Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تطبيق معايير الاستدامة في العمارة الداخلية لمتاحف الآثار المصرية /
المؤلف
موسى، رفيق رضا زارع.
هيئة الاعداد
باحث / رفيق رضا زارع موسى
مشرف / طارق كمال الدين عادلي
مشرف / مجدي أحمد ضياء الدين
مشرف / محمد صابر عبد الحميد
الموضوع
المتاحف - مبانى.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
239 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
تربية فنية
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الفنون الجميلة - الديكور
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 280

from 280

المستخلص

ظهرت في العقود الأخيرة من القرن العشرين بعض التعبيرات والمصطلحات مثل ”التصميم المستدام” و”العمارة الخضراء” و”المباني المستدامة” و”المدن الصديقة للبيئة” ، والتي كانت كلها بمثابة توجهات جديدة للمجتمعات المعاصرة لمواجهة المشاكل التي ظهرت وتفاقمت ويأتي على رأسها تلوث البيئة وتأثيرها على الإنسان والمحيط الحيوي على حد سواء. وحيث أن بيئة الإنسان تتدرج من الحيز الداخلي للمبنى الذي يعيش فيه إلى الفراغ الخارجي المحيط بالكرة الأرضية ، لذا تعد محددات وبنية العمارة الداخلية وعناصر التصميم الداخلي أحد مكونات المبنى التي يمكن أن تؤثر بالسلب أو الإيجاب على البيئة.
ونظراً لأهمية فراغ العرض المتحفي حيث أنه من الفراغات الأكثر تأثراً بالدور الذي تلعبه العمارة الداخلية من حيث تشكيل الحيز المحيط بالمعروضات وتطور أساليب العرض ، ولأهمية تقييم الأداء البيئي لمختلف أنواع المباني ووضع معايير محددة للجودة البيئية ، كان اختيار فراغ العرض المتحفي للأثر المصري القديم كنموذج لتطبيق معايير الاستدامة لتحسين أداء هذا النوع من المباني في مصر. وذلك من خلال الدراسة التالية التي قدمها البحث في ثلاثة أبواب:
الباب الأول: معايير الاستدامة ودورها في تصميم متاحف الآثار.
تناول الفصل الأول المتاحف نشأتها وتطورها عبر العصور. وبعض المفاهيم والتعريفات المرتبطة بأصل كلمة متحف ”Museum” ، وذلك من خلال تقديم لمحة تاريخية عن المتاحف على مر العصور بداية بالحضارة المصرية القديمة ، مروراً بالحضارتين الإغريقية والرومانية ، الحضارة البيزنطية ، الحضارة الإسلامية ، وعصر النهضة حتى عصرنا الحديث. كما تم تناول أنواع المتاحف المختلفة كالمتاحف الأثرية ، متاحف الفنون ، المتاحف العلمية ، المتاحف التاريخية ، والمتاحف المتخصصة ، حيث أنه على الرغم من الاختلاف الواضح في أنواع هذه المتاحف واختلاف المقتنيات الأثرية التي تقوم بعرضها ، إلا أنها ترتبط فيما بينها ترابطاً وثيقاً حيث نجدها مكملة لبعضها البعض. ولما كان هذا البحث سيقوم بعمل دراسة تفصيلية لنوعية واحدة من هذه المتاحف وهي متاحف الآثار وبالتحديد متاحف الآثار المصرية القديمة ، تم تقديم بعض العوامل المؤثرة على أساليب العرض المتحفي منها مبنى المتحف ، نوع وطريقة العرض ، نوعية الإضاءة داخل المتحف ، وحدات العرض ، البطاقات المصاحبة للمعروضات ، هذا بالإضافة إلى تضافر جهود مجموعة من الأفراد والمسئولين بالمتحف لإعداد هذا العرض. كما تم التعريف ببعض المصطلحات الخاصة بهذا المجال منها علم الآثار من حيث نشأته وأهميته ، وعمليات الحفظ والترميم كأحد الإجراءات الوقائية لتفادي تقادم الأثر وتلفه والحفاظ علية لأطول فترة ممكنه.
ثم تناول الفصل الثاني تطور فكرة الاستدامة والتصميم البيئي. وذلك من خلال تاريخ الإنسان مع العمارة والمباني على مر العصور وما نتج عنه من تأثيرات على البيئة الطبيعية ، كما قدم توضيحاً للعديد من المصطلحات والمفاهيم التي تسببت في وجود ارتباك في مجال العمارة البيئية مثل البيئة ، النظام البيئي ، التلوث البيئي ، الاستدامة ، العمارة الخضراء ، والجودة البيئية. هذا بالإضافة إلى تناول مبادئ التصميم الأخضر المستدام التي هي بمثابة مؤشرات وتوجهات تحوي العديد من الأفكار والحلول التي يمكن تناولها في حل المشكلات البيئية القائمة. وأهداف التصميم الأخضر المستدام في السعي وراء تحقيق التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية معاً بطريقة فعالة. ودور الاستدامة في تصميم متاحف الآثار عالية الأداء. ولما كان هناك العديد من المعالجات البيئية والمناخية التي تستهدف راحة الإنسان داخل فراغ العرض المتحفي.
