Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أشكال التبادل الاجتماعى ومحدداته عبر تفاعلات الحياة اليومية :
المؤلف
صابر، إيمان خلاف.
هيئة الاعداد
باحث / إيمان خلاف صابر
مشرف / علي محمود ابو ليلة
مشرف / علي محمد المكاوي
مناقش / عبد الرءرف أحمد الضبع
مناقش / سعيد صابر المصري
الموضوع
التبادل الاجتماعى.
عدد الصفحات
322 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
4/3/2021
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - علم الإجتماع.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 361

from 361

المستخلص

أولاً: مشكلة الدراسة:
تتلخص مشكلة الدراسة في التساؤل الآتي:
ما هي أشكال التبادل الاجتماعي؟ وما محدداته عبر تفاعلات الحياة اليومية؟
ثانيًا: أهداف الدراسة :
تسعى الدراسة الراهنة لتحقيق هدف عام، وهو التعرف على أشكال التبادل الاجتماعي، ومحدداته عبر تفاعلات الحياة اليومية، ويتحقق الهدف العام من خلال تحقيق مجموعة من الأهداف الفرعية التالية:
(1) القاء الضوء على طبيعة التبادلات الاجتماعية، وأشكالها في تفاعلات الحياة اليومية.
(2) التعرف على محددات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية.
(3) تحديد طبيعة، ومضمون العلاقات الاجتماعية التي تختفي وراء التبادل الاجتماعي داخل كل مجال تفاعلي. (4) معرفة كيف يعمل التبادل في تفاعلات الحياة اليومية علي إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية. (5) الكشف عن تكاليف، ومردودات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية.
(6) التعرف علي كيفية تأثير التبادل الاجتماعي علي تقوية، أو ضعف العلاقات الاجتماعية. (7) التوصل إلي آليات تدعيم، وتطوير التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية.
ثالثًا: تساؤلات الدراسة :
تثير الدراسة مجموعة من التساؤلات التي تحاول الإجابة عنها، وهذه التساؤلات تقوم على التساؤل الرئيسي التالي:
ما أشكال التبادل الاجتماعي؟ وما محدداته عبر تفاعلات الحياة اليومية؟
ويندرج تحت هذا التساؤل مجموعة من التساؤلات الفرعية على النحو التالي:
(1) ما طبيعة التبادلات الاجتماعية، وأشكالها في تفاعلات الحياة اليومية؟
(2) ما محددات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية؟
(3) ما طبيعة، ومضمون العلاقات الاجتماعية التي تختفي وراء التبادل الاجتماعي داخل كل مجال تفاعلي؟
(4) كيف يعمل التبادل في تفاعلات الحياة اليومية علي إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية؟
(5) ما تكاليف، ومردودات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية؟
(6) كيف يؤثر التبادل الاجتماعي علي تقوية، أو ضعف العلاقات الاجتماعية؟
(7) ما آليات تدعيم، وتطوير التبادلات الاجتماعية التي تتم في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية؟
رابعًا: أهمية الدراسة:
يمكن تحديد الأهمية النظرية، والمنهجية للدراسة الحالية على النحو التالي:
(1) الكشف عن طبيعة التبادلات في إطار التفاعلات الاجتماعية بأبعادها، وخلفياتها، وآثارها على بنية العلاقات الاجتماعية؛ حيث يعتبر التبادل، والتفاعل، والعلاقات الاجتماعية لُب الحياة اليومية، ولبنة أساسية للتماسك الاجتماعي.
(2) استجلاء طبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة بالمجتمع؛ لأن العلاقات الاجتماعية أصبحت تحكمها العلاقات المادية أكثر من العلاقات الاجتماعية، والفرد يُقيّم على حسب ما يملك، وما يقدم للناس.
(3) الوقوف على اتجاهات التنظير المختلفة التي حاولت تفسير عمليات التبادل، والتفاعل الاجتماعي، وتحليل كافة الاتجاهات تحليلا نقديا يبرز إيجابياتها، وأوجه الضعف التي تعاني منها، من أجل التوصل إلى رؤية نظرية تمكننا من فهم طبيعة التفاعلات الاجتماعية التي تتم في إطار العلاقات الاجتماعية، وما يكمن بداخلها من تبادلات مختلفة في سياق الحياة اليومية.
(4) الوصول إلى مجموعة من النتائج، والتوصيات تساعد على زيادة الترابط، والتماسك، وتقوية، وتدعيم العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
خامسًا: أساليب الدراسة:
اعتمدت الدراسة علي الاسلوب الوصفي التحليلي ؛ لوصف واقع العلاقات الاجتماعية داخل البناء الاجتماعي لمجتمعي الدراسة، وما يرتبط به من تفاعلات تتم في إطار العلاقات الاجتماعية، وما يكمن داخلها من أشكال مختلفة للتبادلات الاجتماعية، وتحليل العوامل التي تتضافر, وتتساند لاستمرار عملية التبادل الاجتماعي وبقائها، في مجتمع الدراسة، بالإضافة الي الاسلوب المقارن؛ للمقارنة بين أشكال، ومحددات التبادلات الاجتماعية في إطار تفاعلات الحياة اليومية، بأبعادها، وخلفياتها وأثارها علي بنية العلاقات الاجتماعية داخل مجتمعي الدراسة (الريف- الحضر).
سادسًا: أدوات الدراسة:
اعتمدت الدراسة علي:
1ــــــ دليل المقابلة المتعمقة 2ــــــ الملاحظة بالمشاركة 3ـــــــ التسجيل
سابعًا: مجالات الدراسة :
المجال الجغرافي: أجريت هذه الدراسة بمدينة المنشاة بمحافظة سوهاج، وقرية العنبرية وهي إحدى القرى التابعة لمركز المنشاة بمحافظة سوهاج.
المجال البشري: تم تطبيق الدراسة علي رب أو ربة الأسرة داخل مجتمعي الدراسة.
المجال الزمني: تم جمع البيانات من الميدان للدراسة الراهنة خلال شهر ديسمبر 2019م، إلى منتصف شهر ابريل 2020م، ثم تحليل البيانات وتفريغها، واستخلاص النتائج.
