Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التربيه الابداعيه في الثقافه العربيه :
المؤلف
احمد، هويدا احمد مروان
هيئة الاعداد
باحث / هويدا أحمد مروان أحمد
مشرف / سمير عبد الوهاب الخويت
مشرف / زهير السعيد حجازي
مناقش / سمير عبد الوهاب الخويت
الموضوع
الابداع
تاريخ النشر
2019
عدد الصفحات
284ص ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
12/2/2019
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - المكتبة المركزية بالسادات - قسم التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 307

from 307

المستخلص

إن المتغيرات في ثقافتنا تتسارع والتحولات التي تشهدها قيمنا وثقافتنا ستكون هائلة وستوصلنا إلى حالة من التخبط إن لم نتبنَّ تربية تتلاءم ومتغيرات المرحلة الجديدة، وليس هناك آليَّة يمكن من خلالها التكيف مع المتغيرات وتقبلها والتعامل معها أجدى من التخطيط لتربية أطفالنا عقليًّا ومهاريًّا، تربية تتناسب وتنسجم مع معطيات العصر الحالي. إن حجم التغير وسرعته سيدخل كافة مناحي الحياة وأساليب تعلمنا، وبذلك تكون تربية الإبداع هي أفضل الحلول لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
لقد شغلت قضيَّة الإبداع وما يعانيه من معوِّقات في ثقافتنا العربيَّة عقل معظم مفكرينا، وكان من بين هؤلاء المفكرين عالم التربية وشيخ التربويين الدكتور حامد عمار (1921م- 2014م)، ”وقد أُطلق عليه لقب شيخ التربويين بسبب رصيده العلمي الكبير وإسهاماته الدائمة في بناء عقل المجتمع، اكتسب مكانته بسبب رؤيته الخاصة وعينه النافذة، مزج دراسته بين دوائر الاجتماع والتاريخ والتربية. وهو الخبير الدولي الرائد في مجال التنمية البشريَّة. كما أنه رائد من رواد الفكر التربوي النقدي، تبنى منهج النقد الاجتماعي حتى أطلق عليه: ”باولو فريري الشرق”، وقد عاش حامد عمار مدافعًا عن التجديد والإبداع، ومحاربًا كل أشكال الجمود والتخلف، ومؤسسًا لفكر تربوي نقدي إيمانًا منه بأن التعليم هو المعقل الأخير للحضارة الإنسانيَّة، وقدم فكرًا تربويًّا يستحق أن يكون نظريَّة تربويَّة نقديَّة في ظلِّ كثرة التنظير التربوي بدون تقديم حلول عمليَّة.
مشكلة الدراسة وأسئلتها:
إن من أهمِّ السلبيات التي تعاني منها نظم التربية العربيَّة هو تفشي ظاهرة السلطويَّة، والتي تعني الخضوع للسلطة ومبادئها بدلًا من التركيز على الحريَّة، مما ينعكس بالسلب على النظم التربوية؛ فيؤدي إلى عدم كفايتها والحد من فاعليتها، ويسهم في إعاقة تحقيق أهدافها، لأن الجو الذي يسيطر على عدد كبير من المؤسسات العربيَّة التربويَّة هو جو الكبت الفكري الذي يعمل على تعطيل طاقات الإبداع، ويؤدي أحيانًا إلى كراهية الطالب لتلك المؤسسات، فالتربية العربيَّة عملت أحيانًا كأداة لتخليد التسلط الاجتماعي من خلال تنشئة الأطفال على الخضوع والتبعيَّة، وتربيتهم على أساليب قمعيَّة؛ بدءًا من البيت، ومرورًا بالمدرسة، وانتهاءًا بالجامعة ثم باقي المؤسسات الأخرى. كما أننا برغم ما قدم ويقدم من فكر تربوي لم تكن لدينا محاولة حقيقيَّة لبناء نظريَّة تتبع المنهج النقدي الذي ينبش عن جذور المشكلات التعليميَّة في سياقاتها الثقافيَّة والاجتماعيَّة والساسيَّة والاقتصاديَّة، ثم يقدم العلاج لتلك المشكلات، بل تعجُّ دراساتنا التربويَّة باستخدام المنهج الوصفي أو التجريبي الذي لا يتناسب مع طبيعة المشكلات التربويَّة، واكتفينا بتقليد الغرب في كل ما يقدم من فكر، ولم نحاول أن تكون لنا نظريَّة تربويَّة تنبع من ثقافتنا ومشكلاتنا ذات الطابع الخاص، وهو ما كان يردده حامد عمار في كل المناسبات؛ فقد رفض فكرة استيراد كل فكر لا يتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا العربيَّة بحجة التطوير، وهو لا يرفض التطوير والتجديد، ولكنه يرى أن ذلك لابد أن يحدث دون انقطاع عن جذورنا.