قدم الباب الثاني معالجات العمارة الداخلية لمتاحف الآثار المصرية في ظل مفهوم الاستدامة. ذلك من خلال عدة محاور رئيسية في ثلاثة فصول:
تناول الفصل الأول معالجات الراحة الحرارية وجودة الهواء الداخلي. وذلك عن طريق السيطرة والتحكم في المناخ الداخلي لمبنى المتحف ، من خلال التعرف على الآليات المختلفة لنقل الحرارة مثل التوصيل الحراري ، الحمل الحراري ، الإشعاع الحراري ، والتبحر والتكثيف. وكذلك التعرف على مستويات الراحة الحرارية للإنسان والتي تتضمن عدة عوامل مثل درجة حرارة الهواء ، الإشعاع الحراري ، الرطوبة النسبية ، سرعة تدفق الهواء ، ونوعية الملابس. وأيضاً متطلبات الحفظ الوقائي للأثر وتحديد حجم المخاطر من خلال التعرض لرطوبة نسبية خاطئة ، تحديد زمن استجابة المواد ، والتعرض لدرجات حرارة خاطئة ، وبذلك أمكن تحديد فئات المخاطر الناتجة عن المناخ الداخلي لمبنى المتحف. كما تم تقديم بعض المعالجات التصميمية التي تساهم في كفاءة الراحة الحرارية مثل اختيار الموقع العام ، توجيه المبنى ، تخطيط المبنى وكتلته ، غلاف المبنى والتقنيات المستخدمة في بناؤه ، وفاعلية الأنظمة الميكانيكية التي تؤدي إلى الحد من استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة.
كما تناول هذا الفصل جودة الهواء الداخلي ومصادر التلوث التي يمكن أن يتعرض لها مبنى المتحف ، وناقش كيفية تحسين كفاءة التهوية الداخلية وجودة الهواء الداخلي من خلال بعض المعالجات مثل المدخل الصحي ، ترشيح الهواء ، حظر التدخين ، الاستعانة بأنظمة التهوية بالإزاحة ، الحد من الميكروبات والعفن ، التوصل إلى بيئة نظيفة ، مع استمرار مراقبة جودة الهواء الداخلي ، واستخدام النوافذ القابلة للتشغيل. وذلك بهدف تحقيق الراحة الحرارية للمستخدمين للحصول على تجربة مشاهدة ممتعة ، إلى جانب الحفاظ على استدامة الأثر لأطول فترة ممكنة ، مع مراعاة تلبية احتياجات المباني الخضراء عالية الأداء في الوصول إلى أقصى كفاءة للتشغيل مع الحد من استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة.
ثم تناول الفصل الثاني المعالجات الضوئية والصوتية. حيث تم تحديد الفرق ما بين مصطلحي الضوء والإضاءة ، وتحديد خصائص مصادر الضوء المستخدم في العرض المتحفي مثل الضوء الطبيعي الذي استخدم بطرق مختلفة في عمارة المعابد المصرية القديمة ، والضوء الاصطناعي الذي تعتمد مصادره على العديد من المصطلحات التقنية مثل الفعالية ، مؤشر التجسيد اللوني ، ودرجة حرارة اللون ، وقدم دراسة لهذه المصطلحات بالنسبة لكل نوع من مصادر الإضاءة الاصطناعية مثل المصابيح المتوهجة ، مصابيح الهاليد المعدنية ، مصابيح الفلوريسنت ، إضاءة الحالة الصلبة ، وإضاءة الألياف الضوئية.
كما تناول إضاءة العرض المتحفي التي أمكن التعبير عنها من خلال دراسة ثلاثة محاور رئيسية ، فالضوء هو أحد عناصر الراحة البشرية من خلال التحكم في مستويات وجودة الإضاءة لتحقيق مشاهدة جيدة ، وهو أحد عوامل التدهور التي يجب تحديد حساسية مجموعات التراث الثقافي تجاهها لما تسببه من إضعاف وتفكك وتحلل لهذه المواد ، وهو أيضاً من أهم وسائل التعبير داخل العرض لما يمكن أن يُحدثه من متغيرات وتأثيرات مختلفة. كما قدم الطرق التي من خلالها يمكن الحد من الأضرار الناجمة عن الضوء والتي ترتكز على مبادئ بسيطة للغاية هي القضاء على الأشعة فوق البنفسجية ، والأشعة تحت الحمراء ، والحد من الإشعاع الضوئي. مع تقديم عدة توصيات لإضاءة بعض أجزاء المتحف المختلفة مثل معامل الترميم والصيانة ، ومنطقة تخزين الأعمال الفنية. هذا بالإضافة إلى بعض المعالجات التصميمية لكفاءة الراحة الضوئية داخل مبنى المتحف مثل نوافذ الإضاءة النهارية ، الأرفف الضوئية ، إعادة توجيه ضوء النهار ، الأنابيب والمجاري الضوئية ، والتحكم في الإضاءة وضبطها من خلال أنظمة الكشف والاستشعار.
