Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج مقترح باستخدام الحاسوب في تنمية الذكاء البصري ومهارات التعلم الذاتي لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت /
المؤلف
جاسم، محمد عبدالكريم.
هيئة الاعداد
باحث / محمد عبدالكريم جاسم
مشرف / سهام حنفي محمد الحنفي
مشرف / محمود أحمد عبدالكريم
الموضوع
الذكاء. التعليم الذاتي - الكويت.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
218 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
الناشر
تاريخ الإجازة
14/12/2019
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - مناهج وطرق تدريس الحاسب الآلي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 240

from 240

المستخلص

مقدمة:-
تسارعت وتيرة التغيرات خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين ، وانعكست على منظومة التربية من حيث دورها وفلسفتها وسياستها ومناهجها وأساليبها. ومن أبرز هذه التطورات التقدم المذهل في كافة مجالات العلوم والتكنولوجيا وظهور عصر المعلومات والعولمة، مما اضطر العاملون في مجال التربية إلى تجديد النظام التربوي وتطويره لمواكبة المستجدات والتطورات الحديثة والتعايش معها واستثمارها. وقد ركز التطوير التربوي على المناهج؛ لأنها تعتبر ركيزة العملية التربوية والوسيلة الفاعلة لتحقيق أهدافها وأهداف التربية التي ترمي إلى إعداد أفراد قادرين على النهوض بالأمة إلى أعلى المستويات، والى التكيف مع هذه التغيرات والتطورات المستجدة، وذلك عن طريق معرفتهم للوسائل والطرق والاهتمامات، التي تسمح للطلبة بالتعلم الذاتي وتزودهم بمعارف تساعدهم في حل ما يعترضهم من مشكلات.
وقد تم التركيز في تطوير المناهج على عناصرها الأربعة: الأهداف، والمحتوى، والطرق والأنشطة، والتقويم، إلا أن الاهتمام انصب بشكل كبير على طرق التدريس التي تتصل بالموقف التعلمي- التعليمي وتعد وسيلة التفاعل والتواصل مع الطالب أو يتم من خلالها تزويد الطالب بالمعارف والمهارات والاتجاهات التي يحددها محتوى المنهاج. كما وتعتبر طرق التدريس باختلاف أنواعها وصيغها هي الموصلات أو وسائل الاتصال الحقيقية الناقلة لمادة التعلم، سواء أكان محتوى الرسالة معلومة أم قيمة أم حركة أم خبرة، وتتنوع طرق التدريس بتنوع الأغراض التربوية التي ترمي إلى تحقيقها أو باختلاف المتطلبات النفسية لاستخدامها من المعلم والطلاب، أو بتفاوت عدد المتعلمين بواسطتها(سالم الخولدة، 2004).
كما تشغل عملية التفكير جانبا كبيرا في حياتنا بصفة عامة، وفي مجال التعليم بصفة خاصة، وذلك لما يتميز به التفكير عن سائر عمليات المعرفة بأنه الأكثر قدرة على النفاذ إلى عمق الأشياء والظواهر والمواقف والإحاطة بها ، وإذا كان التفكير عنصراً أساسياً في البناء العقلي والمعرفي الذي يتملكه الإنسان ، فإنه أيضا يعد سمة تميزه عن سائر المخلوقات.
فقد شهد العقدان الأخيران من القرن الماضي تقدما كبيرا في مجال البحوث والاكتشافات الجديدة المتعلقة بمجال الدماغ البشري، وقد نتج عنها الاهتمام بالعلاقة بين تركيب المخ والتعلم، فقد قدم (Zeki ,S 1993) أستاذ البيولوجيا في جامعة لندن نظريته حول موضوع ” الصور الإبصارية ” في الدماغ البشري ، والتي أوضح من خلالها أن الدماغ يقوم بابتداع عالما بصريا، وأن الإبصار والفهم يحدثان معا في آن واحد.( أحمد عبد الرحمن:2008)
وتمثل المدرسة إحدى المؤسسات الأساسية التي تقع عليها مسؤولية تنمية القدرات العقلية عند التلاميذ من خلال تنمية مهارات التفكير ، باعتباره المدخل البنائي للسلوك الفعال الذي يسمح بالتعامل الايجابي مع التطورات الجارية في هذا العصر الذي يشهد العديد من المتغيرات ، ومن ثم فإن تعلم مهارات التفكير هو بمثابة تمكين الفرد من اكتساب القدرة على التعامل بفعالية مع أي نوع من المعارف والمعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل الأمر.
إن تعليم مهارات التفكير أصبح يحتل مكانة بارزة من تفكير المربين والخبراء وواضعي المناهج لقناعتهم بأهميته ، وخاصة أن التلاميذ وهم يواجهون مستقبلا متزايد التعقيد ، يحتاجون إلى تزويدهم بمهارات التفكير ، كي يكونوا قادرين على خوض مجالات التنافس بشكل فعال في هذا العصر، الذي يرتبط فيه النجاح والتفوق بمدى قدرتهم على التفكير الجيد والمهارة فيه، ويؤكد علماء التربية على أهمية تعليم التلاميذ مهارات التفكير معززين هذه الأهمية من وجهة نظرهم بأن التعليم يجب أن يقدم المنظرين والقادة الذين يحتاجهم المجتمع .
وتعتبر مرحلة التعليم الأساسي من المراحل المهمة التي يتم فيها تعليم مهارات التفكير، وذلك لما يتميز به تلاميذ هذه المرحلة من خصائص عقلية ونفسية ونمو جسدي تساعدهم على سرعة التعلم ، وقد أشارت الدراسات إلى أن تلاميذ المرحلة الأساسية يخضعون لتغيرات سلوكية ذاتية متتابعة في مراحل نموهم الجسدي والعقلي ، كما أن علماء النفس يرون أن تلاميذ هذه المرحلة يمرون بمرحلتين من التعليم في مجال مهارات التفكير : الأولى وهي مرحلة تعليم العمليات الحسية للفئات العمرية من سن ( 7 إلى 10 سنوات )، والثانية هي مرحلة تعليم العمليات العقلية للفئات العمرية من سن ( 11 إلى 15 ) سنة، ومن خلال هاتين المرحلتين تنمو لدى التلاميذ القدرة على استخدام مهارات التفكير ، الأمر الذي يتطلب اهتماماً متزايداً لهذه المرحلة إلى التعليم لمهارات التفكير ، وكذا إدراجه ضمن مناهج وأساليب تقويم وطرائق تدريس هذه المرحلة.( إسماعيل صالح الفرا:2007)
وإذا كان الاهتمام بالتفكير وعلاقته بالسلوك الإنساني شأنا قديما قدم الإنسان نفسه ، فإن هناك حاجة ملحة إلى تعلم مهارات التفكير بأنواعه المتعددة في ظل ما نعيشه من تغيرات وتطورات متلاحقة لمختلف مجالات الحياة ، مما يجعل الاهتمام بالتفكير والمفكرين ضرورة قصوى في تطور الإنسان ، وفي مواجهة المشكلات الحياتية المختلفة وتحديات المستقبل معا .( آمال عبد القادر:2012)
وإذا كان علماء التربية وعلم النفس قد اهتموا بموضوع التفكير وأنماطه المتعددة وتنمية قدراته لدى المستويات التعليمية المختلفة ، فإن التفكير البصري يعد أحد أنماط التفكير التي استحوذت على اهتمام التربويين في السنوات الأخيرة ، لما له من أهمية كبيرة ، فقد أثبتت الدراسات أن أكثر من 75 % من المعرفة التي تصل الإنسان ، تأتى عن طريق البصر في مجال الرؤية (Artificial intelligence 2 : 4) .
لقد شهدت الساحة التربوية اهتماما واضحا في الانتقال من الاعتماد على التلقين واللغة اللفظية المكتوبة إلى الاهتمام بالتعبير البصري، ومن هنا ظهرت مفاهيم جديدة في ميدان التربية منها الثقافة البصرية كأحد أنواع الثقافة التي تشير إلى قدرة التلميذ على قراءة وكتابة اللغة البصرية أو تحويل اللغة البصرية إلى لغة لفظية أو العكس، وأخذ هذا المفهوم The International Visual Literacy في الاتساع حتى تشكلت رابطة دولية تسمى لها دورياتها العلمية التي تنشر الأبحاث فى مجال التعليم عن طريق ( الرؤية Association ) أو عن طريق قراءة الصور والرسوم.
إن التفكير البصري لما له من أهمية ، يمثل أداة عظيمة لتبادل الأفكار بسرعة قياسية ، سواء تم ذلك بصورة فردية أو جماعية ، حيث يساعد على تسجيل الأفكار والمعلومات بصورة منظمة ، بغرض عرض ما يمكن عمله أو معالجته تجاه موضوع أو مشروع ما بصورة واضحة ، وبالإضافة إلى تميز هذا الأسلوب من التفكير في تنظيم المعلومات المعقدة ، فإن اختلاط الألوان و الصور و الأشكال في المشاهد المتتابعة الملتقطة بواسطة العين تعمل على زيادة القدرة على ما يسمى باستحضار المشاهدة ، وهى ذات فائدة جمة من خلال التحصيل العلمي لاستيعاب المعلومات الجديدة بسرعة وإتقان.( أمينة شلبي:2004)
إن تنمية الجانب البصري لدى المتعلم من العوامل التي تساعد على تنمية التفكير لديه وتحسين أدائه، وبالتالي تقوى عملية التعلم لديه، وذلك ضمن نظرية الذكاءات المتعددة التي تعتمد ثمانية استراتيجيات لتنمية الذكاء، من أهمها الاستكشاف البصري (Visual Discovery) من خلال الاعتماد على الأشكال والرسوم المختلفة ، والإجابة عن أسئلة المعلم داخل الفصل بالاعتماد على التصور البصري وعمليات التمثيل العقلية واستحضار الصور من الذاكرة.
ويتفق التربويون على أن مهارات التفكير سواء كانت بصرية أو غيرها لا يمكن أن تحدث بمعزل عن محتوى أو مضمون معين ، إلا أن المعرفة التي يتضمنها هذا المحتوى أو المضمون ليست هدفا في ذاتها ، إذ لابد أن تؤدي هذه المعرفة إلى تطوير كفاءة الفرد التفكيرية ، على الرغم من أننا ندرك أن المعرفة في مجال ما تشكل قاعدة أساسية للتفكير ، وأن أنجح الأشخاص في موضوع ما ، هو أكثر الأشخاص معرفة ودراية بهذا الموضوع.( توني بوزان ، باري بوزان :2006)
إلا أن الواقع يؤكد أن المناهج الدراسية ولا سيما في مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية ، لا يزال الطابع العام السائد في وضعها متأثرا بالافتراض الواسع الانتشار الذي يؤمن أن كما هائلا من المعلومات والحقائق كافيا وضروريا لتنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين، وانعكس هذا الافتراض على أساليب التعليم الصفي بالتركيز على حشو أذهان وعقول المتعلمين بالمعلومات والقوانين والنظريات عن طريق التلقين ، كما انعكس ذلك على أساليب التقويم ، وبذلك أهملت المناهج الدراسية مهارات التفكير العليا ، كما لا تزال الفلسفة التعليمية في معظم مدارس الوطن العربي تتبنى نقل وتوصيل المعلومات بدلا من توليدها واستعمالها، واستئثار المعلمين بمعظم الحديث داخل قاعات الدراسة ، بدلا من استخدام أنشطة تعمل على إمعان الفكر والنظر، مما يجعل المتعلم سلبيا في الموقف التعليمي.( إنصاف محمد: 2006)
إن حركة تعليم مهارات التفكير في الوطن العربي لا تزال محدودة التطبيق ، الأمر الذي يجعل من مهارات التفكير عندى خريجي التعليم العام في الوطن العربي متدنية ، حيث تكشف الدراسات والبحوث أن كثيرا من المتعلمين يعجزون عن تقديم أدلة وشواهد تتعدى الفهم السطحي للمفاهيم والعلاقات، وحتى على مستوى التعليم الجامعي ، فإن الجامعات العربية لا تقدم في مناهجها مواد تدريسية تعمل على إعداد المعلم بحيث يصبح قادرا على تدريس أساليب وطرق تعليم مهارات التفكير بما يتعدى نظام المنهج المقرر. (إيمان اسعد:2011)
ولذلك ترى (سهام حنفي: 2002، 147) أن تطوير جميع المناهج في ضوء المتغيرات و التطورات أمر ضروري فهناك من دعوا لتطوير المناهج في ضوء معطيات القرن الحادي و العشرين، حيث يؤكد كثيرون علي أن النهضة الحقيقية في المجتمع لا تتم بدون إعادة النظر في المناهج الدراسية، من حيث المحتوي و الهدف لأن التعليم هو سبيل التحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل.
وظهرت في الآونة الأخيرة الشكاوى من نظام التعليم السائد وبرامجه ولا سيما في الوطن العربي، الأمر الذي أدى إلى تعالي الصيحات والانتقادات الموجهة إلى المؤسسات التعليمية ، واتهامها بالتقصير والتقاعس في تعليم الطلبة وكيفية استخدامهم لأدمغتهم.( صالح عبد الله عبد الكبير وآخرين:2008)
إذ يشير الواقع إلى أن أعدادا هائلة من المتعلمين تنحصر خبراتهم في التذكر واستدعاء المعلومات ، ويفتقدون القدرة لاستخدام المعلومات في التوصل إلى اختيارات أو بدائل أو قرارات مستنيرة ، وما هذا إلا نتاجات نظام تربوي لا يوفر خبرات كافية في التفكير.(رشيد البكر:2002)
وإذا كانت جميع المناهج الدراسية تتحمل مسئولية تعليم الأبناء مهارات التفكير البصري، إلا أن مناهج الحاسب الآلي تتحمل قدرا كبيرا من هذه المسئولية، نظرا لما يوجه من نقد إلى طبيعة محتوى هذه المناهج، من اعتمادها على التجريد والعمومية، مما يجعل المتعلمين يعتمدون في تعلمها على الحفظ والاستظهار، ومن ثم سرعة نسيانها بعد الانتهاء من أداء الاختبارات المرتبطة بها.( حسن ربحي: 2006)
إن مناهج الحاسب الآلي بما تتضمنه من محتوى، يمكنها أن تنمي مهارات التفكير البصري لدى المتعلمين، سواء فيما يتصل بالبعد الزمني أو البعد المكاني، فالبرامج و الفيديوهات و الصور و الألعاب والمدونات وسائل الاتصال الاجتماعي، تعد أدوات بصرية تختزل في محتواها العديد من المعلومات الخطية التي يمكن للمتعلم استنتاجها بسهولة ويسر، فضلا عما تتضمنه من قضايا ومشكلات تتطلب إعمال العصف لذهني، وتصور الافتراضات، والملاحظة وإدراك العلاقات بين الحدث أو الظاهرة وأماكن حدوثها.( حليمة عبد القادر المولد:2009)
ومن هنا يأتي مفهوم هام جدا أصبح هو شعار العصر الحديث و هو مفهوم ” التعلم مدى الحياة ” بمعنى أن التعلم يجب أن يكون عملية مستمرة طول حياة الإنسان، ومن خلالها يستطيع الإنسان تطوير نفسه وشخصيته ومهاراته و قدراته، وذلك لكي يواكب التطور الحادث من حوله في كل المجالات ومن هنا نشأت فكرة التعلم الذاتي باعتباره أسلوبا من أساليب التعلم المتطورة التي تمكن الفرد من أن يعلم نفسه بنفسه وفقا لقدراته ولسرعته في التعلم وما يتوافق مع ميوله واهتماماته وأنه يقوم على أساس المتعلم فهو الذي يختار المادة الدراسية التي يريد دراستها وهو الذي يحدد نقطة البداية و نقطة النهاية كما ينمي لديه مهارة التخطيط واتخاذ القرار والقدرة على تحمل مسؤولية هذا القرار، والتي تنشأ من شعور المتعلم بمسؤولية عن عملية التعلم الخاصة به وعن نتائج هذا التعلم بالإضافة إلى رفع كفاءة المعلم من خلال تدريبه على أسلوب التعلم الذاتي كأسلوب من أساليب التعلم، وتدريبه على كيفية تطبيق هذا الأسلوب من خلال الابتعاد عن الطرق التقليدية في التعليم وفي تقويم المتعلم، مما يعني أنه قادر على الحياة ، والبقاء، والتميز، والإبداع والابتكار أي أنه قادر على الاستمرار.(حنين سمير:2011)
وبدأ التعلم الذاتي في أوروبا وذلك على يد الطبيبة الإيطالية ماريا مونتيسوري التي طورت في أوائل القرن الـ20 الميلادي أسلوبا جديدا في التعليم يشجع الطفل على التعلم بنفسه ويكون فيه الطفل هو المعلم والمتعلم في آن واحد، وقد أعدت مونتيسوري غرفة تربوية للتعلم الذاتي تم تجهيزها بكل ما يحتاج إليه التلاميذ لتطوير مهاراتهم العملية واللغوية والرقمية والحسية.
وفي محاولة من جانب أخصائية تدريب المعلمين على التعليم بطريقة مونتيسوري والمعلمة لورناماهوني لتطوير الطريقة افتتحت ماهوني مدرسة على طريقة مونتيسوري في بيتها الواقع في الشمال الشرقي من لندن، وفي هذه المدرسة ليس هناك بداية رسمية للدرس كما أنه ليس هناك لوح اسود في غرفة الصف ولا يحدد المعلم للتلاميذ المادة التي سيدرسونها على مدى اليوم. أي أن زمام المبادرة يكون في يد التلميذ، وتعلق لورنا على ذلك بقولها إن أسلوب مونتيسوري ظهر في مطلع القرن الـ20، وقد أعجب به أفراد الطبقة الأرستقراطية في بريطانيا واقترحوا العمل به، ولكن نشبت الحرب العالمية الثانية وعطلت تطور المسيرة التعليمية باستخدام ذلك الأسلوب.(أحمد السيد كردى :2011)
مشكلة البحث:
يتضح مما سبق عرضه أن الذكاء البصري و التعلم الذاتي رغم أهميتهما في عملية التعليم والتعلم، إلا أنهما لم ينالا اهتماما كافيا من القائمين على تخطيط وتنفيذ مناهج الحاسب الآلي، وكذلك أساليب تدريسهما والتي من أهمها استخدام الكمبيوتر، الذي أكدت العديد من الدراسات السابقة فاعليته في تنمية تلك المهارات ، وبصفة خاصة لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة، ومن هنا نبعت مشكلة البحث الحالي والتي تهدف إلى التعرفعلى فعالية برنامج حاسوبي مقترح في تنمية الذكاء البصري و مهارات التعلم الذاتي لدي تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت
أسئلة البحث:
ويتفرع من السؤال الرئيس التساؤلات الفرعية الآتية:-
1- ما مهارات الذكاء البصري و التعلم الذاتي الواجب توافرها لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة ؟
2- ما التصور المقترح لبرنامج قائم على استخدام الكمبيوتر في تنمية بعض مهارات البصري و التعلم الذاتي لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة ؟
3- ما فعالية فعالية برنامج حاسوبي مقترح في تنمية الذكاء البصري و مهارات التعلم الذاتي لدي تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت؟
أهداف البحث:
1-إعداد قائمة بمهارات الذكاء البصري و التعلم الذاتي الواجب توافرها لدى تلاميذ المرحلة المتوسطة ؟
2- وضع تصور مقترح فعالية برنامج حاسوبي مقترح في تنمية الذكاء البصري و مهارات التعلم الذاتي لدي تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت
3-قياس فعالية فعالية برنامج حاسوبي مقترح في تنمية الذكاء البصري و مهارات التعلم الذاتي لدي تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت ( عينة البحث ).
أهمية البحث:
1-يقدم رؤية جديدة في تنظيم محتوى مناهج الحاسب الآلي بطريقة قد تفيد معلمي الحاسب الآلي بالمرحلة المتوسطة في تنفيذ الدروس داخل قاعات الدراسة.
2-قد يستفيد القائمون على تخطيط وتقويم وتطوير مناهج الحاسب الآلي من قائمة مهارات والذكاء البصري و التعلم الذاتي التي يقدمها البحث الحالي .
3-قد يعالج البحث الحالي مشكلة اعتماد المتعلمين على حفظ واستظهار محتوى مناهج الحاسب الآلي بسبب عدم استخدامها التقنيات والطرق التدريسية الحديثة.
حدود البحث:
تقتصر حدود الحث الحالي على :
1-عينة من تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت .
2- منهج الحاسب الآلي للمرحلة المتوسطة بدولة الكويت.
أدوات البحث و المواد التعليمية:
سوف يقوم الباحث بتصميم أدوات البحث التالية:
- مقياس الذكاء البصري (من أعداد الباحث)
- مقياس مهارات التعلم الذاتي (من أعداد الباحث)
- المواد التعليمية
- دليل المعلم (من أعداد الباحث)
- كتاب الطالب (من أعداد الباحث)
- قائمة بمهارات التعلم الذاتي (من أعداد الباحث)
منهج البحث:
سوف يستخدم البحث الحالي المنهج شبه التجريبي في التعرف علي فاعلية فعالية برنامج حاسوبي مقترح في تنمية الذكاء البصري و مهارات التعلم الذاتي لدي تلاميذ المرحلة المتوسطة بدولة الكويت، حيث يقوم الباحث باستخدام تصميم المجموعة التجريبية الواحدة، والمقارنة بين القياسين القبلي و البعدي للبرنامج المعد للتطبيق علي المجموعة التجريبية.
فروض البحث:
يحاول الباحث التحقق من صحة الفروض التالية:
1- يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى 0,01بين درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي و البعدي لمقياس الذكاء البصري لصالح التطبيق البعدي .
2 - يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى 0,01بين درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي و البعدي في مقياس مهارات التعلم الذاتي لصالح التطبيق البعدي .
خطوات البحث:
سيتم إتباع الخطوات التالية:
10- تم إجراء دراسة نظرية ومراجعة الدراسات السابقة والكتابات التربوية التي اهتمت بمتغيرات البحث.
11- تم إعداد برنامج حاسوبي بهدف تنمية مهارات الذكاء البصري والتعلم الذاتي.
12- تم إعداد دليل المعلم ويتمثل في الإجراءات التي يقوم بها المعلم لتدريس برنامج حاسوبي بهدف تنمية مهارات الذكاء البصري والتعلم الذاتي.
13- تم عرض البرنامج والدليل على مجموعة من المحكمين؛ وذلك لإبداء آرائهم حولهما والتحقق من صلاحيتهما.
14- تم إعداد مقياس مهارات التعلم الذاتي وعرضه على مجموعة من المحكمين لضبطه والتأكد من صدقه وحساب ثباته.
15- تم تطبيق المقاييس على عينة استطلاعية لتحديد معامل الثبات وزمن المقاييس لموضوعيتها
16- تم اختيار مجموعة البحث من طلاب المرحلة المتوسطة لتمثل المجموعة التجريبية .
17- تم تطبيق تجربة البحث؛ من خلال:
- التطبيق القبلي لأدوات البحث على طلاب المجموعة التجريبية .
- تدريس البرنامج المقترح للمجموعة التجريبية .
- التطبيق البعدي لأدوات البحث على طلاب المجموعة التجريبية .
18- تم معالجة البيانات إحصائيًا.
11-تم التحليل الكمي والكيفي للنتائج وتفسيرها واختبار صحة فروض البحث.
12-تم تقديم بعض التوصيات والمقترحات في ضوء ما أسفرت عنه نتائج البحث.
مصطلحات البحث :
التعلم الذاتي :
- يعرفه Gleoson أنه نظام تعليمي ييسر للمتعلم المرور بأنشطة تعليمية مختلفة ، تساعده على تحقيق الأهداف ، لتغيير شخصيته نحو مستويات أفضل من النماء والارتقاء.
- ويعرفه Rountree بأنه ” العملية التي يقوم فيها المتعلمون بتعليم أنفسهم بأنفسهم مستخدمين التعليم المبرمج وغيره لتحقيق أهداف واضحة دون عون مباشر من المعلم”
- ويعرفه Good بأنه ” تنظيم المادة التعليمية بأسلوب يسمح لكل تلميذ أن يحقق التقدم الذي يتناسب إمكاناته ورغباته الشخصية وتوفير الإرشاد التربوي ومساعدة التلاميذ بما يتناسب واحتياجاتهم الشخصية ”
- ويعرفه طلعت منصور بأنه ” النشاط الواعي للفرد والذي يستمد حركته ووجهته من الانبعاث الداخلي والإقناع الذاتي ، بهدف تغيير شخصيته نحو مستويات أفضل ”
- ويعرفه جامع بأنه الأسلوب الذي يمر به المتعلم على المواقف التعليمية المتنوعة بدافع من ذاته وتبعاً لميوله ، ليكتسب المعلومات والمهارات والاتجاهات مما يؤدي إلى انتقال محور الاهتمام من المعلم إلى المتعلم ، وذلك لأن المتعلم هو الذي يقرر متى وأين يبدأ ، ومتى ينتهي وأي الوسائل والبدائل يختار ومن ثم يُصبح مسئولاً عن تعلمه وعن النتائج والقرارات التي يتخذها .
- ويعرفه زيتون بأنه نمط من التعليم المخطط والمنظم والموجه فردياً أو ذاتياً، والذي يمارس فيه المتعلم النشاطات التعليمية فردياً وينتقل من نشاط إلى آخر متجهاً نحو الأهداف التعليمية المقررة بحرية وبالمقدار والسرعة التي تناسبه ، مستعيناً في ذلك بالتقويم الذاتي ، وتوجيهات المعلم حينما يلزم الأمر.
يعتبر تعريف بيشوب من أكثر التعريفات دقة في تعريف مفهوم التعلم الذاتي حيث عرفه بأنه
” الأسلوب الذي يقوم فيه المتعلم بنفسه بالمرور على مختلف المواقف التعليمية لاكتساب المعلومات والمهارات بالشكل الذي يمثل فيه المتعلم محور العملية التربوية، وهذا يتم عن طريق تفاعله معبيئته في مواقف مختلفة يجد فيها إشباعا لدوافعه، مما يجعلنا نستخدم مراكز مصادر المعلومات المتوافرة في المؤسسات التعليمية لتهيئة أنسب الظروف أمام المتعلمين لكي يعلموا أنفسهم بأنفسهم، وذلك من خلال تفاعلهم ومشاركتهم في العملية التعليمية ممايحقق مفهوم التعلم المستمر مدى الحياة، المر الذي يتطلب التزود بأساليب التعلم الفردي والتعلم الذاتي لكل متعلم ، حيث يقوم بالدور الأكبر في الحصول علي المعرفة بنفسه” ( محمد صديق محمد حسن، 1994)
ومما سبق يتبني البحث الحالي تعريف بيشوب.
2-الذكاء : ويعني القدرة على الفهم والابتكار والتوجيه الهادف للسلوك والنقد الذاتي (حسين, 2003). في حين يعرف كلفن (Colvin) الذكاء بأنه القدرة على التعلم والقدرة على التحصيل, ويعرف وكسلر (Wechsler) الذكاء بأنه القدرة الكلية للفرد على العمل الهادف والتفكير المنطقي والتفاعل الناجح مع البيئة(عامر, 2008).
3- الذكاء البصري: نظرية الذكاءات المتعددة (Multiple intelligences) (جاردنرGardner)
القدرة على الاستيعاب عن طريق الصور وتشكيلها، والقدرة على استيعاب العالم المرئي بدقة وإعادة تشكيله بصرياً ومكانياً في الذهن أو على الورق كما نراه لدى التشكيليين والمعماريين والمصممين، ويميل هؤلاء إلى أن يروا ما يحدثهم المعلم عنه ليفهموه، وهم يستمتعون في تعلمهم باللوحات التوضيحية والأشكال البيانية والخرائط والجداول والعروض والصور.
ومما سبق يتبني البحث الحالي تعريف جاردنرGardner.
نتائج البحث:-
1- يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى 0,01بين درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي و البعدي لمقياس الذكاء البصري لصالح التطبيق البعدي.
2 - يوجد فرق دال إحصائيًا عند مستوى 0,01بين درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي في مقياس مهارات التعلم الذاتي لصالح التطبيق البعدي.