ثامنًا: عينة الدراسة:
مثلت الأسرة وحدة الدراسة الراهنة، حيث تم حصر عدد السكان داخل مجتمعي الدراسة من خلال تعداد السكان، واختيرت عينة عشوائية لهذه الأسر، وطُبق دليل المقابلة المتعمقة في الأسرة على رب الأسرة, أو ربة الأسرة، وبلغ عدد المبحوثين (50) مبحوثًا بعدد متساوٍ بين الريف والحضر أي (25 ) مبحوثًا في الريف و(25) مبحوثًا في الحضر. وقد مثلت ريف الدراسة قرية العنبرية وهي احدي القري التابعة لمركز المنشاة. أما بالنسبة للحضر فقد مثل مركز ومدينة المنشاة بمحافظة سوهاج حضر الدراسة، مع الأخذ في الاعتبار- عند التطبيق - التنوع العائلي، والمهني، والتعليمي، والديني داخل مجتمعي الدراسة، واشتملت العينات أيضًا على فئات عمرية مختلفة.
نتائج الدراسة:
1ــــــ طبيعة التبادلات الاجتماعية، وأشكالها في تفاعلات الحياة اليومية.
للتبادلات الاجتماعية دور واضح في الحياة اليومية، وتظهر معالم هذا الدور من خلال العمليات التبادلية التي تتم بين الأفراد، ويوجد داخل مجتمع الدراسة أنماط متعددة من أشكال التبادل الاجتماعي:
النمط الأول: التبادل المادي : ويشتمل التبادل المادي في مجتمع الدراسة على عدة صور منها:
أ ــــ تقديم مبالغ مالية: في بعض تفاعلات الحياة اليومية تقدم مبالغ مالية من أحد الأطراف للطرف الاَخر، والتي تصبح بمثابة دين علي الطرف الثاني، يجب عليه ردها للطرف الأول في حال تكرار المناسبة عنده علي سبيل المثال في الأفراح، زيارة المريض، المشاجرات، الوفاه.
ب ــــ الهدية: لابد أن ترد بنفس الشكل أو أكثر في القيمة المادية، ويمكننا ملاحظة هذا النوع من التبادل المادي في كافة مجالات الحياة اليومية، حيث نجده في مناسبة مولود جديد بالأسرة، أو الختان، أو الزواج، أو الوفاة، أو النجاح في الدراسة، وفي جني المحاصيل الزراعية في الريف، وما شابه ذلك.
النمط الثاني : التبادل المعنوي : ويتمثل التبادل المعنوي في المشاركة الوجدانية، والمعنوية في كافة المناسبات الاجتماعية في الحياة اليومية، وهو يرد أيضا بالطريقة ذاتها في المناسبات المماثلة، ولا يقتصر التبادل المعنوي على الأفراح، والأحزان فقط، بل ويصل الأمر الى تبادل المشاركة في المشاجرات التي تقوم بين العائلات بعضها البعض.
1ــــ المحددات المرتبطة بالتبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية، من أهم هذه المحددات العلاقات الاجتماعية: وتتنوع العلاقة الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية إلي علاقة القرابة بالدم- وعلاقة القرابة بالمصاهرة . المنفعة: وهناك المنفعة المادية، والمنفعة المعنوية التي تحدد التبادل الاجتماعي بين الأطراف المختلفة. التدين: فعملية التبادل الاجتماعي هي نوع من أنواع صلة الرحم، وسلوك ديني؛ لأن الإسلام يحث على المعاملة الحسنة للجار سواء كان قريبًا أو بعيدًا، مسلمًا أو غير مسلم. السن : فالشباب له تبادلات اجتماعية مع الشباب، وكبار السن لهم تبادلات اجتماعية مع أفراد في نفس أعمارهم ، والمبرر في ذلك هو الفهم المتبادل، والقدرة على التواصل مع الاخر. النوع: كلما كانت درجة القرابة قوية، كلما تراجع النوع كمحدد من محددات التبادل الاجتماعي. العادات والتقاليد : تراجعت العادات والتقاليد كمحدد من محددات التبادل الاجتماعي في الحضر، بينما ما زالت العادات والتقاليد تمارس دورا مهما في عملية التبادل الاجتماعي في المجتمع الريفي. التعليم : لا يعد التعليم من محددات عمليات التبادل الاجتماعي القوية في مجتمعي الدراسة، فالشخص مجبر أحيانا على التبادل مع أهله، وجيرانه وأصحابه بغض النظر عن نوع التعليم أو درجته. والمستوى الاقتصادي والاجتماعي. موافقة الزوج أو أم الزوج : من المحددات القوية لعملية التبادل الاجتماعي - بالنسبة للمرأة - ومن الممكن أن يفرض الزوج على زوجته نوعاً معيناً من أنواع التبادل الاجتماعي سواء قبلت بذلك أم لا تقبل. رد عملية التبادل: من المحددات التي تساعد على استمرار عملية التبادل بين الأطراف المختلفة، فان لم يحدث ذلك تتوقف عملية التبادل الاجتماعي، وربما تنتهي تمامًا.
2ــــ القواعد والأسس التي تتضمنها طبيعة العلاقات الاجتماعية، والتي تكمن وراء عملية التبادل الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية ومنها: المنفعة ( المكسب والخسارة )، الطبيعة الانسانية، وجود نوع من المعرفة المسبقة بين أطراف التبادل، الراحة النفسية المرتبطة بالعلاقة الاجتماعية، مرونة عملية التبادل، شكل العلاقة الاجتماعية ( فردية – أسرية) وطبيعتها، استمرارية عملية التبادل، الخلافات والنزاعات العائلية، العادات والتقاليد.
3ـــ يعمل التبادل الاجتماعي على إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية بصورتها القديمة، أو في أشكال جديدة تتناسب مع التطورات التي تلاحق المجتمع باستمرار، وتختلف استجابة كل فرد لعملية إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية في تفاعلات الحياة اليومية، فبينما يستجيب البعض لعملية إعادة الانتاج، يمكن أن يقابلها آخرون بالعداء والقسوة، هذا فضلاً عن أنه بمرور فترة زمنية طويلة قد تتغير أشكال العلاقات الاجتماعية، وطبيعتها وفقًا لطبيعة المرحلة الزمنية التي يمر به المجتمع، ويتوقف ذلك على العديد من العوامل ومنها:
توريث أو اكتساب عملية التبادل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، نوع الأسرة (نووية ــــــــ ممتدة)، توطيد العلاقات، تكوين علاقات اجتماعية جديدة، اصلاح العلاقات القديمة المتوترة، ادراك الفوائد التي تعود على الفرد، التقدير المعنوي والمادي للشخص، التعاون والاحساس الجماعي بالمسئولية، بساطة العلاقات الاجتماعية أو تعقيدها، مراعاة اختلاف الطباع وأسلوب التعامل بين أفراد المجتمع.
