Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور الامكانية فى تكوين واكتمال الهوية الوجودية :
المؤلف
ابو عالية , فاطمة مصطفى عبد الحميد.
هيئة الاعداد
باحث / فاطمة مصطفى عبد الحميد ابو عالية
مشرف / محمد توفيق الضوي
مناقش / صفاء عبد السلام جعفر
مناقش / رضا كمال خلاف
الموضوع
الفلسفة. نظرية الوجود. الفلسفة و فروعها.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
140 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 140

from 140

المستخلص

لمّا كانت محاولات تفسير الإنسان قد تعددت واختمفت وتفرقت، فإن ىذا المبحث ىدفو الوقوف
عمى ماىية ىذا الاختلاف، ومحاولة فيم النسق الشمولي الذي يجمع أج ا زء ىذا الشتات؛ وىذا من
خلال تتبع تطوره الجدلي، مع دمج ىذا الجدل في مطمق جامع نيائي تستقيم بو صورة الموجود
الإنساني الخارجية، وكذلك الأخذ في الحسبان أن محتوى ىذا الكائن ليس فقط المتناقضات، بل
ىناك أيضاً خيوط تربط ىذه المتناقضات، وتقرب بينيا.
إن بحث اليوية عن غاية ما ىو إلا رحمة زمنية تجوبيا اليوية، وتكتشف من خلاليا أن معرفة
الذات تأتي من خلال صنعيا عندما تقوم الإمكانية بدورىا في كل موقف تمر بو اليوية، فالوجود
إذن وجود لأجل غاية، وعمى اختلاف الغايات، ونجاح البعض في اكتشافيا والوصول إلييا،
يتحقق اكتمال اليوية.
وتنقسم إمكانية الفعل إلى:
أ ول ا: إمكانية داخمية قبل التحقق؛ وتظير حين يفاضل الفاعل الوجودي بين الاحتمالات
المتاحة، ثم يختار منيا ما يرغب في تحقيقو خارجياً، وىو ما تحدثنا عنو آنفاً. و النوع الآخر: ىو
الإمكانية الخارجية بعد تحقق الفعل في العالم المادي؛ وىذا النوع يقل فيو التأثير الإنساني إلى
حد كبير، وقد يخرج عن دائرة التوقع في كثير من الأحيان، من حيث أن الفعل حين يتخارج
يصبح مستقلاً عن فاعمو، وقد يسير وفق التوقع الداخمي لو، فتتفق بذلك الإمكانية والنية، ويكون
الشخص مسئولاً عنو مسئولية أخلاقية ودينية وقانونية كاممة، أو يختمف عن تمك النية المسبقة،
فتتغير العوامل المؤثرة فيو، أو تدخل ظروف جديدة بشرية أو طبيعية غير متوقعة تؤثر في
مسار اكتمال تحققو.
وىناك ارتباط وثيق ما بين الحرية واليوية الصانعة؛ من ناحية أن الحرية تساعد اليوية في تأكيد
وجودىا الخارجي، وىي محور تعاملاتيا مع أصحابيا التي تنبني عمييا مسئوليتيا عن أفعاليا،
كما تمنح نوعاً من الضمانة لمحقوق والواجبات، ويتضح ذلك من خلال فيم حقيقة الحرية
الشخصية وعلاقتيا بإمكانات اليوية المختمفة.
ىناك ارتباط بين المشاعر والمقولات الوجودية تظير من خلالو طبيعة الاختلافات
الشعورية الفردية؛ حيث تبدو المشاعر في صورة انفعالات تجردىا المقولة، وتعود الوقائع
المرتبطة بالبشر لمنحيا ملامح ذاتية خاصة حسب كل موقف وكل فرد، فيي حالات جزئية
تندرج تحت جوىر عام، كمثال القمق حين يتحول من مقولة إلى شعور بالقمق من شخص ما أو
موقف ما محدد يختبره صاحبو ويممس انفعالاتو بداخمو.
وىكذا فإن كل مقولة شعورية عامة يندرج تحتيا مواقف شعورية جزئية. واذا كنا قد
خمصنا سمفًا إلى أنّ كل المشاعر قصدية واعية، والمقولات الوجودية كذلك واعية بالضرورة، - –
فإن ذلك يعني أن إثبات بعض المشاعر المشتركة بين الأشخاص الوجوديين، وبين أجناس أقل
كالحيوانات حين تشعر بالخوف أو الفرح، لا يعني كون تمك الأجناس تشارك في المقولات
الوجودية، بل ىي بالضرورة أقل درجة، حسب فارق تدرج الوعي بين البشر والتصنيفات
البيولوجية الأدني.
تقوم العلاقات الإنسانية بافت ا رض وجود أشخاص يحدىم مكان ويجري عمييم تغير الزمن، ورغم
أن ىذه المنظ ومة ثلاثية الأوجو تتشابو مع كل الموجودات الحية وغير الحية، إلا أنيا تختمف
بين البشر من ناحية إضافة درجة أعمى من الوعي؛ الذي يجعل أفعاليم مؤسسة بطريقة أكثر
منيجية وتفاعمية، ويمنحيم نوعاً من الخصوصية تختمف من فرد لآخر، ولكن ىذه الخصوصية
تخرج عن نطاق الأنا وحدية - Solipsism عندما تتلاقي اليويات في المجتمع، فتتبادل التأثير
والمقاومة. والاجتماع البشري بالرغم من نشأتو لغاية التكامل، إلا أنو يتحول في كثير من
الأحيان إلى ساحة لمص ا رع، ويحدث ذلك حينما تحاول اليوية إثبات ذاتيا في مواجية الذوات
الأخرى، والتي يكون ليا في المقابل رد فعل ذاتي مقاوِم عندما تسعى لمتخارج والتأثير في
الآخرين، فيما يحاول ىؤلاء الآخرون الاحتفاظ بأصالتيم الداخمية، لكن اليوية لا تنجح دائماً في
الانغلاق عن الآخر، بل تتأثر بو أحياناً بصورة واعية وغير واعية، مباشرة وغير مباشرة، والا ما
كانت اكتسبت الخب ا رت الحسية والتفاعلات العقمية التي تساىم في اكتمال ذاتيا الداخمية، وبناءً
عمى ذلك تكون اليوية في حالة احتياج دائم إلى التفاعل مع الآخر شيئاً وشخصاً، وتكون أيضاً
في حالة ص ا رع لإثبات ما انتخبتو سابقاً من العالم الخارجي ليكوِّن مكنون خب ا رتيا، فالغرض من
ىذا الص ا رع التفاعل والتحول، ومن ىنا ينتقل من ص ا رع إلى تكامل غير مباشر وشرط ضروري
لاكتمال اليوية مع ما ينضاف إليو من الأوليات العقمية والدوافع الشعورية الداخمية__