الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعتبر الأسرة أهم وحدات المجتمع, حيث أنها الوحدة الأولى التي فيها عملية بناء الإنسان، فهي أساس عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد والجماعات والمجتمع كذلك، فالأسرة هي الوحدة التي تمكننا من الوقوف على مدى تقدم المجتمع، وذلك من خلال التعرف على القيم والمعايير التي تعتمد عليها الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية لأفرادها. ولكن في الآونة الأخيرة حدث في بعض الأسر المصرية مشكلات معاصرة تهدد الأسرة، وذلك يستدعى تضافر كل المهن والجهود لمواجهتها من أجل حاضر ومستقبل الأمة المصرية. هذا وتعتبر المشكلات الأسرية والزوجية أهم المشكلات التي تواجه أفراد الأسرة وتؤثر على كافة جوانب حياتهم، وبالتالي فإنها تؤثر على المجتمعات وخاصة على سير حياتها بطريقة طبيعية وتخرج جيلا معقدا ومنحرفا إذا استمرت هذه المشكلات بدون مواجهة وإيجاد حلول لها, وهو الأمر الذى يتطلب اللجوء إلى مكاتب التوجيه والاستشارات الأسرية للوصول لحلول لهذه المشكلات التي تواجه الأسرة وتعديل سلوكيات واتجاهات أفرادها. ومن ثم ظهرت الحاجة الشديدة لممارسة الأخصائي الاجتماعي العامل في المجال الأسري المشورة الأسرية، وذلك لمساعدة العديد من الأسر التي تتردد على مكاتب تسوية المنازعات الأسرية بمحاكم الأسرة على مواجهة وحل مشكلاتهم من خلالها، وذلك لتحقيق التوازن والاستقرار الأسري والتنشئة الاجتماعية السليمة للمجتمع في ظل المتغيرات العالمية السريعة والمتلاحقة في المجتمع العالمي بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة ولها تأثيرها على الأسرة. وبما أن الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية تهتم بالأداء الفني والمهارى للأخصائيين الاجتماعيين في مجالات الممارسة المختلفة, فإن تحقيق هذا الأداء يعمل على إزالة الصعوبات والمشاكل أمام العملاء والأسر, ويضع الممارسين على الطريق الصحيح ويحقق التغيير المرجو لهم. لذا فقد أخذت مهنة الخدمة الاجتماعية قسطًا من المسئولية ،وذلك من خلال طرقها المهنية المختلفة التي تعمل على تنمية قدرات الأخصائيين الاجتماعيين والأفراد من خلال تحسين أدائهم واتجاههم بمدهم بالفنيات والأساليب اللازمة لهم باستخدام تكنيكاتها وأساليبها الفنية والمهنية المتنوعة بعد تدريبهم وثقلهم بما يتناسب, مما يؤدى إلى زيادة فاعلية مؤسسات الخدمة الاجتماعية. ومن خلال الإرشاد الأسري والاستعانة بالمرشد الأسري يمكن التعرف على مواطن الخلل في الأسرة والمشكلات التي يعانى منها من خلال ملاحظة طريقة تفاعلهم مع بعضهم البعض, وكذلك كيفية تعامل الأسرة مع الأحداث والتغيرات التي يمر بها. ويعتبر الإرشاد الأسري إحدى الأساليب في دعم العلاقات الأسرية والزوجية سواء من حيث تشخيص المشكلات فيها أو التدخل لمواجهتها والتصدي لها أو في العمل على الوقاية منها. وكذلك يعمل الإرشاد الأسري على تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي لجميع أفراد الأسرة الذين يعانون من الضغوطات النفسية, ووقاية الأسرة من المشكلات التي يمكن مواجهتها نتيجة ظروف الحياة المختلفة, وحماية الأسرة من التفكك والحفاظ على بقائها متماسكة. كما أن تنمية اتجاهات ومهارات الأخصائيين الاجتماعيين العامليين بالمنظمات يمثل أهم جوانب تدعيم الكيان المؤسسي السليم المتكامل لهذه المنظمات, من أجل التأثير الإيجابي على عمليات خدمة الأسر, حيث أن معايير المهنة تفرض عليه أن يمتلك معارف وأساليب واتجاهات ومهارات معينة, لتؤهله للقيام بأدواره في إطار الأوضاع الاجتماعية بالواقع المعاش, من أجل إنجاح منظومة جيدة وفاعلة من الاتصال المتبادل. وهنا تظهر حاجة الأخصائي الاجتماعي المستمرة إلى اكتساب المزيد من المعارف والاتجاهات والمهارات والخبرات بما يصقل شخصيته المهنية, بحيث يكون أكثر قدرة على أداء مسئولياته, والإسهام بدور أكثر فاعلية في تحقيق التنمية. |