4 ــــ تكاليف ومردودات التبادلات الاجتماعية التي تتم في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية. وقد تباينت الآراء حول ما اذا كانت عملية التبادل الاجتماعي تمثل تكليفاً أم لا. فهناك من اعتبرها تكاليف مادية، وهناك من اعتبرها تكاليف معنوية، وهناك فريق ثالث اعتبر أن عملية التبادل الاجتماعي لا تمثل أي تكاليف مادية، أو معنوية، وقد جاء هذا الاختلاف بين العائد، والتكاليف لعدة اسباب، والتي منها الحالة الاقتصادية لأحد طرفي التبادل، ومدى التدين الذي يتحلى به الأفراد، كما تبين في بعض الاحيان رد العائد بالنقصان بالنسبة للتكاليف، والبعض لا يهتم بعملية رد العائد سواء بالزيادة أو النقصان، وإن كان بالنقصان فمرجعه إلى اعتبارات أخرى، وأهمها الاعتبارات المادية، وعدم انتظارهم للقيمة المادية للعائد، وانما اكتفوا بالقيمة المعنوية له.
5 ــــــ تأثير التبادل الاجتماعي علي تقوية أو ضعف العلاقات الاجتماعية.
هناك العديد من العوامل التي أثرت في درجة، وشكل العلاقات الاجتماعية من حيث الكم, والكيف، فعلى الرغم من التماسك, والتضامن الذي يسود مجتمع الدراسة لما يتسم به هذا المجتمع من خصوصية ثقافية متمثلة في العادات, والتقاليد, والقيم المنتشرة في صعيد مصر عموماً، إلا أن هذه الخصوصية الثقافية ذاتها قد ينتج عنها بعض المشكلات التي تعكر صفو الحياة الاجتماعية، وتعوق تكوين علاقات اجتماعية جيدة بين الأفراد، وبدلاً من أن يعمل التبادل الاجتماعي علي تقوية، وتدعيم الروابط الاجتماعية يؤثر عليها سلباً، ويعمل علي اضعافها، وقد ترتبط هذه المشكلات بوجود خلل في عملية التبادل الاجتماعي بين طرفي التبادل، أو النسب ( زواج الأقارب ، زواج البدل ) كأحد أليات التبادل الاجتماعي وآثاره السلبية على العلاقات الاجتماعية، أو وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي وأثارها السلبية، أو تغير طبيعة النفس البشرية، ومدى تأثيرها على العلاقات الاجتماعية، أو وجود المشاكل والضغينة بين الأفراد، والعلاقات الاجتماعية القائمة علي المنفعة (المصلحة).
6ــــــ آليات تدعيم وتطوير التبادلات الاجتماعية التي تتم في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية.
• الأسرة، تبادل الهدايا والمجاملات
• التعاون والمساعدة وقت الأزمات، تبادل الزيارات والمشاركة في المناسبات الاجتماعية
• التغاضي عن الخلافات والمشاكل القديمة
توصيات الدراسة:
انطلاقًا مما سبق، وضعت الدراسة الراهنة مجموعة من التوصيات، وذلك لدعم مضامين التبادل في إطار العلاقات الاجتماعية، من خلال دور الفرد، ودور الأسرة، ودور المجتمع المحلي بمختلف مؤسساته، علي النحو التالي:
1ــــ علي مستوي الفرد:
أ ــــــــ الحرص علي الزيارات، فالزيارة وسيلة التواصل الاجتماعي، وهي مستحبة لما لها من أجر وثواب؛ حيث يصل الأفراد الأقارب والأرحام، وصلة الأرحام لا تكون إلا بالزيارة.
ب ـــــــ الحرص علي المجاملات والتهادي بين الأفراد؛ لما في المجاملة من دور هام في توثيق العلاقات بين الناس، وتقريب القلوب والألفة والمحبة، وهي لا تقتصر علي المسلم وغير المسلم.
ج ـــــــ عدم التقليد الأعمى لما يحدث في البرامج التلفزيونية، وملحقاتها، والتي خلقت نوعًا من الانعزالية، وعدم الوعي بمشاكل المجتمع؛ حيث ملأت أوقات فراغنا، وانتزعتنا من بعض القيم والعادات، والتقاليد، والمبادئ الأصيلة، بل وجعلت تحت كل سقف مجموعة من الأسر منعزلة في بيت واحد.
2ــــ علي مستوي الأسرة:
أ ــــ على الآباء والأمهات اعتماد سياسة موحدة، وثابتة في تربية الأبناء، ورعايتهم مثل هذه السياسة يمكن أن تزيل التناقض الذي يحدث بين أساليب التنشئة التي يعتمدها الآباء, والأمهات.
ب ـــــ العمل على إزالة الفجوة بين الأجيال، وتعزيز علاقات الترابط, والتعاون, والتركيز على الأسرة الممتدة ودورها في تقوية النسيج الاجتماعي، والاهتمام بدور الأجداد، وكبار السن حتى يمثلوا الأسوة، والقدوة الحسنة في حياة الأبناء، لأن تجاهل هذه الفئة يؤدي إلى خلق الفجوة والهوة الثقافية بين الأجيال.
ج ـــــــ توثيق العلاقات، والروابط الاجتماعية، وتعريف الأبناء علي الأقارب والمعارف، لمعرفة الحقوق والواجبات التي تفرضها العلاقات الاجتماعية عليهم.
هـــ ــــــ الحرص علي الزيارات، والظهور في المناسبات الاجتماعية المختلفة، بصحبة الأبناء وتلقينهم القيم، والمبادئ المرتبطة بأهمية العائلة.
3ــــ علي مستوي المجتمع المحلي ومختلف مؤسساته:
أ ــــ ضرورة إجراء بحوث ودراسات اجتماعية وأنثروبولوجية؛ لبحث كثير من الظواهر والمشكلات الاجتماعية، إضافة إلى وصف جوانب الحياة الاجتماعية, والثقافية وتحليلها، لمعرفة الجوانب التي تغيرت، والجوانب التي لم تتغير؛ للاستفادة في معالجة ما يفرزه التغير الاجتماعي من مشكلات اجتماعية، وتوجيه خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفق توجهات السكان وتطلعاتهم المتغيرة.
ب ـــــــ تكثيف الجهود من قبل المؤسسات الخاصة بخدمات المجتمع، والمؤسسات التربوية من أجل بث الوعي بأهمية العلاقات التبادلية الاجتماعية من خلال الندوات،والبرامج الهادفة.
