![]() | Only 14 pages are availabe for public view |
Abstract لا شك أن للمرأة مكانة في عصر النهضة، من ناحية مشاركتها في النهضة، ولكى تقوم بهذا الدور لابد من إعدادها إعداداٌ صحيحاٌ لكى تشارك في تقدم المجتمع، لأن رسالة المرأة تتعدى مهمة التربية إلى مهمة إعداد جيل، يحسن التعامل مع المجتمع ويحسن العطاء، ليشارك فى نهضة ذلك المجتمع، فلا شك أن للمرأة دور حيوي في محاربة الجهل والتخلف وتنوير المجتمع بالعلوم والمعرفة والثقافة في كل مجالات الحياة. وكما قال الشّاعر: الأم مــــــــــــــدرســــــــــة إذا أعددتـــــــها أعـــــــددت شعبـــــــاً طيــــــب الأعـــــــراق ولا شك أن الإسلام قد هيأ للمرأة مكانة واضحة وأرسى لها من الحقوق ما لم تعترف به ديانات ومجتمعات أخرى، وشاركت المرأة في الإسلام في مختلف مناحي الحياة سواء على مستوى التربية أو على مستوى الجهاد، بل إن من النساء من حملت لواء تعليم الشريعة وأعطى لها من الحقوق ما لم تتهيأ في ديانة أخرى. ولذلك نرى بعض الفلاسفة بل بعض الحضارات أخذوا من المرأة موقفا مضاداٌ للتقدم كما نجد عند الرومان واليونان والحضارة الصينية، وبعض الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، وأيضا عند العرب قبل الإسلام، فقضية المرأة قديمة وحديثة في وقت واحد، بل هي قضية اليوم لأن الكلام عن حرية المرأة تعدى المسائل التي أهتم بها السابقون إلى مسائل جديدة كالمشاركة الاجتماعية والسياسية الفعالة. من هنا حاول المفكرون في عصر النهضة، أعادة حقوق المرأة التي أعطاها لها الإسلام، فنادوا لها بالحرية ومازالت هذه الدعوات حتى وقتنا هذا، فمعظم مفكري النهضة قد عنى عناية خاصة بقضايا المرأة من التربية كما نجد عن الطهطاوي في كتابه المرشد الأمين للبنات والبنين، وما قامت به الكاتبة ملك حفني في نسائياتها، وتلك الدعوة التي قام بها قاسم أمين في تحرير المرأة والمرأة الجديدة استكمال لجهود سابقة في هذا الصدد، وأيضا ما كتبه محمد رشيد رضا في حقوق النساء في الإسلام. فالموضوع هنا ذات شقين شق يتعلق بإصلاح المرأة اي بتربيتها وتحريرها وإصلاحها، والشق الاخر يتعلق بمشاركتها في شئون النهضة ومن هنا تأتى أهمية الموضوع. |