الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 464 |  |  |
| | | from | 464 | | |
المستخلص
يتناول البحث احتياجات عمران الأسواق التجارية للتطوير والدعم، نظرا لأهميتها من حيث التأثير في السلوك الإنساني. خاصة بعد ظهور الأسواق غير المادية منافسا قويا في عملية التسوق، والتي همشت التواجد الإنساني.
وقد اهتمت الدراسة البحثية بتصنيف التوجهات التسويقية كمدخل لفهم التفاعلات بين أطراف التسوق وتطور مفهوم التسوق على مر الزمن في تاريخ الأسواق، ولرصد الهدف التصميمي المسيطر على هيئة الأسواق بكل مرحلة. فتم ملاحظة أن الأسواق التجارية تظهر بصور متقاربة في النظرة العامة عبر المراحل المتتالية، وقد تسببت التغيرات التي أحدثتها كثرة السلع وتنوعها.
وقد اهتم البحث بالتوجه الاجتماعي للتسويق لدعم القيم الإنسانية من خلال التسوق، وذلك باستغلال نظريات التغيير الاجتماعي ونظريات التغيير السلوكي (تعزيز- إخفاء- تعلم...) ومستويات السلوك لتوعية العقل لوضع منهج لتعديل أفكار المجتمع. فتم دراستهم لتعرف على كيفية خلق قيمة جديده للأسواق تتصدى لفكرة نمط الحياة الاستهلاكي السائد.
ومن المعتاد انه طالما ظهرت الاسواق التجارية العمرانية داخل المدينة بهيئة شريطية، فإنه يصعب معها وجود مساحات للانشطة المصاحبة ذات التجمع الانسانى، وهذا عكس الحال بالاسواق الواقعه خارج المدينة ذات الساحات الممتدة، وقد اتضح بعد التعرف على العناصر المكونة للسوق أن الفراغات التجميعية تعد من أفضل الاماكن التى يمكن اضافة بها النشاط التنموى المطلوب دمجه بالسوق، لكونها مكان عام مرئي، كما يفضل اضافة مسطحات بالمتاجر تسمح بانتاج السلع الصغيرة، والتى تحتاج مسطحات قليلة لانتاجها، او أن تستغل تلك المسطحات المضافة لتعليم المتسوق كيفية تصنيع السلعة، أما بالنسبة للفراغات الخاصة فغالبا سيتقلص مسطحها خاصة في السلع التى سينجذب المتسوق لشراؤها من الاسواق الالكترونية، لكنها تحتاج اضافة مساحة لتجميع الفوارغ استعدادا لاعادة تصنيعها واستغلالها.
وقد حدد البحث ثلاثة جوانب لتطوير عمران الأسواق التجارية في ضوء خلق قيمة مجتمعية مستدامة، الجانب الأول هو البعد العمراني المستدام الذي أوضح ضرورة خلق قيمة وصورة بصرية ملائمة وطابع مستدام يميز ويشكل الصورة التسويقية العمرانية للسوق عن غيره بالنسبة للأسواق المزمع إنشائها بالمدن الجديدة. والجانب الثاني تمثل في البعد التسويقي التنافسي بين الأسواق الإلكترونية والأسواق التقليدية الملموسة، وتم تناوله بهدف تدعيم وجود الأسواق المبنية، والحد من الأسواق الإلكترونية في دعم الأسواق الملموسة، والاعتماد على المنافسة الكاملة. بينما الجانب الثالث فقد تمثل فى تحقيق رضا المتسوق، وأدوات قياس درجة الرضا، واتضح إمكانية اعتماد الباحث على الاستبيان وممارسة تجربة التسوق والاقتراحات والشكاوى في قياس رضا المتسوق.
