Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نسق الاستلاب في شعر محمود درويش :
المؤلف
حافظ، بسمة عامر عبدالوهاب.
هيئة الاعداد
باحث / بسمة عامر عبد الوهاب حافظ
مشرف / عبد الفتاح محمد أحمد العقيلي
مشرف / صفوت عبد الله الخطيب
الموضوع
الشعر العربى - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
201 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 201

from 201

المستخلص

لقد توصلت الدراسة بعد هذه القراءة النسقية إلى عدة نتائج ، يمكن للباحثة أن تجملها فيما يلي:
أولًا-توصل البحث إلى عدة معانٍ لغوية للاستلاب : كالسرقة ، وضياع العقل ، وضياع الملكية ، فقد استخدمت المعاجم العربية والغربية المصطلح بهذه المعاني المختلفة ، فتناولت المعاجم الغربية الجانب المعنوي لمادة الاستلاب ، كما ورد في موسوعة لالاند الفلسفية ،على أن الشخص المستلَب هو ذلك الشخص المنتسب إلى آخر ومولى ، أى مملوك لغيره، وجاء في اللغة الإنجيليزية واللاتينية والفرنسية بمعنى واحد ، وهو الشخص الغريب أو الذي يجعل غريبًا عن الأشياء من حوله ، ولكن المصطلح تطور في اللغة الإنجليزية في القرن الرابع عشر حتى أصبح القطيعة عن الإله والغربة عنه ، في حين جعله المعجم العربي ح الة من الاختلاس والسرقة أى اقتصر على الجانب المادي للمصطلح ، لكن (الزبيدي) قدمه من باب المجاز على أن الشخص المستلَب العقل والفؤاد انطلاقًا من النسق السائد في الثقافة العربية حينذاك .
ثانيًا-أوضحت الدراسة ارتباط مصطلحي(الاستلاب/الاغتراب) ، حيث قدمت الدراسات الهيجلية والماركسية تفسيرات حول تشابه الاستلاب والاغتراب ، فقد عرض له ماركس عندما تحدث عن حالة الفرد في المجتمع الرأسمالي الظالم ، وحدده (لوكاتش) بأنه تشيؤ الفرد ، وجعله هيجل حالة من حالات فقد الملكية ، ولكن اختلفت الباحثة معه حيث ترى أن الاغتراب ما هو إلا لحظة منبثقة ونتيجة حتمية للاستلاب فالإنسان المستلَب يتحول إلى غريبٍ عن نفسه .
ثالثًا-أوضحت الدراسة الصراع القائم بين الأنساق متمثلًا في الاستلاب والتحرر، حيث حاول درويش في مرحلة متقدمة من شعره أن يقاوم بالشعر فكرة استلاب الوطن ، والبحث عن الكيفية التي يمكن أن يتحرر بها الوطن ؛ فبذل قصارى جهده في محاولة رد كيد الاستلاب الصهيوني ومقاومة الزحف اليهودي وإنشاء الدولة الصهيونية ؛ لأن (درويش) احتفظ بشعريته ودوره بوصفه فنانًا وليس مقاتلًا ؛ ومن ثم فقد رفض الحل العسكري للقضية الفلسطينية .
رابعًا-أوضحت الدراسة الصراع الدائر بين الفلسطيني والصهيوني على ذاكرة المكان وانتزاع الهُوية ، حيث حاول الصهيونيون محو الذاكرة الفلسطينية عن طريق الأساطير الكاذبة والوعود التوارتية التي تأسست عليها سياسة صهيون من محاولتهم جمع الشمل اليهودي وإنشاء وطن في فلسطين ، لذلك سيطر نسق الاستلاب على إحساس درويش بالوطن ، والهوية والأمل في العودة.
خامسًا-رصدت الدراسة كيف تحول مفهوم الوطن والانتماء داخل العقلية الفلسطينية ، حيث شعور الفلسطيني بالغربة داخل وطنه ، كما أوضحت بحث درويش عن المكان الضائع ورفضه أن تستلبه هذه الأماكن الأخرى (مصر، لبنان) .
سادسًا-استعاض درويش عن المكان/الوطن الحقيقي بالمكان المتخيل أو المكان النصي فأدخل المكان إلى النص وصنع عالمًا موازيًا للواقع لدرجة أنه اكتفى بهذا المكان المتخيل وامتنع عن العودة إلى المكان الواقعي وذلك ؛لأن الأشياء وهي بعيدة جنة المحروم ، ولكن وهي قريبة هي منفى اللاجىء داخل الوطن المفقود ، كما أوضح درويش أن الفلسطيني ليس بحاجة إلى البرهنة على تاريخ المكان وذاكرته الفلسطيني ، فالعدو هو الذي يخشى الذكريات .
سابعًا-تكشف الدراسة عن ثلاث مراحل/ محطات شعرية قد مرّ بها درويش ، حيث تمثلت المرحلة الأولى في واقع الاستلاب وطبيعته وما ترتب عليه من محاولة المقاومة ، ثم جاءت المرحلة الثانية متمثلة في حديثه عن جرح الخروج ووجع الحنين إلى الوطن ، والمرحلة الثالثة هي مرحلة تحقق الاستلاب وتعمقه في ذات الشاعر وضياع كامل للوطن/الهوية.
ثامنًا-لقد آثر درويش في أعماله الأخيرة أن يكتب الوجع ، كتب الاستلاب ، فأظهر نفسه مستلبةً وضائعة في آفاق اللاوجود ، وجاءت دواوينه الأخيرة معبرةً عن ذلك .
تاسعًا-رصدت الدراسة تأثر درويش بالرموز التوراتية حيث يشحذ الشاعر كل طاقته الإبداعية في استحضار كل رموز الشتات عبر الثقافة العربية وحسب التأويل التوراتي لها ، فـ(هاجر) تمثل له قصة التشرد والتيه ، وآدم -عليه السلام -يعبر عن المستلَب المطرود من أرضه في رحلة شتات لا تنتهي في ذريته ، ويوسف-عليه السلام- يمثل فقدان الوطن واستلاب حريته وشتاته وتخاذل أخوته .
عاشرًا-كشفت الدراسة أن (درويش) قد جعل كل مكونات الطبيعة عدوًّا ومستلِبًا له ، فصار يرى البحر مستلِباً له ، كذلك رأى الحب أكبر مستلِب فعمد إلى التخلي عن كل الأشياء التي تشعره بالاستلاب ، ويتخلى كذلك عن المكان والوطن .
حادي عشر-كشفت الدراسة عن تصارع درويش مع الموت ورغبته في الانتصار عليه بالبقاء والخلود، فجعل شعره محاربًا الموت ومتحديًا له ، منتصرًا عليه، لا يستطيع الموت قهره ، لأن الفنون جميعها انتصرت على الموت.