ج ـــــــ إعادة النظر في القوانين السائدة المتعلقة بأوضاع الأسرة, والعودة إلى الأصالة, والعادات, والتقاليد السابقة, والاجتماع الأسري بصورة منتظمة.
د ــــــــ الرقابة على بعض وسائل الإعلام بحيث لا تمرر بعض البرامج غير الهادفة، وتطويعها حسب قيمنا ومبادئنا، والعمل على غرس قيم التضامن, والتكاتف الاجتماعي، وشيوع روح الألفة, والمحبة, والتسامح بين أفراد المجتمع، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية المختلفة، والتزاور لتدعيم وتقوية العلاقات.
هــ ــــــــ الخطاب الديني يجب أن يتعامل مع الظواهر الجديدة بروح جديدة وفهم معاصر للدين بدلاً من التركيز الشديد على الجوانب التقليدية، فالدين يقدم حلولاً لكثير من المشكلات المعاصرة.
عنوان الدراسة:
أشكال التبادل الاجتماعي ومحدداته عبر تفاعلات الحياة اليومي دراسة سوسيوأنثروبولوجية علي عينة من الأسر لمنطقة ريفية وحضرية
اســــم الباحثة: إيمان خلاف صابر
إشــــــــــــــــراف: أ. د علي محمد المكاوي& أ. د مديحة أحمد عباده
تضمنت الدراسة ثمانية فصول، بالإضافة إلي مقدمة الدراسة، وقائمة المراجع، ملخص باللغة العربية وأخر باللغة الانجليزية، وملاحق الدراسة.
وقُسمت الفصول علي النحو التالي:
الفصل الأول : قضية الدراسة والمفاهيم الأساسية : نحو مقاربة أنثروبولوجية.
وقد تضمن المفاهيم المرتبطة بقضية الدراسة، والتي تعتبر متغيراتها الأساسية، وتمثلت هذه المفاهيم في التبادل الاجتماعي، التفاعل الاجتماعي، العلاقات الاجتماعية، الحياة اليومية.
الفصل الثاني: التبادل في تفاعلات الحياه اليومية ”تحليل للتراث البحثي”
تطرقت الباحثة في هذا الفصل لأهم الدراسات التي تناولت موضوع التبادلات التي تتم في إطار التفاعلات الاجتماعية بأبعادها، وآثارها على بنية العلاقات الاجتماعية، والتي تم عرضها في عدد من المحاور، محور تناول التبادل الاجتماعي في إطار العلاقات الاجتماعية، ومحور أخر تناول موضوع التفاعل الاجتماعي، ثم التطرق لمكانة الدراسة الحالية علي خريطة الدراسات السابقة من خلال عرض رؤية نقدية لتلك للدراسات السابقة.
الفصل الثالث: التبادل والتفاعل الاجتماعي علي خلفية المرجعية النظرية.
تم القاء الضوء في هذا الفصل علي نظرية التبادل الاجتماعي، ونظرية التفاعلية الرمزية، وبعض المقولات التوليفية بين الاتجاهات المفسرة للتبادل الاجتماعي، ومنظور التفاعلية الرمزية.
الفصل الرابع: التبادل كنسق اجتماعي اقتصادي في المجتمعات البدائية.
وتناول هذا الفصل بعض إسهامات علماء الانثروبولوجيا الذين أسهموا في دراسة التبادل الاجتماعي، وهم مالينوفسكي، والتبادل عند سكان جزر التروبرياند، مارسيل مواس، ونظام الهدايا الملزمة، مارشال سالينز، والتبادل الاجتماعي، كلود ليفي ستراوس، والتبادل.
الفصل الخامس: مجتمع الدراسة الميدانية والاجراءات المنهجية.
وتناول الفصل نوع الدراسة، والمنهج المتبع في الدراسة، وأدوات جمع البيانات، مجالات الدراسة: ”المجال البشري، المجال الزمني ،المجال الجغرافي”. ثم اختيار حالات الدراسة: ”اسلوب الاختيار، خصائص حالات الدراسة”
الفصل السادس: طبيعة ومحددات التبادلات الاجتماعية في تفاعلات الحياه اليومية.
تم القاء الضوء في هذا الفصل علي أشكال التبادلات الاجتماعية في مجتمعي الدراسة ”التبادل الاجتماعي المادي، التبادل الاجتماعي المعنوي” ثم التطرق لمحددات التبادلات الاجتماعية، ومنها ”العلاقات الاجتماعية، المنفعة، التدين، السن، النوع، التعليم، العادات والتقاليد، المستوي الاجتماعي الاقتصادي، موافقة الزوج وأم الزوج، رد عملية التبادل، السيرة الطيبة للشخص.
الفصل السابع: طبيعة ومضمون العلاقات الاجتماعية في التبادل الاجتماعي داخل كل مجال تفاعلي.
تطرقت الباحثة في هذا الفصل للقواعد، والأسس التي تكمن خلف عملية التبادل والعلاقات الاجتماعية كالمنفعة( المكسب والخسارة) ، الطبيعة الانسانية، وجود نوع من المعرفة المسبقة بين أطراف التبادل، الراحة النفسية المرتبطة بالعلاقة الاجتماعية، مرونة عملية التبادل، شكل العلاقة الاجتماعية ( فردية ــــــــ أسرية) وطبيعتها، استمرارية عملية التبادل، الخلافات والنزاعات القبلية، العادات والتقاليد وكيف يعمل التبادل في تفاعلات الحياة اليومية علي إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية، ثم التطرق لتكاليف ومردودات التبادلات الاجتماعية التي تتم داخل كل مجال تفاعلي ”التكاليف المادية والمعنوية لعملية التبادل الاجتماعي - المردودات المادية، والمعنوية لعملية التبادل الاجتماعي ”العائد على الفرد والأسرة والمجتمع”
الفصل الثامن: اَليات ضعف وتقوية التبادل الاجتماعي للعلاقات الاجتماعية.
تناول الفصل العوامل التي تؤثر علي عملية التبادل الاجتماعي سلبًا، وتضعف العلاقات الاجتماعية ”وجود خلل في عملية التبادل الاجتماعي بين طرفي التبادل، النسب ( زواج الأقارب ، زواج البدل )، تأثير وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، العلاقات الاجتماعية القائمة علي المنفعة (المصلحة)، تغير طبيعة النفس البشرية”، واَليات تقوية التبادل الاجتماعي للعلاقات الاجتماعية مثل ”الأسرة، تبادل الهدايا، والمجاملات، التعاون، والمساعدة، وقت الأزمات، تبادل الزيارات، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، التغاضي عن الخلافات، والمشاكل القديمة”.
