Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحياة السياسية وبعض مظاهر الحضارة في أَذْرَبِيْجان مُنذ قيام الدولة السلجوقية حتى انتهاء عصر الأتابكة (446-622هـ/1054-1225م) /
المؤلف
أحمد، محمود جمعة خليل.
هيئة الاعداد
باحث / محمود جمعة خليل أحمد
مشرف / محـمد سـيد كـامل
مناقش / عبد الباري محمد الطاهر الشرقاوي
مناقش / وائل أحمد إبراهيم طوبار
الموضوع
الدولة السلجوقية. التاريخ الإسلامى. دولة المماليك. السلاجقة.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
326 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميّة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 340

from 340

المستخلص

كانت وفاة السلطان ملكشاه السلجوقي سنة 485 هـ/ 1092م إيذانًا بظهور نظام جديد على مسرح الأحداث في الشام والعراق وإيران وأرمينية وأَذْرَبِيْجان، ونعني بهذا النظام نظام الأتابكيّات الذي أخذ في التنامي والظهور نتيجة صغر سن بعض أمراء البيت السلجوقيّ من جهة، وحرص رجال البيت السلجوقي على إيجاد قائد من القادة العسكريين الكبار يقوم بتربية الابن أو الأمير السلجوقي الصغير وتلقينه الفنون العسكرية والإدارية من جهة أخرى. وكان من تلك الأتابكيات التي لعبت دورًا كبيرًا على مسرح الأحداث في الشرق ”أتابكة أَذْرَبِيْجان” أو ”أتابكة بني إيلدكز”.
ثانيًا: أسَّس شمس الدين إيلدكز -وهو مملوك تركي لكمال الدين أبي طالب وزير السلطان السلجوقي محمود بن محمد بن ملك شاه- أتابكة أَذْرَبِيْجان، فلما أُغتيل الوزير كمال الدين سنة 516 هـ/ 1122م في بغداد انتقل شمس الدين إلى خدمة السلطان محمود، ثم السلطان مسعود (527- 547 هـ) الذي قرَّبه إليه وزوَّجه أخت زوجته، وهي أرملة أخيه السلطان طغرل بن محمد، فصار شمس الدين أتابكًا لأرسلان شاه بن طغرل، ثم أعطاه حكم إقليم آرّان سنة 541 هـ/ 1146م، فأخذ يوسّع نفوذه في المناطق المجاورة، واستولى على معظم أَذْرَبِيْجان وبلاد الجبل وهمذان وأصبهان والرّيّ، واتخذ من تبريز عاصمة له.
ثالثًا: شارك إيلدكز أمراء الدولة السلجوقية في صراعهم للوصول إلى منصب السلطنة أكثر من مرة، وكان يؤيد فريقًا على الآخر، وكان لإسهامه في هذه الصراعات أثرٌ كبيرٌ في وصول ابن زوجته ”أرسلان بن طغرل بن محمد” إلى منصب السلطان السلجوقي في فارس والعراق. فأبقى أرسلان أتابكة إيلدكز في همذان وعيّن أخاه لأمه محمد جهان بهلوان بن إيلدكز حاجبًا له.
رابعًا: قَوِيَ نفوذ إيلدكز لكونه أتابك وحاكم أَذْرَبِيْجان، وهيمن على جميع مرافق الدولة، واستطاع بكفائته وحُسن تدبيره ومساعدة ولديه محمد جهان بهلوان ومظفر الدين عثمان قزل أرسلان أن يرد كيد الأعداء وينتصر عليهم، وظل نفوذ إيلدكز قويًّا حتى وفاته سنة 568 هـ/ 1172م، ولم يكن للسلطان أرسلان إلا الخطبة له على المنابر ونقش اسمه على السّكة.
خامسًا: خلف شمس الدين إيلدكز في الحكم ابنه محمد جهان بهلوان، وكان كأبيه حيث سيطر على دولة سلاجقة العراق وفارس وسيطر كذلك على أخيه لأمه السلطان أرسلان الذي آثر الانزواء حتى وفاته سنة 571 هـ/ 1175م. وقيل إن أخاه محمد جهان بهلوان سَمَّه ليتخلص منه، وجعل السلطنة لابن أرسلان الطفل طغرل بن أرسلان، وهو آخر ملوك سلاجقة فارس والعراق.
سادسًا: ظلَّ محمد جهان بهلوان قوي النفوذ يرهب جانبه الحكام الآخرون، ويرسلون السفراء إلى بلاطه. واتصل به السلطان صلاح الدين الأيوبيّ سنة 581 هـ/ 1185م لدى وصوله إلى الموصل ملتمسًا منه السماح بالمرور في الأراضي الخاضعة لنفوذه كي يحطم قلاع الإسماعيلية الباطنية في قزوين ويقضي على قوتهم، ولكن جهان بهلوان خشي أن يشجع ذلك صلاح الدين على غزو العراق، فلم يسمح له بالمرور، ووقف في طريقه، وانتهى الأمر بالصلح بين الطرفين، ثم مرض جهان بهلوان بعد ذلك، ولم يلبث أن توفي في أوائل سنة 582 هـ/ 1186م، وكان حتى وفاته يُسيطر على بلاد الجبل والرّيّ وأصبهان وأَذْرَبِيْجان وأرّان، وليس للسلطان طغرل معه إلا الخطبة.
سابعًا: تولى عثمان قزل أرسلان الأتابكية بعد وفاة أخيه، واتخذ لنفسه لقب أمير الأمراء على أرّان وأَذْرَبِيْجان وهمذان وأصبهان والرّيّ، ولكنه لم يستطع السيطرة على السلطان طغرل الذي أضحى شابًا، وأراد التخلص من سيطرة عمّه عثمان قزل أرسلان، فنشبت المنازعات بينهما، وانتشرت الفتنة في البلاد، واضطر طغرل في خاتمة المطاف إلى الاستسلام لقزل أرسلان الذي سجنه في حصن قُرب تبريز.
ثامنًا: ما إن قُتل قزل أرسلان حتى أصبح الأمراء سادة الموقف، فأخذوا يقتسمون النفوذ بينهم، وضعف نفوذ أتابكة أَذْرَبِيْجان، ونشبت نار الحروب بينهما بلا انقطاع وقد أدى ذلك إلى ضعف أتابكة أَذْرَبِيْجان، فاستغل طغرل بن أرسلان هذا الموقف وخرج من سجنه. وقد تعرضت أتابكيّة أَذْرَبِيْجان لأخطار خارجيّة وداخليّة، حتى خرجت بلاد الجبل عن طاعتهم كما تعرضت لهجمات المغول الذين ملكوا مراغة وأرْدَويل وتوجهوا إلى تبريز، وتعرضت لهجمات القفجاق، ثم ما لبثت البلاد أن تعرضت لخطر الخُوارزميين الذين كان سقوط دولة أتابكة أَذْرَبِيْجان على أيديهم. وهكذا سقطت دولة أتابكة أَذْرَبِيْجان بعدما حكموا هذه البلاد حوالي خمس وثمانين عاما وكانت البلاد في عهدهم في رخاء وأمان.