الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد تناولت الدراسة شخصية الإمام محمد بن الحسين الآجري ، الذي عاش في العصر العباسي الثاني، ذلك العصر الذي اتسم بالاضطرابات في كافة مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية. لم يكن الآجري مقيداً بمذهب معين ، وهذا هو المعروف عن أكثر الأئمة ، وفيكون العالم في ابتداء أمره حين التعلم ، يدرس على مذهب معين ثم بعد ذلك لا يتقيد به، وذلك لأنه قد أصبح عنده من الآليات التي تؤهله للترجيح بين الأدلة واختيار ما يراه قريباً للصواب حتى ولو كان بخلاف المذهب الذي درسه وقت النشأة والتعلم. يبني الآجري منهجه النقدي أول ما يبنيه على : الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأقوال التابعين والعلماء. وهذه الطرق كما يرى الآجري هي أسلم الطرق الموصلة إلى الله، والتي ينال العبد بالتمسك بها رضوان ربه التمسك بما أمر الله به ورسوله عليه الصلاة والسلام، ولما كان ما أمر به الله ورسوله لا يفهمه الفهم الصحيح إلا من نزل بلغتهم وعايشوا وقت نزول الوحي، حتى إذا تبادر إلى الأذهان فهماً خاطئاً لمراد الله أو مراد رسوله لا يُقَرون على ذلك بل يصحح لهم الرسول ذلك الفهم الخاطئ. والآجري يؤكد على مذهب أهل السنة والجماعة، ويبطل مذاهب المخالفين من المرجئة والجهمية والمعتزلة في: قولهم في ماهية الإيمان، وانه قول بلا عمل. أو أنه معرفة في مقابل الجهل الذي هو الكفر؛ فيؤكد أنه قول واعتقاد وعمل ، كما يؤكد على أن الإيمان يزيد وينقص، ويقول بالاستثناء في الإيمان وإن كان يكره السؤال عنه، ويهدم عليهم قولهم في أن إيماننا كإيمان جبريل والملائكة. وقدم الإمام الآجري رشتة إسلامية للوقاية من الفتن، متمثلة في لزوم الجماعة، وطاعة ولي الأمر، ما لم يأمر بمعصية والصبر على أفعاله المخالفة للدين، وكذلك عرض الآجري لمذاهب المخالفين في الأمور الآخروية، مثل: الشفاعة، والحوض، عذاب القبر، والميزان وخلق الجنة والنار. |