الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص علي الرغم من أن مصر هي بلد زراعي قديم ، إلا أن وادي النيل يظهر به كشريط ضيق ، وبمثابة واحة معزولة تحدها الصحراء من الشرق والغرب ، والبحر المتوسط من الشمال. وقد لعب نهر النيل بإنتظام فيضانه في توقيتات زمنية معروفة لدي المصريين إلي خلق خاصية العمل الجماعي فيما بينهم لإمكانية السيطرة عليه وتحقيق أعلي فائدة في الإستفاده في شتي المجالات. وكانت خصوبة أراضي الوادي عاملاً أساسياً لإستقرار سكانه وتدعيم الروابط والصلات والعلاقات فيما بينهم عن طريق إستخدام النهر كطريق للمواصلات . وإذا كان وادي النيل الخصيب يتسم بالضيق في مساحة أراضيه الصالحة للزراعة والاستقرار الإنساني ، فإن دلتا النيل في الشمال علي العكس من ذلك فإنها تتميز بخصوبة الأراضي وإتساع مساحتها ، كما تتسم بأنها إقليم زراعي وبحري في نفس الوقت ، فتحتل تجارتها الخارجية مكاناً هاماً بجانب الزراعة عن طريق إنفتاح سكانها علي المواصلات البحرية للبحر المتوسط ، فزاد ذلك من فرص الإحتكاك بالشعوب الأخرى والحضارات الأخرى مهما كانت درجة تقدمها الحضاري والثقافي فأدي هذا الاختلاط والاحتكاك إلي تبادل الآراء والعقائد وزيادة المعارف والفنون واستحداث طرقاً جديدة للتفكير والعمل في شأن الوفاء بمطالب الحياة الاجتماعية. وكانت الجيزة مسرح للأحداث مهم جدا خلال فترة الدولة القديمة وعرفت الجيزة منذ العصر العتيق ولكن ليس بأهمية جبانة سقارة وأبيدوس, وعثر على مقابر ولكن بدون أى نقوش أو أدلة تشير الى أصحابها, وعلى جدران مقابر الدولة القديمة صور الفنان كل ما في البيئة المحيطة به من أنشطه وزراعة و صناعة ورحلات تجارية حيث قام بتصوير كل هذه الأنشطة على جدران المقابر, ونجده يصور الحياة الزراعية بكل ما فيها من حيوان ونبات كذلك الصناعات مثل صناعة الذهب والمراكب والنبيذ والخبز والفخار وهي من الصناعات المؤثرة على الاقتصاد المصري القديم, كذلك صور عملية الرعي والصيد في الأحراش وكل هذه الأشياء ما هي الا تأثيرات بيئية مختلفة أثرت في الفنان . كذلك أثرت البيئة على الفنون من حيث المادة الخام من ألوان وأحجار وتأثر الفنان بالبيئة, فصور لون البشرة التي تأثرت من أشعة الشمس والكراسي التي جلس عليها من أرجل الأسد, ومن هذا كله نجد أن للبيئة الأثر الأكبر في حياه الإنسان المصري القديم في كل جوانب حياته. |