Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدور السياسى لرجال الدين فى الشرق اللاتينى( 1098-1192م/491-588هـ ) /
المؤلف
إبراهيم ، محمود محمد عبد الودود
هيئة الاعداد
مشرف / محمود محمد عبد الودود إبراهيم
مشرف / محمد محمد عبدالودود،
مشرف / مسعد محمد عبدالله
مناقش / محمد محمد مرسي
الموضوع
علوم سياسية
تاريخ النشر
2017
عدد الصفحات
282 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
15/3/2017
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - تاريخ وحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 287

from 287

المستخلص

كان الدين يشكل جزءاً هاما من حياة الإنسان في الغرب الأوربى في العصور الوسطى وهى حقيقة لايرقى إليها الشك كانت تفرض نفسها على كل الأحداث الجسام في حياة الناس من المهد إلى اللحد، ولقد ولدت الحركة الصليبية من رحم الكنيسة -الدين- كما أن الدين استعاد توقده بفضل الحروب الصليبية. ذلك أن محاربة المسلمين وتحرير الضريح المقدس أو الدفاع عنه لم يكن مجرد شعار أو تبرير للحرب والقتال وإنما كان جانباً من جوانب الحياة الداخلية وشعوراً بالالتزام داخل كل إنسان في الغرب الأوربى.
وفي الحقيقة كانت هناك عوامل أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية ساعدت على الاستجابة لدعوة البابا أوربان الثاني، إلا أن الحروب الصليبية ما كانت لتقوم أو لتوصف بالصليبية دون مباركة البابوية لها. فقد سيطرت الكنيسة الغربية على مقدرات الغرب الأوربى، وأصبح سلطان الكنيسة ورجال الدين لأحد له وصار الباباوات يدعون لأنفسهم السلطة الزمنية إلى جانب السلطة الروحية على العالم المسيحي الغربي، وعندما قامت الحروب الصليبية فإنها كانت بمثابة مشروع ديني دعت له البابوية ونظمت خروجه في عهد البابا أوربان الثاني كما أنها حرصت على أن يخضع هذا المشروع لإشرافها المباشر فعينت احد أبنائها وهو أدهيمار أسقف لي بوى كمندوب بابوي وقائدا للحملة إذ لم يعقد البابا لواء الزعامة لأي من القادة العلمانيين في الحملة الصليبية الأولى. وعندما جاء الصليبيون إلى الشرق وأسسوا إمارتهم وفرضوا أنفسهم ككيان غريب محاط بالأعداء –المسلمين- من كل جانب صاروا في حيرة من أمرهم في الاختيار بين دولة دينية تقودها الكنيسة أو دولة علمانية بقيادة الأمراء الإقطاعيين وقد فرضت عليهم الظروف اختيار الرأي الثاني.
وبالرغم من ذلك فقد لعب رجال الدين في الشرق اللاتيني دوراً بارزاً في الحياة السياسية لهذه الإمارات فقد حملوا السلاح وشاركوا في الحروب التوسعية التي كان يقوم بها الملوك والأمراء، وقادوا الدفاع عن مدنهم أثناء تغيب الملوك والأمراء، كما أنهم عقدوا المعاهدات والاتفاقيات مع القوى الإسلامية المعادية أو القوى الصليبية نظير المساعدة التي تقدمها لهم وتدخلوا في فض النزاعات بين الأمراء الصليبيين لعقد الصلح بينهم من أجل الصالح العام كما أنهم تولوا الوصاية على الأمراء القاصرين وعلى الجانب الأخر نجد العديد من رجال الدين الذين سعوا لتحقيق مكاسب خاصة بهم وسعوا للسيطرة على الحكم كما أنهم شاركوا في الدسائس والمؤامرات من اجل السيطرة على بعض الأمراء وفرض نفوذهم .
ورغم أهمية الدور السياسي الذي اضطلع به رجال الدين اللاتين إلا أن المؤرخين لم يولوه القدر الكافي من الاهتمام الذي يتناسب مع ما قاموا به من مهام سياسية جسام أثرت على الوجود الصليبي في بلاد الشام إيجابا وسلباً. وحيث أن المكتبة العربية تكاد تخلو من اى دراسة قائمة بذاتها تتناول الدور السياسي لرجال الدين في الشرق اللاتيني بالدراسة والتحليل ورغبتي الجادة في الانفراد بهذا الموضوع, فقد وقع اختياري عليه ليكون محوراً لهذا البحث الذي جعلت عنوانه (الدور السياسي لرجال الدين في الشرق اللاتيني 1098- 1192م/491-588هـ) اى منذ قيام الحملة الصليبية الأولى حتى نهاية الحملة الصليبية الثالثة وإبرام صلح الرملة.
