Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التصور القرآني لفلسفة الحكم عند الأنبياء :
المؤلف
محمد، هناء عبد المقصود محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هناء عبد المقصود محمد محمد
مشرف / محمد عبد الرحيم البيومى
مشرف / محمود احمد محمد قمر
مشرف / محمد عبد الرحيم البيومى
مشرف / محمود احمد محمد قمر
الموضوع
الأنبياء. الحكم - أصول الفقه.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
221 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
01/05/2020
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - مقارنة الأديان
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 230

from 230

المستخلص

الحمد لله عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، سبحانه لا نحصي ثناءً عليه كما أثنى على نفسه.يسر أسباب السعادة لمن أراد الخير لهم، وخص باللطف من شاء من عباده، وقصد الخير والإرشاد أهله، فاهتدى لمناهج الفلاح، ورفعت له ألوية القبول والنجاح إليه سبحانه يرجع الفضل في هدايتي لهذا الموضوع، وهو التصور القرآني لفلسفة الحكم عند الأنبياء عليهم السلام) يوسف، وسليمان، ومحمد) عليهم الصلاة والسلام؛﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ النساء: 163 – 165. أما بعد ..إن منطق العقل وتجربة الواقع؛ فضلاً عن أحكام الشرائع تثبت دومًا أنه لابد للناس من حاكم وتشريع، وفلسفة للحكم، ومن المعلوم لدى الجميع أن الإنسان اجتماعي بطبعه، ويكاد يكون من المستحيل أن يعيش وحده، فإن له حاجات لا يمكن أن يقوم بها منفردًا، فهو لا يستطيع أن يكون نجارًا أو حدادًا وخبازًا ومزارعًا ومعماريًا وطبيبًا إلى آخره في آن واحد، واجتماع أناس في مجتمع يؤدي حتمًا إلى أن تنشأ بينهم علاقات ومعاملات، ومن ثم نزاعات وخصومات ، ذلك أن لهم إيرادات مختلفة ومتعارضة، فكان من مقتضى ذلك أن يكون لهم تشريه ينظم هذه العلاقات، ويحل ذلك الخلافات على قواعد الحق والعدل والخير، ويلتزم الجميع به، ولما كان هذا التشريع لا يمكن أن يطبق إلا إذا قام عليه إنسان له قوة وسلطان ومساعدون وأعوان يسهرون على تنفيذه، وإلزام الناس به، فلذا كان من البدهي أن يكون لكل مجتمع رئيس، أو حاكم يحقق الأمن، ويمنع الظلم، ويقضي على الفوضى، وينظم الأمور، ويحكم في الخصومات، ويعاقب المذنب ، ويوفر الحاجات التي لا يستطيع الفرد توفيرها بنفسه، وخاصة في الحياة المعاصرة، ويدافع عن البلاد ضد الأعداء والغزاة .والقرآن الكريم تصور خاص وشامل للحكم والسياسة والتشريع، وكافة الشئون التي يحقق الإنسان من خلالها مسألة الخلافة والاستخلاف في الأرض بناءً على تحمله الأمانة، وتبعة أن يكون خليفة في الأرض . من الأسباب التي تجعل القصص القرآني أحسن القصص أن غيره إما واقعي أما خيالي ؛ فإن كان خياليًّا فإنه لا يصلح أن يكون هاديًا ولا موجهًا ، ولا يصلح أن يكون ميزانًا يوضع فيه كل شيء في محله ، من عواطف وعقلانيات ، وغير ذلك ، وإن كان واقعيًّا فقد يغيب بعضه أو يزاد عليه ، أو لا يكون مغطيًا للموضوع بما يشمل الزمان والمكان ، والغيب والشهادة ، والدنيا والآخرة .” أما القصة القرآنية فنجدها قد استكملت ما لم يستكمل في غيرها ، هذا مع كونها جاءت بأبلغ عبارة ، وأعظم أسلوب وأوجز عرض ، هذا مع أنك تجد في كل آية من المعاني والتوجيهات والهداية ما لا يحيط به إلا الله الذي أنزله.هذا التصور وفلسفته جاءت في النصوص القرآنية أحكامًا ، كما جاءت واقعًا تطبيقيًا من خلال القصص القرآني والإخبار عن الصيغة التنفيذية لهذا التشريع الرباني من خلال الأنبياء الذين مارسوا دورهم كحكام ومسئولين . وإن القرآن يضع القصة في إطار ديني ، تنفذ معه أشعة روحية إلى النفوس ببيان العبرة الأخلاقية والتربوية التي من أجلها أنزل الله القصة نبي الله يوسف عليه السلام، ونبي الله سليمان عليه السلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فنبي الله يوسف تمتع بأهم ميزتين تحتاجهما مصر في ذلك الوقت –السنين العجاف-، وهما (حفيظ، عليم) وقد رأى في نفسه هذه القدرة والكفاءة، وبعد أن عرض خطته للإنقاذ، وإدارة الأزمة على الملك رأى الفرصة سانحة وقوية ليقوم بنفسه بتطبيق هذه الخط . ونبي الله سليمان عليه السلام كان ملكًا لديه إمكانيات هائلة، وقد سخر هذه الإمكانيات لنشر دعوة الإيمان بالله، وكان له أسلوبه في العلاقات الدولية –مع بلقيس مثلاً-. كما كان له منهجه وفلسفته في الإدارة والحكم ومتابعة الرعية – فتفقد الطير- وشخصيته القوية في تسخير العصاة – الجن - . أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جمع بين كافة عناصر فلسفة الحكم فهمًا وتطبيقًا نموذجيًا، وبشكل شمولي يصلح لكل زمان ومكان وظروف . فلقد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ شيءٍ لمجتمعه كان سببًا مباشرًا في هدايتهم و إنقاذهم فقد حباه الله بصفات القيادة :1- حسن التوكل على الله جلَّ جلالُه: ففي إدارةِ الصراع يبقى بريقُ الأمل عند القائد الإيجابِي المتعلِّق بحُسن الظنِّ بالله جل جلاله وحسنِ التوكُّل عليه - هو الشعاعَ الذي ينير طريقَ القائد ومَن معه؛ للوصول إلى الهدفِ المنشود، مهما اختلَّت التوازنات، وتعطَّلت الأسباب 2- العلم: فلما كان العلمُ صفةً ومطلبًا مهمًّا من متطلَّبات القيادةِ الإيجابيَّة الناجحة؛ وجبَ على القائد السعيُ في طلبه واستحصالِه، ولو قطع من أجلِه المسافات.1-القوة والأمانة 2-سموُّ الجانب الروحي وللنماذج الثلاثة يتميز كل منها بميزة مهمة ، فأحدهم تميز في الاقتصاد والآخر في استخدام إمكانات القوة والدولة العظمى ، والثالث في الشورى والتزم الديمقراطية إذا جاز لنا التعبير بالمعنى الأقرب للذهن.