وبناءً على ما سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالى:
ما معالم التربية الإبداعية فى الثقافة العربية ؟ وما مدى إمكانية بناء نظرية نقدية تربوية من خلال فكر حامد عمار ؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية :
1- من حامد عمار؟ وما العوامل المؤثرة في تكوين فكره النقدي؟
2- ما أهم إشكاليات الثقافة العربيَّة؟
3- ما واقع تربية الإبداع في الثقافة العربيَّة؟
4- ما الرؤية النقديَّة لحامد عمار فيما يخصُّ التربية الإبداعيَّة؟ وما علاقتها بالثقافة العربيَّة؟
5- كيف يمكن توظيف فكر حامد عمار لبناء نظريَّة نقديَّة عربيَّة في التربية؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى:
1- التعرف على حامد عمار وفكره التربوي النقدي والعوامل والظروف التي أسهمت في تكوين هذا الفكر، والمنابع الثقافيَّة التي استقى منها حامد عمار رؤيته النقديَّة لكل الهموم التعليميَّة في تشابكها وتفاعلها مع الظروف المجتمعيَّة.
2- التعرف على أهم الإشكاليات التي تعاني منها الثقافة العربيَّة، وملامح أزمتها في عصر العولمة والحداثة وما بعدها.
3- التعرف على الإبداع وبعض النظريات المفسرة له والمفاهيم المرتبطة به، وأهم مقوماته ومعوقاته بوجه عام، وواقع التربية الإبداعيَّة في الثقافة العربيَّة بوجه خاص.
4- التعرف على الفكر التربوي لحامد عمار، ورؤيته النقديَّة لتربية الإبداع وعلاقتها بالثقافة العربيَّة.
5- التعرف على محاور النظريَّة التربويَّة النقديَّة عند حامد عمار.
أهميَّة الدراسة:
1- حامد عمار واحد من أهم كبار علماء التربية في الوطن العربي، وقد أثرى المكتبة العربيَّة بمجموعة من المؤلفات الهامة والمؤثرة في المجال التربوي، كما كان له جهد ملحوظ في كل المؤتمرات والندوات والهيئات الدوليَّة المهتمة بقضايا التعليم؛ إيمانًا منه بدور التربية والتعليم القائم على أسس صحيحة وفي بيئة تشجع النقد والإبداع، وفي مناخ اجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي يدعم الفكر الناقد ويتبنى القدرات الإبداعيَّة، ويعمل على تنميتها ورعايتها حتى يكون حائط صدٍّ أمام عجلات العولمة والماديَّة الجارفة، وبالتالي يستحق هذا الفكر المتميز الذي قدمه حامد عمار أن يكون موضع دراسة وتحليل علَّنا نجد فيه حلًّا لمشكلاتنا التعليميَّة والثقافيَّة التي يعاني منها المجتمع العربي.
2- تعد أول دراسة تتناول الفكر النقدي لحامد عمار، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج النقدي، وهذا يقل الاعتماد عليه في الدراسات التربويَّة.
3- نحن نعيش في عصر الإبداع وبالتالي علينا أن نهتم بهذا النوع من التربية ”التربية الإبداعيَّة”.
4- تشخص الدراسة مقومات الإبداع في ثقافتنا العربيَّة وتقدم الحلول.
5- تعد أول محاولة لبناء نظريَّة نقديَّة عربيَّة في التربية.
منهج الدراسة
اعتمدت الدراسة على المنهج النقدي التحليلي لملاءمته لطبيعة الموضوع، حيث تم تحليل كتابات حامد عمار؛ لتحديد أبعاد رؤيته النقديَّة للتربية الإبداعيَّة وعلاقتها بالثقافة العربيَّة.
حدود الدراسة
قامت الدراسة بتحليل مؤلفات حامد عمار من كتب ومقالات وأحاديث صحفيَّة، وأوراق عمل قُدِّمت في مؤتمرات وندوات؛ لتحديد رؤيته النقديَّة لتربية الإبداع في ثقافتنا العربيَّة.