أولاً: مشكلة الدراسة:
تتلخص مشكلة الدراسة في التساؤل الآتي:
ما هي أشكال التبادل الاجتماعي؟ وما محدداته عبر تفاعلات الحياة اليومية؟
ثانيًا: أهداف الدراسة :
تسعى الدراسة الراهنة لتحقيق هدف عام، وهو التعرف على أشكال التبادل الاجتماعي، ومحدداته عبر تفاعلات الحياة اليومية، ويتحقق الهدف العام من خلال تحقيق مجموعة من الأهداف الفرعية التالية:
(1) القاء الضوء على طبيعة التبادلات الاجتماعية، وأشكالها في تفاعلات الحياة اليومية.
(2) التعرف على محددات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية. (3) تحديد طبيعة، ومضمون العلاقات الاجتماعية التي تختفي وراء التبادل الاجتماعي داخل كل مجال تفاعلي. (4) معرفة كيف يعمل التبادل في تفاعلات الحياة اليومية علي إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية. (5) الكشف عن تكاليف، ومردودات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية.
(6) التعرف علي كيفية تأثير التبادل الاجتماعي علي تقوية، أو ضعف العلاقات الاجتماعية. (7) التوصل إلي آليات تدعيم، وتطوير التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية.
ثالثًا: تساؤلات الدراسة :
تثير الدراسة مجموعة من التساؤلات التي تحاول الإجابة عنها، وهذه التساؤلات تقوم على التساؤل الرئيسي التالي:
ما أشكال التبادل الاجتماعي؟ وما محدداته عبر تفاعلات الحياة اليومية؟
ويندرج تحت هذا التساؤل مجموعة من التساؤلات الفرعية على النحو التالي:
(1) ما طبيعة التبادلات الاجتماعية، وأشكالها في تفاعلات الحياة اليومية؟
(2) ما محددات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية؟
(3) ما طبيعة، ومضمون العلاقات الاجتماعية التي تختفي وراء التبادل الاجتماعي داخل كل مجال تفاعلي؟
(4) كيف يعمل التبادل في تفاعلات الحياة اليومية علي إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية؟
(5) ما تكاليف، ومردودات التبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية؟
(6) كيف يؤثر التبادل الاجتماعي علي تقوية، أو ضعف العلاقات الاجتماعية؟
(7) ما آليات تدعيم، وتطوير التبادلات الاجتماعية التي تتم في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية؟
رابعًا: أهمية الدراسة:
يمكن تحديد الأهمية النظرية، والمنهجية للدراسة الحالية على النحو التالي:
(1) الكشف عن طبيعة التبادلات في إطار التفاعلات الاجتماعية بأبعادها، وخلفياتها، وآثارها على بنية العلاقات الاجتماعية؛ حيث يعتبر التبادل، والتفاعل، والعلاقات الاجتماعية لُب الحياة اليومية، ولبنة أساسية للتماسك الاجتماعي.
(2) استجلاء طبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة بالمجتمع؛ لأن العلاقات الاجتماعية أصبحت تحكمها العلاقات المادية أكثر من العلاقات الاجتماعية، والفرد يُقيّم على حسب ما يملك، وما يقدم للناس.
(3) الوقوف على اتجاهات التنظير المختلفة التي حاولت تفسير عمليات التبادل، والتفاعل الاجتماعي، وتحليل كافة الاتجاهات تحليلا نقديا يبرز إيجابياتها، وأوجه الضعف التي تعاني منها، من أجل التوصل إلى رؤية نظرية تمكننا من فهم طبيعة التفاعلات الاجتماعية التي تتم في إطار العلاقات الاجتماعية، وما يكمن بداخلها من تبادلات مختلفة في سياق الحياة اليومية.
(4) الوصول إلى مجموعة من النتائج، والتوصيات تساعد على زيادة الترابط، والتماسك، وتقوية، وتدعيم العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
خامسًا: أساليب الدراسة:
اعتمدت الدراسة علي الاسلوب الوصفي التحليلي ؛ لوصف واقع العلاقات الاجتماعية داخل البناء الاجتماعي لمجتمعي الدراسة، وما يرتبط به من تفاعلات تتم في إطار العلاقات الاجتماعية، وما يكمن داخلها من أشكال مختلفة للتبادلات الاجتماعية، وتحليل العوامل التي تتضافر, وتتساند لاستمرار عملية التبادل الاجتماعي وبقائها، في مجتمع الدراسة، بالإضافة الي الاسلوب المقارن؛ للمقارنة بين أشكال، ومحددات التبادلات الاجتماعية في إطار تفاعلات الحياة اليومية، بأبعادها، وخلفياتها وأثارها علي بنية العلاقات الاجتماعية داخل مجتمعي الدراسة (الريف- الحضر).
سادسًا: أدوات الدراسة:
اعتمدت الدراسة علي:
1ــــــ دليل المقابلة المتعمقة 2ــــــ الملاحظة بالمشاركة 3ـــــــ التسجيل
سابعًا: مجالات الدراسة :
المجال الجغرافي: أجريت هذه الدراسة بمدينة المنشاة بمحافظة سوهاج، وقرية العنبرية وهي إحدى القرى التابعة لمركز المنشاة بمحافظة سوهاج.
المجال البشري: تم تطبيق الدراسة علي رب أو ربة الأسرة داخل مجتمعي الدراسة.
المجال الزمني: تم جمع البيانات من الميدان للدراسة الراهنة خلال شهر ديسمبر 2019م، إلى منتصف شهر ابريل 2020م، ثم تحليل البيانات وتفريغها، واستخلاص النتائج.
ثامنًا: عينة الدراسة:
مثلت الأسرة وحدة الدراسة الراهنة، حيث تم حصر عدد السكان داخل مجتمعي الدراسة من خلال تعداد السكان، واختيرت عينة عشوائية لهذه الأسر، وطُبق دليل المقابلة المتعمقة في الأسرة على رب الأسرة, أو ربة الأسرة، وبلغ عدد المبحوثين (50) مبحوثًا بعدد متساوٍ بين الريف والحضر أي (25 ) مبحوثًا في الريف و(25) مبحوثًا في الحضر. وقد مثلت ريف الدراسة قرية العنبرية وهي احدي القري التابعة لمركز المنشاة. أما بالنسبة للحضر فقد مثل مركز ومدينة المنشاة بمحافظة سوهاج حضر الدراسة، مع الأخذ في الاعتبار- عند التطبيق - التنوع العائلي، والمهني، والتعليمي، والديني داخل مجتمعي الدراسة، واشتملت العينات أيضًا على فئات عمرية مختلفة.