وقد واجه الباحث العديد من المعوقات، في مقدمتها قلة المصادر والمراجع التي أشارت إلى الدور السياسي لرجال الدين، بالإضافة إلى الترجمة خاصة أن معظم المصادر التي تناولت هذا الموضوع لا تزال باللغة اللاتينية وبعضها بالفرنسية القديمة، ومن ناحية أخرى فإن المصادر الغربية والعربية على حدٍ سواء لم تمد الباحث بمعلومات توضح جميع أسماء رجال الدين في الأسقفيات التابعة لبطريركية بيت المقدس وكذلك الحال في بطريركية أنطاكية، لذا فقد ركزت الدراسة على رجال الدين الذين اضطلعوا بدور سياسي إبان فترة البحث.
وقد جعلت عنوان الدراسة ”الدور السياسي لرجال الدين في الشرق اللاتيني 1098-1192م/491-588هـ” أي منذ نجاح الصليبيين في تأسيس الرها أول إمارة لاتينية في الشرق في عام 1098م/492هـ وحتى نهاية الحملة الصليبية الثالثة وفشلها في استرداد بيت المقدس وتوقيع صلح الرملة بين المسلمين والصليبيين في عام 1192م/588هـ.
وقد اتبعت في دراستي هذه المنهج الزمني الموضوعي، فقد تناولت الدور السياسي لرجال الدين في كل إمارة من الإمارات الصليبية كموضوع قائم بذاته ووحدة متكاملة مراعيا فيه الترتيب الزمني ولم يقتصر الأمر على مجرد سرد للأحداث التاريخية وإنما تحليلها ونقدها والوقوف على الأسباب والنتائج التي كانت وراء هذه الأحداث السياسية التي شارك فيها رجال الدين ولعبوا فيها دوراً بارزاً. وجرى تقسيم البحث إلى خمسة فصول تسبقها مقدمة ودراسة تحليلية نقدية لأهم مصادر البحث وتعقبها خاتمة ضمنتها أهم الحقائق والنتائج التي أمكنني الوصول إليها بعد دراسة الموضوع وزيلتها بعدد من الملاحق والصور والأشكال والخرائط التي لها علاقة وثيقة بموضوع البحث، وخاتمة بالمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها.
أما الفصل الأول فجعلت عنوانه ”الدور السياسي لرجال الدين في الحملة الصليبية الأولى 1098-1099م/491-493ه” واستهللته بالدعوة للحملة الصليبية الأولى ودور رجال الدين في الإعداد لها، ودوافعهم التي قادتهم للاشتراك فيها، ثم تناولت الدور الذي اضطلع به المندوب البابوي أدهيمار وقيادته للحملة وسياسته تجاه الإمبراطورية البيزنطية ورجال الدين الأرثوذكس حتى وفاته في أنطاكية وأثرها على الجيش الصليبي عامة ورجال الدين بصفة خاصة. ثم انتقلت إلى الحديث عن دور خليفته وليم اورنج ورجال الدين الأقل قدراً حتى نجاح الصليبيين في اقتحام بيت المقدس، واختتمت هذا الفصل بالحديث عن الخلافات التي نشبت بين رجال الدين والقادة العلمانيين حول حكومة بيت المقدس، وانتخاب جودفرى كحل وسط وحصوله على لقب حامى القبر المقدس ثم انتخاب أرنولف أوف مالكورن بطريركاً في بيت المقدس.
أما الفصل الثاني وعنوانه ”الصراع السياسي بين البطريركية والملكية 1099-1102م/493-496ه” فتناولت فيه الدور الذي لعبه المندوب البابوي دايمبرت رئيس أساقفة بيزا في الدعوة للحروب الصليبية وقيادته للأسطول البيزى وسياسته تجاه الإمبراطورية البيزنطية وعلاقته ببوهيموند أمير أنطاكية ومساعدته له في الهجوم على اللاذقية، ثم أشرت إلى وصوله إلى بيت المقدس وقيامه بعزل أرنولف وانتخابه بطريركاً ثم انتقلت إلى الحديث عن علاقته بجودفرى والامتيازات التي حصل عليها دايمبرت، ثم وفاة جودفرى ومحاولة دايمبرت الوثوب على العرش واختتمت هذا الفصل بوصول بلدوين دى بوايون وتتويجه ملكاً على بيت المقدس والعلاقات بينه وبين دايمبرت والتي انتهت بعزل دايمبرت ونجاح بلدوين في التخلص منه.