نتائج الدراسة
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج:
1- مر حامد عمار بظروف بيئيَّة واجتماعيَّة كان الفقر هو البطل في أحداثها، وقد لازمه هذا الفقر طوال فترة دراسته حيث كان عليه في كل مرحلة تقديم شهادة فقر وأطلق على ذلك عبارة ”فقر يدعمه التفوق أو تفوق يدعمه الفقر) كما عاصر فترات سياسيَّة مختلفة وتأثر بكل تقاباتها وكانت فترة الجامعة هي البداية الحقيقيَّة لتكون وعيه السياسي وتقلبه بين مختلف التيارات.
2- كانت فترة البعثة فترة خصيبة بالنسبة لتكون وعيه النقدي من خلال قراءاته لأقطاب المدرسة النقديَّة.
3- تأثر حامد عمار تأثرًا كبيرًا بفيلسوف التربية البرازيلى باولو فريري، وسار على نهجه في اتباع منهج المدرسة النقديَّة، وعرضت الدراسة الخطوط المشتركة بين حامد عمار وباولو فريري.
4- مرت الثقافة العربيَّة بفترات قوة وازدهار كما مرت بفترات ضعف.
5- هناك علاقة وثيقة بين السياسة والثقافة، وهي علاقة شد وجذب.
6- من أهم إشكاليات عصر العولمة والحداثة وما بعدها هو فقدان الهويَّة.
7- قضيَّة التراث من القضايا الشائكة في الفكر العربي اختلف حولها المفكرون العرب.
8- ليس للإبداع مفهوم محدد.
9- هناك بعض المفاهيم التي تتداخل مع الإبداع كالذكاء، والابتكار، والموهبة، والعبقريَّة.
10- الإبداع فطري ويمكن تنميته واكتسابه، فكل الناس يولدون بقدرات إبداعيَّة تحتاج إلى تنميتها.
11- ليس هناك علاقة بين الإبداع والذكاء فليس كل ذكي مبدع، ولكن الإبداع قد يحتاج إلى توفر الحد الأدنى من الذكاء.
12- الإبداع ليس وراثيًّا.
13- هناك مجموعة من المعوِّقات لنمو الإبداع كما يوجد مقوِّمات تنميه.
14- بنية العائلة العربيَّة تقوم على التلسط مما يقتل الإبداع.
15- الثقافة العربيَّة ابتعدت عن تعاليم الإسلام التي تشجع الإبداع فدمَّرت القدرات الإبداعيَّة لدى عدد كبير من أبناء الأمة.
16- التربية والتعليم العربي خانقان للإبداع.
17- الحريَّة والديمقراطيَّة والعدالة وتكافؤ الفرص هي الأساس لتحقق الإبداع.
18- ضرورة مواجهة العولمة في التعليم والثقافة، وذلك بإرساء مبدإ النقد التربوي.
19- ضرورة اتباع المنهج النقدي بالنبش عن أصول وجذور المشكلات ومحاولة التوصل إلى الحلول.
20- التعليم والظروف المجتمعيَّة بينهما علاقة متشابكة لا ينفصل جزء منها عن الآخر.
21- الثقافة والتعليم توأم في عمليَّة التنميَّة البشريَّة.
22- التجديد التربوي من خلال الشجرة التعليميَّة التي اقترحها حامد عمار.
23- إرساء الثقافة العلميَّة في المجتمع العربي من خلال تأسيس بيت المعرفة العربي.
24- محاور النظريَّة النقديَّة عند حامد عمار هي:
1- حقوق الإنسان.
2- بناء الإنسان القومي.
3- التربية المبدعة المستدامة.
وقد تبين من خلال عرض هذه المحاور أنها نظريَّة تهدف إلى تكوين الشخصيَّة العربيَّة الناقدة المبدعة، فكل محاورها هي لبنات في بناء هذه الشخصيَّة.
التوصيات:
توصي الدراسة
1- الاهتمام بتطبيق مفهوم ديمقراطيَّة التعليم.
العمل على تكافؤ الفرص التعليميَّة عن طريق التوسع الكمي والكيفي، والابتعاد عن الدعوات التي تنادي بإلغاء مجانيَّة التعليم.
2- الاهتمام بالتربية الكليَّة التي تنمي جميع قدرات الإنسان بدنيَّة، عقليَّة، روحيَّة.
3- تطبيق مشروع الشجرة التعليميَّة بدلًا من السلم التعليمي.
4- إنشاء بيت المعرفة العربي.
5- اتباع طريقة حامد عمار في تعليم الكبار.
6- الاعتماد على النظريَّة التربويَّة النقديَّة لحامد عمار في الإصلاح التربوي والتعليمي.