الفهرس 
القياس والستحسان والعلاقة بينهمايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 379 |  |  |
| | | from | 379 | | |
المستخلص
ملخص الرسالة تميز كتاب الكاساني” بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع” ظاهر من عنوان الكتاب، وهو الترتيب والتنظيم: وهو من أهم ما يميز كتابه، وهذا وجّه المصنف عنايته الأكيدة إليه، محققاً الغرض الأصلي، والمقصود الكلي من التصنيف في كل فن من فنون العلم: وهو تيسير سبيل الوصول إلى المطلوب على الطلاب والمتعلمين. وهذا الترتيب أقرب ما يكون إلى ما يهدف إليه العصر الحديث من تيسير الفقه وعرضه بأسلوب مبوّب، وفق خطة مرسومة، وشجرة فقهية مرتبة، وهو ما أبدع فيه الإمام الكاساني رحمة الله.
يعد كتاب البدائع من الكتب التي عرضت فقه الاختلاف ومناقشة المذاهب الأخرى، وبخاصة مذاهب الإمام الشافعي، وهو ما يعرف في عصرنا بالفقه المقارن، فيعتبر الكتاب معيناً ثراَّ للعلماء في هذا المجال.
الاستحسان حجة عند الإمام الكاساني وقد أفرد له كتابًا أسماه كتاب الاستحسان وقال: ”فاحتمل تخصيص هذا الكتاب بالتسمية بالاستحسان لاختصاص عامة ما أورد فيه من الأحكام بحسن ليس في غيرها، ولكونها على وجه يستحسنها”.
اختلاف العلماء في تعريف الاستحسان من الحنفية والمالكية والحنابلة، ليس سببه الخلاف هل الاستحسان حجة أو لا؟ بل سبب الخلاف هو نظرتهم إلى المراد بالاستحسان.
يتضح جليا أن المسائل التي يترجح فيها الأخذ بالاستحسان كثيرة لا حصر لها، وأما المسائل التي يترجح فيها القياس فهي قليلة معدودة، وقد حصرها العلماء.
احتج الإمام الكاساني في مسائلة الاستحسانية بمختلف الأدلة الشرعية، سواء المتفق عليها عند العلماء، أو المختلف فيها، ( القرآن الكريم- الأحاديث الشريفة- بالإجماع-العرف-أقوال الصحابة-بالحديث الضعيف-الأدلة العقلية).
مستخلص الرسالة
يعد كتاب البدائع من الكتب التي عرضت فقه الاختلاف ومناقشة المذاهب الأخرى، وبخاصة مذاهب الإمام الشافعي، وهو ما يعرف في عصرنا بالفقه المقارن، فيعتبر الكتاب معيناً ثراَّ للعلماء في هذا المجال.
وقد ظهر من خلال استقراء كتاب البدائع استخدام الكاساني
ما يمكن أن نطلق عليه استحسان ( الاحتياط وبراءة الذمة) في المسائل التي تحتمل حكمين تكليفين، ولا يمكن ترجيح أحدهما على الآخر لعدم وجود مرجّح، فيؤخذ عند ذلك بالأحوط.
إن الاستحسان لا يلجأ إليه إلا عندما يتعذر العمل بالقياس، فالاستحسان هو العدول عن قياس خفي وقع في مقابلة القياس الظاهر لوجه أقوى، فالاستحسان إذن أقوى من القياس، وسبب عدول المجتهد فيها عن هذا الحكم لسند كان السبب في هذا العدول كالنص والإجماع وغيرهما.
قلة مسائل الاستحسان في قسم العبادات، لأن العبادات توقيفية، بخلاف غيرها في الأبواب الأخرى، ومن خلال تتبعي لمسائل الاستحسان في قسم العبادات نجد أن عددها أقل في مقابل غيرها من الأبواب كالمعاملات، والسبب في ذلك في العبادات غياب الأمور العقلية التفصيلية في غالب أحكام العبادات، وما ورد من الاستحسان فهو في الغالب من قبيل الترخيص والتخفيف رفعا للمشقة والحرج.