وجاء الفصل الثالث تحت عنوان الدور السياسي لبطاركة مملكة بيت المقدس ”1102-1192م/496-588ه” وتناولت فيه الدور السياسي الذي اضطلع به بطاركة مملكة بيت المقدس منذ تولى البطريرك ايفرمار 1102م/496ه وحتى نهاية عهد البطريرك هرقل1192م/588ه مروراً بعهد جيبلين وأرنولف وجرموند وستيفن ووليم وفولشر وعمورى ونشاطهم السياسي والعسكري والدور الذي لعبوه في الحفاظ على الكيان الصليبي في الشرق وعلاقاتهم بالملكية ومدى تأثير ذلك على نشاطهم السياسي.
وجعلت عنوان الفصل الرابع ”الدور السياسي لرجال الدين في الأسقفيات التابعة لبطريركية بيت المقدس 1099-1192م/491-588ه) وخاصة رؤساء أساقفة قيسارية والناصرة وصور والبتراء والأسقفيات التابعة لهم ودورهم السياسي الذي اضطلعوا به لخدمة القضية الصليبية كسفرهم إلى الغرب لطلب المساعدات العسكرية والمادية للملكة وخاصة بعد اشتداد حركة الجهاد الإسلامي وصعود نجم نور الدين محمود ونجاحه في ضم مصر مما دفع بالملكية إلى إرسال الكثير من البعثات إلى الغرب الأوربى لطلب المساعدات من ملوك وأمراء الغرب الأوربى.
أما الفصل الخامس والأخير فقد جعلت عنوانه ”الدور السياسي لرجال الدين في بطريركية أنطاكية 1098-1192م/491-588ه” وتناولت فيه عهد البطريرك برنارد أوف فالنس والدور الكبير الذي لعبه وخاصة في التوفيق بين الأمراء الصليبيين في شمال الشام وبخاصة أمراء الرها وأنطاكية ودروه كذلك في إطلاق سراح بوهيموند ضد رغبات تنكريد الوصي على الإمارة آنذاك وكذلك موقفه من فدية الملك بلدوين الثاني ورفضه التنازل عن ممتلكات الإمارة، ثم أشرت إلى البطريرك رالف أوف دمفرونت ودعمه للأميرة أليس في محاولة تمردها، وإجباره للأمير ريموند على الخضوع له ثم تحدثت عن البطريرك ايمرى أوف ليموج ودوره البارز في الدفاع عن الإمارة بعد مقتل الأمير ريموند ثم طلبه المساعدة من الملك لويس السابع بعد هزيمة الصليبيين في حارم 1164م/560ه. واختتمت الفصل بالحديث عن دور رجال الدين في الأسقفيات التابعة لبطريركية أنطاكية مثل الرها والبارة وطرابلس.
وفى الختام يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لأبى الروحي وأستاذي الجليل الأستاذ الدكتور/ محمد محمد عبد الحميد فرحات أستاذ تاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب جامعة قناة السويس، الذي كان لي شرف التتلمذ على يديه، فلم يضن على بوقت أو جهد، أمدني من علمه وأخلاقه بالشيء الكثير، فكان نعم الأب ونعم المعلم وكان دائماً ينير لي ظلمات الطريق ولولا توجيهات سيادته وإرشاداته المتواصلة لما قدر لهذا البحث أن يرى النور، وجزاه الله عنى وعن العلم خير الجزاء.
كما اتقدم باسمى ايات الشكر والتقدير الى سعادة الأستاذ الدكتور/ محمد محمد مرسى الشيخ، أستاذ تاريخ العصور الوسطى، بكلية الأداب جامعة الإسكندرية لتفضله بقبول مناقشة هذا البحث وتكبده عناء ومشقة السفر متمنياً من الله العلى القدير ان يجعل هذا فى ميزان حسناتة.
والشكر موصول الى سعادة الأستاذ الدكتور / أسامة زكى زيد أستاذ تاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب جامعة طنطا، لتفضلة بقبول مناقشه هذا البحث وتكبده عناء ومشقة السفر متمنياً من الله العلى القدير ان يجعل هذا فى ميزان حسناتة.
كما اتقدم بوافر الشكر والتقدير الى السيد الاستاذ الدكتور / مسعد محمد عبد الله، استاذ التاريخ و الحضارة الاسلامية المساعد بكلية الاداب جامعة قناة السويس، المشرف المشارك على الرسالة على ما قدمه لى من عون ومساعدة ، وخالص نصائحه التى ساعدتنى كثيراً اثناء دراستى.