كما تناول هذا الفصل الراحة الصوتية التي من خلالها تم التعرف على أسباب انتشار الضوضاء داخل المباني ، وبعض المصطلحات الخاصة بالتحكم في الضوضاء مثل درجة انتقال الصوت ، معيار الضوضاء ، وقت الارتداد أو الصدى ، ومعامل الحد من الضوضاء. بالإضافة إلى كيفية التخلص من مشاكل الضوضاء الخارجية ، وكذلك المتطلبات الصوتية للفراغ الداخلي لمبنى المتحف ، حيث أنه وفقاً لهذا المعيار يقع على عاتق المصمم مسئولية تحديد الأنظمة وأساليب التثبيت من أجل تلبية مستويات الضوضاء المطلوبة داخل المبنى.
بينما تناول الفصل الثالث الاختيار الفعال لمواد البناء وأنظمة تأمين المتحف. حيث تلعب الانبعاثات الصادرة عن مواد البناء دوراً حاسماً في صحة ورفاهية شاغلي المبنى ، وعليه فقد تم تقديم عدة وسائل للمساعدة على اختيار مواد البناء والمنتجات المستخدمة في مباني متاحف الآثار عالية الأداء منها الخطة العامة للمواد ، تحليل دورة حياة مواد البناء والمنتجات ، إعلانات المنتجات البيئية ، وأنظمة شهادات المنتجات والمواد. كما تم تناول أثر مواد البناء والعرض والتخزين على مجموعات المتحف فهي تمثل أحد عوامل التدهور إلى جانب كونها مصادر للملوثات. هذا بالإضافة إلى دراسة بعض الطرق المستخدمة في اختبار المواد مثل اختبار التآكل المعجل ، اختبار الألدهيدات ، اختبار الرقم الهيدروجيني ، واختبار ألومينون ، وذلك للتأكد من صلاحية المواد المستخدمة كمواد مستدامة بجودة المتحف. كما تم التعرف على بعض المواد الآمنة للاستخدام على اتصال مباشر مع مجموعات المتحف ، وبعض المواد المستخدمة بالقرب من المجموعات وتشترك معها في نفس بيئتها ، إلى جانب كيفية الحد من تراكم الغازات المنبعثة داخل قاعات العرض.
كما تناول هذا الفصل أنظمة تأمين مبنى المتحف مثل أنظمة مكافحة الحرائق التي تختلف باختلاف نوعية النشاط داخل فراغ المبنى المسبب لنوعية معينة من الحرائق ، حيث أن هناك بعض الأنظمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلامة المواد المتحفية وتهدد بقائها ، ولهذا يعد استخدام أنظمة الضباب المائي وأنظمة الحد من الأكسجين من الأنظمة الفعالة داخل مبنى المتحف. هذا بالإضافة إلى ، أنظمة الحماية ضد السرقة والتخريب والتسلل التي من الممكن دمجها مع الكاميرات المتحركة لتقديم حماية مثالية لمبنى المتحف. وبعد تقديم هذه الدراسة بمحاورها الثلاثة كان من المهم صياغة منهجية تضم ما سبق دراسته من محاور كمعايير خاصة بتصميم متاحف الآثار المصرية عالية الأداء.
الباب الثالث: منهجية تصميم متاحف الآثار المصرية في ظل مفهوم الاستدامة. حيث تم تحديد الهدف من تصميم متاحف الآثار المستدامة عالية الأداء في الاهتمام بكل من الإنسان ومواد المتحف إلى جانب تحقيق أهداف الجودة البيئية ، وذلك من خلال منهجية تصميم تم تلخيصها في نقاط محددة وهي اختيار الموقع العام للمتحف ، التخطيط العام لمبنى المتحف ، تحقيق الكفاءة الحرارية وجودة الهواء الداخلي ، تحقيق الكفاءة الضوئية والصوتية ، واختيار مواد البناء وكفاءة أنظمة تأمين مبنى المتحف.
وبعدها تم اختيار متحف أخناتون بمحافظة المنيا كعينة دراسة للتطبيق المقترح لهذه المنهجية التي تم استنباطها من خلال أبواب وفصول البحث المختلفة ، حيث تم من خلال هذه الدراسة التطبيقية التوصل إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي تساعد على تحقيق أهداف البحث.