Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الآراء التربوية في كتابات الشيخ محمد الطاهر بن عاشور المتوفى (1393هـ/1973م) ومدى الاستفادة منها في التربية المعاصرة :
المؤلف
عامر، السيد أحمد علي.
هيئة الاعداد
باحث / السيد أحمد على
مشرف / مصطفى محمد رجب
مشرف / حامد حماده أبوجبل
مناقش / حسن خضر
الموضوع
التربية.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
298 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
17/8/2020
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية التربية - أصول التربية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 321

from 321

المستخلص

المقدمة:
إذا كان علم التربية بأصوله المعروفة حديثا نسبيًّا ومنسوبا برمته إلى مدراس غربية متعددة، رغم أن أصول هذا العلم ما خُفيت على علماء المسلمين فغالبية قواعد التربية والأصول الفلسفية التي بنيت عليها النظريات التربوية قد أشار إليها كثير من علماء المسلمين في مؤلفاتهم، إذا فلما التوجه إلى استيراد التربية الغربية وتطبيقها في مجتمعات عربية وإسلامية لها تقاليدها وأصولها التي تترابط وتتشابه مع بعض في غالبية العادات والتقاليد والقيم والأعراف؟!.
ولا شك أن التربية الإسلامية هي وسيلة الأمم في بناء أجيال ناهضة قادرة تحافظ على شخصيتها وهويتها في هذا العالم المضطرب، والذي تتدافع قوى وتيارات فكرية ومذهبية عديدة على كرهه، وأوهمت الإنسان المعاصر بفقره وعجزه وأن تبعيته للتربية والفكر الغربي باتت واقعا مسلما به، وهذا ما جعل التوجه في الدراسة الحالية ينطلق نحو دراسة الآراء التربوية عند المفكرين المسلمين.
وللتربية الإسلامية أعلامها ورجالها الذين سطروا سيرتهم بأحرف من نور فكل عَلم من أعلام التربية يعتبر نموذجا فذا، فدراسة سيرته وفكرة التربوي ضرورة مُلحة حتى نعرف مساهمة كل عَلم من هؤلاء الأعلام في إرساء دعائم التربية وإخراج مبادئها إلي حيز التنفيذ في محاولة لمعرفة أسس الفكر التربوي المعاصر, ومن أجل التحرر من الغرب ثقافيا وتكنولوجيا وتربويا, وهذا لا يتحقق إلا إذا عرفنا ماضينا وما به من تراث, وحاضرنا وما فيه من إمكانيات, ومستقبلنا وما له من أهداف ومطامع، وهذا مما جعل الدراسات تكثر حول هؤلاء العلماء ومن أمثال هؤلاء الطاهر بن عاشور الذي تدل كتاباته على غزارة علمه وعقليته المتفتحة التي تمكنت من كثير من العلوم في كافة المجالات كالحديث والفقه واللغة والنحو والصرف والنقد وعلم الاجتماع والتراجم والتربية ... مما يدل على مكانته وجدارة دراسته ويدل على سعة علمه ووفرة فهمه وكثرة اطلاعه، وقد نبعت آراؤه التربوية من خلال توجهات فلسفية أثرت فيه وآمن بها وسار عليها فأولى اهتماما كبيرا بالفلسفة والمنطق وأشار إلى دورهما في تنمية ملكات التفكير والإبداع لدى المتعلم وعمل على ترسيخ مبادئ القيم الأخلاقية والحرية وأثبت للإنسان إرادة واختيار وأنه ليس مقهورا على شيء كما أنه ليس مطلق الحرية والإرادة وتميزت توجهاته الفلسفية بالحداثة والتجديد وربط المصلحة بالتشريع والعقل والمنطق.
مشكلة الدراسة:
هناك كثير من الدراسات التي تناولت الطاهر بن عاشور في المجال الشرعي واللغوي والبلاغي، ورغم إصلاحاته التربوية التي لا تغيب عن أحد لم يتطرق باحث إلى الآراء التربوية في كتاباته (في حدود علم الباحث) رغم أنه تناول بعض القضايا التربوية المهمة مثل التربية الأخلاقية وغيابها في مناهج التعليم الدراسي، والتربية الصحية وأهميتها في إعداد الفرد عقليا وجسميا، وتعليم المرأة، بالإضافة الى الرؤية الإصلاحية في التربية وأساليبها، وكان سببًا في نهضة التعليم بجامعة الزيتونة، من هناء جاءت فكرة الدراسة الحالية والتي تبلورت في التساؤل الرئيسي التالي:
ما الآراء التربوية في كتابات الشيخ محمد الطاهر بن عاشور؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيسي التساؤلات الفرعية التالية:
من هو محمد الطاهر بن عاشور وما الأوضاع المختلفة التي أثرت في فكره؟
ما أهم التوجهات الفلسفية في كتابات الطاهر بن عاشور؟
ما أهم قضايا الفرد والمجتمع التي تناولها في ضوء توجهاته الفلسفية؟
ما أهم التوجهات التربوية المعاصرة في كتاباته؟
ما التصور المقترح للارتقاء بالتربية المعاصرة في ضوء أرائه؟
أهداف الدراسة:
استهدفت هذه الدراسة إبراز النقاط التالية من خلال البحث وهي:
إبراز المكانة التربوية لابن عاشور من خلال آراءه التربوية التي تناولها في كتاباته وخاصة تفسيره وكتابه أليس الصبح بقريب.
الوقوف على أهم الآراء والقضايا التربوية التي تناولها ابن عاشور في مؤلفاته.
الوقوف علي منهج الطاهر بن عاشور لإصلاح التعليم، والاستفادة من حركة إصلاح التعليم التي وضعها.
