الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد اتضح من خلال الرسالة أن ولي الله الدهلوي نشأ في أسرة علمية محافظة، فكان لهذه الأسرة دور في تنشئته الفكرية والعلمية، ونبوغه في سن مبكر دليل على فطنته وذكائه، واطلاعه عل كثير من الكتب وسع في مداركه وأفاق المعرفة عنده، ودراسته للمذاهب جعلته يحدد لنفسه منهجًا مميزًا يسير عليه ويرتضيه في حياته العلمية والفكرية والإصلاحية. ولقد نشأ ولي الله الدهلوي وتربى على المنهج الصوفي، فحفظ القرآن في صغره، ودرّس العلم في سن صغير، فشرب معظم العقائد الصوفية في ذلك الوقت، حتى أنه بعد رحلة إلى بلاد الحرمين استطاع أن ينقد بعض العقائد الصوفية ولكنه ما استطاع أن يتخلص كليا من الفكر الصوفي، فنجد أن ما ألفه بعد رحلة بلاد الحرمين لا يخلوا من المصطلحات الصوفية ، وتعتبر رحلة الإمام الدهلوي إلى بلاد الحرمين، باب جديدًا وخطًا فاصلًا في حياته العلمية والفكرية، وقد أتاحت له هذه الرحلة الاطلاع على أحوال الدولة الإسلامية والتعرف على أسباب الضعف الديني والاجتماعي والسياسي ، كما يعد العصر الذي نشأ فيه ولي الله الدهلوي من العصور التي برز فيها انحطاط العالم الإسلامي في جميع نواحي الحياة الإسلامية، وأنه قام بجهد كبير في إصلاح المجتمع الإسلامي ، ولقد اهتم ولي الله الدهلوي بالجانب الحسي في الأخلاق فجعل الطهارة هي باب الأخلاق، وبذلك نراه خالف الفلاسفة في ذلك فجمع بين الطهارة الجسمية الحسية والطهارة النفسية الروحية ، وكان ولي الله الدهلوي شخصية مثيرة للجدل، حيث نرى أن أصحاب المنهج السلفي يقولون بأنه ناشر لمذهبهم، وأصحاب المذاهب الصوفية يقولون بأنه صوفي تربى ونشأ على التعاليم الصوفية ومات على ذلك، غير أنه من خلال الاطلاع على كتب ولي الله الدهلوي نجد بأنه صوفي من المنشأ إلى الممات، غير أنه في بداية حياته قال ببعض عقائد الصوفية البدعية فقال بوحدة الوجود والحلول والاتحاد، إلاّ أنه في نهاية حياته وخاصة بعد رحلة الحرمين تراجع عن هذه الأقوال، وليس تراجعه هذا دليل على تركه للتصوف، بل كان مدرسًا وداعيًا إلى التصوف دائمًا، ولكن التصوف السني القائم على الكتاب والسنة، ولم ينكر في إي من كتبه أنه صوفي. |