الفهرس 
IntroductionOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 290 |  |  |
| | | from | 290 | | |
Abstract
تهدف الدراسة إلى إبراز دور عناصر الخيال في رحلة الطفل البطل مغايرة بذلك ما يعانيه من تهميش من قبل الدوائر الادبية. لقد اتجه بعض كتاب أدب الأطفال إلى دمج الخيال لتصوير و محاكاة التجارب النفسية للأطفال. فعندما يصبح الواقع غير كافً بمفرده عن التعبير عما يكمن في نفس الطفل البطل ، تصبح الحاجة ملحة لإدراج بعض صور الخيال لملأ الثغرات و تعزيز المقصد من رحلته. و نتيجة لهذا التفاعل، يمكن للخيال خلق نظرة فريدة من نوعها في رحلة الأطفال و أذهانهم .
تبتعد الدراسة في اتجاهاتها النفسية عن المنظور السائد الذى يصب جل اهتمامه على أدب الأطفال كوسيلة تعليمية أو تربوية للطفل القارئ. في المقابل ، تسعى الرسالة إلى دحض أية اعتقادات خاطئة ذات صلة بتصوير الأطفال بصفة عامة في العوالم الأدبية و التي تتصف بالإبقاء على قناعة تهميش إمكانياتهم بحكم صغر أعمارهم. و ينبثق من صميم هذا الافتراض التسليم بإقصاء فئة معينة : الطفل البطل.
يكمن الغرض من هذه الدراسة في ضرورة تغيير ذلك الانطباع ساعية إلى التعلية من شأن الطفل البطل ليصل إلى مكانة قرينه البالغ. و عليه، تحذو الرسالة نحو دراسة أدبية لشخصيات الأطفال الأبطال لينصب على رحلتهم الجسدية و ما يخلص منها من انعكاسات نفسية على شعورهم بالذات.
تستند الباحثة في دراستها على نهج التحليل النفسي كبوابة لصياغة حيَة لواقعهم بثقل مخيلاتهم. النهج الثاني المتبع في هذه الدراسة يتناول بعض الاعمال النظرية لكبار المحللين للخيال – كجنس أدبى- مثل فرح مندلسوهن و ذلك لمعرفة أهم ما يميزه و أهم العناصر التي يستخدمها كتاب أدب الخيال لإيصال المعنى. تكشف الاتجاهات النفسية الثلاث عن مسار رحلة التحول التي يمر بها الطفل البطل بملامسته للخيال سواء شعورياً من خلال الإدراكٍ المباشرٍ أو لا شعوريا عن طريق التبادل غير المرئي ؛ حيث يجسد الخيال – بصوره الثلاث –المرشد المنير أو رفيق الدرب في عوالم قد تختلف أو تتشابه في موازاتها لعالم الطفل ، مؤدياً دوراُ ذو طبيعة معقدة فيما يناظره من تلك الاتجاهات النفسية. فعلي الصعيد النفسي، يتمثل هذا التجانس في اختراق أشكاله لبواطن النفس بتحفيز وإثارة المنبهات لاكتشاف مكنوناتها. أما خارجياً، فيعد الخيال تجسيداً ملموساً و جلياً لبعض الحالات النفسية التي تنفرد بكافة صورها. و من منطلق أن الروايات المختارة لهذه الرسالة تعكس رحلة الأطفال الأبطال من خلال مظاهر الخيال و تصور جانباً نفسياً معيناً فتأتى تلك الرحلات على النحو الآتي:
رحلة أولى: تتتبع خلالها الباحثة التحول النفسي الذى يطرأ على كلاً من” لوسى و ادموند بيفينسى” أبطال رواية (الأسد و الساحرة و الخزانة) لسي .اس. لويس. تؤكد الباحثة أن عبور الطفلان من واقعهم المألوف إلي مملكة ”نارنيا” بمثابة الحلم الذى يمكنهم من تحقيق رغباتهم المكبوتة و التي قد يتولد عنها بعض الصراعات النفسية. ينبع سياق هذا الإدراك من تسليط الضوء على ”نارنيا” كمدخلاً نفسياُ لاجتياز رحلتهم من الوعي إلى اللاوعي ممثلاُ الاتجاه النفسي الأول و هو تطبيق نظرية ”تفسير الأحلام” لسيجموند فرويد.
رحلة أخرى: تتعرض فيها الباحثة لرحلة الطفلة ”نونا فل” في رواية(الأنسة بهجة و الأنسة زهرة) لرومر جودن. تبدأ تلك الرحلة بنزوح الطفلة المفاجئ من موطنها إلى انجلترا ثم تنتقل الباحثة إلى دور الدميتين في تخطيها مشاعر الوحدة. كما ترسم ملامح العلاقة المتداخلة التي تجمع البطلة و دميتيها معززة بذلك تميز الاتجاه النفسي الثاني وهو نظريتي ” الجسم الانتقالي” لدونالد وينيكوت و ”الاحتواء” لويلفريد بيون .تسعى الباحثة أيضاً إلى تعزيز فاعلية الدميتين- التي تتمتع بالقدرة على الاتصال التخاطري- على خلق بابٍ بالغ الأهمية ينتهى بالطفلة إلى احتواء ذاتها .
رحلة اخيرة: تتناول رواية(هاري بوتر و حجر الفيلسوف) لج. ك. رولينج موضحة تحليلاً نفسياً للعقل الباطن لليتامى المهمشين مثل ”هاري بوتر” و كاشفة عن المسائل الأكثر تعقيداً فيما يخص الأطفال و رحلتهم لتكوين هويتهم . يركز الجزء الأول من الرحلة بشكلٍ خاص على نظرية ”الرومانسية الأسرية” التي يطرحها سيجموند فرويد و التي يلجأ إليها الطفل اليتيم لمعالجة مشكلاته النفسية جراء تنشئته في أجواء أسرية مضطربة . يتبنى الجزء الثاني رؤية اريك إريكسون ومنظوره ” النفسي الاجتماعي” في إيضاح الأنماط السلوكية التي تحدث عميق الأثر في نمو شخصية هاري و رحلته لاكتشاف ذاته.
تنتهى الرسالة بالتأكيد علي ثراء أدب الخيال للأطفال بالمعاني الخفية الجديرة بالدراسة من خلال خاتمة لخصت فيها الباحثة أهم ما توصلت إليه من نتائج.