رصد وتحليل فكر الطاهر بن عاشور التربوي, وكيفية الاستفادة منه في تطوير النظام التعليمي المعاصر.
توظيف التراث التربوي العربي في إثراء الواقع المعاصر .
وضع تصور مقترح لتطوير التعليم المصري في ضوء أراء الطاهر بن عاشور التربوية، ومن خلال ما سبق تظهر لنا أهمية هذه الدراسة:
أهمية الدراسة:
إظهار المكانة العلمية والتربوية لعالم جليل قاد حركة الإصلاح التعليمي، وفسر القرآن الكريم الذي فيه تربية وإصلاح لكل المجتمعات والعصور.
جِدة الموضوع وحداثته حيث لم أجد (في حدود علم الباحث) دراسة متخصصة تناولت مجال البحث التربوي أو الآراء التربوية في كتابات الطاهر بن عاشور.
الاستفادة من خبرات بعض الدول العربية والحركات الإصلاحية في مجال التعليم بعقول علماء الأمة الإسلامية والعربية في العصر الحديث.
تخدم هذه الدراسة علماء التربية وطلبة العلم والباحثين للوقوف على جهود هذا العالم وإبراز مكانته في علم التربية من خلال الآراء التربوية في كتاباته المختلفة.
إن توظيف الفكر التربوي لأعلام التربية له ضرورة مهمة في إثراء الواقع التربوي والاستفادة منه داخل المؤسسات التربوية
منهج الدراسة:
المنهج التاريخي: وهو المنهج الذي يستخدمه الباحثون الذين تشوقهم معرفة الأحوال والأحداث التي جرت في الماضي, وفيه يسعى الباحث أيضا الي إحياء الخبرات البشرية الماضية بطريقة علمية للتعرف على كيفية الارتقاء بالتعليم من خلال حركة الإصلاح التعليمي التي قادها الطاهر بن عاشور، وذلك للاستفادة منها في إصلاح واقع التعليم الحالي ومواجهة التحديات التي تهدف القضاء عليه.
المنهج الوصفي (أسلوب التحليل الكيفي ): لأنه أكثر طرق البحث ملائمة لإتمام هذه الدراسة بهدف الوقوف على الآراء التربوية في مؤلفات وكتابات ابن عاشور، وهو أسلوب أو أداة للبحث العلمي يمكن أن يستخدمه الباحثون في مجالات بحثية متنوعة، لوصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للمادة المراد تحليلها من حيث الشكل والمضمون تلبية لاحتياجات البحث المصاغة في تساؤلات البحث.
نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهما:
أولاً: نتائج متعلقة بتوجهات الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الفلسفية
اعتمد الطاهر بن عاشور في آرائه على الفلسفة الاسلامية والتشريع الإسلامي ومصادره.
نادى باعتماد فكرة الممازجة وتقبل نتاج الحضارات الأخرى معرفية ومدنية مادامت منسجمة مع روح ومقاصد الشريعة ومحققة لمصالح المجتمع والوطن، وتحويل ذلك إلى ثقافة مجتمعية.
ارتفاع مكانة الفلسفة وحب الحكمة عنده واستدلاله في كتابته ببعض أقوال الفلاسفة.
قبول النقد، ونزع القداسة عن القضايا والمسائل التي تدور في فلك الإنتاج البشري والاجتهادات القابلة للأخذ والرد.
الدعوة إلي الاستفادة من معارف غير المسلمين قياسًا على ما أخذ اسلافنا من كتب اليونان.
ثانيًا: نتائج متعلقة بالقضايا التربوية المتعلقة بالفرد والمجتمع عند الشيخ محمد الطاهر بن عاشور
يرى ابن عاشور أن الإصلاح الاجتماعي يتدرج من إصلاح الفرد إلى إصلاح الجماعة وأن ذلك مرتبط بالعلم والمعرفة.
فالصلاح الفردي عنده يعتمد على تهذيب النفس وتزكيتها، ورأس الأمر فيه صلاح الاعتقاد، لأن الاعتقاد مصدر الآداب والتفكير، ثم صلاح السريرة الخاصة وهي: العبادات الظاهرة كالصلاة، والباطنة كالتخلق بترك الحسد والحقد والكبر.
يري أن الإخوة الإسلامية هي التي يقوم عليها المجتمع وهي التي أفرزت مكارم الأخلاق في مجتمعات المسلمين من العدالة والمروءة والإنصاف وأن كل هذه الأخلاق تدخل في أصول نظام سياسة الأمة وإصلاحها.
ظهور الإصلاح الاجتماعي في تونس مع ظهور الحركات الاصلاحية في العالم العربي والإسلامي مع حركة محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وقبادو وخير الدين
ثالثا: نتائج متعلقة بتوجهات الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التربوية
إن القرآن الكريم يحوي منهجا تربويا كاملا، صالح لكل عصر وجيل وهو الأصلح للبشر.
الاهتمام بغرس القيم الأخلاقية وتنميتها في جميع مراحل التعليم من خلال ربطها بالعقيدة الإسلامية والعبادات والمعاملات.
مظاهر الإصلاح لديه تتمثل في الحفاظ على العقل ورقيه بالتعليم وشمولية الإصلاح التربوي وعمومه.
من أكبر التحديات التي تواجه التعليم بشكل عام هي قضية الفساد المنتشرة فيه
يرى أن أهم مشكلات المعلم التي تقاوم عملية الإصلاح هي: ضعف المادة العلمية عند المعلم وعدم الالتزام باللوائح والقوانين المنظمة للعملية التعليمية، وعدم اقتناع المعلمين بضرورة الاهتمام بالتعليم والعناية به، وضياع أخلاقيات التعليم بغياب المعلم القدوة.