الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن القواعد الفقهية من أهم العلوم الإسلامية ، وهي مرحلة متطورة للتأليف في الفقه الإسلامي ، وضبط فروعه ، وإحكام ضوابطه ، وحصر جزئياته ، ولها فوائد جمة. وقد وُجدت البذور الأولى للقواعد الفقهية في القرآن والسنة ، ثم اعتمد عليها ضمنيًا الصحابة والفقهاء، والأئمة في الاجتهاد والاستنباط ، دون أن تكون مدونة ، ثم تفطن العلماء لجمعها أسباب اختيار الموضوع وأهميته : 1-أن ابن مازه شخصية فقهية عظيمة شهد لها العلماء، والمؤرخون بالذكاء المفرط ، والإطلاع الواسع ، والاستنباط الدقيق من النصوص حيث توفرت له – رحمه الله – أسباب ذلك الدينية والفطرية ، فليس بغريب أن يأتي هذا الإمام الفريد النادر من القواعد والتي يمكن أن تعٌد إضافة جديدة ومهمة لهذا العلم . 2- إن كتاب المحيط البرهاني كتاب عظيم في الفقه الحنفي ، ففيه ذكر لأقوال العلماء وأدلتهم والقواعد التي بنوا عليها أدلتهم ، وهذا يضفى على البحث فيه فائدة كبيرة كما أن ابن مازة هو من شيوخ الفقه الحنفي ، فقد حباه الله علماً كثيرًا ، وفهمًا دقيقًا ، ونظرًا ثاقبًا ، فحرى بكتب عالم هذا شأنه أن تدرس وتشرح ، ويستخرج فيها من فوائد وكنوز ، ومن أهم ما فيها القواعد الفقهية العظيمة النفع . 3-أن ما قرّره الإمام ابن مازة في هذا الكتاب يدل على سبق أبو حنيفة في بناء مذهبه الفقهي على قواعد أصولية محكمة ؛ فإذا كان ذلك، فقد بناها صاحبها على تتّبع الأصول في مختلف الأبواب ليظهر بذلك علوّ مالك في الأصول كما ظهر في الفروع. منهج البحث: قد اعتمد اباحث في بحثه على إتباع المنهج الاستقرائي التحليلي. نتائج البحث: 1-أن القيمة العلمية الكبرى لبن مازة تتمثل في كونه مرجعاً هاماً للمذهب الحنفي، وذلك لتضلع مؤلفه في معرفة هذا المذهب وشدة تحريه للأقوال المعتمدة فيه ، ومن هنا كانت له يد الفضل الطولي في خدمة هذا المذهب من حيث تأصيله وتحريره تحريراً علمياً دقيقاً . 2-إنَّ ملامح التَّقعيد كانت واضحةً في فقه الإمام بن مازة –رحمه الله - بل يُعدُّ من المُكثرين التَّقعيد تعليلاً واستدلالا،ً فقد كان غالباً ماُ يتبُع مباحثه بعد الاستدلال والمناقشة بصياغة قاعدةٍ فقهيةٍ تجمع المسائل والفروع من كل بابٍ، يحكم المسائل حسبما يقتضيه المقام. 3-من أبرز ما تتميزَّ به القواعد الفقهية عند الإمام بن مازة - رحمه الله - : أنهَّا قواعد مستنبطة، حيثُ استنبطها – رحمه الله - من معينها الأصيل الصَّافي : الكتاب، والسُّنَّة، وما أُثر عن سلف الأمة، وهو مايدلُّ دلالةً ناطقةً بقدرة هذا الإمام على الاجتهاد ، وأنَّه فقيه وأصولي راسخ القدم . 4-إن هذه القواعد تلمّ شتات الفروع الفقهية و تنظمها في إطار واحد، و في هذا تيسير للتعامل مع الفقه الإسلامي و بخاصّة في مجال القضاء و الفتوى. 5-إ ن كثيرا من هذه القواعد روعي فيها جانب المصلحة، و ﺑﻬذا كانت هذه القواعد النواة الأولى لعلم المقاصد. 6-إن طريقة بن مازة في عرض القواعد، و شرحها، و تخريج الفروع عليها، و نقدها، طريقة مبتكرة، فإنّه و إن لم يكن له فضل المؤسّس الأوّل، فله فضل المنظم والمهذب. 7-اتضح وضوح جهود الإمام بن مازة في تأصيل القواعد الفقهية نظريًا ، وعمليًا ، تفريعًا وتخريجًا، وأن هذه القواعد جاءت لتجذم جملة كبيرة ممن جاء بعدها من القواعد الفقهية . 8-تبين أن كثير من القواعد ، والتعليلات هي من عبارات بن مازة وصياغته ، وتصرفه في مصادر نصوصه. 9-أن أكثر قواعد بن مازة واردة كدليل ، أو تعليل ، أو موافقة لمقصود الشرع ومصالح العباد. 10-أن القواعد الفقهية عند بن مازة معبرة عن أسباب الخلاف بين الفقهاء ، وليست أثر في الاختلاف. |