كما تعرض البحث لدراسة اختيارات واحتياجات المتسوق المصري أثناء رحلة تسوقه من خلال رصد وتحليل احتياجات واختيارات عينة عشوائية من المتسوقين المصريين (109 عبر الأنترنت- 10 عبر المقابلات). وقد قسمت الدراسة إلى سبع محاور (بيانات شخصية- المتسوق والسلعة- الأنشطة المصاحبة- الرضا عن الأسواق- تفضيلات بين الأسواق التقليدية والإلكترونية- تفضيلات التسوق نبعا لأنماط الأسواق والسلع). كما اعتمد البحث على تحليل وتنظيم نتائج الاستبيان على نمط الإحصاء الاستدلالي اللا بارامترى مستخدما برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعيةStatistical package for social sciences . لرصد العديد من الملاحظات والنقاط الإيجابية وسلبية بالأسواق المادية لتطويرها. كما تم تحديد أي من الفئات اكثر تأثير وهيمنة على محاور الدراسة، وتحديد معدل ثقل لكل متغير بكل عامل. مستعينا باختبار التحليل العاملي Factor Analysis.
هذا بالإضافة الى تعرض الدراسة الى معرفة أسباب انجذاب المتسوق للعديد من نماذج من الأسواق المصرية، والتى تم تحديدهت فى سبعة نماذج (مول كايرو فيستيفال بمدينة القاهرة الجديدة- سينزو مول بمدينة الغردقة- شارع 26 يوليو ومنطقة المشاة بشارع الألفي بالقاهرة الخديوية- شارع المعز بالقاهرة التاريخية- شارع احمد ماهر بمدينة المنيا- شارع طه حسين بمدينة المنيا- سوق الحبشي (سوق جنوب شارع سعد زغلول وسوق القنطرة) بمدينة المنيا)، وذلك بهدف تحديد الفئات المجتمعية التي تتعامل مع كل نموذج دراسة وسلوكياتها به، بالإضافة إلى تحديد معوقات التسوق بكل نمط من أسواق الدراسة. فتم رصد مدى قدرة كل سوق لاستيعاب النشاط المصاحب المستهدف إضافته، وأنواع الأنشطة المصاحبة الموجوده بالسوق. واستخلص البحث عدد من العلاقات الإيجابية التي تحتاج إلى دعم، وكذلك عدد من العلاقات السلبية التى تتطلب التفكير في كيفية تفاديها وتجنبها. وقد اعتمدت الدراسة في جمع البيانات على الملاحظة والمقابلات والاستبيان (فكانت من ثلاث محاور، تناول المحور الأول بيانات شخصية خاصة بأفراد عينة الاستبيان، المحور الثاني رصد سلوك وشعور المتسوق بالسوق، أما المحور الثالث يجمع مقترحات وتعليقات المتسوق عن أسواق الدراسة) واستمارة الملاحظة Observation وقوائم التقدير Check List (وضع بها تقييم نسبيي مقارن تبعا لوضع أسواق الدراسة ببعضها، وقد تم تقسيم بطاقة الملاحظة إلى خمس أجزاء، الأول رصد بيانات عامة عن السوق محل الدراسة، قيم المحور الثاني إمكانية استيعاب النشاط المصاحب ومدى الاستمتاع بالتسوق الملموس، قاس المحور الثالث سهولة وصول المتسوق للسوق، قيم المحور الرابع رضا المتسوق عن السوق، رصد المحور الخامس متعلقات التسويق بالسوق) مارسة تجربة التسوق من أسواق الدراسة. تم بلورت النتائج فى صورة استراتيجية عامة لتطوير اماكن ممارسة النشاط التجارى فى مصر.
وقد خلص البحث إلى تبنى فكرة خلق نشاطات إنسانية مصاحبة للتسوق ذات بعد تثقيفي أو تنموي يدعوا إلى دعم الإنتاج، ويسهم في توجيه أفراد المجتمع طبقا لسياسات واحتياجاتنا المحلية، مع ضرورة خلق شخصية مميزة لكل سوق تتناسب مع وضع المنطقة العمرانية الوقع بها، السوق بأسلوب يربط المتسوق بها ويشعره بالألفة ومتعة التسوق؛ ويراعى قوانين الاستدامة لمواجهة الأثار البيئية التي تؤثر على وضع السوق وأسعار السلع.