الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ساءت الأحوال في مصر قبيل عهد سوتير الثاني، لِمَا شهدته من اضطرابات داخليه، ومنازعات أسرية بين الملوك حول العرش. تسببت وصية يورجتيس الثاني في تقسيم امبراطورية البطالمة وتقطيع أوصالها، وزيادة العداء بين كليوباترا الثالثة وابنها سوتير الثاني. أفضت أطماع كليوباترا الثالثة في صراعات طويلة حول العرش، تمخض عنها تدهور أحوال البلاد، وتغلغل التدخل الروماني في شئون الامبراطورية البطلمية. تمخض عن طرد سوتير الثاني من الإسكندرية، أن أعلن أبيون استقلاله ببرقة وتوريثها للرومان، فكانت برقة أول ممتلكات البطالمة التي تقع في قبضة روما، وإن لم تقبض روما على حكمها إلا في عام 74ق.م. تعامل سوتير الثاني بحكمة مع الصراعات الخارجية التي عاصرها، فوقف موقف الحياد لعدم معرفة مصير هذه الصراعات. مثلت قبرص الملاذ لأمراء البطالمة الفاريين من الإسكندرية، وكانت تربط سوتير الثاني بأهلها علاقات طيبة. أثارت انتصارات سوتير الثاني في سوريا مكنونات أمه، فعزمت على القضاء عليه، مما يدل على بغضها له، وصدقت مقولة باوزانياس” لم يشهد التاريخ أمًا كرهت ابنها كما كرهت كليوباترا الثالثة ابنها سوتير الثاني”. عدم تعلق سوتير الثاني الشديد بالعرش والسلطة، بدليل أنه بعد موت أمه لم يزحف إلى الإسكندرية ويعزل أخيه عن حكمها. |