عتاد واسلحة استخدمت في هذه الفترة من التاريخ، يضن بها التاريخ المصري القديم، وجاء الحصان في صدارة المناظر؛ لما يمثله من أهمية عسكرية في تلك الفترة.
 خلال الفترة المروية ، ظهرت هيئات محلية جديدة لآمون. كان آمون من تولكت يعبد في النقعة ، بينما آمون طباخة في الحصا.
 ويبقى الاستنتاج الذي اجتهد الباحث في تفسيره وهو – غزا مصر العديد من العناصر الأجنبية بداية من الهكسوس ثم العناصر الليبية والفارسية والآشورية واليونانية والرومانية. ورغم انبهارهم بالديانة المصرية القديمة. لم نر في تلك البلاد معابد للمعبودات المصرية مثلما فعلت مملكة كوش! ويرى الباحث أنه يمكن تفسير ذلك على النحو التالي:-
 العلاقة الوطيدة بين سكان وادي النيل، والنيل نفسه، والذي أفاض عليهم بماء واحد، جعل معتقدات شعب وادي النيل أكثر تشبعاً بثقافة وادي النيل والتي احتضنها النيل ورعاها.
 الاعتقاد الراسخ لدي الكوشيين أن الموطن الأصلي لآمون هو كوش، ورغم غياب الدلائل والبراهين الأثرية والتاريخية مازال الباحثون السودانيون يؤمنون بتلك النظرية ويؤيدونها بشدة.
 ربما وجد الكوشيون ثمة علاقة بين المعبود آمون بهيئة الكبش، والكباش المقدسة التي عُثر عليها في مقابر كرمة، فامتص المعبود آمون المعبود القديم واحتل مكانته.
 ربما كان للملكية وخلق شرعية الملك من خلال معبود مثل آمون خاصة وبعد أن أثبتت النقوش أن ملك كوش خلال العصر المروي لم يتخذ لقب بن رع ولكن بن آمون. ليدعم أركان ملكه.
 مثلت ازدواجية المملكة(مصر وكوش)، ازدواجية في كل العناصر، فظهر آمــــون ”طيبة” وفي المقابل آمون ”نبتة”، وكذا ”الصل” الكوبرا المزدوجة، والتي تميز بها ملوك كوش.
 لم يكن تشييد المعابد الآمونية نابعاً من ثقافات وتقاليد كوشية محلية، ولكنها كانت نتيجة اتصالات مباشرة مع مصر.
 أدى سوء الفهم لتفسير بعض خصائص المملكة الكوشية، لوضعها في موقف أسطوري، ربما كان ذلك بسبب احتفاظ الكوشيين بأشكال الثقافة المصرية القديمة بعد فترة طويلة من اختفائها في مصر، أدى إلى خداع المؤرخين والاستنتاج الخاطئ، والقول بأن المعبود آمون نشأ في ”كوش”.
 على الرغم من حرص ملوك كوش على العودة إلى مسقط رأسهم، والدفن في أرض الأجداد، إلا أنهم لم يذكروا في نقوشهم أنهم ملوك كوش، وتبنوا الألقاب المصرية، وكان دائماً ملك مصر العليا السفلى، ونادراً ملك تاستى أو أرض القوس.
 اتخذ الملوك المصريون أو الأجانب الذين حكموا مصر الألقاب الملكية المصرية فقط في مصر، أي داخل مصر، ولم يسثن من هذه القاعدة سوى ملوك كوش. فقد اتخذوا الألقاب المصرية مثل ملك مصر العليا والسفلى في الوقت الذي كان حكمهم لا يتعدى الجندل الثاني شمالاً، وكذا باقي الألقاب التي اتخذها الملوك حتى نهاية العصر المروي. ربما لأنهم آمنوا بأن مصر هي وطنهم الأكبر.
ثانياً: التوصيات:-
رَأَى الباحث هذه التوصيات بمثابة أُمنيات يرجوا أن تتحقق يوماً ما؛ لما تمثله من أهمية.
- ضرورة التواصل وتبادل الخبرات الأثرية بين الجامعات المصرية ونظيرتها السودانية، حيث تزخر -على سبيل المثال- جامعتا دنقلا والخرطوم بالعديد من الدراسات التي تهم الشأن المصري، نظراً لتداخل تاريخ وحضارة الشعبين خلال الأسرة الخامسة والعشرين.
- يضم متحف الخرطوم ومتحف مروي، ومتحف البركل، العديد من المقتنيات الأثرية تخص بطريق مباشر التاريخ المصري القديم، وقد جاء نشرها بطريقة موجزة وغير مفصلة، وتحتاج إلى إعادة نشر.
- ضرورة عمل كتالوج يجمع أجزاء المعابد ]العناصر المعمارية [، والقطع الأثرية التي عُثر عليها بمعابد آمون وتشتت بمتاحف العالم.
- على الرغم من تلك الدراسة، التي سعى فيها الباحث لجمع مادتها من عدة مصادر أثرية ومراجع بلغات مختلفة، وكذا تواصله مع لَفِيفٌ من أساتذة الآثار بالسودان كادت أن تكون يومية، إلا أن الباحث يرى أن معابد آمون بمملكة كوش تحتاج لمزيد من الدراسات، وذلك بسبب الاكتشافات الأثرية التي تأتي كل يوم بجديد، وتميط اللِّثَامُ عـــــــن غموض كان بالأمس القريب لُغْزًا .
وفي ختام هذا العمل والجهد المتواضع، ارجوا من الله عز وجل أن اكون قد وفقت لعرض هذا الموضوع، عرضاً لا لبس فيه ولا غموض، هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان.