![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن مشكلة التلوث مشكلة كل عصر، فهي المشكلة الحديثة في الوقت نفسه، ولكن من الملفت للنظر أن هذه المشكلة تزداد طردياً مع التقدم الصناعي، وتترك آثاراً سلبية متعددة منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو صحي.وتهديد البيئة ليس وليد اليوم، بل يضرب بجذوره في الأزمان البعيدة، غير أنه لم يكن يشكل قضية تستدعي الانتباه لعدم الشعور بأثره، وقد تبدل الوضع الآن حينما بدأت الثورة الصناعية والزراعية، وسارعت الدول إلى تحقيق أسرع وأكبر معدل لنموها الاقتصادي والاجتماعي. وهنا أصبحت البيئة أكثر عرضة للاستغلال غير الرشيد لمواردها الطبيعية وإدخال الملوثات من مواد كيميائية وصناعية ونفايات مصانع، ونواتج احتراق الوقود، فأصاب التلوث كل عناصر البيئة المحيطة بالإنسان من ماء وهواء وغذاء وتربة، وزادت الضجة والضوضاء المؤرقة والإشعاعات المؤذية، فالماء في البحار والأنهار أصبح ملوثاً بالكيماويات والفضلات وبقايا النفط والمعادن الثقيلة، والهواء في أغلب المناطق اختلت فيه نسب الغازات المكونة له لصالح الضار منها بفعل آلات الاحتراق الداخلي في المصانع والسيارات مع تقلص المساحات الخضراء، والغذاء وصل إليه التلوث عن طريق المبيدات والأسمدة الكيماوية والمخلفات الغريبة والأملاح الزائدة، وصار التلوث الصوتي من لوازم العصر بعد زيادة الضوضاء، وظهر التلوث الإشعاعي نتيجة استخدام الذرة سواء في الحرب أو في السلم. |