نتائج الدراسة:
1ــــــ طبيعة التبادلات الاجتماعية، وأشكالها في تفاعلات الحياة اليومية.
للتبادلات الاجتماعية دور واضح في الحياة اليومية، وتظهر معالم هذا الدور من خلال العمليات التبادلية التي تتم بين الأفراد، ويوجد داخل مجتمع الدراسة أنماط متعددة من أشكال التبادل الاجتماعي:
النمط الأول: التبادل المادي : ويشتمل التبادل المادي في مجتمع الدراسة على عدة صور منها:
أ ــــ تقديم مبالغ مالية: في بعض تفاعلات الحياة اليومية تقدم مبالغ مالية من أحد الأطراف للطرف الاَخر، والتي تصبح بمثابة دين علي الطرف الثاني، يجب عليه ردها للطرف الأول في حال تكرار المناسبة عنده علي سبيل المثال في الأفراح، زيارة المريض، المشاجرات، الوفاه.
ب ــــ الهدية: لابد أن ترد بنفس الشكل أو أكثر في القيمة المادية، ويمكننا ملاحظة هذا النوع من التبادل المادي في كافة مجالات الحياة اليومية، حيث نجده في مناسبة مولود جديد بالأسرة، أو الختان، أو الزواج، أو الوفاة، أو النجاح في الدراسة، وفي جني المحاصيل الزراعية في الريف، وما شابه ذلك.
النمط الثاني : التبادل المعنوي : ويتمثل التبادل المعنوي في المشاركة الوجدانية، والمعنوية في كافة المناسبات الاجتماعية في الحياة اليومية، وهو يرد أيضا بالطريقة ذاتها في المناسبات المماثلة، ولا يقتصر التبادل المعنوي على الأفراح، والأحزان فقط، بل ويصل الأمر الى تبادل المشاركة في المشاجرات التي تقوم بين العائلات بعضها البعض.
1ــــ المحددات المرتبطة بالتبادلات الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية، من أهم هذه المحددات العلاقات الاجتماعية: وتتنوع العلاقة الاجتماعية في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية إلي علاقة القرابة بالدم- وعلاقة القرابة بالمصاهرة . المنفعة: وهناك المنفعة المادية، والمنفعة المعنوية التي تحدد التبادل الاجتماعي بين الأطراف المختلفة. التدين: فعملية التبادل الاجتماعي هي نوع من أنواع صلة الرحم، وسلوك ديني؛ لأن الإسلام يحث على المعاملة الحسنة للجار سواء كان قريبًا أو بعيدًا، مسلمًا أو غير مسلم. السن : فالشباب له تبادلات اجتماعية مع الشباب، وكبار السن لهم تبادلات اجتماعية مع أفراد في نفس أعمارهم ، والمبرر في ذلك هو الفهم المتبادل، والقدرة على التواصل مع الاخر. النوع: كلما كانت درجة القرابة قوية، كلما تراجع النوع كمحدد من محددات التبادل الاجتماعي. العادات والتقاليد : تراجعت العادات والتقاليد كمحدد من محددات التبادل الاجتماعي في الحضر، بينما ما زالت العادات والتقاليد تمارس دورا مهما في عملية التبادل الاجتماعي في المجتمع الريفي. التعليم : لا يعد التعليم من محددات عمليات التبادل الاجتماعي القوية في مجتمعي الدراسة، فالشخص مجبر أحيانا على التبادل مع أهله، وجيرانه وأصحابه بغض النظر عن نوع التعليم أو درجته. والمستوى الاقتصادي والاجتماعي. موافقة الزوج أو أم الزوج : من المحددات القوية لعملية التبادل الاجتماعي - بالنسبة للمرأة - ومن الممكن أن يفرض الزوج على زوجته نوعاً معيناً من أنواع التبادل الاجتماعي سواء قبلت بذلك أم لا تقبل. رد عملية التبادل: من المحددات التي تساعد على استمرار عملية التبادل بين الأطراف المختلفة، فان لم يحدث ذلك تتوقف عملية التبادل الاجتماعي، وربما تنتهي تمامًا.
2ــــ القواعد والأسس التي تتضمنها طبيعة العلاقات الاجتماعية، والتي تكمن وراء عملية التبادل الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية ومنها: المنفعة ( المكسب والخسارة )، الطبيعة الانسانية، وجود نوع من المعرفة المسبقة بين أطراف التبادل، الراحة النفسية المرتبطة بالعلاقة الاجتماعية، مرونة عملية التبادل، شكل العلاقة الاجتماعية ( فردية – أسرية) وطبيعتها، استمرارية عملية التبادل، الخلافات والنزاعات العائلية، العادات والتقاليد.
3ـــ يعمل التبادل الاجتماعي على إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية بصورتها القديمة، أو في أشكال جديدة تتناسب مع التطورات التي تلاحق المجتمع باستمرار، وتختلف استجابة كل فرد لعملية إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية في تفاعلات الحياة اليومية، فبينما يستجيب البعض لعملية إعادة الانتاج، يمكن أن يقابلها آخرون بالعداء والقسوة، هذا فضلاً عن أنه بمرور فترة زمنية طويلة قد تتغير أشكال العلاقات الاجتماعية، وطبيعتها وفقًا لطبيعة المرحلة الزمنية التي يمر به المجتمع، ويتوقف ذلك على العديد من العوامل ومنها:
توريث أو اكتساب عملية التبادل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، نوع الأسرة (نووية ــــــــ ممتدة)، توطيد العلاقات، تكوين علاقات اجتماعية جديدة، اصلاح العلاقات القديمة المتوترة، ادراك الفوائد التي تعود على الفرد، التقدير المعنوي والمادي للشخص، التعاون والاحساس الجماعي بالمسئولية، بساطة العلاقات الاجتماعية أو تعقيدها، مراعاة اختلاف الطباع وأسلوب التعامل بين أفراد المجتمع.
