![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يُعد الحفاظ على بقاء الدولة من أهم عناصر مفهوم الأمن القومى للدولة , إذ لا جدوى من حماية سيادة الدولة فى عدم وجودها , وبالتالى يمكن القول بأن عناصر مفهوم الأمن القومى كلُّ لا يتجزأ ( وجود الدولة – سيادة الدولة – نماء الدولة ) , ومع تشابك وتعارض مصالح المجتمع الدولى , برز أيضاً حماية مصالح الدولة التى تحتاج إلى مؤسسات وكيانات قادرة على صناعة القرار اللازم لحماية هذه المصالح , الأمر الذى يتعين معه ضرورة نماء القوة الشاملة للدولة ؛ بما يضمن حماية وجودها وصيانة سيادتها وتنمية قدراتها الشاملة ، خاصة بعد ثورات الربيع العربي ومشروعات تقسيم الدول العربية ، من خلال حروب الجيل الرابع والعولمة بكل صورها خاصة العولمة الإعلامية والثقافية . إن موضوع الدراسة يتعلق أساساً بالأمن الإعلامي القومي المصري ، والعوامل المؤثرة فيه ، ومضمون السياسة الإعلامية المصرية ، ودور التشريع المصري في تحقيق تلك السياسة من خلال ضمان حماية الحق في المعرفة وحرية وصول البيانات والمعلومات ، بعد ثورتي يناير 2011م ، ويونيو 2013م ، ومواجهة عوامل تهديد الأمن القومي المصري . وسبل تحقيق السياسة الإعلامية كأساس للحفاظ علي الأهداف والغايات القومية ، كما جاء بدستور جمهورية مصر العربية 2014م . ويعتبر الأمن الإعلامي القومي عنصر بالغ الأهمية من عناصر الأمن القومي الشامل ، نظراً لتأثيره الواضح علي باقي عناصر الأمن القومي ، فالموارد الإعلامية تعتبر من أهم قواعد الحماية المجتمعية الأساسية للدولة ، وأي تأثير عليها يمثل تأثيراً مباشراً علي الغاية القومية للدولة ، وبالتالي يؤثر علي إستراتيجيات تنفيذ تلك الغاية ، ومن ثم أصبح الإعلام شريكًا إستراتيجيًا للدول في الحفاظ علي أمنها القومي واستقرارها الداخلي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المجالات كافة ، وهو ما يصبو إليه المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام وكل من الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة ، ومحاولة مراقبة الحق في الحصول علي المعلومات من الحكومة ومن ثم حق المواطنين في المعرفة . لذا فإن إضاءة العلاقة بين مفهوم الأمن القومي وبين الحق في الوصول إلى المعلومات ، والقواعد التي ينبغي أن تحكم التناول الإعلامي الخاطئ للبيانات والإضرار بالأمن القومي كمبرر لاستثناء بعض المعلومات وحمايتها ، لها أهميته ، كما يسعي الإعلام أيضاً لتحقيق مزيد من التعاون مع الحكومات والشعوب ، وأضحت وسائل الإعلام والصحافة تمثل جزءًا رئيسًا في سلوك واتجاهات الناس وتشكيل الوعي . |