4 ــــ تكاليف ومردودات التبادلات الاجتماعية التي تتم في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية. وقد تباينت الآراء حول ما اذا كانت عملية التبادل الاجتماعي تمثل تكليفاً أم لا. فهناك من اعتبرها تكاليف مادية، وهناك من اعتبرها تكاليف معنوية، وهناك فريق ثالث اعتبر أن عملية التبادل الاجتماعي لا تمثل أي تكاليف مادية، أو معنوية، وقد جاء هذا الاختلاف بين العائد، والتكاليف لعدة اسباب، والتي منها الحالة الاقتصادية لأحد طرفي التبادل، ومدى التدين الذي يتحلى به الأفراد، كما تبين في بعض الاحيان رد العائد بالنقصان بالنسبة للتكاليف، والبعض لا يهتم بعملية رد العائد سواء بالزيادة أو النقصان، وإن كان بالنقصان فمرجعه إلى اعتبارات أخرى، وأهمها الاعتبارات المادية، وعدم انتظارهم للقيمة المادية للعائد، وانما اكتفوا بالقيمة المعنوية له.
5 ــــــ تأثير التبادل الاجتماعي علي تقوية أو ضعف العلاقات الاجتماعية.
هناك العديد من العوامل التي أثرت في درجة، وشكل العلاقات الاجتماعية من حيث الكم, والكيف، فعلى الرغم من التماسك, والتضامن الذي يسود مجتمع الدراسة لما يتسم به هذا المجتمع من خصوصية ثقافية متمثلة في العادات, والتقاليد, والقيم المنتشرة في صعيد مصر عموماً، إلا أن هذه الخصوصية الثقافية ذاتها قد ينتج عنها بعض المشكلات التي تعكر صفو الحياة الاجتماعية، وتعوق تكوين علاقات اجتماعية جيدة بين الأفراد، وبدلاً من أن يعمل التبادل الاجتماعي علي تقوية، وتدعيم الروابط الاجتماعية يؤثر عليها سلباً، ويعمل علي اضعافها، وقد ترتبط هذه المشكلات بوجود خلل في عملية التبادل الاجتماعي بين طرفي التبادل، أو النسب ( زواج الأقارب ، زواج البدل ) كأحد أليات التبادل الاجتماعي وآثاره السلبية على العلاقات الاجتماعية، أو وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي وأثارها السلبية، أو تغير طبيعة النفس البشرية، ومدى تأثيرها على العلاقات الاجتماعية، أو وجود المشاكل والضغينة بين الأفراد، والعلاقات الاجتماعية القائمة علي المنفعة (المصلحة).
6ــــــ آليات تدعيم وتطوير التبادلات الاجتماعية التي تتم في سياق التفاعلات الاجتماعية اليومية.
• الأسرة، تبادل الهدايا والمجاملات
• التعاون والمساعدة وقت الأزمات، تبادل الزيارات والمشاركة في المناسبات الاجتماعية
• التغاضي عن الخلافات والمشاكل القديمة
توصيات الدراسة:
انطلاقًا مما سبق، وضعت الدراسة الراهنة مجموعة من التوصيات، وذلك لدعم مضامين التبادل في إطار العلاقات الاجتماعية، من خلال دور الفرد، ودور الأسرة، ودور المجتمع المحلي بمختلف مؤسساته، علي النحو التالي:
1ــــ علي مستوي الفرد:
أ ــــــــ الحرص علي الزيارات، فالزيارة وسيلة التواصل الاجتماعي، وهي مستحبة لما لها من أجر وثواب؛ حيث يصل الأفراد الأقارب والأرحام، وصلة الأرحام لا تكون إلا بالزيارة.
ب ـــــــ الحرص علي المجاملات والتهادي بين الأفراد؛ لما في المجاملة من دور هام في توثيق العلاقات بين الناس، وتقريب القلوب والألفة والمحبة، وهي لا تقتصر علي المسلم وغير المسلم.
ج ـــــــ عدم التقليد الأعمى لما يحدث في البرامج التلفزيونية، وملحقاتها، والتي خلقت نوعًا من الانعزالية، وعدم الوعي بمشاكل المجتمع؛ حيث ملأت أوقات فراغنا، وانتزعتنا من بعض القيم والعادات، والتقاليد، والمبادئ الأصيلة، بل وجعلت تحت كل سقف مجموعة من الأسر منعزلة في بيت واحد.
2ــــ علي مستوي الأسرة:
أ ــــ على الآباء والأمهات اعتماد سياسة موحدة، وثابتة في تربية الأبناء، ورعايتهم مثل هذه السياسة يمكن أن تزيل التناقض الذي يحدث بين أساليب التنشئة التي يعتمدها الآباء, والأمهات.
ب ـــــ العمل على إزالة الفجوة بين الأجيال، وتعزيز علاقات الترابط, والتعاون, والتركيز على الأسرة الممتدة ودورها في تقوية النسيج الاجتماعي، والاهتمام بدور الأجداد، وكبار السن حتى يمثلوا الأسوة، والقدوة الحسنة في حياة الأبناء، لأن تجاهل هذه الفئة يؤدي إلى خلق الفجوة والهوة الثقافية بين الأجيال.
ج ـــــــ توثيق العلاقات، والروابط الاجتماعية، وتعريف الأبناء علي الأقارب والمعارف، لمعرفة الحقوق والواجبات التي تفرضها العلاقات الاجتماعية عليهم.
هـــ ــــــ الحرص علي الزيارات، والظهور في المناسبات الاجتماعية المختلفة، بصحبة الأبناء وتلقينهم القيم، والمبادئ المرتبطة بأهمية العائلة.
3ــــ علي مستوي المجتمع المحلي ومختلف مؤسساته:
أ ــــ ضرورة إجراء بحوث ودراسات اجتماعية وأنثروبولوجية؛ لبحث كثير من الظواهر والمشكلات الاجتماعية، إضافة إلى وصف جوانب الحياة الاجتماعية, والثقافية وتحليلها، لمعرفة الجوانب التي تغيرت، والجوانب التي لم تتغير؛ للاستفادة في معالجة ما يفرزه التغير الاجتماعي من مشكلات اجتماعية، وتوجيه خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفق توجهات السكان وتطلعاتهم المتغيرة.
ب ـــــــ تكثيف الجهود من قبل المؤسسات الخاصة بخدمات المجتمع، والمؤسسات التربوية من أجل بث الوعي بأهمية العلاقات التبادلية الاجتماعية من خلال الندوات،والبرامج الهادفة.
ج ـــــــ إعادة النظر في القوانين السائدة المتعلقة بأوضاع الأسرة, والعودة إلى الأصالة, والعادات, والتقاليد السابقة, والاجتماع الأسري بصورة منتظمة.
د ــــــــ الرقابة على بعض وسائل الإعلام بحيث لا تمرر بعض البرامج غير الهادفة، وتطويعها حسب قيمنا ومبادئنا، والعمل على غرس قيم التضامن, والتكاتف الاجتماعي، وشيوع روح الألفة, والمحبة, والتسامح بين أفراد المجتمع، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية المختلفة، والتزاور لتدعيم وتقوية العلاقات.
هــ ــــــــ الخطاب الديني يجب أن يتعامل مع الظواهر الجديدة بروح جديدة وفهم معاصر للدين بدلاً من التركيز الشديد على الجوانب التقليدية، فالدين يقدم حلولاً لكثير من المشكلات المعاصرة.
عنوان الدراسة:
أشكال التبادل الاجتماعي ومحدداته عبر تفاعلات الحياة اليومي دراسة سوسيوأنثروبولوجية علي عينة من الأسر لمنطقة ريفية وحضرية
اســــم الباحثة: إيمان خلاف صابر
إشــــــــــــــــراف: أ. د علي محمد المكاوي& أ. د مديحة أحمد عباده
تضمنت الدراسة ثمانية فصول، بالإضافة إلي مقدمة الدراسة، وقائمة المراجع، ملخص باللغة العربية وأخر باللغة الانجليزية، وملاحق الدراسة.
وقُسمت الفصول علي النحو التالي:
الفصل الأول : قضية الدراسة والمفاهيم الأساسية : نحو مقاربة أنثروبولوجية.
وقد تضمن المفاهيم المرتبطة بقضية الدراسة، والتي تعتبر متغيراتها الأساسية، وتمثلت هذه المفاهيم في التبادل الاجتماعي، التفاعل الاجتماعي، العلاقات الاجتماعية، الحياة اليومية.
الفصل الثاني: التبادل في تفاعلات الحياه اليومية ”تحليل للتراث البحثي”
تطرقت الباحثة في هذا الفصل لأهم الدراسات التي تناولت موضوع التبادلات التي تتم في إطار التفاعلات الاجتماعية بأبعادها، وآثارها على بنية العلاقات الاجتماعية، والتي تم عرضها في عدد من المحاور، محور تناول التبادل الاجتماعي في إطار العلاقات الاجتماعية، ومحور أخر تناول موضوع التفاعل الاجتماعي، ثم التطرق لمكانة الدراسة الحالية علي خريطة الدراسات السابقة من خلال عرض رؤية نقدية لتلك للدراسات السابقة.
الفصل الثالث: التبادل والتفاعل الاجتماعي علي خلفية المرجعية النظرية.
تم القاء الضوء في هذا الفصل علي نظرية التبادل الاجتماعي، ونظرية التفاعلية الرمزية، وبعض المقولات التوليفية بين الاتجاهات المفسرة للتبادل الاجتماعي، ومنظور التفاعلية الرمزية.
الفصل الرابع: التبادل كنسق اجتماعي اقتصادي في المجتمعات البدائية.
وتناول هذا الفصل بعض إسهامات علماء الانثروبولوجيا الذين أسهموا في دراسة التبادل الاجتماعي، وهم مالينوفسكي، والتبادل عند سكان جزر التروبرياند، مارسيل مواس، ونظام الهدايا الملزمة، مارشال سالينز، والتبادل الاجتماعي، كلود ليفي ستراوس، والتبادل.
الفصل الخامس: مجتمع الدراسة الميدانية والاجراءات المنهجية.
وتناول الفصل نوع الدراسة، والمنهج المتبع في الدراسة، وأدوات جمع البيانات، مجالات الدراسة: ”المجال البشري، المجال الزمني ،المجال الجغرافي”. ثم اختيار حالات الدراسة: ”اسلوب الاختيار، خصائص حالات الدراسة”
الفصل السادس: طبيعة ومحددات التبادلات الاجتماعية في تفاعلات الحياه اليومية.
تم القاء الضوء في هذا الفصل علي أشكال التبادلات الاجتماعية في مجتمعي الدراسة ”التبادل الاجتماعي المادي، التبادل الاجتماعي المعنوي” ثم التطرق لمحددات التبادلات الاجتماعية، ومنها ”العلاقات الاجتماعية، المنفعة، التدين، السن، النوع، التعليم، العادات والتقاليد، المستوي الاجتماعي الاقتصادي، موافقة الزوج وأم الزوج، رد عملية التبادل، السيرة الطيبة للشخص.
الفصل السابع: طبيعة ومضمون العلاقات الاجتماعية في التبادل الاجتماعي داخل كل مجال تفاعلي.
تطرقت الباحثة في هذا الفصل للقواعد، والأسس التي تكمن خلف عملية التبادل والعلاقات الاجتماعية كالمنفعة( المكسب والخسارة) ، الطبيعة الانسانية، وجود نوع من المعرفة المسبقة بين أطراف التبادل، الراحة النفسية المرتبطة بالعلاقة الاجتماعية، مرونة عملية التبادل، شكل العلاقة الاجتماعية ( فردية ــــــــ أسرية) وطبيعتها، استمرارية عملية التبادل، الخلافات والنزاعات القبلية، العادات والتقاليد وكيف يعمل التبادل في تفاعلات الحياة اليومية علي إعادة انتاج العلاقات الاجتماعية، ثم التطرق لتكاليف ومردودات التبادلات الاجتماعية التي تتم داخل كل مجال تفاعلي ”التكاليف المادية والمعنوية لعملية التبادل الاجتماعي - المردودات المادية، والمعنوية لعملية التبادل الاجتماعي ”العائد على الفرد والأسرة والمجتمع”
الفصل الثامن: اَليات ضعف وتقوية التبادل الاجتماعي للعلاقات الاجتماعية.
تناول الفصل العوامل التي تؤثر علي عملية التبادل الاجتماعي سلبًا، وتضعف العلاقات الاجتماعية ”وجود خلل في عملية التبادل الاجتماعي بين طرفي التبادل، النسب ( زواج الأقارب ، زواج البدل )، تأثير وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، العلاقات الاجتماعية القائمة علي المنفعة (المصلحة)، تغير طبيعة النفس البشرية”، واَليات تقوية التبادل الاجتماعي للعلاقات الاجتماعية مثل ”الأسرة، تبادل الهدايا، والمجاملات، التعاون، والمساعدة، وقت الأزمات، تبادل الزيارات، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، التغاضي عن الخلافات، والمشاكل القديمة”.